مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 من الذى أيقظ الفتنة (2) ؟؟
...............................................................

بقلم : صـــلاح الامـــام
..........................

على مدى القرنين الماضيين من تاريخ مصر، لم تسجل أى صدامات من أى نوع بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، لكن خلال الأربعين عاما الماضية بدأت هذه الصدامات تزداد بشكل مطرد، على المستوى العددى والنوعى، وبالنظر لآثارها وتداعياتها، فإنها فى ازدياد مطرد وتنذر بعواقب وخيمة، فحينما يترك رجل الدين رسالته الأساسية، ويمارس دورا سياسيا، ويعيش فى دور الزعيم، ويأخذ الدين وسيلة (سبوبة) لتحقيق أهداف سياسية، تبدأ الفتن والقلائل.

ومنذ اعتلاء البابا شنودة الكرسى البابوى فى نوفمبر عام 1971 ، ومسلسل الفتن والقلائق فى مصر لايهدأ، وقد فطن الرئيس السادات لأهداف البابا، وكان لديه من الشجاعة والقوة أن قرر تحديد إقامته، وتجريده من منصبه، بل وإلغاء الكرسى البابوى من أصله عام 1981، وشكل لجنة لإدارة شئون الكنيسة، حتى أعاده الرئيس مبارك لكرسيه عام 1985، وتركه مع مجموعته يفعل مايشاء، والآن يجنى الرئيس مبارك ثمار تسامحه .

كانت حادثة إسلام وفاء قسطنطين زوجة أحد كبار الكهان بالبحيرة، كانت هذه الحادثة بمثابة فاصلا فى مسيرة النشاط الكنسى بمصر، فلأول مرة يخرج الأقباط فى مظاهرات يبوحون فيها بكراهيتهم للمسلمين، ويهتفون ضد الإسلام وضد النظام الحاكم فى مصر من قلب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وظهر المقر البابوى على حقيقته، فلم يعد مجرد معبد ديني، بل ظهر وكأنه مؤسسة سياسية لها استقلاليتها يتم اتخاذ القرارات وتغيير السياسات فيها .. بدا وكأنه القصر الجمهورى أو مجلس الشعب، أو مجلس الوزراء، ومارس المتظاهرون أعمال شغب ألحقت أضرارا مادية بممتلكات البعض، وأصيب العشرات من رجال الشرطة، وقال رجال الكنيسة عن المتظاهرين أنهم شباب غاضب !!!.

وكانت الكارثة أن تنازلت الدولة أمام مطالبهم، وانفكت أولى العُقد، وبعدها توالت كل العقد فى الإنفكاك، وأضحى الحبل سائبا، فلقد تم تسليم وفاء قسطنطين لهم، ثم اختفت تماما من الوجود، وخرج كبراؤهم أكثر من مرة يصرحون فى أجهزة الإعلام بأنها بخير وستظهر على شاشات التليفزيون قريبا، لكن لم تظهر وفاء، وتركت الدولة مواطنة مسلمة فريسة لهم، والله وحده هو الأعلم بما حل بها من عذاب على أيديهم.

كان هذا فى نهاية عام 2004، ومع بدايات عام 2005، تغيرت الأوضاع تماما، فالأنشطة التى كانت سرية خرجت على الملأ، فظهرت صحفهم ومواقهعم وفضائياتهم، وملأوا الدنيا صياحا وضجيجا بأنهم مضطهدون، وملأت أكاذيبهم الصحف والأثير فى كل بلاد الدنيا، ومن هذا التاريخ كانت جريدة المصرى اليوم تحبو خطواتها الأولى، كمنبر إعلامى خطير لهم وحدهم، ثم خرجت الدستور فى ذات العام، ثم الفجر، ثم اليوم السابع، وفى خط مواز، كانت فضائياتهم فى تزايد حتى تخطت العشرين قناة، والبابا شنودة يعترف صراحة فى برنامج القاهرة اليوم يوم 5 يناير 2010 أنه لن يطلب ممن يسيئون للإسلام فى الفضائيات أن يكفوا حتى يكف الآخرون، ولم يحدد من يعنى وماذا يفعلون؟ لكن مايفعله رجال الكنيسة المصرية عبر فضائياتهم من إساءة للإسلام ولرسوله الخاتم عليه أفضل الصلوات والتسليمات، يفوق بكثير جدا جدا مافعله رسامو الكاريكاتير فى صحف الدانمرك، على الأقل فهؤلاء ليسوا بعرب، ولايعرفون شيئا عن الإسلام، إلا مايسمعوه من كلاب المهجر وكلاب فضائياتهم التى تنبح ليلا ونهارا بالزور والبهتان.

فى ظل نظام ضعيف لايشغله سوى الإستمرار على الكرسى، ظهرت هذه الأقلية كمركز قوة لايستهان به، فهم امتلكوا الإعلام، وأغنياءهم لايؤاخذون إذا ماأنفقوا من مالهم على الانشطة التبشيرية، فى حين إذا قام أحد أغنياء المسلمين بعمل مشابه لخدمة دينه يصبح إرهابيا وظلاميا، وينتهى به الأمر إلى المعتقل ومصادرة أمواله، وهكذا بدأت المنظومة الكنسية تعمل على كافة المستويات، وعلى كافة الأصعدة، ومطالبهم تزداد كل يوم عن سابقه، حتى وصلت بهم الجرأة لأن يعلن أحدهم ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية، ورغم عبثية هذا الطرح، إلا أنه سيؤكد للعالم مزاعمهم وأكاذيبهم عن عددهم بمصر، فهم فى حدود اربعة ملايين، لكنهم يزعمون أنهم 10 مليون، والبابا نفسه يقول أنهم 12 مليون، وكلاب المهجر يقولون أنهم 22 مليون (!!!)، وقريبا سوف نسمع أنهم 112 مليون.

وإذا كان مسيحيو مصر باعتراف أكبر المراكز العالمية المتخصصة فى الاديان، وطبقا لكل الإحصاءات الرسمية أقل من 5% من عدد السكان، أى أقل من 4 مليون، فى حين تصل نسبة المسلمين فى بعض الدول الأوربية لحوالى الربع، فهل يوجد وزير مسلم فى أى دولة أوربية؟، وهل يجرؤ مسلم امريكى أن يرشح نفسه للرئاسة؟ وهل يجرؤ أن يفعل نفس الشىء مسلم فرنسى؟؟.

أخطر مافى القضية تلك الأقلام التى ينتمى أصحابها للإسلام بالإسم فقط، وهم كثيرون، باعوا أنفسهم ودينهم بقليل من متاع دنيوى زائل، وأصبح مايسمى بـ "حقوق الأقباط" هو شغلهم الشاغل، هى وظيفتهم التى يتعيشون منها، وهم مثل تيار الدونمة الذى تغلغل داخل الامبراطورية العثمانية، وعلى أيديهم كان سقوط الخلافة وانهيار الامبراطورية الإسلامية العظيمة التى كانت ترفع راية "لاإله إلا الله محمد رسول الله" فوق ثلث الكرة الأرضية، لكن الدونمة كانوا قد تغلغلوا فى مؤسساتها السياسية والتشريعية والإعلامية، وجندوا كثيرا ممن ينتمون للإسلام على الورق فقط، ونجحوا فى تنفيذ مخططاتهم، بحيث بدا للعالم وكأن ماحدث هو شأن داخلى (إسلامى) ولكنه فى الحقيقة كان مخططا يهوديا صليبيا، حدث مثله فى الأندلس من قبل، حتى كان السقوط المحزن لغرناطة فى عام 1492، على يد الكاثوليك، بتمويل وتخطيط اليهود، ثم كانت محاكم التفتيش الصليبية التى لم ولن يعرف العالم مثلها فى البشاعة، وابتكارها لأساليب تعذيب يقشعر منها بدن الشيطان.

إن المخطط الكنسى الذى يتم فى مصر الآن بات من الخطورة بحيث يجب ألأ نستهين به، والمرحلة القادمة تنذر بمخاطر، فــ"إبراشية اليوم السابع" الإلكترونية أصبحت تتحدث عن ميلشيات مسيحية مسلحة، وكُتاب المصرى اليوم والدستور أصبح لا هم لهم سوى تحريض الأقباط على الثورة، والتى إذا حدثت ستكون نتائجها وخيمة عليهم أولا وأخيرا، فالذين ظلوا لسنوات يحرضون الأمريكان على صدام حسين، كانوا هم أول من دارت عليهم الرحايا وفرمتهم بعدما حدث ماحدث بالعراق، مع الفارق فى التشبيه، فمصر ليست هى العراق، فالعراق منذ وجدت وهى فرق وأعراق مختلفة، أما مصر فهى 76 مليون مسلم يتماسكون وقت المحن ويصبحون على قلب رجل واحد، وقديما قالوا إن الذى يلعب بالنار هو أول من يكتوى بها، وعلى من أشعل النيران أن يطفؤها.

كلمة أخيرة:

فى مصر 2100 كنيسة، و64700 مسجد، لكن أصغر كنيسة مساحتها تساوى مساحة عشرين مسجدا، ومبناها يساوى من حيث الضخامة أكثر من عشرين مسجدا، ناهيك عن التحصينات الغير مبررة، ويوجد عشرات الأديرة منها 15 دير مساحة الدير الواحد تساوى مساحة كل مساجد مصر .. وحسبى الله ونعم الوكيل.

salahelemam@hotmail.com

الأنبا شنودة وعياله الغجر
شهادة رجب البنا
من الكشح إلى نجع حمادي ـ متى يستيقظ ضمير النظام المصري؟
كيف انحدرت مصر الى حضيض نجع حمادي؟
علي من تقع مسؤولية إشعال الفتن في مصر؟!
الفتنة الطائفية في مصر والحقيقة الغائبة
السياسة السعودية ودورها في الازهر
حادثة نجع حمادى والسقوط المدوى للاعلام المصرى
تاريخ الكنيسة المصرية
تاريخ الكنيسة المصرية -2
نعم.. نحن نظلم النصارى!
مقطع من يوميات مواطن قبطي
متى المسكين.. اللاهوت قبل السياسة
الطائفية والانقسام
الأنبا مكسيموس: حادث نجع حمادي نتيجة استفزازات الكنيسة
ماكسيموس: وهبني الله حب محمد
العنف الطائفي في مصر: كلنا مضطهدون
من الذى أيقظ الفتنة (1) ؟؟
من الذى أيقظ الفتنة (2) ؟؟
هل وقعت الفتنة الطائفية.. أم لا تزال هناك فرصة أخيرة؟
القسيس السافل
القسيس السافل -2
ذكريات عن الأقباط من الزمن الجميل


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية