مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 انقلاب - الجزء التاسع

اف 16 يمكن أن تستخدم كطائرة مقاتلة وطائرة هجومية أرضية

قصة: غريب المنسى
.......................


كانت عملية تهريب الضباط المتمردين من السجن الحربى فى ظروف خاطفة وغامضة بمثابة ضربة قوية على الرأس للشلة الحاكمة أفقدتهم التوازن وهى تشمل الحاكم ووزير دفاعه ورئيس مخابراته وبعض من الشخصيات الهزلية التى تتصدر المشهد . وجلس الرجل المريض مع زوجته التى يعتبرها كاتمة أسراره والأمينة على حقوق أبناء الوطن وكان رأيها المخلص لزوجها أن يطاطى رأسه لأمريكا مثل كل المرات السابقة حتى تهدأ العاصفة, وأن يعتمد على القنوات السرية فى تصليح الأمور مع واشنطن فهو خبير فى استخدام القنوات السرية. ولكنه لم يقتنع بهذا الرأى فهو داخليا ليست لديه النية فى الاصلاح الداخلى الذى تطالبه به الحكومة الأمريكية , وأحس بالاهانة من الاعتداء على شخصه ولأنه هو والوطن جزء واحد فقد اعتدت الولايات المتحدة على شخصية مستقلة ذات سيادة ولابد من تلقينها درسا قاسيا.

استدعى الحاكم السفير الأمريكى وأبلغه رسالة شديدة اللهجة لينقلها الى الرئيس هاملتون فى الحال وأنذره بانه سيقوم بطرد كل الرعايا والعسكريين الأمريكان من البلاد وعدم السماح للسفن الأمريكية من المرور من مياهه الاقليمية وأنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلاده , وسيطرد السفير اذا لم تتقدم الحكومة الامريكية باعتذار علنى عن محاولاتها للتدخل فى شؤونه الوطنية,وأنه سوف يقوم بتحريض كل دول العالم العربى وجماهيره من المحيط الى الخليج ضد الامبريالية الأمريكية.

*******

وصلت رسالة السفير الأمريكى الى وزارة الخارجية الأمريكية وكان نصها : أنه يقول سنلقى بأمريكا فى المحيط !!

*******

وكان رد الخارجية الأمريكية للسفير شديد اللهجة ومقتضب : دعه يقول .... !!

*******

ذهب كلارك الى عمله فى الوكالة فى ذلك اليوم كلمعتاد وبعد قليل تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس هاملتون وكان مضمونها أن يبدأ كلارك فى تفعيل خطة تعطيل العجل فورا مع "عبود" وهو الاسم الحركى للحاكم فى أروقة المخابرات ودهاليز صناعة القرار.

فى الواقع فوجىء كلارك بهذه المهمة , فالمخابرات المركزية لم تستخدم هذه الخطة منذ عهد نيكولا شاوسيسكو فى رومانيا , ولكن الخطة واضحة ومفهومة ولتطبيقها على "عبود" لابد من الاستعانة برئيس قسم الشرق الأوسط فى الوكالة " مدام جلبرت" فهى رئيسة هذا القسم لما يربو على عشرين عاما ولديها فريق من الخبراء محترف ونشيط ومتابع ولديه البدائل. وفى الحال استدعى كلارك " مدام جلبرت " وكلفها رسميا بالبدء فى تفعيل خطة تعطيل العجل مع " عبود" على أن توافيه بالتفاصيل والعقبات التى من الممكن أن تواجهها حتى يستطيع من التنسيق والمساعدة مع "الموساد" و"الكى جى بى" و"الام اى 6" . وبدأت مدام جلبرت فى الحال فى تلقين فريقها وتحديث المعلومات وتجميع التفاصيل التى ستكون الصورة الكبيرة فى الاطاحة بعبود.

*****

يبدو للوهلة الأولى أن الاطاحة بعبود قد تكون سهلة , ولكن كان هذا أكبر خطأ تقديرى وقعت فيه الوكالة فالرجل وان كان يبدو سهلا وسعيدا وليبرالى فى المظهر الا أنه تعلب ماكر ليس من السهل قطع أطرافه , فالرجل قسم الحكم بينه وبين أفراد أسرته , كل فرد من الأسرة يسيطر على فريق من الأجهزة والوزرات وكل فريق يمن بالولاء لشخص مختلف من أفراد الأسرة وبالتالى تختلف الولاءات ومن الصعب أن تنقلب هذه الولاءت فى وقت واحد ضد الأسرة بالكامل , وحتى لو اتحدت وهذا احتمال ضعيف فهو لديه جهاز مخابرات يقظ متابع لكل فريق على مدار الساعة ويمكنه التدخل لفض هذا التحالف فى وقت بسيط يعد على عقارب الساعة. هذا فضلا عن أنه مسخر الآلة الأمنية ومسلطها بدقة على أى تحالف خارجى قد يظهر من بقايا الوطنيين, أضف الى ذلك تحكمه فى الجيش فوزير دفاعه مهمته الأولى ليست الدفاع عن الوطن كما هو شائع ولكن لمراقبة كل الكفاءات والتى قد تشكل تهديد مستقبلى للنظام واحالتها للتقاعد .وهنا ظهرت صعوبة التنفيذ أمام "مدام جلبرت" وفريقها, وأيقنت الصعوبة التى يعانى منها مواطنى ومناهضى دولة عبود.

*****

كان الجنرال ايليوشين مدير الكى جى بى فى زيارة شخصية للولايات المتحدة لزيارة ابنته وزوجها وحفيده فى نيويورك وعرج على الوكالة فى واشنطن لزيارة صديقه اللدود كلارك من باب الدردشة وتبادل النوايا الحسنة , وأخبره كلارك بنية الولايات المتحدة فى ازاحة عبود وأقنعه أن هذا القرار فى صالح الولايات المتحدة وروسيا فى نفس الوقت, ولم يحتاج كلارك الى انجيل كي يحلف عليه حتى يصدقه ايليوشين فالضيف الروسى  برجماتى وكان سعيدا بالتنسيق مع عدوه التقليدى الذى طلب مشورته فى وقت الشدة ولأنه قارىء جيد للتاريخ فهو يتمنى أن يرى كل الحكام العرب على مشنقة صدام , فهم فى نظره أشد بأسا من الاستعمار على شعوبهم , ففى عهد الاستعمار كان مستوى التعليم والصحة والدخل الاقتصادى والحرية الشخصية مرتفع عند العرب, وعندما شرعت الشعوب العربية فى الثورات وحركات تقرير المصير فى أواخر عهد الامبراطورية الانجليزية وصل الى الحكم أولئك الرعاع , وتحت عباءة الوطنية وحق تقرير المصير دمروا التعليم والصحة والصناعة وأذاقوا شعوبهم مرارة اليأس ومرارة الفقر والعوز والحاجة. تحت سيطرة الأنظمة الوطنية تمت سرقة الاقتصاد القومى العربى وازدادت ثروات المنتفعيين والسماسرة المرتبطين بالحكام العرب واختفى بريق المستقبل من عيون الأطفال وتحولت سويسرا الى مخزن لأموال الشعوب العربية المسروقة والمنهوبه.

- ياصديقى أنا معك على طول الطريق لازاحة عبود .. هكذا قال ايليوشين.

وبعد أسبوع من زيارة ايليوشين وصل الى مقر الوكالة فى واشنطن فريق من المحللين الروس للتعاون مع الفريق الأمريكى لتنقيح الخطة الأمريكية لازاحة عبود بطريقة برجماتية واقعية تستند على معطيات الواقع ... وبدأت عجلة التخلص من عبود وزوجة عبود وأولاد عبود وحاشية عبود فى الدوران بسرعة للأمام وبدون رجعة.

********

أبو السعود زين العابدين ضابط فى الجيش الوطنى ورجل من ضمن الرجال المحترمين التى توسمت فيهم الوكالة الرصانة والعقل وسعة الأفق والوطنية فى نفس الوقت . فالرجل حصل على الماجستير من كلية الحرب الأمريكية بتقدير معقول ولكن مالفت مندوب الوكالة الى اسمه هو اجابته على السؤال الخاص برغبته فى الحصول على منصب رئيس الدولة فى المستقبل عندما يعود الى بلده ويتدرج فى السلم العسكرى. هذا السؤال سؤال ثابت فى مجموعة الأسئلة التى لابد من الاجابة عليها قبل التسجيل للدراسة فى البعثات العسكرية لكل المبعوثين العسكريين الأجانب. وقد جاوب عليه مئات من الطلبة المبعوثين على نفقة الحكومة الأمريكية , ولكن تتفاوت الاجابات , والاجابة التى تراها الوكالة متوافقة مع الشخصية تحتفظ الوكالة بسجل صاحبها فى قائمة خاصة لهذا الغرض. ومن حسن حظ الوكالة أن هناك مايزيد عن عشرين شخصية وطنية لها سجل فى الوكالة بالاجابة الصحيحة المتوافقة مع شروط السؤال.

وبدأت مرحلة الاتصال بهذه الشخصيات...

******

من ضمن العادات الدبلوماسية المتعارف عليها أن يقوم الملحق العسكرى الأمريكى فى الوطن فى المناسبات الشخصية كأعياد الميلاد أوأعياد الزواج أو أعياد ميلاد الأولاد بارسال رسالة تهنئة رقيقة لهذه الشخصيات العسكرية وحتى يكون هناك نوعا ما من التواصل , وعندما حانت ساعة الصفر وجاءت الأوامر من واشنطن بالتحرك فى هذا الاتجاه والبدء فى تنفيذ خطة تعطيل العجل تم ارسال رسائل دعوة لهذه الشخصيات العسكرية لزيارة معرض عسكرى فى السفارة الأمريكية بمناسبة عيد الاستقلال وهى دعوة عامة لاتشوبها أية شبهة وفى خلال الزيارة تم الاقناع والتجنيد وتحديد الأدوار , وتم توزيع شارة خاصة  يضعها المجند على صدره وحتى تسهل التعرف على الأصدقاء الجدد المتعاونون بدون الدخول فى التفاصيل والتعرض للمراقبة والرصد. وهكذا تم تعريف عشرين شخصية عسكرية وطنية ببعضهم البعض وهم متفقون ضمنيا على اجابة واحدة وحتى وأن لم يتصارحوا.

وبدأت مرحلة الحشد....


انقلاب - الجزء الأول
انقلاب – الجزء الثانى
انقلاب - الجزء الثالث
انقلاب - الجزء الرابع
انقلاب - الجزء الخامس
انقلاب - الجزء السادس
انقلاب - الجزء السابع
انقلاب- الجزء الثامن
انقلاب - الجزء التاسع
انقلاب - الجزء العاشر
انقلاب - الجزء الحادى عشر
انقلاب - الجزء الثانى عشر
انقلاب - الجزء الثالث عشر


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية