مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مسلسل نور التركي - الجزء الثاني
...............................................................

 

نور على نور

 

بقلم د. محسن الصفار‏
.........................

بعد أن أُفرج عن سعيد بكفالة لضربه موظف الكهرباء لمجرد أن اسمه مهند بعد ماحصل معه طوال اليوم من مشاهدة لجنون الناس بهذا المسلسل التافه في ساعة غضب وعصبية إضطر للبقاء في البيت بعد أن تم إيقافه عن العمل بسبب القضية وحتى عرضه على أخصائي نفسي يقوم بتشخيص حالته والأسباب التي أدت الى قيامه بضرب الرجل المسكين الذي ما زال في المستشفى, قال سعيد لنفسه ربّ ضارة نافعة سأبقى في البيت وستكون إجازة من العمل ولو أنها إجبارية.. فتح الجريدة ليطالع الأخبار فكان أول خبر يتصفحه: ( علماء دين يفتون بحرمة مشاهدة مسلسل نور ) فرح سعيد لهذا الخبر وقال بصوت عال كي تسمعه زوجته:
- هاي الفتاوي اللي تبرد القلب هيك لازم يعملوا مع هيك مسلسلات تافهة, سامعة يامرتي ؟ هاي نور ومهند صارو حرام .
- ولكنه تعجب عندما قرأ في نفس الصحيفة خبر عن زيارة أبطال المسلسل الى بلد عربي وأكلهم للمنسف الشهير في ذلك البلد وقال:
- سبحان الله طيب كيف هيك من جهة حرموه ومن جهة يستقبلوهم إستقبال الأبطال؟ شو بطل فيه حرمة للفتاوي الدينية؟ عجايب!!
ألقى سعيد الجريدة جانباً وفتح التلفاز ليشاهد الاخبار فتعجب لرؤيته خبراً عن تسمية المواليد في أحد الدول العربية جميعاً مهند ونور ولميس قال لزوجته:
- تعالي شوفي الهبل تبع العرب لك فيه شي حدا منن سمى إبنه على إسم شي عالم أو أديب أو كاتب؟ بس لما تجي على المسلسلات كلن صار بدهن يسمو ولادهن على أسامي الممثلين أي نضرب نحنا العرب شو تافهين.
أدار القناة الإخبارية على قناة ثقافية فوجد عدداً من الكتاب والأدباء والمثقفين يتحاورون حول المسلسل وعن تأثيره في المجتمع حتى أن أحدهم قال في الندوة( إن المجتمع العربي يعيش عصر النورية والتهنيد)!!
تعجب سعيد وقال في سره سبحان الله عصر النورية والتهنيد!! مرة واحدة؟!! العالم يعيش عصر العولمة والتكامل الإقتصادي واحنا عايشين عصر نور ومهند!!! الناس وين واحنا وين لا حول ولا قوة إلا بالله.
أغلق سعيد جهاز التلفاز وإتجه نحو زوجته التي تقطع البصل وقال لها:
- لك شو عم تحلوي كل يوم يا حبيبتي ما شاء الله.
إبتسمت وزوجته وأدارت وجهها.
- شو عاملة شعرك حبيبتي كثير حلو.
- ايه, من قبل شهرين إسم الله عليك يا اللي إنتبهت!
- والله مشغول يا حبيبتي ما تاخديني.
- شوف سعيد بدي قلك كلمتين بس ما تعصب ها.
- لا خلص ما راح أعصب.
- فكرت ليش كثير من النسوان ميتين بمسلسل نور؟
- أعوذ بالله كمان مرة رجعنا لسيرة مسلسل زفت.
- روق ما تعصب، لأن هالمسلسل فيه كلام رومانسي كلمات كل ست تحب تسمعها من جوزها نظرة تحب تشوفها في عينه وما عم تشوفها إهتمام شوية رومانسية ولما الواحدة ما تشوف هيك أشيا بالواقع بتصير تدوّر عليها في عالم الخيال مع مهند أفندي!
- شو ما تكوني انتي كمان بتحبي مهند؟
- يضرب مهند ويضرب شكله اللي عامل مثل المخانيث, الستات اللي بحبوا مهند لشكله تافهات مثلهن مثل أختك نور اللي بدها تفسخ خطبتها لأن خطيبها إسمه محمد مش مهند!
- والله معك حق هالبت طلعت كثير سطحية وتافهة حسبي الله ونعم الوكيل. وهاي الشاب بس سمع هالخبرية فسخ الخطوبة وما عاد بده يسمع إسمها لأختي.

خرج سعيد ليقابل المحامي الذي سيدافع عنه في المحكمة وفي الطريق شاهد المحلات التجارية وهي تعرض ملابس أسماء أبطال المسلسل نور والقهاوي أصبح إسمها مقهى مهند وصالون حلاقة نور النسائي ومحل يبيع أكياس زبالة عليها صورة نور ومهند حتى وصل الى مكتب المحامي جلس في الصالة بإنتظار دوره وتعجب لوجود 3 سيدات في المكتب يتحدثن بصوت عال وقالت إحداهن للأخرى :
- ايه والله يا اختي بعد شوفة مهند ما عاد فيني أطلّع بوجه جوزي وهاني جايه أرفع عليه دعوة خلع!!
- معك حق أنا كمان طلبت منه طلب بسيط أن يعمل عملية جراحية لمناخيره مثل مهند ويقص شعره مثل مهند ويلبس مثل مهند كرمال خاطري ما رضي اللئيم!! راح أخلعه!!
- أنا مشكلتي بالعكس جوزي هالكني من الصبح للليل قالت نور وحكيت لميس وقاللي بدياكي تخسّي 30 كيلو بشهر واحد!! ولما قلتله أن هيدا مستحيل طلّقني وهايني رافعة عليه دعوى نفقة!
لم يكن سعيد يصدق ما يسمع هل جنّ الناس؟ هل أصبحت حياتنا على هذا القدر من التفاهة؟ نتزوج ونطلق على أساس مسلسل؟
صبر حتى جاء دوره ودخل على المحامي الذي بادره بالقول:
- أهلين بالأستاذ المشهور سعيد يا عمي صرت أشهر من مهند والجرايد كتبت عنك بوقتها رجل يضرب شخصاً لمجرد أن إسمه مهند.
- الله يكيفك ويكفي الناس شر هيك شهرة هاي شرشحة بعيد عنّك.
- يا خيّي انت ليه هيك معصب على المسلسل؟ مع انّي معجب فيه كثير.
- أكيد معجب أستاذ إذا كل النسوان عم يرفعوا قضايا خلع على جوازهن عندك كيف ما بدك تعجب فيه؟
- بدنا ندافع عنك في المحكمة بالجنون الآني
- كيف يعني؟
- يعني إن في لحظة معينة صار عندك جنون وضربت الزلمة وانت مانك حاسس على حالك ونطلعك منها براءة أو غرامة مالية بسيطة.
- بس شغلة مجنون هاس مش عاجبتني بعدين الناس تقول عنّي زلمة مجنون وما حدا يحكي معي.
- ايه ما تخاف ليش ظل فيه حدا عاقل بهالأيام؟ لو فيه عقل عند العالم مسلسل مثل نور بيقلب حال العرب؟ ولك هزيمة 67 ما قلبت أوضاع المجتمع العربي مثل ما هلق عامل مسلسل نور!!
- أمري لله. قالها سعيد وخرج على أن يلتقي بالمحامي في المحكمة.

جاء يوم المحاكمة وجلس سعيد في قفص الإتهام وبدأ المحامي يترافع عنه قائلاً:
سيادة القاضي إن موكلي رجل شريف وكان يعمل بجهد وجّد لتأمين حياة عائلية, معروف عنه حسن السيرة والأخلاق والسلوك, ليس عدوانياً وقد قام بما قام به في لحظة غضب وإنفعال أقرب الى الجنون وأني…..
قاطعه القاضي قائلاً:
- يا أستاذ راح تحكيلي قصة حياته؟ خلصني بدي ألحق على الإعادة تبع حلقة امبارح من مسلسل نور ومهند حكمت المحكمة حضورياً على المتهم سعيد وحيد فريد بالسجن 6 اشهر مع النفاذ وتغريمه بدفع نفقات علاج المجني عليه والعطل والضرر عن عدم تمكنه من العمل طيلة فترة العلاج و….
عندما سمع سعيد كلمة 6 أشهر ورفض القاضي الإستماع الى المرافعة بسبب مسلسل مهند ونور لم يشعر بنفسه إلا وقد هجم على القاضي وبطحه أرضاً وأشبعه ضرباً وهو يصرخ:
- أنا باوريك يا مهند يا كلب أنا تحكم علي بالسجن 6 أشهر يا مهند أنا بدك تضيع حياتي يا مهند!!

وها هو سعيد يقبع في مستشفى المجانين بعد أن تم تشخيصه على أنه مجنون خطر ويجب عزله عن المجتمع.

نور على نور مع مسلسل نور - الجزء الثالث


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية