مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 مساء الخير يا مصر
...............................................................

بقلم : غريب المنسى
.......................


فى الاسبوع الفائت تناولنا على صفحات مصرنا موضوع المشاحنات الطائفية فى مصر بتسليط الضوء على بعض الشخصيات القبطية والتى تتراوح توجهاتها اللاهوتية بين السلام والمحبة وبين العراك والتجريح , وخوفا من أن يتهمنا البعض بأننا منحازون للطرف المسلم لأننا مسلمون , فنحن نعيد ونكرر مرة أخرى أننا متأكدون من أنه فى مقابل كل قسيس متطرف يوجد عشرة شيوخ متطرفون , وفى مقابل كل قسيس يدعو للسلام هناك أضعاف من الشيوخ المسالمون أيضا.

المشكلة هنا فى لغة الخطاب الدينى , فلغة الخطاب الدينى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى يمر بها المجتمع, والقساوسة والشيوخ ماهم الا أعضاء فى ذلك المجتمع , ينهضون معه ويسقطون معه أيضا , ونحن نعترف بأن كل الخطابات المهمة لحياة المجتمع قد وصلت لمرحلة ضعيفة نظرا لتدنى معدلات نهوض المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية, والسبب الذى جعل الخطاب الدينى هو الخطاب الظاهر والمتربع على المرتبه الأولى من حيث التغيير هو أنه خطاب ينعكس بطريقة مباشرة وفورية على تصرفات الأفراد , فهو شحنة نفسية يتلقاها المواطن تتفاعل مع شحنات أخرى خارج المسجد والكنيسة كالغلاء والزحام وقلة الدخل وتسيب الحكومة والخوف من الغد وغيرها من الأسباب,هذه العوامل مجتمعة هى وصفة ممتازة للتمرد والغضب .

يقابل عملية التمرد والغضب هذه عملية شحن خبيثة من أيادى آثمة تتمنى أن تعبث بأمن الوطن فهم لايهمهم من يقتل من , بقدر مايهمهم تهديم المعبد على رؤؤس كل من فيه, فالحريات والديموقراطيات والحداثة ومابعد الحداثة ومابعد بعد الحداثة كلها أمور نسبية وليست مطلقة , كلها اجتهادات نظرية لم تثبث نجاحها عمليا , ومازال الغرب يعانى من مشاكله ولايوجد مجتمع غربى خال من المشاكل وبالذات مشاكل الأقليات , ولكنهم يصدرون الينا حلول نظرية ونتصور نحن عن جهل أو حسن نية أنها حلول ناجعة لمشاكلنا , ولكن العكس هو الصحيح تماما .

وعلماء النفس ينصحون الغاضب دائما بأن يأخذ نفسا عميقا ويعد من واحد لعشرة قبل أن يتفاعل مع سبب المشكلة ونحن نتمنى أن يأخذ الشعب المصرى نفسا عميقا وينظر حوله ليرى الواقع الصعب ويفكر بطرق عملية فى كيفية الخروج منه بدلا من توجيه اللعنات لكل شىء .. الحل دائما لابد أن يكون محليا متماشى مع طبائعنا , والدين وسيلة لراحة القلوب وليس وسيلة لزيادة الاضطرابات التى يعانى منها شعب مضطرب أساسا .

نرجوا أن نكون وضحنا وجهة نظرنا فنحن فى المقام الأول بشر نخطىء ونصيب , ولكن على قدر سعة أفقنا يكون تعديل الخطأ أسهل وتكون الاستفادة من الأخطاء ذات تجربة مفيدة تعود علينا بالنجاح على المدى الطويل.

طوبى لكل محب للخير والسلام.


06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية