مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الامريكية عن المركز الامريكى للنشر الالكترونى .. والاراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 
...............................................................

 

أطفال الشوارع

 

بقلم : غريب المنسى
........................

زيارة الطبيب غير مستحبة عند كثير من الناس .. لأن الطبيب ومن خلال الاشاعات وتحليل الدم سيواجه المريض بمشاكل جسده .. لذلك يتهرب الناس من زيارة الطبيب ومعظمهم لايذهب اليه الا اذا كان فى النزع الأخير .. محمولا على نقالة !! تماما كما فى حالتنا المصرية .. فمعظم الناس تصاب بالاحباط والتشائم عندما تقرأ الارقام والبيانات وهى بمثابة الاشعة الاقتصادية والتى تؤكد أن مصر مصابة بسرطان اقتصادى يمكن لها الشفاء منه فقط اذا ما قمنا بعملية استئصال جزء كبيرمن اللصوص الذين يدعون أنهم ساهرون على راحتها والمجىء بطاقم جديد نزيه ومنتخب ويريد فعلا أن يسهرعلى خدمتها .

فى الواقع هناك اشاعتان طبيتان .. واحدة فى يدنا نحن الغلابة اللذين لانملك من أمرنا شىء والتى تؤكد بوضوح ساطع وجود المرض, والأخرى التى هى فى يد الحكومة والتى تؤكد أن مصرمتعافية وشباب وكل من يقول عكس ذلك فهو حاقد وكاره للوطن الذى بذلنا نحن الحكومة الغالى والرخيص لرفعته !! من نصدق ؟ هل نصدق الحكومة التى لها كل مصلحة فى الاستمرار فى الكذب والسرقة والنهب والتى عندما ستموت مصرسيهربون منها لينعموا بما نهبوا على بحيرات سويسرا .. أم نصدق بعض من الشرفاء الذين ضحوا بوقتهم لكى يجمعوا بعض من الحقيقة المتشابكة والمخفية عن الأعين ؟

مثلا .. مشكلة الأطفال الذين هم نتيجة لمجموعة ظروف خارجة عن ارادتهم .. تشردوا وعانوا ومازالوا يعانون من قسوة الحياة ومع ذلك لايهتز للحكومة شعرة نخوة أو رحمة أو مسؤلية تجاه قطاع من الشعب المفروض أن الدستور يشملهم بعدله لأنهم أقلية لاتملك من أمرها شىء على الاطلاق !! فكل دساتير الدول نصت على حماية الأقليات ومن ضمن هذه الأقليات الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى. تعالوا معا نستعرض الارقام حتى نكون فكرة قوية عن مشكلة أطفال الشوارع والتى هى من المفروض أن تحرك فينا جزء من النخوة والرحمة والشفقة التى صارت تحت الضغوط الاقتصادية متبلده للغاية .

تقديرات البنك الدولى لعام 2006 تشيرالى أن معدل الفقر فى مصر يتجاوز 52% .. أى أن هناك 35 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر وهناك  6.5 مليون عاطل عن العمل وخصوصا من الشباب وهؤلاء  حوالى 27% من قوة العمل فى مصر .. بالأضافة لحوالى 2 مليون طفل هائمين على وجوههم أطلق عليهم أطفال الشوارع.

وتقول دراسة قام بها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط "أن أطفال الشوارع في مصر يواجهون مشاكل وأخطار كثيرة من بينها العنف الذي يمثل الجانب الأكبر من حياتهم اليومية سواء العنف بين مجموعات الأطفال صغيري السن، أو العنف من المجتمع المحيط بهم، أو العنف أثناء العمل. وتظهر البحوث التي تجرى على أطفال الشوارع في مصر تعدد للعوامل التي تؤدي إلى ظهور وتنامي المشكلة، ويتفق أغلبها على أن الأسباب الرئيسية للمشكلة هي الفقر، البطالة، التفكك الأسري، إيذاء الطفل، الإهمال، التسرب من المدارس، عمل الأطفال، تأثير النظراء، وعوامل أخرى اجتماعية نفسية لها صلة بالمحيط الاجتماعي.

واليكم هذا التصريح المتناقض الذى صرح به مسؤل مصرى رفيع المستوى يقول فيه : " لدينا استراتيجية لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع ، لكننا في حاجة لدور استقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبه ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين"... انتهى .

ولقد عانت بلغاريا ورومانيا من مشكلة أطفال الشوارع فى فترة الحكم الشيوعى ولكن بعد سقوط حائط برلين وجدت الدول الأوربية أن وضع كهذا فى أوربا عبارة عن وصمة فى وجهها وبالتالى ساعد الاتحاد الأوربى بلغاريا ورومانيا وتم حل هذه المشكلة من خلال بناء دوراستقبال وإيواء ورعاية نهارية وإقامة دائمة وفصول للتعليم وعيادات متنقلة ومطابخ لتقديم وجبات ساخنة، هذا بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية من جانب الأخصائيين.أما نحن فى مصر فنعترف بالمشكلة ونغمض أعيننا آملين أن نصبح يوما ونجدها أختفت من الوجود أو ظهر لها حل سحرى !! ولكن الواقع يقول أنها مازالت موجوده وفى ازدياد .. وبدل من أن نهتم بهذه الثروة البشرية .. نتركها وهى فى حقيقة الأمر 2 مليون مشكلة متنقلة !!

اليوم أقترح اقتراحا قد يساعد فى حل هذه المشكلة وأطلب مساعدتكم فى تنقيح الفكرة  ...

أولا : ينبغى علينا أن نبحث عن شخصية مصرية شريفة ومشهود لها بالنزاهة ليتولى الاشراف المشروع القومى الانسانى " مشروع الأخ الكبير "  وهو مشروع خارج اطار الحكومة  وسيعتمد على الجهود الذاتية .

ثانيا : تخصص الدولة مساحات أرض تتناسب مع هذه الأعداد لاقامة مدن  فى الصحراء لايواء واعاشة وتأهيل هؤلاء الأطفال على أن تعتمد هذه المدن على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة وتكون مدن حديثه من حيث التصميم .

ثالثا : نبدأ حملة تبرعات منظمة من الدول العربية  والاشخاص على السواء وأن نضيف رسم بسيط على القادمين من الخارج  .. على الا تدخل هذه الأموال خزينة الدولة بل تذهب رأسا لحساب مشروع الأخ الكبير البنكى. ولاسيما أن رئيس شركة "مايكروسوفت"، بيل غيتس، قد وقيع اتفاقية شراكة مع حملة "دبي العطاء"، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس مجلس الوزراء، وحاكم دبي، أواخر العام 2007، والتي تستهدف تعليم مليون طفل بعدد من الدول الفقيرة حول العالم.وفى المستقبل يمكن لنا أن نطلب من الحكومة الأمريكية أن تخصص جزء من المساعدات لمصر لصالح هذا المشروع الانسانى .

أطفال الشوارع مشكلة سرطانية سنعانى منها جميعا اذا لم نعالجها فورا .. فالأعداد فى تزايد .. والصمت مطبق من جانب الحكومة .. والاشخاص الراغبين فى المساعدة لايعرفون كيف يساعدون ولن يكون هناك حل الا اذا وقف رجل وطنى شهم وأمين وتبنى هذا المشروع لصالح مصر فقط لاغير .. من هو هذا الرجل ؟؟ الله وحده يعلم .

فكرة للتأمل :

قال عمر بن الخطاب : والله اني أخاف أن احاسب على شاة تعثرت فتأتي يوم القيامة تقول أن عمر قد ظلمني بأنه لم يصلح الطريق لى .. فيسألنى الله لماذا لم تصلح لها الطريق ياعمر؟

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية