حادثة نجع حمادى والسقوط المدوى للاعلام المصرى
...............................................................
بقلم : سعد رجب صادق
...........................
تتوالى سقطات الاعلام المصرى سقطة بعد أخرى ، ومع كل سقطة يهوى الى قاع أكثر سحقا ، وأعمق قرارا ، ولم تكد تمر أسابيع قلائل على حادثة أم درمان ، وهزيمة المنتخب المصرى أمام نظيره الجزائرى ، وما واكبها وتلاها من اسفاف وابتذال ، وصخب وضجيج ، ودعوة قبيحة لمزيد من سلخ مصر عن بعدها العربى ، حتى جاءت حادثة أخرى أشد وقعا ، وأقبح دلالة ، ألا وهى جدار الخزى والعار ، لفرض مزيد من الحصار والتجوييع على أخوة لنا ، وخرج المزايدون والأفاكون فى زفة اعلامية يهللون بشعارات الأمن القومى ، ومصر أولا ، وكفانا ما فعلناه من أجل فلسطين ، وغيرها من الترهات والأباطيل ، ونسى هؤلاء الكاذبون المدلسون أنه لا انفصال بين أمن مصر وأمن العرب جميعا ، وأنه فى اليوم الذى ينفك فيه صمود أهلنا فى غزة ، تكون جبهتنا الشرقية كلها قد انفتحت على مصراعيها أمام الاسرائيليين المتربصين بنا ، غير أن السقطة التى أحدث دويها زلزالا هائلا ، وعلامات فارقة لها ما بعدها ، هى سقطة حادثة نجع حمادى ، وما أعقبها من تغطية ومقالات وكتابات ، تجاوزت حد سلخ مصر من عروبتها كما فى حادثة أم درمان والجدار الى سلخ مصر من أغلبيتها المسلمة ، فى مشهد من أكبر مشاهد الرياء والنفاق ، وأحط صور الضلال والتضليل.
والمتأمل فى كتابات كثير من الصحف والصحافيين يجد مجموعة من الأمور العجيبة التى تستحق شيئا من الأناة فى فهمها وتحليلها ، وبيان دلالاتها :
1- صحيفة الدستور خرجت علينا بمقال ( أجراس الرصاص ) لرئيس تحريرها ابراهيم عيسى ، فى 7-1-2010 ، وفيه خلص قبل التحقيقات ، وقبل أية معلومات مؤكدة ، الى أن الأمر ليس ثأرا ( تصوير الجريمة على أنها ثأر هو جريمة لا تقل عن ارتكاب جريمة القتل ذاتها...وتقديمه بهذه الصفة اهانة لذكاء الأقباط واستهانة بمشاعرهم ) ، ثم سرح به خياله السقيم الى ( أن اطلاق الرصاص كان ضد ديانة الأقباط وجموعهم ) ، وهذا كله دليل على أن ( هذا المناخ الطائفى هائل ورهيب ) ، وأنه ( دليل تطرف وتعصب دينى يغوص فى الأعماق ) ، وعلى نفس صفحات الدستور يكتب محمود سعد فى 9-1-2010 مقالا عنوانه ( قنا وفى كل مكان !! ) ، وفيه يصور الأمر وكأن المسلمين فى كل صوب وحدب ، مدججين بالسلاح ، لا عمل لهم الا العدوان على النصارى ، ومرجع ذلك حسب عبقريته فى فحص وتحليل الأحداث الى الفضائيات الاسلامية ، والتحيز ضد الأقباط ، وحرمانهم من مناصب معينة رغم كفاءتهم وهمتهم ( ...أن تسيل الدماء المسيحية فى ليلة عيدها ، قتلى بعد أداء الصلاة فى الكنيسة ، وبأيدى مسلمة ، رشاشات مسلمة ...هؤلاء السفاحين القتلة المتطرفون الذين يجب اعدامهم فى ميدان عام ...لعن الله هؤلاء جميعا ، الأمة فى خطر..ان بعض الفضائيات الدينية الاسلامية تذبح أهل الكتاب ذبحا ، بعض هذه الفضائيات التى لا يعلم شيوخها الصحيح من الدين ...ثم أنهم لا يعلمون عن الوحدة الوطنية والأمن القومى ، انهم وأقول بعضهم عملاء لفكر قادم من قريب ، ودول كبيرة وصغيرة ملاصقة لنا تروج لفكر عقيم ومتخلف ، وهم يعملون لحساب هذه الدول ويقبضون الدولارات والريالات والذى منه والساعات الرولكس ..
ومن هنا لا نتعجب اذا ظهر آخر من هناك يهاجم الاسلام فنحن من بدأ ، الفضائيات الدينية تمثل خطرا ، وخطر آخر ظاهر وواضح فى المجتمع أن هناك تحيزا نعم تحيز فهناك مناصب معينة لا يصل اليها المسيحى مهما كان صاحب كفاءة وهمة ) ، ولا أدرى كيف انطلقت خيالات محمود سعد لتصف الرشاشات بأنها مسلمة ، وأن المسلمين بدأوا النصارى بالعدوان ، وحرموهم من مناصب معينة ، ثم ماهى تلك الدول التى يعنيها ؟ وما هو الذى منه الذى يتقاضاه شيوخ الفضائيات ؟ كلام كله يفتقر الى الدقة والأمانة ، ويتحيز تحيزا فاضحا ضد المسلمين ، مع تطعيمه ببعض الكلمات الخاوية عن الأمن القومى ، والوحدة الوطنية ، والأمة التى فى خطر.
2- صحيفة الشروق نشرت لعلاء الأسوانى مقالا عنوانه ( من قتل المصريين فى يوم العيد ؟! ) بتاريخ 12-1-2010 ، ويلاحظ هنا استخدام وصف المصريين ، وكأنه يشير الى الطرف الآخر ، الى المسلمين البدو الصحراويين الغزاة المحتلين لمصر ، والجائرين على حقوق أهلها الأصليين ، وهو نفس الهزل الذى يردده كتاب الأقباط فى الصحف المصرية وفى الخارج ، وفى المقال يشرق الأسوانى ويغرب ، ويخلص الى أن الوهابيين هم سبب ما حل بمصر من تخلف وخراب ، وهو نفس المعنى الذى يلف ويدور حوله فى كل مقالاته ، ( ..الأخطر فى الفكر السلفى الوهابى أنه ينسف فكرة المواطنة من أساسها فالأقباط فى نظرهم ليسوا مواطنين ، وانما أهل ذمة ، أقلية مهزومة مستسلمة فى بلاد فتحها المسلمون ، كما أنهم كفار مشركون قريبون من كراهية الاسلام والتآمر عليه ، ولا يجوز الاحتفال بأعيادهم ، ولا مساعدتهم فى بناء الكنائس لأنها ليست دور عبادة وانما أماكن للشرك بالله ، ولا يجوز للنصارى فى نظر الوهابيين أن يتولوا الحكم أو قيادة الجيوش مما يعنى انعدام الثقة فى ولائهم للوطن ) ، ونفس المنهج المريض كرره يحيى الجمل فى مقاله ( القارعة ) ، والذى نشرته الشروق فى 13-1-2010 ، وفيه يقول : ( القارعة وما أدراك ما القارعة..فى مصرردة عقلية سلفية لا بد أن نعترف بذلك ونواجهه..السلفية الحالية ...تولد متطرفين وارهابيين وقتلة..ان العنف وليد التطرف..وشيوع السلفية الدينية ) ، بينما يكتب سلامة أحمد سلامة فى نفس اليوم 13-1-2010 بعنوان ( هو قبطى ..فلماذا نغضب ؟ ) ، وفيه يرى الحادث عملا طائفيا ، ودليلا على عجز مصر عن حماية أقلياتها ( ليس صحيحا أن المذبحة التى وقعت فى نجع حمادى باطلاق الرصاص على جموع المصليين الأقباط بعد قداس عيد الميلاد المجيد هى مجرد جريمة جنائية ، وليست لها أبعاد طائفية ، بل هى فى حقيقة الأمر حلقة فى سلسلة الجرائم الطائفية..خطورة المذبحة التى وقعت فى نجع حمادى ليست فقط فى سقوط هذا العدد من القتلى دفعة واحدة ولكن فى تثبيت الاتهامات التى توجه الى الدولة المصرية بأنها عاجزة عن حماية الأقليات فيها ) ، ولا يخفى على أحد أن ما يسمى حماية الأقليات هى ذريعة الغرب المنافق لدس أنفه فى شئون الآخرين ، وأن المنظمات الدولية جاهزة لاعطاء الشرعية المزيفة لذلك ، مما يجعل المرء يتعجب عما يدور بعقول الكتاب ، ويعتمل فى نفوسهم ، وسر تهييجهم غير العادى ، وتهويلهم وتضخيمهم للأمر.
3- صحيفة اليوم السابع انبرى كتابها جميعا فى نوبة بكاء وعويل عما ألم بالأقباط على أيدى المسلمين !!، فكتب محمد الدسوقى رشدى بتاريخ 8-1-2010 مقالا بعنوان ( وغلاوة مريم العذراء وسيدنا المسيح ما تزعلوا ! ) ، وفيه أخذ يكرر الأسف ، ويقدم الاعتذار ( أنا آسف على ما حدث يوم عيدكم ، آسف على تلك الدماء التى سالت بلا ذنب..آسف على الكرسى الذى ضربه كفار التطرف فى زينة فرحكم..آسف أننى لم أكن هناك لأدافع عنكم..آسف لأن عددا من الشيوخ حرفوا الاسلام وحرضوا الجهلة ضدكم..آسف لأن الجهل السلفى تمكن من عقول بعض المصريين وأقنعهم بأنكم غرباء ولا حق لكم فى هذا الوطن..آسف باسم الاسلام الحقيقى ، وباسم المسلمين اللى بجد..وغلاوة مريم العذراء والمسيح ما تزعلوا ولا تمنحوا أحدهم فرصة ليفرق بيننا ) ، وفى مقال محمد بركة فى نفس الصحيفة بتاريخ 8-1-2010 ، يلقى اللائمة على المصريين جميعا ( يا عزيزى كلنا فتحنا النار على الأقباط ) ، بينما يكتب أكرم القصاص بنفس التاريخ والصحيفة ( بولا وأبانوب وبيشوى وأحمد..شهداء الغل الطائفى ) ، ويتعجب (..ولا نعرف لماذا يتصور بعض المسلمين أنهم فوق القانون ، وأن من حقهم ممارسة الارهاب باسم الثأر..وقد يلوم البعض أقباط المهجر وهم يطلقون بياناتهم ويبالغون أحيانا فى تصوير الاضطهاد ، ولكن فى هذه المرة لا يوجد أحد يمكنه أن يعتبرهم مبالغين..) ، وفى 9-1-2010 نشرت اليوم السابع عن تظاهر 300 مواطن أمام النائب العام يطالبون بمحاكمة علنية للمجرمين ، واقالة محافظ قنا ومدير الأمن ، وذكرت أيضا أن د.مصطفى كمال السيد الأستاذ بجامعة القاهرة يرجع جرائم العنف الطائفى فى مصر الى غياب الديمقراطية ، والسماح للخطاب الدينى المتطرف من فوق منابر الجوامع ، والى الفضائيات ، والمناهج الدراسية ، ودعا الى تعديل الدستور بحيث تحذف أية عبارة تشير الى دين الدولة ، بينما حمل حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع مسئولية ما حدث لجماعات الاسلام السياسى ، وعلى رأسهم الاخوان والجماعات الاسلامية ، ويصل الهزل والاستخفاف مبلغه باليوم السابع فى الخبر الذى نشرته بتاريخ 8-1-2010 بعنوان ( أنباء عن ظهور العذراء غاضبة بنجع حمادى ) ، وفيه : أكد المئات من الأقباط من منطقة المستت بمدينة نجع حمادى بمحافظة قنا أن السيدة العذراء ظهرت مساء اليوم الجمعة فوق كنيسة مارى يوحنا وهى فى حالة غضب شديد بسبب الأحداث الطائفية .
4- المصرى اليوم نشرت بتاريخ 9-1-2010 لسليمان جودة مقالا بعنوان ( اعتذار لكل قبطى ) ، وفيه يقول : (..وكذلك فعل الجبناء ..فى حادث نجع حمادى الذى أساء لكل مسلم وجعله مدينا باعتذار لكل قبطى! ) ، غير أن أخطر ما فى كل تلك المقالات ما كتبه خالد منتصر بتاريخ 9-1-2010 بعنوان ( الثأر الدينى ومسئولية الفقه والتفاسير ) ، وفيها لخص الهدف من كل تلك الضجة بدعوته الى تفسير عصرى لسورة الفاتحة لا يرى أن كلمة ( الضالين ) تعنى النصارى ، كما ألمح الى أن فهم المسلمين لسورة براءة هو مانيفستو ارهابى متطرف ضد الأديان والعقائد الأخرى ، ( أما الثأر الدينى فيتعدى القصاص من فرد الى القصاص من دين ، ويتجاوز الانتقام من عائلة الى الانتقام من طائفة وأصحاب عقيدة مختلفة.. ولكن يجب ألا نخفى رؤوسنا فى الرمال..وننظف القيح والصديد الطائفى الموجود للأسف فى كتب الفقه والتفاسير التى ينهل منها دعاة القتل والتهييج..يصطاد الداعية منهم تفسيرا لكلمة الضالين فى سورة الفاتحة على أنها النصارى ..ولا يخرج علينا الشيوخ الأفاضل بتفسير عصرى لهذه الآية يجعلنا فى منأى عن سب الأقباط فى كل صلاة ..المدهش ..كيف أجاز شيخنا الجليل -شيخ الأزهر- رسالة الدكتوراة لمفتى الجهاد عمر عبد الرحمن والتى كان موضوعها - موقف القرآن من خصومه من خلال تفسير سورة التوبة- الرسالة مانيفستو ارهابى متطرف ضد الأديان والعقائد الأخرى وعلى رأسها المسيحية.
لقد كشفت تلك الحادثة عن مجموعة من الأمور شديدة الأهمية ، بالغة الدلالة :
أولها : أن الاعلام المصرى مازالت تتحكم فيه عصبة من المنافقين والمدلسين ، والذين يغيرون جلودهم وأقنعتهم لتناسب حال كل عصر ، ومقام كل نظام ، وأنهم لا ينفكون عن ممارسة الكذب والتضليل ، وقد ساعدهم على ذلك ما اعترى مصر من ضعف وهزال ، علاوة على شهية منفتحة دائما للمال القبطى فى مجال الصحافة والاعلام ، وكذلك الخضوع الكامل لرغبات الغرب وأجندته .
ثانيها : حيث أن الأقباط هم الطائفة ذات الشوكة تحت الأوضاع الراهنة ، فلا بأس من موالاتهم ، والتودد اليهم ، والتكرار الممجوج لحكايات الفتنة الطائفية ، والاضطهاد ، والحرمان من الوظائف ، وغير ذلك من الأكاذيب ، مع الايحاء دائما بأنهم أصحاب البلاد الأصليين ، حتى أن كثيرا من الكتاب تحولوا الى مؤرخين ، واكتشفوا فجأة أن مصرى تعنى قبطى ، وقبطى تعنى مصرى ، وكأن مصر وهى واحدة من أقدم الكيانات البشرية فى التاريخ لم يكن لها اسم ولم تعرف الا مع مجيئ النصارى اليها فارين من الذل والهوان الرومانى ، فآواهم المصريون ، وفتحوا لهم بلادهم وقلوبهم ، وهم الآن لكثير منهم تحت التضليل الذى تمارسه الكنيسة ، وأقباط المهجر ، وكتاب الأقباط فى الداخل والخارج ، ليسوا الا أعرابا بدوا صحراويين ، احتلوا بلادهم ، وحرموهم من حقوقهم.
ثالثها : الدعوة المغرضة والمستمرة لفهم وتفسير عصرى للاسلام ، يفعل مثلما فعل اليهود والنصارى لدينهم من تحريف وتزوير وتبديل وتغيير ، يفقد الاسلام خصوصيته وتميزه كالشاهد الوحيد على كفر أهل الكتاب وشركهم ، وتلاعبهم بكتبهم ، ولن يقر لهم قرار الى يوم الدين محاولين مستميتين أن يحصلوا على ذلك ، ولكنهم وان وجدوا بعضا من ضعاف النفوس والانتهازيين من المسلمين ، الا أن الاسلام محفوظ بحفظ الله سبحانه له.
رابعها : محاولة أقباط المهجر ، وكثير من قيادات الداخل اضعاف الدولة المصرية ، وتشويه صورتها فى الخارج ، وحسب ما نشرته الجزيرة على موقعها فى 8-1-2010 فان رئيس المجلس البابوى لوحدة المسيحيين فى الفاتيكان الكاردينال فالتر كاسبر أعرب عن تضامنه مع أقباط مصر ، وبعث برسالة الى البابا شنودة عبر فيها عن ( وحدته فى الصلاة معه وتضامنه مع الجماعة القبطية ) ، وقال أيضا : ( ان على جميع المسيحيين أن يبقوا متحدين فى وجه الظلم ، وأن يسعوا معا الى السلام الذى يبقى المسيح الوحيد الذى يمكن أن يعطينا اياه ) ، وفى نفس الوقت أدان وزير الخارجية الايطالى فرانكو فراتينى الحادث ( ان أعمال العنف التى ترتكب ضد الطائفة المسيحية القبطية فى مصر تثير الرعب والاستنكار ، وأنه لا يمكن للمجتمع الدولى أن يظل غير مبال ، ولا ينبغى أبدا أن يستكين فى مواجهة التعصب الدينى الذى يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان الأساسية ) ، والعجيب أنه رغم معرفة الجميع لمدى ما يمكن للغرب المنافق أن يسببه للآخرين من مشاكل جمة ، وقلاقل لا تنتهى تحت دعاوى حقوق الأقليات ، وحقوق الانسان وغيرها ، فان نجيب جبرائيل رئيس مجلس أمناء منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الانسان أرسل مذكرة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربى ، وطالب بتكليف المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بدراسة اصدار مذكرتى توقيف بحق كل من محافظ قنا ومدير الأمن بها ، وارسال لجنة تقصى حقائق دولية لاعداد تقرير عن الاعتداءات .
ولكن هل ما حدث فى نجع حمادى أو غيرها أمر طائفى حقا ؟ بالقطع لا ، وقد كانت وكالة رويترز Reuters أكثر دقة وأمانة فى نقل الأخبار من الصحف والصحافيين المصريين ، حيث ذكرت فى 9-1-2010 أن Sectarian violence is rare , but disputes over issues including land and women erupt أى أن العنف الطائفى نادر الحدوث ، ولكن خلافات حول مسائل مثل الأرض والنساء قد تحدث . اذا كان الأمر كذلك فما هى مصلحة كل هؤلاء الصحافيين الذين أقاموا مأتما وعويلا ، وجزموا بأن الأمر فتنة طائفية مستعر أوارها فى جنبات مصر ، يدفع ثمنها الأقباط ، ويغذيها المشايخ ، وكتب الفقه والتفسير ؟ والاجابة عندى بديهية وبسيطة ، وهى كره الاسلام ، والرغبة الجامحة فى اضعاف المسلمين ، ووضعهم دائما موضع الدفاع عما يقولون ويفعلون ، وأيضا اعطاء الفرصة للغرب لمزيد من الضغوط والتدخلات فى شئوننا ، ولا ننسى أن هؤلاء جميعا من دعاة الاصلاح والتنوير والحداثة ، وكلها معانى استقرت فى أدمغتهم على أنها نقيض الدين والشريعة ، والشئ المحير حقا مع هؤلاء أن دولة كالولايات المتحدة الأمريكية ، وحسب ما ذكرته احصائيات وزارة العدل US Department of Justice يحدث بها سنويا أكثر من 6.6 مليون جريمة عنف ( قتل _اعتداء-اغتصاب-سطو مسلح ) ، منها %20 أى حوالى 1.3 مليون جريمة لها طابع طائفى inter-racial ، ورغم ذلك لم تخرج أجهزة الدولة أو الاعلام يدقون طبول الطائفية ، بل تم التعامل مع كل حادثة كجريمة تستوجب التحقيق والتحرى ، ثم يترك أمرها للقضاء ، وفى خلال تسعينات القرن الماضى شاعت فى الولايات المتحدة أيضا جرائم حرق الكنائس ، وطبقا لصحيفة Washington Post فانه خلال 18 شهرا فى 1995 وحتى منتصف 1996 ، تم حرق 37 كنيسة يؤمها السود ، وحاولت قلة الادعاء بأن العنصرية وراء تلك الحوادث ، الا أن الأمور تركت لتحقيقات الأجهزة المختصة ، وفى النهاية وجد القضاء أنها ماعدا واحدة تمت بأيدى مراهقين وصغار السن بغرض السرقة أو غيرها ، بينما كانت هناك حالة واحدة بدافع عنصرى ، حيث تمت الجريمة بأيدى أفراد من الجماعة العنصرية KKK أو kuKluxKlan ، فكيف يسمح صحافيونا لأنفسهم بذلك السقوط المهنى والدينى والوطنى والأخلاقى ، ويؤججون الفتنة ، ويؤلبون الخارج على بلدهم ؟ انه من البديهيات المعروفة أن الجرائم اذا تمت وفق مخطط منظم ومدبر systematic كقتل عشرات الآلاف من المسلمين فى البوسنة على يد نصارى الصرب الأورثودكس ، واغتصاب عشرين ألفا من نسائهم ، فانها فى هذه الحالة تعتبر جرائم عرقية وطائفية ، تهدف لترويع الآخر أو القضاء عليه ، وهو ما لا يحدث فى مصر تحت أى حال من الأحوال ، وما يحدث لا يعدو حوادث فردية ، ليس فيها صفة التنظيم والتخطيط ، وانما ردة فعل لخلافات حول أرض أو أمرأة أو نحو ذلك كما ذكرت وكالة رويترز، ويتصادف فى بعضها أن يكون طرفاها مسلم ونصرانى.
ان الحل الوحيد الذى يحفظ للدولة هيبتها ويقطع ألسنة المغرضين ، ويقصف أقلام الصحافيين المدلسين ، ويمنع الغرب من دس أنفه النجسة فى أمورنا ، هو أن تفرض الدولة سلطان العدل على جميع أبنائها ، ساعتها لن يكون هناك فرصة للمضللين والكاذبين والمنافقين.
سعد رجب صادق
saad1953@msn.com
الأنبا شنودة وعياله الغجر
شهادة رجب البنا
من الكشح إلى نجع حمادي ـ متى يستيقظ ضمير النظام المصري؟
كيف انحدرت مصر الى حضيض نجع حمادي؟
علي من تقع مسؤولية إشعال الفتن في مصر؟!
الفتنة الطائفية في مصر والحقيقة الغائبة
السياسة السعودية ودورها في الازهر
حادثة نجع حمادى والسقوط المدوى للاعلام المصرى
تاريخ الكنيسة المصرية
تاريخ الكنيسة المصرية -2
نعم.. نحن نظلم النصارى!
مقطع من يوميات مواطن قبطي
متى المسكين.. اللاهوت قبل السياسة
الطائفية والانقسام
الأنبا مكسيموس: حادث نجع حمادي نتيجة استفزازات الكنيسة
ماكسيموس: وهبني الله حب محمد
العنف الطائفي في مصر: كلنا مضطهدون
من الذى أيقظ الفتنة (1) ؟؟
من الذى أيقظ الفتنة (2) ؟؟
هل وقعت الفتنة الطائفية.. أم لا تزال هناك فرصة أخيرة؟
القسيس السافل
القسيس السافل -2
ذكريات عن الأقباط من الزمن الجميل