بعد الإفراج عن سامي الحاج، ماذا فعلت الجزيرة لمراسلها "المصري" مصطفى حامد
...............................................................
بقلم : محمد طعيمة
.......................
إنتهت مأساة مصور قناة الجزيرة "السوداني الجنسية" سامي الحاج، ليرى النور بعد ست سنوات وخمسة أشهر، مقابل إلتزام منه ومن القناة والحكومة السودانية، حسب منظمة مراسلون بلا حدود، بتوقفه عن العمل الإعلامي طوال حياته.
وأياً شكل الصفقة، فان الجهد والمال الذي بذلته القناة للدفاع عن سامي وعن مراسلها، في كابول، تيسر علواني"السوري"، هو نموذج يُحتذى لتعامل أي جهة مع العاملين بها، خاصة إذا بدا كسياق عام.. كما حدث مع الشهيد "الأردني" طارق أيوب.. وأسرته، والشهيدة "العراقية" أطوار بهجت.. رغم أنها كانت قد إنتقلت إلى منافسة الجزيرة اللدود.. العربية.
تيسير وسامي كانا في أفغانستان يغطيان الغزو الأمريكي، وهي التغطية التي قفزت بمكانة الجزيرة الإعلامية إلى مصاف الشبكات العالمية.. وكان معهما زميل ثالث.. "المصري الجنسية" مصطفى حامد، المعتقل في إيران منذ ديسمبر 2001، وهو نفس توقيت إعتقال سامي.
مصطفى، حسب شقيقته سناء، 60 عاما.. محامية، لم يلق أي إهتمام من القناة القطرية.. "ولا خبر" على حد تعبيرها، رغم تعريضه حياته وحياة أسرته لخطر الموت أثناء ضرب العراق، وكان ملازما له سامي الحاج.
مصطفى عطيه حامد، الأن 63 عاما، خريج هندسة الإسكندرية عام 1969، من مؤسسي جريدة (الخليج) الإماراتية، وكان مراسلا لها في جنوب لبنان.. نهاية السبيعينيات وبداية الثمانينات، ثم مراسلا لـ(الإتحاد) الإماراتية في أفغانستان.. كأول إعلامي عربي يدخلها بعد الإحتلال السوفيتي. ومع الغزو الأمريكي أصبح مراسلا للجزيرة في قندهار.. ثم مديرا لمكتبها بالمدينة، وتوحي مكاتبات، لدى شقيقته، بينه وبين تيسير أن الأخير هو من رشحه للعمل بالقناة.
وقتها حقق مصطفى "عدة خبطات" للقناة، كلها من تصوير سامي الحاج، منها اللقاء الشهير مع عبد السلام ضُعيف وزير خارجية طالبان ووقائع هدم تماثيل بوذا. ولمصطفى سلسلة من عشرة كتب حملت إسم أحدها (حرب المطاريد) )، يمكن تحميلها من موقع شبكة فلسطين للحوار، إنتقد فيها تنظيم القاعدة وتصرفاته وقت.. .و"السلفية السعودية" التي رأها أداة اخترق بها نظامُ آل سعود القاعدة عبر مشايخ الوهابية. وكتابان أخران في نفس السياق.. (الأفغان العرب) و(ثرثرة فوق سقف العالم) نشرتهما الشرق الأوسط السعودية عام 2004، تدور حولهما دعوى بمحكمة شمال الجيزة، لنشرهما بدون إذن مؤلفهما.. وفي توقيت يخدم أمريكا.
وحسب مواقع يبدو عليها التعاطف مع القاعدة وإمتدادتها، "فهو من القلائل الذي لا يمكن تصنيفهم على تيار محدد، إذ كان إنتماؤه لمهنته الإعلامية وللفكر الإسلامي عامة". أما أصدقاؤه في القاهرة فيتذكرون إنتماؤه اليساري أثناء الدراسة وبعدها.
بعد الإحتلال الأمريكي حاول مصطفى الوصول إلى مقر قناته بالدوحة عبر الحدود الإيرانية، كما روى ابنه وليد لعمته فيما بعد، ومعه زوجته وأولادهما الستة وأربعة أحفاد، لكنه إعتقل بمجرد دخوله إيران.
ما ان علمت شقيقته بإعتقاله حتى بدأت تحركاتها، تقول "سعيت لدى طوب الأرض"، وفي التفاصيل أنها تواصلت مع الجزيرة في الدوحة عبر زملاء لمصطفى، وإلتقت بوضاح خنفر مدير الشبكة حين حضوره فاعليات تضامن مع الجزيرة ضد التهديدات الأمريكية.. ووعدها خيرا. وإلتقت مدير مكتب القناة بالقاهرة، الزميل حسين عبد الغني، بوساطة الأستاذ سعد هجرس، فنفي علمه بشيء عن الموضوع مع وعد بسؤال الدوحة.. ثم فيما بعد قال لها عبد الغني أن زميله محمد كريشان تحدث مع تيسير علواني أثناء محاكمته بأسبانيا عن إعتقال مصطفى وأن الأخير صُدم.. وأسهب في وصف ما فعله مصطفى للقناة وطلب من كريشان توصية إدارتها بقضية مصطفى وأسرته.
القناة إكتفت بشيك قيمته عشرة ألاف دولار سلمته لسناء، لترسلها إلى أسرة شقيقها في إيران، والشيك صادر عن شركة صرافة بحرينية.
تضيف السيدة سناء: فشلت حتى في مكالمة أي مسؤول، خنفر دائما أما في أجتماع أو على سفر، وأخيرا نقل لي وسطاء قوله "ليس لنا شأن بمن تتهمهم أمريكا بالأرهاب"، و"كفاية علينا تيسير والحاج"، و"أمريكا وأسبانيا ورطونا بإعلان إعتقالهما أمام وسائل الإعلام". والأن لم يعد يرد عليها حتى الوسطاء.
مع الجزيرة، بحثت شقيقته عن أي دعم من أي جهة، في سفارة إيران تروي كيف عاملوها، أول مرة، "معاملة الكلاب وكأن احدهم يلتذذ بالضغط على جرحك المفتوح، لم أستطع منع إنفجاري بالبكاء والنحيب.. صعبت علي نفسي"
في ثاني مرة كان الإستقبال مختلفا، فقد توسط لها.. لمجرد حُسن المقابلة، د.السعيد إدرايس والزميل أحمد السيوفي مراسل التليفزيون الإيراني بالقاهرة، لكنها عادت بإنكار وجود شقيقها وأسرته على أراضيها.
نصحها البعض باللجوء للأستاذ فهمي هويدي، تضيف "قالوا أن له علاقات قوية وكلمة مسموعة في إيران، وعدني بالسعي جديا لحل المشكلة أو الرد بمعلومات عن مصير شقيقها، وما زلت أنتظر رده".
ترددت على الخارجية المصرية عامين متصلين.. أخرها منتصف مارس الماضي، تقول "أصبح لي كومة ملفات لديهم، وفي النهاية قالوا أن طهران تنفي إعتقال مصطفى أو وجود أسرته"
الغريب أن الجهة التي تمت عبرها المراسلات، السفارة المصرية بطهران، كان في حوزتها (وليد) الابن الأكبر لمصطفى، 31 عاما، حينما لجأ إليها طالبا مساعدة الأسرة على العودة لـ"وطنها"، وأعطي "مواطنيه" من الدبلوماسيين المصريين أرقام العائلة في القاهرة للتأكد من صحة ما يقوله، وإتصلت أمن الدولة فعلا بعمتيه، سناء وشقيقتها، ورغم تأكيدهما صحة ما قاله وليد إلا ان السفارة المصرية سلمته لجهاز أمني إيراني ليظل معتقلا عامين قبل أن يُفرج عنه نهاية مارس الماضي.
تحلم السيدة سناء بعودة شقيقها.. او أسرته.. أو مجرد إرسال نقود إليهم.
"البديل" فشلت في الحصول على تعليق من الجزيرة في القاهرة أو الدوحة، رغم محاولات الإتصال والرسائل المحمول التي أرسلناها إلى الزميل حسين عبد الغني بالقاهرة وأيمن جاب الله نائب رئيس تحرير القناة.
تتضامن مصرنا مع أسرة الصحفى مصطفى حامد