هل يضرب الجوع مصر؟ حقيقة أزمة حوض النيل
|
د. وائل رشدي سليمان المدير السابق للمكتب الوطني لمبادرة حوض النيل في مصر |
مقدمة
كثر الحديث في الأشهر الأخيرة عن أزمة المفاوضات بين دول حوض النيل والتي وصلت إلي ذروتها الدرامية باتفاق سبعة من دول الحوض علي توقيع إتفاقية الإطار التعاوني بين دول الحوض دون موافقة دولتي المصب مصر والسودان اللتان رفضتا من جانبهما هذا الإجراء من دول المنابع. قامت خمس دول بالتوقيع مباشرة العام الماضي وظل الأمل يراود المختصين ومديري الملف من الجانب المصري والسوداني أن تمتنع دولتا بوروندي والكونجو الديمقراطية (زائير سابقاً) عن التوقيع حتي لا يكتمل النصاب اللازم لتدخل الإتفاقية حيز التنفيذ بتوقيع ثلثي الأعضاء حتي جاء توقيع بوروندي في فبراير 2011 كدش بارد علي كل من له صلة بملف حوض النيل ثم تلي ذلك ورود الأخبار عن نية إثيوبيا بناء سد ضخم علي النيل الأزرق وال1ي سقط كالصاعقة علي الرأي العام في مصر. وقد كان لهذا الموقف الذي فوجئ به المجتمع المصري الذي يبدو انه نسي تماما قضية مياه النيل منذ نهاية فترة الجفاف الذي ضرب شرق إفريقيا في ثمانينات القرن الماضي وأدي إلي انخفاض منسوب بحيرة السد العالي لأدني مستوياتها.
جاءت تلك الأخبار تتري والشعب مازال منتشياً بنجاح الثورة المصرية مما أصاب العديد من المصريين بالهلع وتصور الملايين انهم سوف يصحون ذات يوم فيجدون النهر الخالد وقد أصبح النهر الجاف. ورغم قيام وزير الري السابق ورئيس مجلس الوزراء السابق والعديد من خبراء وزارة الري والخبراء القانونيون بطمأنة الرأي العام عند توقيع خمس دول علي الإتفاقية الإطارية بأنه لا خطورة علي حصة مصر من مياه النيل وتأكيدهم علي أن القوانين والأعراف الدوليه في جانب مصر فضلاَ عن وجود اتفاقيات تحمي حصة مصر من مياه النيل إلا أن ذلك لم يبث الطمأنينة في نفوس أبناء الشعب المصري لعدة أسباب أولها عدم ثقة الكثير من الناس في الوعود والتصريحات الحكومية من جهة ومن جهة أخري جهل عوام الشعب بطبيعة نهر النيل والعلاقة المائية بين أحباسه ودوله المختلفة. ويأتي توقيع بوروندي وإعلان سد إثيوبيا المزمع إنشاؤه ليزيد القلق لدي كافة طبقات الشعب.
فرأيت أن اكتب هذا الكتيب لأوضح للرأي العام طبيعة الحوض والعلاقات التي تربط دوله من الوجهة المائية والناحية القانونية ثم نبذه عن مبادرة حوض النيل ونقاط الخلاف حول إتفاقية الإطار التعاوني بين دول الحوض ثم أختم ذلك بوجهة نظر شخصية بنيتها خلال عملي في الدول الأفريقية كخبير للبيئة والمياه في المنظمات الدولية ثم تشرفي برئاسة المكتب الوطني لمبادرة حوض النيل خلال ذروة أعمال المبادرة وتطور المفاوضات بين الدول المتشاطئة علي النهر. كما أتاحت لي الظروف العمل مع أكبر خبراء المياه في مصر ودول الحوض وعلي رأسهم الوزير الراحل الدكتور عبد الهادي راضي والوزير السابق والدكتور محمود ابو زيد وكتيبه من الخبراء الفنيين والقانونيين والدبلوماسيين (رغم عدم مشاركتي في المفاوضات واقتصار ذلك علي فريق محدود من الخبراء بقيادة الوزير العالم دكتور محمود أبوزيد). وقد راعيت الإختصار قدر الإمكان لتجنب إغراق القارئ في تفاصيل فنية قد لا يكون مكانها كتيب للجيب. كما راعيت ان تكون اللغة سهلة بسيطه وخالية من التراكيب الهندسية التي يستخدمها المتخصصون حتي يمكن لأي قارئ الإلمام بطبيعة هذا الحوض الذي يمثل شريان الحياة لمصر.
الفصل الأول .. النيل ليس نهراً واحداً
الفصل الثاني .. النيل بحكم المحكم
الفصل الثالث.. حديث المبادرة
الفصل الرابع .. النيل الفرص والمحاذير
الملكية الأدبية لصور هذا الكتيب للدكتور وائل سليمان - تونس - أكتوبر 2010