محنة رئيس التحرير
| |
المنسى | |
بقلم : غريب المنسى
......................
من أسعد اللحظات لأى ناشر أو رئيس تحرير هى عندما تصله مادة قيمة من الكاتب لينشرها على القراء آملا أن تجيب هذه المادة على مشكلة أو موضوع معين يشغل الناس , والمسؤول عن النشر عادة موضوع بين كفيى الرحى , فهو المسؤول أدبيا ومعنويا عن المادة المنشورة مع الكاتب وفى نفس الوقت محصور أيضا قانونيا فى حالة مخالفة هذه المادة لقوانين النشر وهى ليست فقط القوانين المصرية . ومصرنا مطبوعة الكترونية تسبح فى عالم الفضاء وهو عالم الى حد ما خيالى !! فكل انسان يمكن أن يكتب مايشاء وأن يصور نفسه كيفما يشاء وأحيانا ومن خلال الجرائم المنشورة عن طبيعة الانترنت وجدنا ناس مسحوا ماضيهم تماما ورسمو ملامح حاضر عظيم ومبشر على الانترنت , فالدبلوم أصبح دكتوراه والكهولة أصبحت شبابا غضا فى لمح البصر بضغطة الفارة.
ومن حسن الحظ فنحن فى مصرنا لنا مطالب بسيطه لقواعد النشر ومن أبسطها تعريف الكاتب بنفسه ولدينا أكثر من أربعين كاتب منتظم التزموا بهذه القواعد ونعرفهم ونعرف طبائعهم من خلال كتاباتهم ومن خلال العشرة معهم وجميعنا سعداء الا شخصا واحدا شذ عن هذا الوضع وهو الأستاذ سعد رجب صادق.
أرسل لنا الأستاذ سعد على مدار عامين أو يزيد مجموعة دراسات جادة وقيمة , ونشرناها بمنتهى السعادة على أساس أنها تصب فى الصالح العام لاتجاه الجريدة التى من المفترض أن تصب فى صالح مصر, وكنت قد طالبته بعد أن بدات مقالاته تثير انتباه القراء أن يكتب نبذه عن نفسه فالكاتب شخصية عامة والناس يريدون أن يعرفوا من هو الذى يكتب هكذا دراسات شيقة وعميقة, ولكن تهرب الأستاذ سعد من هكذا مطلب !! فقلت فى نفسى دعه يعمل دعه يمر.
وأخيرا أرسل لنا الأستاذ سعد مجموعة دراسات عن المعضلات التى تواجه مصر وتصوراته لحلولها وهى فى الحقيقة جديرة بالدراسة وجديرة بالنقد وهنا بدأت الاتصالات والاستفسارات تصلنى عن ماهية هذا الكاتب العبقرى الذى يحب مصر أيما حب !! وأنا بدورى أرسلت له ايميل محاولا لفت نظره الى ضرورة تقديم نفسه للقراء حتى يتم مناقشة مايكتب فى جو ديموقراطى جميل .. ولكنه تجاهل الرد تماما مما اثار حفيظتى وحفيظة الأستاذ مسعد غنيم مدير التحرير ولأننا فى عالم خيالى كما قلت سابقا فقد توقعنا أن يكون سعد رجب صادق شخصية وهميه تختفى خلفها جهة معينة تريد بث روح الهزيمة واليأس لدى المصريين وكان مصدر قلقنا نتيجة منطقيه للواقع التالى:
انشأت شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي"امان" وحدة خاصة لمراقبة وسائل الإعلام المصرية والعربية، ورصد توجهات العالم العربي نحو إسرائيل في أعقاب الاحداث التي تشهدها بعض الدول العربية.بالتعاون مع مصادر خارجية، وأطلقت عليها اسم وحدة "MI" وهى مختصة بمراقبة جميع وسائل الإعلام العربية، ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كـ"الفيسبوك وتويتر" لرصد ما يكتبه نشطاء على هذه المواقع، وخصوصا الرسائل المعادية لإسرائيل.
وتقوم بجمع المواد الإخبارية والتصريحات السياسية على مدار 24 ساعة، اضافة لمتابعة المواقع المصرية الالكترونية وتحصل على المعلومات والتصريحات المعادية لإسرائيل، بمساعدة منظمتين، هما منظمة الشرق الأوسط للبحوث الإعلامية، ومقرها العاصمة الأمريكية، واشنطن، والتي يرأسها ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، يغآل كارمون.امّا المنظمة الثانية فهي مركز الإعلام الإسرائيلي - الفلسطيني في نيويورك، التابع لعدد من المتطرفين اليمينين الإسرائيليين، ويرأسه إيتمار ماركويس.
ومن ضمن أعمال الوحدة "MI" نشر دراسات باللغة العربية وتوكيل أحد عناصرها بامدادها للصحف العربية تحت عنوانين مختلفه , هذه الدراسات تم صياغتها بعناية شديدة على طريقة " دس السم فى العسل " والوحدة الجديدة جزءا من الوحدة /8200/ التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان": والتي تعمل في مجال التجسس الإلكتروني.
وكان الكاتب الأستاذ زهير كمال وهو من كتاب مصرنا المحايدين قد كتب مقالتين ردا على الأستاذ سعد رحب صادق الأولى بعنوان : لوم الضحية : نقد دراسة الإصلاح والتغيير والثانية بعنوان : الإخوان المسلمون والفرص المُهْدَرة وأرسل نسخ منهما على عنوان الكاتب الالكترونى الموجود فى قسمه الخاص بمصرنا عساه أن يتجاوب مع النقد ولكن هيهات : لاحس ولا خبر!! ولا حياة لمن تنادى.
واليوم التاسع من ديسمبر 2013 أرسل لى الأستاذ سعد دراسة جديدة طالبا النشر , وفى فقرة التعريف بذاته كتب التالى:
| |
صادق | |
أما من هو سعد رجب صادق ، فهو واحد مصرى ، ولو كانت الألقاب أو الدرجات العلمية أو الوظائف ، تعنى شيئا فى بلادنا ، أو تحمل دلالة ، لكنا الآن خير الأمم ، فما أكثر ألقابنا ، وما أكثر حملة الشهادات والدرجات فى مجتمعنا ، وفى حكوماتنا ، ولكنهم عقول منغلقة ، وقلوب مريضة ، ونفوس صغيرة.
أنا يا سيدى واحد مصرى ، خجول خفيض الصوت ، اختار أن يتحرر من قيوده ، ويريد أن يقضى ما بقى له من حياة ، يمارس هوايته الأثيرة إلى نفسه ، وهى الكتابة ، فعسى أن ينفع الله تعالى بكتاباتى ، وعسى أن يتنبه لها البعض ، وأن تثير بعضا من النقاش حول ما فيها من معانى ودلالات .
لك يا أخى العزير عظيم عرفانى وامتنانى على نشر كلماتى ، وربما ستجمعنا الأيام لنزداد قربا وتعارفا ..دعواتى لكم ولأسرتكم الكريمة ، ودعواتى لمصرنا الدولة ، ومصرنا المطبوعة.
وكأن الاستاذ سعد يتلذذ بالغموض فنحن نريد أن نعرف من هو بالضبط حتى نطمئن على أنه شخصية من دم ولحم وليست شخصية وهمية , بينما هو يزودنا بمعلومات هلامية غير محددة عن نفسه وكأنه خائف من الملاحقات ربما ظنا منه أننا نعمل لصالح مباحث أمن الدولة أو أننا نريد أن نوشى به لاسمح الله وهذا لعمرى أكبر تناقض شاهدته فى عمرى المديد , فالرجل يرى أنه من حقه أن يقول مايشاء وقتما يشاء وعند الحساب يتهرب من المواجهة خائفا من تبعات وجهة نظره التى وضعها فى دراسات عميقة لايمكن لها أن ترى النور فى أى دار نشر محترمة الا بالبطاقة الشخصية.
وعليه فقد أخبرته بتجميد كل كتاباته السابقة واللاحقة الى أن يقدم بطاقته الشخصية ونتأكد من شخصه المعنوى ونحن مازال يحبونا الأمل فى أن يقدم الاستاذ سعد بطاقته الشخصية حتى يتم الافراج عن كتاباته للرأى العام مرة أخرى وحتى يتم مناقشتها بأسلوب علمى فليس كل ماكتب صحيحا بالمرة وليست كل آراؤه ملزمة فهو مجتهد والاجتهاد لايعنى الصواب دائما.
عزيزى القارىء مصرنا منشورة فى عالم الانترنت السابح فى ملكوت الخيال ونحن لن نطلب من الكتاب خلع ملابسهم عند الدخول الى مصرنا ولن نطلب منهم المرور من خلال بوابات الكترونية ولكن نطلب منهم الشجاعة فى ابراز البطاقة الشخصية وهو أمر يسير جدا الا على : سعد رجب صادق.
وقديما قالو: ان خفت ماتقولشى !!
محنة رئيس التحرير
حرية الرأي والحرب النفسية
رد من سعد رجب صادق على مصرنا
زهير كمال :
لوم الضحية : نقد دراسة الإصلاح والتغيير
الإخوان المسلمون والفرص المُهْدَرة
06/11/2014