مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 

صادق

 

بقلم : سعد رجب صادق
......................

لم تكن مفاجأة صادمة لى عندما اطّلعت على موقع ( مصرنا ) اليوم ، فوجدت مقالاتى قد تم التحفظ عليها ، فقد كنت متوجسا أن يخرج البعض فيدّعى أنها تحمل تشويها للمجتمع المصرى ، والذى أنا واحد من أفراده ، أو تقليلا من شأن الدولة المصرية ، والتى أنا واحد من رعاياها ، أو ما شابه ذلك مما هو شائع فى الحياة الفكرية والثقافية المصرية منذ 1952 ، فالوطنية فى مجتمعنا تقاس بالكلام وبالشعارات وبالأغانى ، والكتابات لا تقاس بوضوح المنهج ، ودقة الطرح وأمانته وتوازنه ، وخلوه من المجاملة أو التجمل ، وإصابته الهدف بدون لف أو دوران ، وإنما بالتملق والنفاق والمراضاة .. كان هذا هاجسا يطوف بخيالى ، ولكن الذى لم يطف بخيالى أبدا أن يتم التحفظ على مقالاتى لسبب مختلف تماما ، وهو ببساطة أن إدارة الموقع لا تعرف عنى غير ما عرّفت به نفسى ، وهو أننى ( واحد مصرى ) ، اسمه سعد رجب صادق ، وصورته مرفقه بجانب كتاباته .. طبعا من حق إدارة الموقع أن تضع من الشروط والضوابط اللازمة لكُتّابها ما تشاء ، وأن تبرر شروطها وضوابطها بما تراه من مبررات ، ومن حق الكاتب أيضا أن يرى فى ذلك أمرا معتادا ومألوفا ، أو أن يراه أمرا لا معنى ولا لزوم له .

غير أن الملفت للنظر أن يكتب رئيس التحرير الأستاذ غريب المنسى ، ومدير التحرير الأستاذ مسعد غنيم ، واللذان أحترمهما ، وأعتز بجهدهما ، فى إصدار الموقع ، وفتحه لكثير من الكُتّاب ، وكثير من الآراء والتوجهات .. الملفت للنظر أن يكتب كل واحد منهما ، مُحمّلا الأمر ما لايحتمله .. يقول الأستاذ غريب المنسى : " ... مما أثار حفيظتى وحفيظة الأستاذ مسعد غنيم ، ولأننا فى عالم خيالى فقد توقعنا أن يكون سعد رجب صادق شخصية وهمية ، تختفى خلفها جهة معينة ، تريد بث روح الهزيمة واليأس لدى المصريين ، وكان مصدر قلقنا نتيجة منطقية للواقع التالى ... " ، ثم راح يتحدث عن إنشاء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لوحدة خاصة لمراقبة وسائل الإعلام المصرية والعربية ، وأن من ضمن أعمالها نشر دراسات باللغة العربية ، وكتابتها بعناية شديدة ، على طريقة " بث السم فى العسل " وتوكيل عناصرها بإمداد الصحف بها .

الأستاذ غريب المنسى رغم جنوح الخيال به ، كان أكثر إنصافا ، فهو على الأقل وصف كتاباتى بأنها " دراسات جادة وقيمة ... شيقة وعميقة " ، أما الأستاذ مسعد غنيم ، فقد جنح به الخيال أيضا ، غير أن الأسوأ من ذلك أنه لم يكن منصفا ، ولم يترك عيبا إلا وصفنى به ، ولأن حق الرد حق تكفله الشرائع والقوانين والأعراف ، وجدت لزاما أن أدافع عن فكرى قبل نفسى أمام شكوك الأستاذ غريب المنسى ، وأمام شكوك واتهامات الأستاذ مسعد غنيم .

أولا : لماذا أكتب ؟

عندما بدأت الكتابة لـ ( مصرنا ) منذ سنوات قليلة ، كان غرضى الإعذار إلى الله تعالى ، بعدما ضاقت بغالبية المصريين السبل ، وحالت الأنظمة المتعاقبة بينهم وبين أن يقولوا أو يفعلوا شيئا نافعا للمجتمع ، فهذا المجتمع فى عرفهم ليس مجتمعنا ، وتلك البلد ليست بلدنا .. إنها بلد الصفوة المتحكمة فى كل شئ ، ومجتمع الصفوة القابضة على كل شئ ، ومن أراد أن يساهم برأى أو فعل ، فعليه أن يسير على منوال سادتنا وكبرائنا وقادتنا ، حيث لا يجوز لنا أن نرى إلا ما يرون ، ولا يجوز لنا أن نقول إلا ما يقولون ، ولا يجوز لنا أن نفعل إلا ما يفعلون ، فنحن لسنا إلا عبيد إحساناتهم ، ومن يخالف ذلك فكلنا يعرف ما ينتظره .. إنه مارق ، وخائن وعميل ، ومتحالف مع قوى الرجعية ، ومتعاون مع أعداء الداخل والخارج ، وغيرها من تلك القائمة الطويلة من المعايب والاتهامات .. لقد نفدت كل خياراتنا ، وتم تقييد أيدينا جميعا ، فلم يعد التغيير باليد ممكنا ، وتم تكميم أفواهنا ، فلم يعد التغيير باللسان ممكنا ، واسودت القلوب وأظلمت ، حتى أصبح مجرد التغيير بها ترفا لا نملكه .. ولكننا ننحدر فى كل شئ ، وتتدهور أحوالنا فى كل يوم ، ويسبقنا العالم فى كل لحظة .. فهل نلازم الصمت ، ونرضى بالسكوت ، ونقبل بأن يُسرق مستقبلنا ، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا ، بعدما تشوه ماضينا ، وتم تبديد حاضرنا وتضييعه ؟

عندما بدأت الكتابة لـ ( مصرنا ) ، اخترت مواضيعى بعناية ، وركزت على أربعة ملفات رئيسة تحتاج من كل واحد فينا أن يساهم فيها بالرأى ، والفعل إن استطاع ، أو حتى بمجرد بالتنبيه إلى خطورتها وأهميتها .. اخترت أن أتناول :

1- ملف التعليم ، حيث لا مستقبل بدونه ، ولم أرغب أن أتناوله بالخواطر والكلام العام كما يفعل الجميع ، ولكن بتحديد مشاكله ، واحدة بعد أخرى ، وتحديد أبعاد كل واحدة ، وتقديم الحلول المناسبة بما يتناسب مع ظروفنا وواقعنا ، وبما يحقق لنا الاستفادة من تجارب الآخرين ، فتحدثت عن الأمية بأنواعها ، وعن البحث العلمى ، وعن الطالب ، وعن المدرس ، وعن الامتحانات ، وعن الثانوية العامة ومكتب التنسيق ، وعن الدروس الخصوصية ، وعن تدريس اللغة العربية ، والثقافة الجنسية ، وعن وزراء التعليم .. حوالى ثلاث عشرة مقالة ، وما زالت هناك حوالى إثنتى عشرة أخرى .

2- ملف الإصلاح والتغيير ، حيث لا صلاح لنا بدون إصلاح سياسى واجتماعى واقتصادى وثقافى ، وقد اتبعت نفس المنهج بتناول قضايا الملف واحدة بعد أخرى ، وركزت على القضايا الكبرى ، فكتبت عن التوريث ، والكوتة ، والفرعونية ، والنخبة ، ومعضلة الدولة ، ومعضلة الشعب ، ومعضلة القيادة ، والمسألة القبطية ، وما زالت هناك حوالى عشر مقالات فى القضايا الرئيسية ، وحوالى سبع مقالات فى الملف القبطى .

3- ملف المفاهيم والسلوكيات الخاطئة ، وفيها تناولت قضية المواقع الإباحية وضررها على الفرد والأسرة والمجتمع ، والتحرش الجنسى ، وتبادل الزوجات ، والعذرية من جوانبها المختلفة ، والسياحة الجنسية فى مصر ، وما زالت هناك العديد من القضايا لتناولها فى المستقبل .

4- ملف الصحافة والإعلام ، لما تلعبه الصحافة والإعلام من دور هدّام فى تغييب الوعى ، وتضليل الناس ، وقد تناولت فيه قضية تدنى الأسلوب ، وسوقية الكتابة ، والبذاءة والابتذال ، وتناولت أيضا قضية الأمانة والدقة والتوازن عند الحكم على الأفراد والجماعات ، واتخذت من الحديث عن الإخوان مثلا لذلك ، وهناك ثمانى مقالات أخرى لتغطية قضايا هذا الملف ما زالت تحت الإعداد .

5- الأحداث الجارية التى تخرجنى عن الملفات الرئيسية التى نذرت وقتى وجهدى لها ، فكتبت عن الحالة الإيرانية بإنصاف وأمانة ونصرة لمجتمع مسلم ، وعن الحالة الفلسطينية بتأكيد على ثابت دينى لا يقبل تغييرا ولا تبديلا ، وهو أن أرض فلسطين التاريخية ملك لأهلها وللعرب وللمسلمين ، وأن الاحتلال الإسرائيلى لها زائل لا محالة ، وكتبت عن أهم قضية مصرية مستقبلية ، وهى الأرض والماء ، وعن الانتفاضة المصرية والتونسية الأخيرة ، وغيرها مما يستحق الاهتمام ، ويحتاج إلى التمحيص والتحقيق .

ثانيا : كيف أكتب ؟

لا شك أن الكتابة ليست بالأمر الهين أو السهل ، وخاصة أننى ألزم نفسى بمعايير الكتابة العلمية ، فكل مقال عندى لا يختلف عن البحث أو research paper ، لا بد له من مراجعة الكتابات المختلفة فى موضوعه review of the literature ، ثم وضع تصور لكيفية المعالجة methodology ، ثم عرض المعلومات ومناقشتها results and discussion ، ثم ذكر مصادر جميع المعلومات الواردة references ، وفى كل ما أكتب دائما ما أراعى تحديد المشكلة أو المشاكل التى أتعرض لها ، ووضع الحلول ، ثم استقراء المستقبل .. هذا المنهج فى الكتابة يتطلب وقتا وجهدا كبيرا ، ولكنه الفارق بين الأكاديمية وضروراتها من الدقة والأمانة والتوثيق ، وبين مجرد كتابة الخواطر والانفاعلات أو الأهواء ، وهو أيضا الفارق بين تناول القضايا الهامة التى تشغل المجتمع بعمق وإسهاب ، وبين تناول القضايا اليومية بنظرة سريعة وسطحية .

ثالثا : الاتهامات الباطلة

ما كتبه الأستاذان غريب المنسى ومسعد غنيم فى حقى مجموعة من الاتهامات الباطلة ، والتشكيك الذى لا يستند إلى أساس ، وما كنت أتمنى أن يقفزا إلى تلك الدعاوى المجافية للعدل والإنصاف بدون تثبت أو دليل :

1- دعاوى الترويج لليأس والهزيمة : يقول الأستاذ غريب المنسى : " ... فقد توقعنا أن يكون سعد رجب صادق شخصية وهمية ، تختفى خلفها جهة معينة ، تريد بث روح الهزيمة واليأس لدى المصريين " ، ثم يمضى متحدثا عن وحدة أنشأتها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بغرض " نشر دراسات باللغة العربية ، وتوكيل أحد عناصرها بإمدادها للصحف العربية ، تحت عناوين مختلفة ، "هذه الدراسات تمت صياغتها بعناية شديدة على طريقة دس السم فى العسل " ، ويقول الأستاذ مسعد غنيم : " ... ومن ثم نشك أن وراءه مؤسسة مخابراتية أو ما شابه ، هدفها بث اليأس ... " .. ولا أدرى أى يأس هذا الذى يتحدثان عنه ؟ وكيف لمن يقدم الرأى فى إصلاح النظام التعليمى أن يكون من دعاة اليأس والهزيمة ؟ وكيف لمن يكتب فى تحرير الإنسان المصرى من المفاهيم والسلوكيات الخاطئة أن يكون داعيا للهزيمة ؟ وكيف لمن يريد إزاحة أغشية الوهم والخرافة من على عيوننا وقلوبنا وعقولنا أن يكون مروجا لليأس والقنوط ؟ وكيف لمن يبشر بفكر وفهم جديد قائم على الدقة والأمانة والإنصاف والتوازن ، ومن يريد إيقاظ الإنسان المصرى من تغييب الوعى ، أن يكون قاصدا للتثبيط والإحباط ؟

يا سادة .. إن أكبر مشكلة يواجهها الإنسان المصرى هى تغييب الوعى ، والكذب والتدليس والتضليل الذى تمارسه المؤسسات الرسمية والإعلامية والصحافية ومؤسسات الإسلام الرسمية ، على عقله وقلبه وفكره على مدار الساعة .. لا يمكن لمجتمع غاب وعيه أن يستفيق من غفوته ، ولا يمكن لمن يجافى الصدق والأمانة ، ويعيش الوهم والخرافة ، أن يستيقظ من سباته ، وأن يدرك متغيرات الحياة من حوله ، ولا يمكن لمن يتغاضى عن الحقائق ، ولمن يستسلم للأكاذيب والخزعبلات ، أن يخطط للإصلاح ، أو يمهد للتغيير ، أو يؤسس لنظام على أسس ودعائم سليمة .. إن قضيتى الرئيسية هى إيقاظ الوعى ، والتحرر من الوهم ، والتهيئة لفكر جديد قائم على الدقة والأمانة والتوازن ، وبعيد كل البعد عن التملق والمداهنة والتجمل والمجاملة .

يا سادة .. إن اليأس الذى تتحدثان عنه لا تصنعه كلماتى ، وإنما صنعه وتصنعه حياة قاسية يعيشها غالبية المصريين العظمى ، ولا يعرفون فيها غير وعود زائفة لا يتحقق شئ منها ، ولا يشاهدون فيها غير التدهور والانحدار فى كل الخدمات والمرافق ، ولا يحسون فيها بأمل أو تغيير أو إصلاح ، ولا يعلمون فيها غير السادة والكبراء والمسؤولين وقد سرقوا وخربوا وعاثوا فسادا فى كل شئ .. مقالاتى ربما لا يهتم بها غير قليلين ، ممن يرغبون فى القراءة الجادة ، أما عوام الناس فهم فى هموم ومعاناة لا تنقطع من الصباح وحتى الصباح التالى .

إن المصارحة والمكاشفة والشفافية وكل ما يبرز عيوبنا ، ويحدد مشاكلنا ، ويسلط الضوء على أمراضنا وعللنا ، ويضعها أمامنا واضحة جلية حتى ولو كانت قبيحة ومنفرة ودميمة .. كل تلك هى طريقنا الوحيد للإصلاح والتغيير ، أما عيشة الوهم والغيبوبة فهى طريق الخيبة والهلاك ، وما أصلح الشعوب الناهضة إلا المصارحة والشفافية ، رغم ما فى الحقيقة دائما من شدة وقسوة .

هل مقالات ثقافة الهزيمة دعوة للعجز واليأس ؟

2- دعاوى الأطراف الخفية : يدّعى الأستاذ غريب المنسى أو يتشكك أنه ربما تكون ورائى " جهة معينة " ، أو جهة لها اتجاهات وميول معينة ومدعومة " ، ويدّعى أو يتشكك الأستاذ مسعد غنيم أنه ربما تكون ورائى " مؤسسة مخابراتية أو ما شابه " .. لماذا كل تلك الشكوك ؟ يجيب الأستاذ مسعد غنيم : أن غزارةالأبحاث والمعلومات والاستشهادات والمراجع ، وتنوعها " تتطلب التفرغ التام ... ولمدد طويلة ... " ، وهو ما يثير عنده التساؤل عن " دوافع الكاتب ، هل هو إخلاص شديد لمصر وشعبها ؟ ولو كان كذلك فمن الذى يدفع ثمن هذا التفرغ ... ؟ ومن أين يرتزق ... ؟ ... وما طبيعة شخص الكاتب وراء هذه البحوث المتنوعة ؟ وهل هو شخص طبيعى أم هو مؤسسة ما ؟ وإذا كان شخصا طبيعا متفرغا فما هى مصادر تمويله ؟ وإذا كان مؤسسة ما فهنا يجب علينا التوقف والفهم ... غزارة الإنتاج وتنوع الموضوعات لا عيب فيهما من حيث المبدأ مع ضعف احتملاتهما ... " .. والحقيقة أن سعد رجب صادق شخص بمفرده ، ولا تقف وراءه جهة ذات ميول أو اتجاهات ، أو مؤسسة مخابراتية أو غيرها .. إنه شخص بمفرده ، ودافعه الوحيد حبه لبلده ، وإخلاصه الشديد لها ولشعبها ، وكل كتاباته تدلل على ذلك ، ومن ينظر للقضية الفلسطينية من منظورها الدينى ، ومن يرى اليهود المحتلين العنصريين كما يراهم القرآن الكريم ، ومن هو ناقد لازدواجية الغرب ومعاييره المختلة ، وإجرامه فى حق كثير من الشعوب ، ومن ينظر للسعودية ودول الخليج نظرتى الناقدة ، لا يمكن أن يكون عميلا لأحد ، ولا مواليا لأحد ، ولا تابعا لأحد .. إن ولائى الوحيد لإسلامى ، ومصريتى وعروبتى وللحق أيا كان جانبه .. من يمولنى ، ومن أين أرتزق ، ومن يدفع ثمن تفرغى ؟ الحقيقة أننى أوقفت جهدى ، وما بقى لى من عمر ، لما أقوم به من كتابة رؤيتى وتصوراتى للحالة المصرية ، ولا أحتاج تمويلا من أحد ، فأنا والحمد لله مستور أو ميسور الحال ، بما يسمح لى بعدم الحاجة لأحد ، وبما يسمح لى باقتناء الكتب والمراجع ، وزيارة المكتبات ، وبذل الوقت والجهد والطاقة فى سبيل هدفى فى إيقاظ الوعى ، وتحرير العقول من الوهم والخرافة .. أما تنوع كتاباتى وغزارتها وتنوع مصادرها ومراجعها وغيرها فكلها ضرورات للكتابة العميقة الرصينة الهادفة ، وكما أسلفت فأنا ألتزم بمعايير الكتابة الأكاديمية ، وعندى الفهم والمقدرة والخلفية والصبر والمثابرة وغيرها من الأدوات بما يدعم هدفى ، كما أن عندى الإخلاص والعزيمة والرغبة القوية الصادقة فى المضى خلف ما أعتقد .. فهل هذا غريب ومريب ؟ لا أعتقد ذلك ، ففى مصر كثير من الشرفاء والمخلصين .. صحيح أننا فى زمن الضحالة والسطحية والانتهازية وغيرها من القبائح ، ولكن هذا لا يمنع وجود من يحاولون أن يثبتوا على مبادئهم ، وأن يضحوا من أجلها ، ولا يمنع كل ذلك أننى بشر يجتهد فيخطئ ويصيب ، كما يخطئ جميع البشر ويصيبون ، ويتمنى أن تثير كتاباته جميع أنواع ردود الأفعال ، وأن تخلق حالة من النقاش الذى يثرى القضية ، ويضيف إليها من جهد وخبرات الآخرين ، كما أيضا يخضعها لتمحيص الآخرين ونقدهم ، فأنا من أشد الناس إيمانا بحق الناس جميعا فى التعبير .. إنه حق إلهى أعطاه الله تعالى لجميع خلقه ، حتى الشيطان الرجيم أكثرهم شرا وإفسادا ، ولا يجوز لأحد أن يحرم أحدا هذا الحق ، أو ينتقصه أو يساوم عليه ، ولذلك فإن أكبر ما أتمناه على موقع ( مصرنا ) أن يفتح باب التعليق المباشر على مقالاته ، وأن يفسح للقراء جميعا بابا رحبا لإبداء الرأى فى كل ما ينشر من مقالات ومواضيع .

3- دعاوى غياب المنهجية : ما ذكرته فى 1، 2 أمور لا تضايقنى ، ولا تستحوذ على اهتمامى كثيرا ، ولكن الأهم عندى هو إدعاء الأستاذ مسعد غنيم بأنه قد تفاجأ " بالغياب التام للمنهجية العلمية فى كل هذا السيل من الكتابات والبحوث " ، وبنى تلك النتيجة الجازمة على أمرين : الانتقائية والتحيز ، والاجتزاء والتزييف .. ويهمنى هنا أن أتناول أسباب هذا الاستنتاج ، لما فيه من أحكام قطعية صارمة هى فى حد ذاتها دلالة أكيدة على غياب المنهجية العلمية فى نقد الأستاذ مسعد غنيم ، حيث تدلل عليه مصطلحاته بوضوح وجلاء : الغياب التام للمنهجية العلمية – الانتقائية – التحيز – الاجتزاء – التزييف :

- المنهج العلمى يقوم على الدقة ، وليس على الهوى والظنون والعواطف والأغراض الشخصية ، وكل ما أكتب يرتكز على تلك المحددات ، بينما الأستاذ مسعد غنيم يرتكزعلى عاطفة الحب للوطن ، والولاء لحركة 23 يوليو 1952 ، وما يسميه ثورة 30 يونيو ، متجاهلا أن عاطفة حب الوطن غريزة موجودة فى الناس جميعا ، ولا يستأثر بها وحده ، وأن لكل مواقفه وقناعاته عندما يأتى الأمر لأفعال الحكام أو المحكومين ، وردود أفعالهم تجاه 23 يوليو أو 30 يونيو أو غير ذلك ، ولا يضير الناس فى أمور كتلك الخلاف ، وإنما يضيرهم تخوين المخالف ، والتشكيك فى نواياه ، والدعوة لإقصائه أو استئصال شأفته .

- المنهج النقدى يقوم أيضا على الدقة ، وليس على الهوى والظنون والعواطف والأغراض الشخصية ، ويقوم أيضا على التوازن ، حيث يلزم الكاتب أن يرى لكل شخص أو جماعة أو نظام أو فكرة أو غيرها ، يرى لها ما لها فيطريه ويثنى عليه ، وما عليها فينتقد الزلل فيه ويوضح الخطأ ، وليس الكاتب بحاجة إلى أن يتحدث عن الإيجابيات أو الحسنات إن وُجدت ، فى أمر ما طالما كان فى معرض تشخيص العلل والأمراض ، كما فعلتُ عند الحديث عن معضلة الدولة ، والقيادة ، والشعب ، وليس له أيضا أن يتناول منافع ضئيلة فى مقابل كوارث كبرى ، فلا قيمة لحسنة أو منفعة إذا كان الخطأ من الجسامة بأن يمحو كل حسنة وكل منفعة ، ومثال ذلك موقفى من حركة 23 يوليو التى أحدثت بعض الفوائد المادية ، ولكن بعشوائية وتخبط شديد ، وبعد تام عن الدراسة التخطيط ، وفى المقابل أحدثت كارثة كبرى بقتل كرامة الإنسان وإرهابه ، وتحويل مصر إلى دولة التعذيب الأولى فى العالم ، ناهيك عن إلحاق أكبر هزيمة عسكرية بها فى تاريخ الحروب ودون حتى أن تحارب .

- الانتقائية والتحيز : حيث يبنى الأستاذ مسعد غنيم اتهامه لى بالانتقائية والتحيز على ما يظنه : اختيار المصادر والكُتّاب " الذين يتخذون موقفا عدائيا من جيش مصر " - والاقتباس من كتابات الأستاذ فهمى هويدى - واستخدام تعبير العسكر عند الحديث عما حدث فى 3 يوليو - وعدم الإشارة إلى ما يسميه " إيجابيات ثورة يوليو 52 أو ثورة الشعب فى 25 يناير أو 30 يونيو - وإلى ما يسميه عدم إبداء الكاتب " للحد الأدنى من الاحترام لشعب مصر " .. قائمة من الاتهامات التى لا أساس له ، ولا يمكن أن تصمد للعقل أو المنطق ، وتشبه ما يوجهه النظام الحالى والإعلام لكل مخالف فى الرأى من تهم هزلية بالإرهاب والعمالة وكراهية الوطن ونحو ذلك من المضحكات المبكيات .. إن معظم ما استشهدتُ به لتدعيم توجهاتى كتابات أكاديمية ، ودوريات ومجلات وصحف رصينة يهمها الحرفية ، وسمعتها ومنهجيتها قبل الرأى والهوى ، أو لكُتّاب معروفين بالأمانة والتوازن ، وليس بين أحد منهم عداوة شخصية مع الجيش أو النظام فى مصر ، ولكنهم يحللون ويصدرون أحكامهم من منطلق معايير معروفة وصحيحة وراسخة .. أما الأستاذ فهمى هويدى فهو فى نظرى أفضل كاتب مصرى وعربى معاصر ، ومعروف عنه دوما حسن اختيار مواضيعه ، وحسن عرضها بأمانة وتوازن ، ولا أظن أحدا يقدر على المزايدة على حبه لوطنه وولائه لمصريته ، ووصفه من قبل الأستاذ مسعد غنيم بأنه " اتضح مماهاته مع تنظيم الإخوان " كلام لا أساس له ، فهو لا ينتمى سياسيا أو دينيا لأى فصيل ، ولكنه يقول الحق الذى يمليه عليه دينه وضميره .. بالله عليك يا سعادة مدير التحرير إذا لم أستشهد بهؤلاء ، فبمن أستشهد ؟ أأستشهد مثلا بهلافيت الكُتّاب فى المصرى اليوم واليوم السابع والوفد والدستور والأهرام والمصريون وغيرها من صحافة العار ، وصحافيي التضليل والانحطاط والتدليس ؟ .. أما تعبير العسكر فالكلمة ليست عيبا ، كما أنها معروفة فى مصر من قبل أن يوجد الإخوان ، وعندما استعملها أقصد التفريق بين الجيش الوطنى بجنوده وضباطه الصغار ، والذين هم أهلنا وأخواننا وجيراننا وأصدقاؤنا ، وبين القيادات العسكرية التى أقحمت نفسها فى السياسة ، فأحدثت الفرقة والفوضى والضرر بالمجتمع ، حيث لا مكان لهم فى السياسة فى أى مجتمع ديموقراطى ، أو يبغى أن يكون ديموقراطيا ، وقد جنى العسكر على بلادهم فى جميع البلاد المبتلاة بالانقلابات العسكرية ، وها هم ينقلبون فى مصر على الشرعية المنتخبة أيا كانت عيوبها ، بعدما ودّع العالم كله الانقلابات العسكرية إلى غير رجعة ، أى أننا نسير عكس حركة التاريخ ، ونحرم أنفسنا مرة أخرى من الممارسة الديموقراطية بآلياتها وأدواتها .. أما عدم الإشارة إلى الثورات المصرية ، فأنا لم أكن بصدد الحديث عن 23 يوليو ، فلتلك الفترة مقال مستقل فى ملف الإصلاح والتغيير ، يضع الناصرية فى الميزان ، وسيليه مقال آخر يضع الساداتية والمباركية فى نفس الميزان ، وأنا لا يعنينى تلك الشخصيات ، ولكن الذى يعنينى ما انتهجوه من سياسيات ، وما أوقعوه بالمجتمع من كوارث ونكبات ، فأنا لست متيما ولا لهانا فى حب الأشخاص ، وإنما مشغول بالفكر والسلوك والممارسات والـتأثيرات على الدولة والشعب ، أما انتفاضة 25 يناير فقد تناولتها مع الانتفاضات العربية بمقالات منفصلة منشورة فى ( مصرنا ) ، وقد تعرضت أيضا لما حدث فى 30 يونيو ، و 3 يوليو فى معرض الحديث عن معضلة الدولة ، والقيادة ، والشعب ، بعيدا عن التهليل والتطبيل ، ولكن من منطلق الباحث عن مصلحة بلده ، وفائدة شعبه ، فى الحاضر والمستقبل .

- الاجتزاء والتزييف : حيث يرى الأستاذ مسعد غنيم أننى اجتزأت من المراجع ، وزيفت الحقائق .. يقول : " استشهد الكاتب بكتاب " شخصية مصر " للراحل العظيم د. جمال حمدان ... فى سطور قليلة من بحوثه الطويلة ، وبشكل فج يثير الدهشة ، فى سقطة لا يقع فيها كاتب مبتدئ ... ولم يفهم أو لم يرد أن يفهم عن موقع مصر غير أنه جنى عليها ، أو أنه محنة ابتلى بها الشعب المصرى ، وراح ينعى وينوح على سوء حظ مصر بموقعها ، وذلك فى مفارقة صارخة لفلسفة وموضوع كتاب جمال حمدان ، حيث أن الكاتب تجاهل أو جهل تماما أن العنوان الفرعى لرائعة جمال حمدان هو " عبقرية المكان " وليس محنة ، وهى خلاصة وأساس الكتاب أصلا ، فأى اجتزاء فاضح هذا ؟ بل وأى تزوير مفضوح هذا ؟ " .. الغريب هنا أننى أخذت بعض الاقتباسات من مذكرات جمال حمدان التى نشرها أخوه منذ سنوات قليلة ، ويبدو فيها أن جمال حمدان قد غيّر بعضا من قناعاته ، أو أن الوضع المصرى المتدهور قد غيّر شيئا من نظرته المستقبلية لمصر ، وقد اختلفتُ معه فى بعض تلك التصورات ، ولم أتعرض لموسوعته عن شخصية مصر إلا فى أضيق الحدود ، لأننى ورغم احترامى للجهد الهائل الذى بذله فى تأليفها ، ورغم إحساسى بصدقه وأمانته ، إلا أننى أختلف معه أصلا فى الفكرة التى بنى عليها رؤيته عن ما يسميه عبقرية المكان ، فليس هناك شئ أصلا اسمه عبقرية المكان ، ومكان مصر الجغرافى لا يختلف عن مكان غيرها من الدول ، المهم هو عبقرية الشعب وعبقرية الإنجاز ، وعبقرية الحاضر وعبقرية المستقبل ، وهو ما يبدو أننا نفتقده .. أى أننى لم أتحدث بتاتا عن الموقع كمحنة ، وبالتالى لم أمارس النعى والنواح على سوء حظ مصر بموقعها كما يدّعى ، ولست أدرى كيف استخلص الأستاذ مسعد غنيم هذه النتيجة .. إننى على قناعة راسخة أن موقع كل دولة ليس محنة وليس منحة فى حد ذاته ، وأنه يمكن تحويله إلى موقع يفيض بالإنجاز والنهضة والحضارة ، إو إهماله وتحويله إلى موقع للفوضى والفقر والعشوائية .. إن موقع دول اسكندنافيا لم يحل دون تقدمها ، وكذلك أيسلند ونيوزيلاند واليابان وغيرها ، كما أن موقع جزيرة العرب كموضع للكعبة المشرفة والحرم النبوى الشريف ، لم يحل دون مشركى العرب فى وضع أصنامهم وارتكاب الفواحش والمظالم ، ولم يحل دون ضرب الكعبة بالمنجنيق ، ولم يحل دون أن تتحول جزيرة العرب إلى مملكة تُسمى باسم أسرتها المالكة ، والتى هى أشد حلفاء الغرب ، وأكثرهم تبديدا لأموال المسلمين ، ووقوفا أمام نهضة شعوبهم ، ولم يحل وجود المسجد الأقصى كأقدس ثالث مكان على الأرض من غزو الصليبيين واحتلال إسرائيل .. حكاية عبقرية المكان وَهْمٌ لا وجود له ، والأهم كما أسلفت هو عبقرية ساكنى هذا المكان ، وعبقرية إنجازاتهم ، وعبقرية حاضرهم ومستقبلهم ، أما ما ينقله الأستاذ مسعد غنيم عن جمال حمدان من أن " ما كان أبوه التاريخ ، وأمه الجغرافيا ، فهو من صنع الطبيعة وصلبها " ، فهو كلام شعارات جوفاء للتغييب والتخدير ، وطنطنات فارغة للوهم والخرافة ، ولا معنى له ، فلكل الشعوب تاريخ وجغرافيا ، وحاضر ومستقبل يصنعونه بإرادتهم وعزيمتهم ، أما نحن والحق يقال فقد أهملنا ماضينا ، وبددنا حاضرنا ، وقامرنا بمستقبلنا ، وحولنا جغرافيتنا إلى فوضى وعشوائية وقذارة وإهمال وزحام وفقر وظلم وغيرها مما نعرفه جميعا .

4- نتائج لا مقدمات لها : يخلص الأستاذ مسعد غنيم إلى نتائج صارخة ، وذلك لأنه لم يبنها على مقدمات منطقية ، وإنما بناها على الشك والتخوين :
- " قدم بحوثا متنوعة وغزيرة لا تتفق والجهد الفردى العادى لأى كاتب " .. وكأن الأستاذ مسعد غنيم لا يعلم أن هناك مجتهدين ، وأن هناك أناسا يقفون حياتهم وطاقتهم من أجل رسالتهم ، وأن إتقان العمل فريضة ، وأن الإيمان بالهدف والرسالة يفجر طاقات كبرى كامنة فى النفس البشرية ، وأن عداوة النجاح مضيعة للوقت .

- " نشك أن وراءه مؤسسة ما ، مخابراتية أو ما شابه ، هدفها بث اليأس فى نفوس المصريين ، وتدمير روحهم المعنوية ، من خلال حرب نفسية واضحة " .. خيال خصب ، ولكنه شطح بعيدا فى أوهام وظنون لا وجود لها ، ولو كان ورائى فى رسالتى للإصلاح والتغيير ، وإيقاظ الوعى ، وتحرير المصريين من التغييب والخرافات ، مؤسسة أو جهة مخابراتية كما يدعى ، لكانت بالقطع مؤسسة أو جهة شديدة الحب لمصر ، والرغبة فى إصلاح أحوالها ، وتستحق على ذلك الشكر والثناء .

- " تسفيه ونسف وتشويه كل ما يفخر به المصريون ... هل نترك مصر لمثل هذا الكاتب وللأقلية الإخوانية ونرحل إلى بلاد الله " .. طبعا أنا لا أريد إلا أن نعمل معا ، وأن نتآلف ونتعاون ، وألا نقصى أحدا من أهل مصر أيا كان ، لأن الشرذمة والفرقة هما أعدى أعداء الشعوب ، ولكن الألفة أيضا لا تعنى الرأى الواحد ‘ فكلما تعددت الأراء والتصورات ، كلما زادت حياة الشعوب دسامة وثراء ، وكلما زاد ابتكارها ونبوغها ، وفى نفس الوقت لا نضحك على أنفسنا ، فعيوبنا كثيرة ، وانحرافاتنا لا تعد ولا تحصى .. هاتِ لى يا سعادة مدير التحرير شيئا واحدا صحيحا حقا فى مصر .. أنا أعلم يقينا أنك ولا غيرك يستطيع ، فالأخطاء والعلل تحاصرنا من كل صوب وحدب ، لأننا نضحك على أنفسنا ، وندّعى أن كل شئ تمام ، وما هو بتمام ، وإنما كل شئ ناقص ومعيوب .. إننا قد نتخيل أنه يمكننا الضحك على حكومات الغرب ، أو عوام الغربيين ، أو غيرهم من الدول والشعوب ، ولكن الحقيقة أنهم يعرفون عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا ، وبالتالى فإن محاولات الضحك على الغير وعلى النفس عبث واستهبال .

- " الاجتزاء المشين من أصل كتاب جمال حمدان ، وبعكس موضوعه وهدفه وفلسفته ... سذاجة واستهتار مهنى بالغ ... خطأ وخلط ... يخدم منطق استعمارى منحرف ومختل ... حتى يصل برسالة اليأس والإحباط إلى منتهاها لدى الشعب المصرى " .. كلام يصلح للترديد فى وصلات الردح وفرش الملاية فى برامج التوك شو وغيرها من هزليات الإعلام ، ولا مكان له فى قراءة فكرية أو نقدية .

- " كنانة الله ومصر المحروسة ، وهو ما بذل الكاتب كل جهده ليثبت عدم وجود له فى الأصول الدينية ... مع أن الموضوع ليس دينيا على الإطلاق ، بقدر ما هو فولكلور شعبى مقبول " .. والحقيقة أن الموضوع إدعاء على الحديث النبوى الشريف ، وكذب على رسول الله (ص) ، ينبغى كشفه وبيانه ، قبل أن يكون دعاوى فولكلورية لا أساس لها ، ولا غرض منها غير تغييب الوعى ، كما أنها لم تحقق لنا فائدة فى الماضى أو الحاضر غير اجترار الوهم والخرافة .

يا سادة .. من يحب مصر حقا عليه أن يكشف عللها وأمراضها ، وأن يتناولها بالشرح والتحليل ، وبيان أسبابها ، وعوامل تمكنها من العقلية والنفسية والسلوك المصرى ، وبيان طرق معالجتها ، والتغلب عليها ، وتفادى ظهورها فى المستقبل .. هذا هو الحب ، وتلك هى الوطنية ، وما عدا ذلك فأغانى وأفلام ، واستعباط واستهبال .. يا سادة لا تضحكوا على أنفسكم وعلينا .

سعد رجب صادق ( واحد مصرى )
Saad1953@msn.com

 

محنة رئيس التحرير
حرية الرأي والحرب النفسية

رد من سعد رجب صادق على مصرنا

 

زهير كمال :

لوم الضحية : نقد دراسة الإصلاح والتغيير
الإخوان المسلمون والفرص المُهْدَرة



06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية