مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

الإخوان المسلمون والفرص المُهْدَرة

 

مينا موحد القطرين

 

بقلم : زهير كمال
..................

تعليقاً على مقال لوم الضحية ( نقد دراسة الإصلاح والتغيير) علق الأستاذ ابو نور قائلاً:

( ولكن استوقفني قولك ( وأظهر العام الذي تولوا فيه مقاليد الحكم أنهم ظلوا على برنامجهم القديم مرحلة أسلمة المجتمع ولكن على نطاق واسع هذه المرة من خلال أسلمة الدولة. أعماهم الغرور عن رؤية الواقع السياسي وظهر بوضوح أن التداول السلمي للسلطة قد انتهى الى الأبد.) والحقيقة أن في قولك هذا تجنّياً على الإخوان ، فهم جماعة براجماتية الى أبعد الحدود فلم يسعوا الى أسلمة الدولة كما ذكرت إنما كان هاجسهم هو الفساد العام الذي لم يترك مكاناً في مصر إلا واستولى عليه ، وهم بشهادة أعدائهم أطهر الناس يداً ، فأرادوا أن ينفذوا عملية إحلال في المناصب والأماكن الفاسدة من خلال تعيين أناس غير فاسدين مكان الفاسدين وفي رأيي أنه لو تم لهم ذلك لاستأصلوا الفساد عن بكرة أبيه ، ولكن الفساد وأصحابه كانوا أقوى من الجماعة ويمتلكون من الأدوات الكثيرة ما مكنهم من تأليب الرأي العام على الإخوان فقطعوا الكهرباء وافتعلوا حوادث القطارات وأزمة المحروقات والمطالب الفئوية مما جعل غالبية الشعب يكفرون بالإخوان وبالإصلاح وكانت الطامة الكبرى في خطبة مرسي عن ضرورة اكتفاءمصرالذاتي من احتياجاتهاغذاء وسلاحا الخ . تحياتي لك.)
.
هذا التعليق في منتهى الأهمية ولن يخفى أن المتدينين ومنهم صاحب الدراسة لهم نفس النظرة الى الإخوان ، ولكن!

ماذا يحدث لو وضعنا تفاحة سليمة طازجة في صندوق من التفاح العفن؟
والجواب أن قوانين الطبيعة ستأخذ مجراها مهما كانت قوة التفاحة السليمة.

لن أبالغ بالقول إنه إذا أردت أن لا تحل المشكلة فتقوم بما قام به الإخوان في إحلال المناصب بعناصر منهم. ولكن سأكتفي بالقول: ربما كان هذا من أسوأ الحلول لمحاربة الفساد. إذ عندما لا يتوقف الفساد سيقولون لقد حاولنا ولكن الفساد اقوى منا.

والحل الصحيح انه يجب تنظيم كافة قوى المجتمع لمحاربة هذه الآفة.
وتنظيم كافة القوى تعني عدم تغريبها وعدم إهمالها وعدم النظرة اليها من علٍ وكأنها لا تعرف شيئاً.

أصاب الإخوان المسلمين في مقتل نظرتهم الإستعلائية الى باقي قوى الثورة في المجتمع وعدم الثقة الا بأنفسهم فقط.

أصاب الإخوان في مقتل استعمال الآخرين من أجل مصلحتهم ثم قلب ظهر المجن لهم. واعتقدوا أن الآخرين أغبياء أو عاجزون، او مستسلمون .
اذا رجعنا الى التاريخ فان بداية تحول النظرة الى الإخوان لم يبدأ بالإعلان الدستوري الذي حصّن به الرئيس مرسي نفسه ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وانما بدأ قبل إنتخابات إعادة منصب الرئاسة بين شفيق ومرسي حيث اجتمع الأخير مع عدد من أعضاء جبهة الانقاذ وأعلنوا توحيد جهودهم ضد مرشح الثورة المضادة.

وكان أولى بمرسي والإخوان حفظ الجميل للقوى الأخرى وإشراكهم في السلطة والتفكير كراعٍ لجميع قوى الثورة، لم يحدث بل تم استبعادهم بكل السبل، وما أسهل (تطفيش) الجميع اذا كنت في السلطة.

تجلت خيبة أمل مصر في رئيسها المنتخب بعد نهاية المائة يوم الأولى حيث قطع المرشح مرسي وعوداً كبيرة على نفسه (ولم يكن من الضرورة اساساً قطعها )

ولما لم يستطع كرئيس تنفيذ هذه الوعود ، انحدر للكلام عن سعر انبوبة البوتوغاز وصراعه من أجل توفيرها.

لو كان الاخوان اصحاب الثورة لقاموا بعمل برامج مناسبة لتحويل شعارات الثورة (عيش، حرية، عدالة اجتماعية )الى برامج للتنفيذ.
هذه الشعارات البسيطة ليست لوغاريتمات غير مفهومة ولا تحتاج اينشتاين الى فك طلاسمها

ففي شعار العيش كان عليهم ان يتبنوا برنامجاً لخط الفقر وان يعطى الفقراء الذين يقعون دونه راتباً شهرياً حتى تتحسن أحوالهم وان يعطى عمال مصر تأميناً ضد البطالة وان يكون التأمين الصحي مجاناً.
هنا يكمن الفرق بين إدارة جمعية خيرية تكسب بها تعاطف الفقراء وبين إدارة دولة تفرض فيها حقوق الفقراء بالقوة ، فليس من المعقول ان تسرق حفنة بسيطة خلال فترة مبارك 3 تريليون دولار من ثروة مصر ولا يكون للفقراء حق في الحياة الكريمة.

لو قاموا بوضع قوانين كهذه، لن يكون هناك قوة تستطيع الوقوف في وجههم بل سيتحول الصراع من صراع حول أشخاص الى صراع حول برامج ، حول توفر المال اللازم لذلك وكيف يمكن تطبيق القوانين الجديدة وكيف يمكن ذلك مع وجود جهاز دولة مترهل وفاسد. عند ذاك يمكن تغيير موظفي الدولة الفاسدين بموظفين شرفاء لتطبيق البرنامج الجديد.
وفي شعار الحرية: ماذا لو قام الرئيس مرسي بعد إزاحته أعضاء المجلس العسكري بقطع العلاقة مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية كامب دافيد ثم اعلن استرجاع سيناء تحت السيطرة المصرية لأنه لا يأخذ إذناً من أحد لتحريك الجيش داخل مصر.

ماذا ستكون ردود فعل المعارضة سوى تأييد خطوة كهذه والإنضواء تحت مرسي
ماذا سيكون رد فعل الشعب المصري سوى الـتأييد المطلق ورفع الأصوات بالدعاء لمرسي منقذ البلاد.

ماذا سيكون رد فعل الجماهير العربية سوى تأييد الخطوة الجبارة وإعلان ان مصر قد رجعت لتولي قيادة العالم العربي.

ماذا سيكون رد فعل إسرائيل على الخطوة؟ الحقيقة لن تجرؤ على عمل شيء ، فهي لا تستطيع مجابهة المارد المصري حتى لو كان في أضعف لحظاته.

ماذا سيكون رد الفعل العالمي على خطوة كهذه سوى الوقوف على رجل واحدة بانتظار الخطوة التالية.

لو قرأ الإخوان تاريخ مصر وتاريخهم لعرفوا ان هناك لحظات في التاريخ اضطروا لأن يقفوا مع أعدى أعدائهم من أجل الدفاع عن مصر، يوم وقف عبدالناصر في الأزهر يعلن تصديه للعدوان الثلاثي وانه سيقاوم وسيموت على أرض مصر، يومها حارب الإخوان في المقاومة الشعبية في مدن القناة تحت راية عبدالناصر. وهكذا يثبت أجداد الإخوان انهم أذكى بكثير من أحفادهم.

والى هؤلاء الذين يقولون ان هذه الطروحات غير واقعية أقول : اذاً لماذا قامت الثورة؟ لماذا ضحت هذه الجماهير بحياتها الا لتغيير هذا الواقع الفاسد. ثم سلمت الجماهير أمرها لهذه النخب البائسة فلم تستطع ان تفعل شيئاً بل سمحت لقوى الثورة المضادة والرجعيين وكل من لا يريد خيراً بهذه الامة ان يتلاعب بها وهذه هي النتيجة أمامنا نجدها في تونس وليبيا وسوريا واليمن.

ولكن في الوقت الذي كان شباب الثورة يحاصرون السفارة الإسرائيلية ويقتحمونها كان مرسي يرسل رسالة الى بيريز واصفاً اياه بالصديق العزيز .
غريب أمر هذه النخب العربية كيف تستقوي بالأجنبي تنسق معه وتطلب دعمه بدلاً من ان أخذ دعمها من جماهيرها.
غريب أمر هذه النخب، فعندما لم تكن في السلطة تصف اليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير( رغم تخلف هذا الطرح) وعندما تصلها تنقلب على معتقداتها.

ما يزيد الطين بلة ان هذه نخب إسلامية وكان لها تاريخ مشرف في فلسطين حاربت واستشهدت على أرضها لمحاربة المشروع الصهيوني.
خلاصة الموضوع ان القانون الأساسي في العمل الإنساني ان التنظيم الجامد الذي لا يتفاعل مع المتغيرات يموت فهذه سنة الحياة.

وينطبق هذا بشكل مدهش على الإخوان ، لم يدرسوا تاريخهم جيداً ، لم يحللوا الحاضر ولم يعملوا اي برامج للمستقبل وعندما جاءت العاصفة لم يحنوا رؤوسهم لتجنبها والحفاظ على تنظيمهم وتخطيها.

والسبب بسيط فهم نتاج مرحلة تسطيح وجهل استمرا لفترة طويلة.
وآن لمن يهمه أمر هذه الأمة أن يستخلص العبر والدروس.

مجموعة الاصلاح والتغيير


لوم الضحية : نقد دراسة الإصلاح والتغيير



06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية