مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 صحفيان إسرائيليان يرصدان ظاهرة أطفال الشوارع بالقاهرة
...............................................................

 

أطفال يخدرون

 
 

وينامون فى الشارع

 
 

ويدخنون

 

كتب محمود محيى

قام صحفيان إسرائيليان مؤخرا بجولة ميدانية بشوارع القاهرة لرصد ظاهرة أطفال الشوارع بوسط القاهرة وبحى الزمالك، واستخلصا فى نهاية تقريرهما الذى نشر مساء أمس، بصحيفة جيرزواليم بوست الإسرائيلية، أن مصر تعانى من ظاهرة أطفال الشوارع بشدة، وأن هؤلاء الأطفال يعانون من الفقر والإهمال والاغتصاب.

وقال الصحفى جوزيف مايتون والصحفية راشيل كليدر إن القاهرة تكافح بشكل مزهل لتقليل العدد المخيف من هؤلاء الأطفال الذين لا مأوى لهم، ساردين قصة طفلتين مصريتين تدعيان دينا وسلمى تم طردهما من منزلهما عندما كان عمرهما 6 و 8 سنوات بسبب عدم قدرة والدتهما فى دفع الإيجار بعد وفاة والدهما، وقالت إحداهما "أمى أجبرتنا للخروج إلى الشارع بعد أن ضاق بها الحال واضطررت فى النهاية لكسب المال عن طريق جلب الرجال الأغراب للمنزل، وعندما رفضنا قامت بضربنا بالعصا ومن ثم خرجنا إلى مصيرنا فى الشوارع ولم نفكر حتى تلك اللحظة للعودة مرة أخرى ونحن لا نعرف ما حدث لها بعد أن تركناها حتى الآن".

وقال الصحفيان إن دينا تبلغ من العمر الآن 13 عاما بينما سلمى 11 عاما، فأصبحا الآن من أطفال الشوارع فى مصر الذين تراوح عددهم ما بين 90 ألفا ومليون طفل.

وأضافا عندما طردت دينا وسلمى لأول مرة من منزلهما قررا فى البداية أن يستوليا لكسب بضع جنيهات يوميا لتكفيهما لتناول وجبة من سندوتشين فى اليوم، وبالتلى قررا أن ينتقلا إلى شوارع وسط القاهرة منذ خمس سنوات، ولكن بعد رؤيتهما لأقرنائهما بالشوارع الأخرى وهم يتعرضون للاغتصاب والضرب قررتا أن ينتقلا إلى منطقة مختلفة وبعيدة.

واستكملت دينا الحديث قائلة "كان لدينا بضع الجنيهات وكان علينا الحفاظ عليها ولكننا لم نكن نعرف ما كان يجب علينا فعله لكسب المال، حتى عطف علينا رجل طيب وقال لنا إنه يمكننا شراء الخبز المدعم من الحكومة وبيعها للناس بسعر أعلى مقابل خدمة توصيل الخبز إليهم وذلك ما فعلناه حتى نتمكن من العيش".

وأضاف الصحفيان قامت الطفلتان بالذهاب إلى منطقة الزمالك وأنشأتا كوخا صغيرا من الأخشاب والورق وأطلقتا عليه اسم منزل وكان ذلك على ضفاف النيل، وقامتا بحفر حفرة صغيرة بالأرض ووضعتا عليها بعض ألواح الأخشاب الصغيرة، وذلك لإشعال النيران فيها حتى يتمكنا من غلى الماء وطهى المأكولات الصغيرة.

وقالت دينا "كنا بخير طوال تلك الفترة التى عشنا فيها بالكوخ الصغير حتى إن وصلت سيارة للشرطة وعرفت بمكاننا وطالبانا بدفع أموال لهم لكى يتركوننا فى حالنا وبالفعل دفعنا لهم"، وأضافت وهى تشير إلى الجانب الآخر من النيل "كان لدينا حوالى 3000 جنيه قبل أن تأتى الشرطة إلينا واضطرنا لدفع مبلغ 500 جنيه لهم، ولكن عندما طالبانا بأموال أخرى فى اليوم التالى قررنا الرحيل عن المكان".

وقال الصحفيان الإسرائيليان: "اليوم دينا وسلمى لديهما حديقة صغيرة وبيت عبارة عن مركب صيد صغير متهدم على ضفاف النيل أيضا، جعلتاه بيتا لهما ولكن لا أحد يكترث بهما ولا يسبب لهم أى مضايقات".

وأضافت دينا "أحيانا نسمع الناس وهم يصرخون فى وجوهنا من أجل الاستحمام، حيث إننا لم نستحم فى حمام منذ أن تركنا منزل والدتنا ولكن الآن نحن لدينا نهر النيل من الممكن أن نستحم فيه"، وقالت متسائلة وهى تشير إلى النهر "كيف نستحم فيه وهو ملىء بتلك القمامة العائمة والمياه العكرة؟".

وأنهت دينا حديثها لكل الصحفيين اللذين تحدثا معها بالغة العربية دون أن يكشفا لها بالطبع عن جنسيتهما قائلة: " نحن الآن نستطيع كسب المزيد من المال لأن هناك المزيد من الناس يشترون الخبز مننا" وتمنت دينا أن تشترى شقة صغيرة عندما تصل لسن الـ16 تعيش بها هى وأختها الصغيرة سلمى وتذهب إلى المدرسة بينما تحصل هى على وظيفة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الحكومة المصرية تعترف بأن عدد أطفال الشوارع آخذ فى الارتفاع وأنه فى عام 2003 اعتمدت إستراتيجية وطنية جديدة من أجل حماية وتأهيل أطفال الشوارع بتكليف للمجلس القومى للطفولة والأمومة مع التنسيق مع المنظمات غير الحكومية المهتمة بالأمر نفسه.

وأضافت جيرزواليم بوست أنه تمت صياغة وتعديل مشروعات لقوانين جديدة للطفل المصرى للاعتراف به بأنه ضحية ومعرض للخطر بدلا من أن ينظر إليه بأنه منحرف أو مجرم.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لمشيرة خطاب وزير الدولة للأسرة والسكان الشهر الماضى بأن عدد المواليد فى مصر فى تزايد وأن تزايد هذه الظاهرة نتيجة الزيجات غير الشرعية التى تحدث للفتيات القاصرات والتى أدت بدورها فى تعزيز زيادة وجود أطفال الشوارع وعمالة الأطفال، بالإضافة إلى تزايد عدد السكان بواقع 1.5 مليون سنويا.

وقالت الصحيفة إن دراسة حكومية صدرت فى عام 2009 أظهرت أن 42 % من أطفال الشوارع فى مصر والمتسربين من المدارس و30% من الذين لم يلتحقوا بالمدرسة على الإطلاق محرومون من الخدمات الصحية والنظافة والتغذية وأن الأطفال الذين يعيشون على غذاء كاف أغلبهم يعانون من سوء التغذية ومعظمهم أميون.

وأضافت جيرزواليم بوست أنه وفقا لليونيسيف فإن طفل الشارع هو كل طفل يعيش ويعمل وينام فى الشارع، والبعض منهم يتعرض للبيع أو يتسول ويعانى من الفقر المدقع دون مساعدة من أسرهم.

المزيد:

ثقافة الهزيمة .. أطفال الشوارع
ثقافة الهزيمة .. أطفال الشوارع من تانى


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية