مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 انقلاب- الجزء الثامن

اف 16 يمكن أن تستخدم كطائرة مقاتلة وطائرة هجومية أرضية

قصة: غريب المنسى
.......................


تلقى العقيد مارك جودمان قائد قوات الدلتا برقية من قيادة القوات الخاصة الأمريكية تأمره بالاستعداد لاحتمال القيام بعملية خاصة فى الشرق الأوسط فى خلال اسبوع. الأمر الذى وضع قوات الدلتا فى الحالة "أ" وهى أعلى حالات التأهب والاستعداد . وعلى الفور قام جودمان باستدعاء الاحتياطى وتأمين الأسلحة والذخائر والمعدات والقيام باعادة تلقين القوات والاستعداد للتنفيذ فى أى لحظة تراها القيادة مناسبة. ولكن لم تكن هناك خطة محددة لأن القيادة لم تبلغه بطبيعة المهمة , لذلك كانت استعدادات فريق الدلتا هو استعداد عام يشمل الجرى والغوص والتدريب المظلى والرماية الخفيفة والمتوسطة وأعمال التصنت وتدمير الكابلات والهوئيات ووسائل الاتصال وعمليات القرصنة على أجهزة الكمبيوتر. وقوات الدلتا هى قوات انتشار سريع عالية المهارة وعناصرها من خلاصة القوات الخاصة للبحرية الأمريكية ويطلق عليهم النيفى سيل ومن خلاصة قوات الصاعقة الأمريكية ويطلق عليهم الباريه الأخضر.وتم تاسيسها بقرار من الرئيس كارتر لمواجهة عملية اختطاف الدبلوماسيين الأمريكان من السفارة الأمريكية فى طهران بعد قيام الثورة الايرانية .

******

فى نفس الأسبوع وصل الى ميناء الوطن حاويتين من فئة الأربعين قدما لصالح السفارة الأمريكية وتم التخليص الجمركى السريع عليها تحت الحماية الدبلوماسية وهى معفاة من الجمارك والتفتيش, ووضعت فى مخازن السفارة فى سرية تامة. وبعد وصول الحاويات بيومين والتأمين على محتواياتها وصلت الرحلة 55504 الخطوط الألمانية القادمة من لندن وعلى متنها فوج سياحى أمريكى يتكون من 10 رجال وسيدتان يحملون جوزات سفر دبلوماسية, وتمت اجراءات الوصول بسرعة وخرجوا من صالة كبار الزوار وتوجهوا الى استراحة السفارة الأمريكية الخاصة بالدبلوماسيين .

******

على مسافة 40 كيلو مترا غربا من مبنى السفارة الأمريكية بوسط العاصمة يقع مبنى سجن العنبوكى الحربى فى قلب الصحراء تحت حراسة عسكرية تبدو شديدة وهو مبنى مكون من طابقين سعة 40 عنبرا ويقع على مساحة عشرة أفدنة , وفى هذا المبنى وفى سرية تامة تم التحفظ على الرائد طيار محمد المغاورى والنقيب طيار سامح الشعراوى والرائد ملاح محمود البارودى فى انتظار المحكمة العسكرية بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم وهى تهمة عقوبتها الاعدام رميا بالرصاص. وقد عزلتهم ادارة السجن فى زنازين انفرادية يقضون فيها معظم اليوم الا من ساعة واحدة للتريض والمشى المنفرد , ومنعتهم ادارة السجن وبناء على أوامر سيادية بالاختلاط بباقى المساجين أو الاختلاط ببعضهم البعض وهذا نوع من أنواع التعذيب السيكولوجى حتى ينهار السجين قبل التحقيقات وقبل الادانة وقبل تنفيذ الحكم.

وفى ليلة الجمعة وهى ليلة أجازة نهاية الاسبوع وبعد وصول الوفد السياحى بيومين وقبل منتصف الليل بقليل انقطع التيار الكهربائى والاتصالات عن السجن وتم التخلص من الحراس الخارجيين بسرعة بمسدسات التخدير وتسللت المجموعة الهجومية من قوات الدلتا الملثمة بملابسها السوداء الى داخل السجن فى مجموعتين , المجموعة الأولى لمراقبة البوابة الرئيسة وباحة السجن باجهزة الرؤية الليلية واجهزة التصنت على الاتصالات والمجموعة الثانية تسللت الى مبنى السجن الذى يأوى الأهداف الثلاثة المطلوبين أحياء للحكومة الامريكية , وفى خلال الاقتحام تم التخلص من أى عنصر من عناصر الحراسة بسهولة شديدة , فالحراسة تبدو جادة ولكنها صورية منهكة من سوء التغذية والتدريب وليست مؤهلة لمقاومة هجوم بهذه الحرفية , الى أن تم الوصول تحت جنح الظلام وبمساعدة جهاز التوجيه الألكترونى الى مكتب المساعد عبد الحميد المسؤول عن العنابر والنزلاء وجدول التعيين والمفاتيح , وبدون مقاومة تذكر تبرع بمساعدة القراصنة الملثمين وفتح لهم أبواب الزنازين للمغاورى والبارودى والشعراوى. وتم اطلاق طلقة مخدرة على جبينه حتى ينام قليلا الى أن يتم خروج المجموعتين من مربع السجن الى سيارتين هامر سوداء تحملان أرقام دبلوماسية والمجهزتان عسكريا بكل مايخطر على البال من أسلحة خفيفة ومتوسطة وبالتقدير العسكرى لقوات الدلتا هاتان السيارتان مصفحتان ضد الرصاص ولديهما القدرة التسليحية على مواجهة سرية دبابات وكتيبة مشاة ميكانيكى , وكان افتراض المقاومة هو أسوء الفروض لمخططى العملية من على بعد ستة الأف ميل فى قيادة القوات الخاصة الأمريكية. ومن حسن الحظ أن العملية تمت بدون اراقة دماء وبدون تعرض المهاجمين الى دفاع مسلح. وتحت جنح الظلام اختفت السيارات فى سكون الصحراء وتوجهتا الى مخازن السفارة الأمريكية بهدوء وتم وضع السيارات فى الحاويات مرة أخرى لاعادة شحنها الى بلد المنشأ فى الصباح الباكر, واستقلت المجموعة ميكروباص سياحى ديبلوماسى الى مطار خاص فى جنوب العاصمة لتقلع بهم الطائرة عائدة بهم الى قاعدتهم بالولايات المتحدة مع الرهائن . استغرقت العملية حوالى ساعتين من لحظة بدء الهجوم على السجن الحربى وحتى اقلاع الطائرة وتوجهها شمالا فوق المتوسط وهو رقم زمنى قياسى لعملية بهذه الخطورة والتعقيد.

وفى الصباح تم اكتشاف العملية , وتم اعتقال جميع العسكريين المسؤولين عن هذا السجن لتقاعسهم عن تأمين السجن وانتشرت المخابرات العسكرية فى المنطقة تبحث عن أى أثر للمغاورى والشعراوى والبارودى بلا جدوى.. وكان رد فعل القيادة العسكرية والسياسية متخبط , فالعسكريون بدأو فى اتهام الموساد لأنهم وبكل أسف تربوا على التفكير والاعتقاد بأن الموساد هو الوحيد القادر على مثل هذه العمليات المعقدة !! والقيادة السياسية سارعت فى اتهام عناصر بداخل الجيش بمساعدة المجرمين على الهروب تعاطفا معهم . وكان هذا التخبط وعدم الثقة بين القيادات هو الهدف الرئيسى من العملية . فعندما تنعدم الثقة ويبدأ الشك بين القيادات العسكرية والأمنية والسياسية يبدأ النظام بالتفكك تماما مثل جبل الجليد عندما يتعرض لحرارة الشمس.

وبسرعة قام النظام بتمشيط القيادات العسكرية المشتبه فى تعاطفهم مع المتمردين وتسريحهم من الخدمة وهنا كانت غلطة النظام الأولى لانه خلق لنفسه أعداء داخل المؤسسة العسكرية التى هى مظلة الأمان وصمام الأمن لبقاؤه على قيد الحياة. أما الغلطة الثانية كانت اتهام الموساد فهو جهاز صديق وهو يقدم خدمات جليلة فى تنسيق أمنى هرمونى مع النظام الحاكم واتهامه يعنى انعدام الثقة وبالتالى لن يكون هناك تعاون أمنى فى المدى المنظور... وأصبحت الحالة بداخل الدائرة الحاكمة المغلقة المسيطرة على رقبة الشعب عصبية ومتشككة ومنهارة وخائفة ولاتسر عدو ولا حبيب.

*******

فى مكتبه الفخم فى الطابق العشرين فى مبنى المخابرات المركزية لم يتمالك براين كلارك نفسه من الضحك عندما رن التليفون وكان المتحدث هو اللواء شاهين بنفسه نيابة عن القيادة السياسية يطلب حلا لمشكلة اقتحام السجن الحربى , وهنا نصحه كلارك بأن النظام على مايبدو فى محنة سياسية وأنه لكى تقوم الولايات المتحدة بمساعدة النظام اقتصاديا وعسكريا ومخابراتيا من الآن فصاعدا لابد للنظام من اتباع وسائل الاصلاح الحقيقية الداخلية الشاملة والتخلى عن فكرة التوريث لأنها ضد مصالح الولايات المتحدة وأنه أمام القيادة السياسية شهرا واحدا حتى تبدأ فى الاصلاح اذا كانت جادة فى المساندة الأمريكية والا كانت العواقب وخيمة .. وأغلق الخط فى وجهه بطريقة غاضبة.
 

وغادر المبنى بعد ذلك بدقائق لحضور عيد ميلاد حفيدته كريستى.

تتبع

انقلاب - الجزء الأول
انقلاب – الجزء الثانى
انقلاب - الجزء الثالث
انقلاب - الجزء الرابع
انقلاب - الجزء الخامس
انقلاب - الجزء السادس
انقلاب - الجزء السابع
انقلاب- الجزء الثامن
انقلاب - الجزء التاسع
انقلاب - الجزء العاشر
انقلاب - الجزء الحادى عشر
انقلاب - الجزء الثانى عشر
انقلاب - الجزء الثالث عشر


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية