| | | | الجيش والأزهر ايد واحدة
| | الجيش والأزهر ايد واحدة | |
بقلم : غريب المنسى ........................
فى عهد شيخ الأزهر السابق طنطاوى وفى زيارة متعجرفة له فى مكتبه من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ذات السيقان الطرية مادلين أولبرايت قالت له : ستكون أنت ياشيخهم آخر شيخ للأزهر !! وربما لم يفهم الشيخ ماقالت له هذه العجوز المتصابية فالرجل رحمه الله كان من أضعف الشخصيات الدينية التى اعتلت مشيخة الأزهر , وفى عهده رحمة الله عليه أصبح الأزهر الشريف مجرد مؤسسة تتلقى تعليمات من زكريا عزمى وصفوت الشريف وكانت هذه التعليمات بطبيعة الحال تصب فى خانة الموقف السياسى للمرحلة وبالتالى أصبح الأزهر الشريف متذبذبا قياما وقعودا طبقا للحالة العامة المزاجية للسياسة الدولية والاقليمية والمحلية , بيد أن ملعوب أحداث سبتمبر وضع ليس الأزهر فحسب ولكن كل عموم المؤسسات الدينية الاسلامية فى موقف الدفاع , وعندما تكون مؤسسة ذات مرجعية دينية بحجم الأزهر فى موقف الدفاع تبدأ قرراتها تأخذ طابع المجاملة والدبلوماسية والذوق حتى فى المواقف الثابتة والتى لايختلف عليها شخصان. وهذا ماظهر جليا فى ملعوب حوار الأديان ومحاولة الغرب المستمية لتصالح الأديان فى فترة محددة تحت ضغوط شديدة علما باأن الأديان لن تتصالح ولكن ممكن لها أن تتعايش , وكانت خطة الغرب فى هذه الفترة ومن هذه التحركات التى تبدو بريئة هو تمرير خطط تدميرية طويلة المدى لم نفهمها فى حينها ولكنها باتت واضحة لكل ذى عينين بعد الربيع العربى .
عندما قالت مدام أولبرايت للشيخ طنطاوى ستكون أنت آخر شيخا للأزهر كانت تعنى تماما ماتقوله فخطط تسريح الأزهر وتفتيته وابعاده عن مركز الصدارة للعقلية المسلمة المعتدلة لم تغب عن منظر مخطط " الشرق الأوسط الجديد" فى ورقة "أمريكا والقرن الجديد" والهدف النهائى منها ابعاد الأزهر المعتدل والمؤثر واحلال مجموعات متناطحة ومتنافرة ومتطرفة ومهرجة حتى تضيع تعاليم الاسلام بين القبائل المتناحرة والمختلفة على تفسير سورة فاتحة الكتاب وكيفية دخول دورة المياه.
ونحن لأننا نشجع اللعبة الحلوة نعترف بأن منظر مخطط " الشرق الأوسط الجديد" كان شديد الذكاء ومخلص جدا لمشروعه لأنه قرر أن يكون تنفيذ هذه المخططات باأيادى اسلامية حتى يبعد عن نفسه الشبهة الجنائية وكانت جماعة الاخوان المسلمين هى الاختيار المثالى والعملى والبديهى لتنفيذ هكذا نقلة فهم الجسر الذى سيعبر عليه أعداء هذه الأمة لتدميرها تحت راية " الاسلام هو الحل " وتحت هذا الشعار سيتم تفسيخ كل مؤسسات الدولة المدنية الحديثة من تعليم وقضاء واعلام وجيش واحلال محله خليفة كوميدى للمؤمنين بكل ماتحمله الخلافة من جلافة وتحرش وديكتاتورية وطبقية وظلم وعدم تكافؤ للفرص , فبينما يسعى الغرب الى عصر المستقبل يركلنا بقدمه الى غياهب التاريخ القديم السقيم والعقيم وكأن لسان حاله يقول " جمهوركم عايز كده" .
المشكلة هنا أن لاعب الشطرنج الاسلامى المصرى الغبى يتصور أنه طالما جالسا على الطاولة يلعب الشطرنج مع بطل العالم فى الشطرنج وطالما أنه يعرف كيف يحرك الطابية والحصان والوزير فهذا فقط يكفيه شرفا , ولكنه غير مدرك تماما أن خصمه يحرك قطعه فى اتجاهات معينة وبطريقة محددة وستكون النهاية الطبيعية للمباراة" كش ملك .. مات الملك" وتنتهى المباراة بهزيمته الساحقة أو بمعنى أدق يلعب من يمثلنا من الاسلاميين مباراة فى منتهى الخطورة نتائجها لاتحسب على المدى القصير ولكنها محسومة مقدما وتتم ببطىء شديد وقد تستغرق عدة اعوام ولكن النتيجة هى الهزيمة الساحقة . ونحن هنا لسنا لاعبين فى المباراة ولكننا متابعين وفاهمين أصول اللعبة ونزعق باعلى صوتنا " خد بالك من الجيش " خد بالك من الأزهر" ولكن لاعبنا الحمار يحرك كل قطعه فى اتجاه غشيم بلا حساب لخطواته وفرحان جدا بوضعه كلاعب هاوى فى مبارة محترفين .. لاعبنا الحمار لديه عقدة " ماتخفوش أنا قدها وقدود " ّّ ولكن فى نهاية اليوم نحن اللذين سندفع ثمن هزيمتك أيها الحرفوش !!
كل ماسبق كان فقط عن الأزهر وقد حركت أولبرايت طابيتها ضد الازهر منذ حوالى خمسة عشر عاما مضى ولم يأخذ لاعبنا الحمار أى اجراء دفاعى ضد طابية أولبرايت والآن يحركون الحصان فى مواجهة الجيش المصرى .
نحن هنا نعترف بأن الجيش المصرى هرش حركة الحصان على الطاير وسد الطريق أمامه بوزير وفيل وكام عسكرى وطبعا ده عشمنا فيه لأنه جيش متربى على الغالى ولكن نحن كلاعبى شطرنج ومشاهدين ومشدودين للمباراة وبنشجع اللعبة الحلوة ننصح أيضا باأن يحرك السيسى حصانين وطابية وكام عسكرى ليوازن هجوم أولبرايت بالطابية على الازهر وبذلك ستكون المباراة متكافئة .
بدون الجيش والأزهر لنقراء جميعا الفاتحة على المرحومة مصر.
******
يـا فُؤَادِي رَحِمَ اللّهُ الهَوَى ............... كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ.............. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.............. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ ................. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
ابراهيم ناجى
شيخ الأزهر الراحل فى الميزان
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|