مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

حين يفي المكان أكثر من الإنسان

 

التايدي

 

بقلم : مريم التايدي
......................

أكثر ما يشدني إليه الوفاء ..واشد ما يثيرني "la stagnation " بمعنى الثبات في الزمان ..أحسه سرداب للروح نخبي فيه الأحاسيس نجمدها ..ونستدعيها لحظة صباح ذي معنى ..نسترجع معها الأيام والصور والألوان والنغم والهمس والعطر والشدو وبعض الأنين ..نحيي فيها الذاكرة ..نشتم الحرية إيقاعا .ونعيشها جهارا ..تتسع مسالك الهواء فتوسع معها الدماغ والأعصاب والشرايين و..ويتسع الحنين

هنا يبقى الجمال كما هو لا تعلوه تجاعيد ولا يذهب تاركا حروف ..لا اثر فوق محياه لنفاق الزمن والتحديث هنا يبقى الجمال خالدا منقوش في صخر ..والصخر مطمور بملتقى بحر ونهر تعطشه ملوحة الأول فيرويها بعذوبة الثاني ..فيبقى معتدلا ..ويبقى النقش موشوما على خد جميل يؤرخ للعصور
هدوء يخترق الوجدان وأصوات تضبط إيقاعاتها على أوتار القلوب صوت موج هادئ في سمفونية بعده تأخذك نداءات للصلاة "الأذان" من أماكن مختلفة فتعزف داخلك معزوفة الروح الصاعدة لبارئها تتشبع نورا وضياء ..وتزرع فيك من جديد عامرة شامخة دافئة ..راضية مرضية إن أسندت ظهرك لسارية من السواري وأغمضت جفنيك قليلا على حافة السور تعتقد انك بجناحان وانك تنافس طيور النهر في الطيران ..تخال نفسك سابحا لا في ماء بل في سحابة ضياء

هنا يقف الزمان برهة ..يرغمك على البوح للأثير ..بدون بهرجة ولا ميكروفونات هنا التجلي ببساطة هنا الجمال الذي لا يحتاج كثير وصف ..يغرق فقط في البساطة وفي التفاصيل الجمال الذي تمتصه الأمكنة في تشابك سامي بالأمزجة

هنا يلتقي العمران بالزمان بالمجال فيروي قصة انسجام صعبت على عصر زرعنا في اسمنت بارد خالي من الخيال ولا يوحي إلا بعزلة واندحار ذوق وفكر سجان

هنا يمكن أن تتخيل ما تشاء ..يمتزج هاهنا الحلم بالفضاء ..ينبت عشب في صخر وينبت صخر في عشب في ماء .وتأبى زهور صغيرة ملونة إلا أن تجد لنفسها مكان فتزاحم بين شقيقات الصخر ترنو ..وشجرة التين فجرت الصخر لتنذر أن هذا الحجر حي يغدق ..

هنا يخترقك الصمت فبدل ان تصف المكان يكشفك المكان ..ويقراك أمام نفسك ويروي لك مكنوناتك ويذكرك فهو وفي وبيه عرفان انك مررت من هنا وان أريجك يضاف إلى زرقة الموائد وزرقة السماء والبحر وقطع الزليج الصغيرة وحصير السواري وقطط الجوار
رشفة شاي حلو بنعناع يغرسك ويغزلك مع مكونات المجال ...فتحس الدفء يسري بالأوصال ..

هنا انحبست دمعتي حياء حتى لا تكسر صفو المكان وتراقصت بين الجفون متلألئة منسجمة مع الجمال ..
هنا انتزعت نفسي من نفسي بسمة رضا وشوق ..وتنهيدة رضا وأمان
 
م/ت
إن كان للرباط أبواب للتاريخ فالاوداية عندي بابه على الجمال
رجاءا احفظوا الاوداية لعشاقها ..أحفظوا الاوداية للتاريخ للحضارة للعمران للرباط

 


06/11/2014

مصرنا ©

 

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية