مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 انقلاب - الجزء السادس

اف 16 يمكن أن تستخدم كطائرة مقاتلة وطائرة هجومية أرضية

قصة: غريب المنسى
.........................


الدكتورة ابتهال عبد القادر استاذه علم النفس الاجتماعى والحاصلة على جائزة الأمل الدولية لها دراسة شيقة عن النسبية فى العلاقات الانسانية وعلاقاتها بالسياسة الدولية . فقد نشأت فى بيت عربى تقليدى وعانت من قسوة والديها فى تربيتها , وكانت القسوة هى الدافع الرئيسى لتفوقها علميا , ففى سن العاشرة كانت قد حفظت القرآن كاملا , وفى كل مراحل الدراسة كانت متفوقة دراسيا وقد حصلت على الدكتوراه فى زمن قياسى وأصبحت استاذة فى علم الاجتماع فى جامعة بلادنا قبل عيد ميلادها الثامن والعشرين .

لاحظت الدكتورة ابتهال على المستوى الشخصى أن قسوة والديها عليها كان دافعه الحب أولا يليه رغبتهم الجامحة فى جعل الخوف هو الحافز الرئيس للانجاز. وهو ماجعلها تخصص رسالة الماجستير فى دراسة نتائج هذا الاسلوب الغريب فى التربية على سيكولوجية المجتمع ككل. وتتذكر الدكتورة ابتهال كيف أن والدها كان فى كل مرة يضربها بوحشية يرجع ليصالحها مدعيا أنه يحبها حبا جما وأنه يضربها خوفا على مصلحتها !!, وتتذكر أيضا أن هذا الدافع السيكوباتى كان هو مايدفع والدتها لضربها بعنف كلما تقاعست عن حفظ دروسها المدرسية , وكان تبرير الأم دائما لهذه القسوة هو الحب والخوف على مستقبلها.

وتتذكر الدكتورة ابتهال أن والدها كان دائم الاعتداء على أمها بالقول والفعل , وكان السبب كما لاحظته وأفردت له بابا فى كتابها الشيق " ضرب الحبيب" هو الحب والخوف من الزوج على زوجته , مرتبطا بالانانية وعدم الثقة فى النفس , ومع ذلك استمرت علاقة والديها برغم كل هذا التذبذب فى التواصل الى مايقرب من الخمسين عاما بدون طلاق أو انفصال .

قد تبدو ملاحظات الدكتورة ابتهال مختلفة ومتنافرة مع كل النظريات العالمية المعروفة فى علم العلاقات الانسانية والاجتماعية , ولكن الخوف والقهر أمر واقع فى مخزوننا الحضارى وحتى وان لم نعترف به , فالخوف والضرب والاهانة والتعذيب ركن أساسى فى خلفيتنا التربوية والاجتماعية والتعليمية ويلعب دورا كبيرا فى الشخصية الجماعية فى المجتمع العربى . وتوصلت الدكتورة ابتهال الى ان هناك علاقة نسبية وطردية بين الحب الغير مقنن والقسوة وبين الشخص المتلقى للتعذيب , لأن الأخير لديه استعداد فطرى لاستعذاب القسوة ويشترك مع الجانى فى تبرير هذه القسوة بالصمت الدائم واتباع مايمليه عليه الجانى بدون تفكير.

ومن ضمن ما توصلت اليه الدكتورة ابتهال فى ورقتها البحثية والتى نالت عليها جائزة الأمل الدولية هو أن العلاقات الأسرية لابد أن تكون مقننة ولابد من تعريف معنى الحب بوضوح بين الأب والأم من ناحية وبين الأب والأم والأطفال من ناحية أخرى فكلمة حب على عواهنها كلمة مطاطة وقد تحمل كثير من المعانى وتحمل كثيرات من التبريرات فعادة يكون مفهوم الأب والأم لمفهوم ومعنى الحب مختلف تماما عن مفهوم الأطفال له ,وفى معظم الأوقات يكون عدم الاتفاق على معنى محدد وواضح للطرفين هو السبب الرئيسى لارتكاب الجرائم النفسية على مستوى الاسرة والمجتمع والوطن فى حالتنا هذه.

وعندما ربطت الدكتورة ابتهال نظرية تقنين الحب والولاء والاخلاص بين الأنظمة السياسية فى الوطن وجدت أنه من المفروض أن نحدد معنى كل كلمة من كلمات القسم الذى يقسمه الحاكم عندما يتولى المسؤلية , فهو عندما يقسم على أن يحافظ على القانون والدستور لابد من تحديد دقيق لماهية هذا القانون ولماهية هذا الدستور الذى أقسم الحاكم على الحفاظ عليه , فالحاصل فى وطننا أن الحاكم لايحنث فى يمنيه لسبب بسيط وهو أنه يحافظ فعلا على القانون والدستور الذى كتبه هو بمعرفته ليتماشى مع خوفه وعدم ثقته فى شعبه وليحقق له قدر كبير من المرونه والتقنين فى فرض سطوته على الشعب والاستبداد بالسلطة .

فى وطننا ومنذ أن وعينا يحكمنا مجموعة من السيكوباتية ويعاملوننا بكل قسوة ويتحكمون فى كل شىء فى الوطن بدافع الحب والوطنية والاستقرار وهذا ما أوصلنا لما نحن فيه الآن من نكبات. وفى الولايات المتحدة وكل الدول الغربية يكون تعريف كل شىء واضح ومحدد للناس , ويتم التأكد من خلال مراحل التعليم الواعى من أن كل طرف من أطراف التعاقد الاجتماعى فاهم معنى كل كلمة من كلمات هذا العقد حتى لايكون هناك لبس فى فهم المعانى , فمفهوم الحاكم للحب والاخلاص والولاء قد يكون مختلف تماما عن مفهوم المواطن البسيط . لذلك نجد كل شىء هناك مقنن ومحدد وواضح.

هذه النظرية وضعت الدكتورة ابتهال فى لائحة المعارضة أتوماتيكيا , وبسببها حلت ضيفة على مباحث أمن الدولة فى مناسبات متعددة , وحرمت من الترقية بسبب توصلها لهذه البديهيات فى القرن الواحد والعشرين.

*******

فى نادى الفرسان للجولف فى ضاحية راقية من ضواحى عاصمة الوطن وبملابس كجول التقى السفير الأمريكى مارتن فورد والسفير الاسرائيلى ليلعبا مبارة جولف قصيرة من 18 حفرة وهى مباراة فى الأحوال العادية لاتستغرق أكثر من ساعة ونصف, والجولف هى لعبة الاروستقراط لأنها تعطى متسعا من الوقت لضبط التوافق العضلى العصبى ,هذا التوافق يساعد على تخفيف الضغوط العصبية ويساعد على اتخاذ القرارات والنقاش بلا انفعالات . وأحيانا  تكون اللعبة  مصدر من مصادر العنجهة لطبقة محدثى النعمة اللذين يعشقون التشبه بالبرجوازيين .

كان الحديث خلال المباراة عن محاولة التمرد التى تم اجهاضها بمساعدة حكومة السفير كوهين راميت , كان السفير الأمريكى متحفظا فى ابداء رأيه فى الأمر فهو من خلال خبرته الدبلوماسية يعرف أنه ليس هناك سرا بين الدبلوماسيين وبالذات فى عواصم هذا الوطن التعيس الذى تكون خدمتهم الدبلوماسية فيه عبارة عن خدمة شاقة, فكل الدبلوماسيين الغربيين يحلمون بخدمة دبلوماسية فى دول متقدمة حتى ينعموا براحة العمل الدبلوماسى , ولكنهم مضطرون للخدمة فى هذه العواصم المتقلبة حتى تضاف خدمتهم فيها الى قائمة أعمالهم الشاقة حينما يحين موعد الترقية.

ومع التحفظ الشديد لم يستطيع السفير الأمريكى أن يتفادى الاندماج فى الحديث مع نظيره الاسرائيلى عن أخبار صحة حاكم هذا الوطن واصابته بالسرطان والاشاعات التى تؤكد على أن هناك صراع عائلى على الحكم , فزوجة الحاكم المتسلطة تريد أن يخلف ابنها الصغير والده بدون خبرة ومعرفة وممارسة بطبيعة الشعب الذى سيحكمه, فالابن منفصل تماما عن الطبقة الأساسية فى الوطن وهى الطبقة الفقيرة والمتوسطة, وتحاول الأم جاهدة من تجميله للحكومة الامريكية والاسرائيلة وتقديمه على أنه مبعوث الاستقرار فى الوطن وأنه سوف يسير على خطى والده.

الاسرائيلى : انهم يحاولون اقناع شعبهم الساذج بأنهم هم سبب الاستقرار .. كيف يكون هناك استقرارا بدون اسرائيل ؟ انهم لايكفون عن معادة اسرائيل ومعارضة التطبيع على الملاء ومع ذلك تراهم يهرعون الينا فى كل كبيرة وصغيرة يبتغون رضانا , هل سمعت يامارتن عن حاكم دولة يدعى أنها من أكبر دول المنطقة يهرع الى دولة أخرى صغيرة بحجم اسرائيل لتوافق له على التوريث لابنه؟ لقد زار الوريث اسرائيل واجتمع بقادة جيش الدفاع ووعدهم بأنه سيكون أكثر تساهلا مع اسرائيل من والده!! وطبعا نحن لم ولن نصدقه لسبب بسيط وهو أن والده قد وصل بمنحنى التسهيلات معنا الى أعلى درجة من التنازلات ولو قدم تساهلا آخر لسخرنا نحن منه فى اسرائيل , فالرجل حاصر الفلسطينيون فى غزة وكان ومازال قاسى عليهم أكثر من قسوتنا نحن الاسرائليون عليهم !! ويعمل جاسوسا على حكام المنطقة كبديل للمرحوم الملك حسين , ومعظم المثقفين والسياسيين فى اسرائيل يشككون فى توجهات هذا الحاكم الرعديد , ونحن نؤمن بما جاء فى التوراة على لسان يسحاق : أن الخوف يأتى من مكمنه فلاتصدق الجبان.

الأمريكى : انهم ايضا يحاولون مع حكومتنا نفس الشىء , فلقد ذهب هذا الولد الى البيت الأبيض مرارا ليقدم بيانات مضللة عن العراق قبل الغزو , وقد بدا وكأنه يملك كل الأسرار وللأسف صدقه جورج بوق ودخلنا الحرب مع العراق لأسباب واهية ولم نجد الأسلحة الكيماوية التى قالوا انها فى حوزة صدام ,ولعلك تعرف ياكوهين أن هذا الحاكم العجوز هو من ساعد حكومتنا على اشعال نيران الفتنه بين العراق وايران فى القرن الماضى وهو الذى أقنع الولايات المتحدة فى عهد جورج بوق الأب على حرب الخليج الثانية وهو الذى سارع بتعطيل أى حلول عربية لمشكلة الكويت مع العراق وحثنا على القدوم لتحرير الكويت حتى يستفيد اقتصاديا على حساب أطفال العراق ويتاكد من مساعدتنا له كل الوقت , والآن نحن نعانى من المعلومات المغلوطة التى زودنا بها عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل نحن نعانى من فشل عسكرى فى العراق بسببه . نحن ياكوهين نؤمن بالانجيل وماجاء على لسان يوحنا : لاتصدق المنافق.

الاسرائيلى : دعنى أسر لك بسر يامارتن .. مراكز اتخاذ القرار فى اسرائيل تريد رئيسا قويا لهذا الوطن , لأننا عاصرنا الرئيس القوى والرئيس الضعيف لهذا الوطن واكتشفنا بالتجربة العملية أن عدو قوى خير من صديق ضعيف. فنحن وان كنا نكن كراهية تاريخية لهذا الشعب الا أننا نرى أنه من مصلحتنا أن يكون هناك استمرارية واستقرار فى تداول السلطة ونريد أن يكون حاكم هذا الشعب شجاع نسبيا. وهذه صفات ليست موجودة فى نسل هذا الرجل.

الأمريكى : لقد شكل هذا الحاكم عبئا اقتصاديا على دافع الضرائب الأمريكى المسكين فى وطنى لمدة ثلاثين عاما, ونحن الآن نعانى من عجز فى ميزان مدفوعاتنا القومى بسبب مساعدته اقتصاديا هو وغيره من محتالى دول العالم الثالث فى امريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط, ومعظم أموال الشعب الأمريكى تستقر فى حسابات سرية لهذا الحاكم وزوجته وأولاده وزمرته , لقد نصب علينا هذا الرجل واستغل سذاجة عائلة بوق – الأب والابن معا – وأقنعهم بأنه سمسار ناجح فى المنطقة علما بأننا لانحتاج الى سماسرة من هذه النوعية الفقيرة , فلدينا سماسرة أغنياء يدفعون لنا , فى السعودية والكويت والخليج, مالذى يجعلنا نعتمد على سمسار متعطش الى المال ؟؟ انه يضع يديه فى جيوب الشعب الأمريكى ياكوهين .

الاسرائيلى : أتفق معك تماما يامارتن , ينبغى علينا نحن أعين شعوبنا فى هذه البلدة أن نعطى تقاريرا مفصلة لحكوماتنا عن هذا النصاب الذى يلعب بكروت تخويفية عفى عليها الزمن , فالرجل أقنعنا لفترة طويلة بخطر الاسلام السياسى علينا واستخدمه بمهارة كفزاعة لنا ولكن نحن الآن نتابع الجماعات الاسلامية والاخوان ونتابع الأقباط ونرى أنه يمكن ترويضهم لبناء علاقات دولية مستقرة , هذا الدجال يقوم بتفجيرات فى سيناء ويدعى أنها تفجيرات اسلامية حتى يخيفنا وبعد أن تهدأ الأمور لانجد أى أثر اسلامى خلف هذه التفجيرات .. أنه يستخدم الاسلوب الصهيونى فى الارهاب مع الصهاينه.

الأمريكى : هذا الرجل وسلالته شر مستطير على مستقبل دولتكم ومستقبل العلاقات الأمريكية فى المنطقة لانه يستخدم اسلوب ملتوى ولقد ساعدناه كثيرا معتقدين اننا بذلك نضمن حليف دائم لنا ولكن الآن اكتشفنا أنه عبء اقتصادى وسياسى ينبغى علينا التخلص منه .

******

انتهت مبارة الجولف بفوز الاسرائيلى ب12 تى وأربعة بوجى وغادرا النادى وفى ضمير كل منهم فكرة رفع مذكرة الى حكومته بضرورة الحذر من الاعيب هذا الحاكم العجوز التى ستضر بسياسات الولايات المتحدة واسرائيل فى المنطقة على المدى المنظور. وضرورة البحث عن شخصية قوية تستطيع التواصل مع القوى الفاعلة فى المجتمع والسيطرة على الأمور, وفى نفس الوقت لاتكون بالقوة التى قد تكون منفلته وتتصادم مع مصالح الولايات المتحدة واسرائيل.


انقلاب - الجزء الأول
انقلاب – الجزء الثانى
انقلاب - الجزء الثالث
انقلاب - الجزء الرابع
انقلاب - الجزء الخامس
انقلاب - الجزء السادس
انقلاب - الجزء السابع
انقلاب- الجزء الثامن
انقلاب - الجزء التاسع
انقلاب - الجزء العاشر
انقلاب - الجزء الحادى عشر
انقلاب - الجزء الثانى عشر
انقلاب - الجزء الثالث عشر

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية