مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 ودنك منين ياعم جحا.. ؟!
...............................................................

 

جحا والحمار والسياسة

 

بقلم : غريب المنسى
........................


المتابع للأحوال المصرية لابد أن يلفت نظره أمرين : الأمر الأول هو براعة الرئيس مبارك فى ربط منظومة الحكم لدرجة أنه يصعب اختراقها من قبل المعارضة الحالية , وبالتالى فهو الشخص الوحيد القادر على فرض التغيير والاصلاح اذا أراد بقرار جمهورى وعن قناعة شخصية. والأمر الثانى هو أن كل مبادرات التغيير والاصلاح لاتخرج جميعها وان اختلفت مسمياتها عن أهداف ثورة يوليو بزعامة الرئيس عبد الناصر ورفاقه, فى حين أن بعض المنادين بالاصلاح يكرهون عبد الناصر والثورة لأسباب خاصة بهم . ونحن هنا لسنا من المدافعين عن الثورة بقدر ما نحن بصدد رصد الظاهرة الحالية وتحديدها بدقة علنا نخرج بحل وسط مفيد . فرغبة المصريين فى الاصلاح الداخلى وهو أمر حيوى وضرورى ومهم لن يخرج بأى حال من الأحوال عن اعادة النظر فى أهداف الثورة مرة أخرى وتفعيلها بما يتماشى مع عصرنا الحالى .

فعندما قامت الثورة كانت لها ستة أهداف أساسية, ولتنشيط الذاكرة نذكرها هنا لأن أى حركة وطنية للتصحيح لم تأتى بأى حال من الأحوال بشىء جديد يختلف عن هذه الأهداف وهى : القضاء على الاقطاع, والقضاء على الاستعمار, والقضاء على سيطرة رأس المال, وإقامة حياة ديمقراطية سليمة, وإقامة جيش وطني قوي, وإقامة عدالة إجتماعية. وعلى الرغم من مرور مايزيد عن نصف قرن على ثورة يوليو فمازالت أهدافها تحتاج الى اعادة تطبيق ومازالت هذه الأهداف تحتاج الى اعادة تفعيل لتتماشى مع ظروف العصر الحالى وحتى تتلائم مع المتغيرات الدولية والاقليمية التى شاهدها العالم فى هذه الفترة. اذن نحن لسنا فى حاجة لأفكار جديدة فنحن شعب يعرف مايريد منذ خمسينيات القرن المنصرم .

قطعا.. مفهوم الاقطاع والاستعمار وسيطرة رأس المال قد تغير من حيث الشكل, ولكنه مازال موجودا تحت مسميات أخرى وبالتالى فالمنطق يحتم علينا أن نبدأ من حيث انتهينا اليه ولاداعى أبدا للبدء من النقطه صفر , لأننا فعلا كنا قد سرنا على درب التصحيح , وقطعنا شوطا فى هذا المجال ولدينا الخبرة ,ودفعنا الثمن فعلا مرة ولاداعى أبدا لدفع الثمن مرة أخرى بتضحيات فوق قدرة الشعب فى الوقت الحالى , فاللعب بالكلمات والأنانية المطلقة ومحاولة البعض منا فى الغاء انجازات الأباء السابقون كلها أمور لن تجدى كثيرا فى محاولات اصلاحية المفترض فيها أنها من الشعب ولصالح الشعب, ولاسيما وأن المعروض لم يأتى بجديد على الاطلاق : فعلى مايبدوا أننا ضللنا الطريق فى حين أننا كنا هناك عند هذا المفترق منذ ستين عاما .

فلماذا لاينادى المصلحون بمبدأ اعادة تفعيل مبادىء الثورة بدلا من اللعب بالكلمات والشعارات, وبدلا من سرقة أهداف ثورة عبد الناصر ورفاقه واعادة تغليفها للبسطاء بمسميات أخرى ومناصبته العداء ولعنه فى نفس الوقت؟! والسبب لهذه الدعوى الوطنية هو أنه مازالت أهداف الثورة الاصلاحية تصلح لكل عصر من عصور دول العالم الثالث. ويترأى لى - وقد أكون مخطىء - أن هؤلاء المصلحون  يبحث كل منهم عن زعامة فريدة خاصة به , ومعظمهم يتنازع على الأضواء لاعلى الأهداف , ولايصح لنا أن نلوم القيادة السياسية الحالية , فالقيادة السياسية ترى بوضوح ماذا سيحدث لمصر لو تسلم البلد هؤلاء المتنازعون .

*******

 

الريس درديرى

 

يتباهى زعماء التغيير فى مصر بالاستقبال التاريخى للدكتور البرادعى عند عودته الى القاهرة – ألفين مستقبل – فى حين أن استقبال "الريس درديرى" كبير الجالية العمالية فى الكويت وضواحيها عندما يعود لزيارة مصر سنويا تفوق هذا العدد بكثير!! فالريس "درديرى" لديه قدرة زعامية قادرة على استنفار عدد كبير من المستقبلين الصعايدة وبأسلحتهم الخفيفة يفوق العدد الذى استقبل الدكتور البرادعى فى مطار القاهرة عند عودته , وهذا يوضح لنا عدة أشياء مهمة :

أولا : عنصر الزعامة عند الدكتور البرادعى محدود للغاية, فقد يكون الرجل مبدعا فى تنفيذ الخطط والسياسات فى المكاتب المكيفة من خلف الستار ولكنه يميل الى الميوعة وعدم الوضوح فى التعبير عن رأيه , فلو قارنا أداء الدكتور البرادعى بمواقف الدكتور بطرس غالى الأمين العام السابق للأمم المتحدة على الساحة الدولية لكانت نتيجة المقارنة لصالح الدكتور غالى , فالدكتور غالى أراؤه الدولية كانت واضحة ومعلنة وصريحة عندما كان فى المنصب ,وهذا كان سر غضب الولايات المتحدة عليه وعدم التجديد له فترة ثانية ويمكنكم الرجوع لمذكرات مادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة للتأكد من ذلك ومقارنة مواقف البرادعى الدولية بالرجوع الى مذاكرات هانز بليكس الديبلوماسى السويدى والرئيس السابق للبرادعى .

ثانيا : الدكتور البرادعى ليس موهوبا فى تحريك الجماهير بخطابات تلهب مشاعرهم وتخاطب احتياجاتهم, وتدفعهم لالقاء أنفسهم فى النار حتى تتحقق أهدافهم وبالذات فى مثل الظروف الحالية وقوانين الطوارىء والارهاب, فالخطابة هى قرين الزعامة !!

ثالثا : مواهب مجاهدى الدكتور البرادعى فى الداخل فشلت فى استنفار الجماهير ودفعهم للمطالبة بالتغيير والتظاهر والغضب خلف زعامة الدكتور البرادعى!! وسيفشل الرجل أكثر وسيشوه صورته الحالية فى وجدان العالم اذا استمر فى التعاون معهم لأنهم بكل بساطة من فئة خالف تعرف ولأنهم يعارضون فى سبيل المعارضة بلا أهداف جديدة معلنة تضارع أهداف الثورة التى ذكرناها أعلاه .

رابعا : يبدوا للمراقب أن الدكتور البرادعى مازال مترددا وفى حاجة لأن يدرس موقفه مرة أخرى , فهو رجل حصيف, ويعلم أن الظروف الحالية لاتستدعى ولاتحتمل أى تهور يرسمه له منظرى التغيير المحليين على الورق. فالرجل استأذن منهم على أن يعود .. فبين وصوله لمصر وعودته الى اوروبا مرة أخرى يبدو الاضطراب والخلل واضحا.

خامسا: الشعب المصرى مؤمن منذ الأزل بالشرعية الدستورية , وهو لن يخرج عن طاعة حاكمه الا اذا أحس الشعب بقسوة الضغوط والظلم , والنظام الحالى ذكى جدا ولن يترك الشعب يصل الى هذه الدرجة من الغضب . هذا فضلا عن أن هناك نسبة كبيرة من الشعب المصرى يؤيدون فعلا سياسات الرئيس مبارك وهذا ليس من عندى .

وعليه ..

لايمكن لأى حركة تصحيح أن تكون كاملة الا اذا خرجت بالتعاون مع النظام الحالى , فأمن البلد واستقراره يقع على عاتق الرئيس مبارك , وتصحيح الأوضاع المقلوبة تقع على عاتقنا جميعا كشعب مع الرئيس مبارك وهنا .. نحن نطالب الدكتور البرادعى بتقديم مطالبه للرئيس مبارك بكل أمانة وللتاريخ وأن يحدد فيها كل الأشياء التى يراها ضرورية للتغيير والاصلاح , فقد يكون الدكتور البرادعى أكثر عطاء فى منصب تنفيذى – كرئيس الوزراء – ويمكن له أن يختار كل القوى الشريفة لتعمل معه فى خطة خمسية لتصحيح مايحتاج التصحيح ووضع مصر على طريق التنمية الصحيح وهذا فعلا ماتحتاجه مصر بكل هدوء وبعيدا عن الضجة.

نحن فى حاجة الى التعاون والتنسيق والتغيير بالتوازى مع احترام الشرعية الدستورية وهوأمر ضرورى لاستقرار الأمن والأمان , وحتى لانضيع وقتنا فى معارك جانبية تبعدنا عن هدفنا الأصلى وهو توفير حياة كريمة لكل مواطن.

نقطة أخيرة : المناداة بالديموقراطية على عواهنها فى ظل الظروف الحالية يشوبه شىء من عدم الدقة , فالديموقراطية قد تكون غربية وقد تكون اسلامية وقد تكون محلية نابعة عن ظروفنا الاجتماعية وعاداتنا, وفى كل الأحوال تحتاج الى استقرار سياسى ووعى جماهيرى واعادة نظر فى السياسات التعليمية والدينية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية وهى لن تسقط علينا بين ليلة وضحاها, وتحتاج الى خطة عمل جبارة على جميع المستويات حتى نلمس نتائجها , وبالتالى ينبغى علينا قبل المناداة بالديموقراطية العايمة أن ننادى بتوفير فرص العمل للمواطنين وننادى بتحسين أحوال التعليم للناس , وأن ننادى بابعاد المتسلقين عن المناصب المؤثرة , فتغيير الظروف السيئة المحيطة هى التى ستؤهل المجتمع لاستقبال الديموقراطية , فلن تنفع الديموقراطية مع شعب جائع جاهل .

مصر فى أشد الحاجة الى خطه عمل تنصهر فيها كل الخبرات والكفاءات الوطنية ولن تخرج هذه الأمال الى النور الا بالتعاون والبعد عن الشعارات الجوفاء والبطولات المصطنعة.. فنحن لسنا فى حاجة الى بطل وحيد من نوعه فكلنا أبطال , العامل منا والفلاح , وكل فئات الشعب.

وحفظ الله مصر

ودنك منين ياعم جحا.. ؟!! -2


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية