مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 لم يكتفوا بالرسول جاء الآن دور زوجاته!
..............................................................


الدكتور علي الجواد
......................


'جوهرة المدينة' كتاب جديد يبحث عن حياة السيدة عائشة في طريقه الى النشر قريباً وبوادر فتنة جديدة بين المسلمين وغيرهم تلوح في الأفق البعيد.الكتاب من تأليف الكاتبة الصحافية الأمريكية شيري جونز ولقد رفضته دار النشر المعروفة 'وندم هاوس' بعيد الأتفاق مع الكاتبة على نشر كتابين لها غير أن تخوف الدار من عودة العداء الذي سببه كتاب سلمان رشدي ورسوم الكارتون الدنماركية كان وراء هذا التراجع الذي قد يؤدي الى عنف جديد بين المسلمين وغيرهم في كثير من دول العالم. كان المفروض أن تنشر شيري جونز كتابها في شهر آب (أغسطس) الماضي غير أن تراجع دار النشر بعد تعقيب البروفسور دنيس سبيلبيرغ عندما دفع الكتاب اليه لغرض المراجعة كونه أستاذ التاريخ الأسلامي في جامعة تكساس وصف الكتاب في عدم الدقة في البحث وربط الأحداث ولكون الكتاب يتابع حياة السيدة عائشة من سن الست سنوات حتى وفاة الرسول في سرد قصصي رومانسي بعيد عن الواقعية جعل البروفسور سبيلبيرغ يصفه وبالخصوص عند وصف الكاتبة ليلية زفاف السيدة عائشة بالوقاحة والأباحية وقال أن الكتاب معروض بصورة روائية تجعله ذا خاصية جنسية خليعة. وأكد سبيلبيرغ أن نشر الكتاب بهذه الصورة والمحتوى هو أعلان حرب ومادة متفجرة سوف تمس الأمن القومي.

بعد رفض الناشر الأول لهذا الكتاب توجهت شيرلي جونز الى دار نشر صغيرة تدعى 'جبسن سكوير ببليشنك هاوس' في لندن ودار أمريكية تدعى 'أنتربيوفورت بوكس' ووافقت الداران على النشر فصدرت الطبعة الأمريكية في 6 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وتعرقل أصدار الطبعة البريطانية بعد مهاجمة مجهولين دار صاحب الشركة البريطانية 'مارتن راينجاس' وأحراقه وكان الأعتقاد على الأكثر أن ماحصل هو نتيجة حتمية لموقف تلك الدار من قضية نشر الكتاب.

شيري جونز دافعت عن كتابها مدعية أن هدفها من الكتاب هو لخلق تصور لجسر يربط مابين الثقافات وذكرت أن الكتاب يقوم بتوسيم السيدة عائشة وزوجات الرسول الأعظم عن طريق أعطاء صوت لهن لكونهن نساء لعبن دوراً كبيراً في أظهار الأسلام على هذه الشاكلة، هذا الدور الذي أهمله التاريخ وكتابه لأنهن نساء.
جونز لم تزر الشرق الأوسط ولم تدرس الأسلام وتاريخه أكاديمياً واطلاعاتها في هذا الموضوع كان عن طريق المكتبة فقط. وادعت أن شخصية السيدة عائشة الهمتها هذه القصة حيث بدأت حياتها كطفلة زوجت برجل أكبر منها سناً في عالم يسيطر عليه الرجال وتمكنت هذه الطفلة التطور الى مرشدة وواعظة دينية واجتماعية وسياسية ثم محاربة أضافة الى كونها عاشقة للرسول الأعظم. وتضيف جونز أن كتابها لم ينل من شخص الرسول بل على العكس فهي التي وصفته بأنه لم يحارب حباً للحرب بل أنه حارب دفاعاً عن النفس وعن المبدأ الذي جاء وضحى من أجله وهو الرسالة الاسلامية.

وتذكر جونز أيضاً أن مواقف التطرف منها ومن كتابها قبل قراءته مرفوضه وسوف يتم نشر الكتاب وسوف لن نسمح لحفنة من المتطرفين أن يعرقلوا مبدأ حرية الكلمة.

أن دفاع جونز للوهلة الأولى يبدو منطقياً ولكن من يحكم أن سردها التاريخي لحوادث القصة ومواقفها دقيقة وصحيحة خاصة وأن شخصية السيدة عائشة ودورها التاريخي خلق شرخاً في العالم الاسلامي نفسه ومن يضمن أن الكاتبة سوف تتخذ الحيادية في سردها لحياة السيدة عائشة التي لم يتفق المسلمون أنفسهم على سن زواجها فمن قال أنها تزوجت في سن التاسعة ومن ثلاثة عشر وحتى الثمانية عشر.

وجاء الأختلاف في موقفها من خلافة الخليفة عثمان ومقتله وأخيراً حرب الجمل وقتالها للخليفة الرابع علي بن أبي طالب.
أن جونز كاتبة صحافية قبل أن تكون روائية وكعادة كتاب الصحافة فأن الأثارة وخلق التناقض هو أحسن وأقصر الطرق لزيادة النشر والتوزيع وماتطرقها الى حياة شخصية حساسة وذات قدسية لكثير من المسلمين الا لهذا الهدف واللعب على هذا الوتر الحساس سيجر كثير من المسلمين الى فخ يتمناه الكثيرون من أعداء الأسلام كي ينالوا منه وأستعمال نفس الأساليب من المشاحنات والعنف كما حصل في قضية سلمان رشدي ورسوم الكاريكاتير الدنماركية سوف لن يجني المسلمون منه نفعاً. ولكن خير وسيلة للرد على هذه الكتب وهذه الهجمة هو دراسة محتوى هذه المنشورات وتفنيدها بوسائل بحث وحقائق تاريخية تردع وتعري هذا النوع من الأبتذال والمتاجرة في التاريخ وتسفه كل الافتراءات التي تهدف أصلاً ليس الى النيل من شخصية السيدة عائشة أو الرسول الأعظم بل النيل أولاً وأخيراً من روح الرسالة الأسلامية النبيلة عن طريق النيل من رجالاتها ونسائها وتشويه حقيقتهم مما ينعكس سلباً على روح وأصالة تلك الرسالة.

لقد تم نشر الجزء الأول لهذا الكتاب تحت عنوان 'جوهرة المدينة' و سوف تتبعه شيرلي جونز بكتاب ثان أسمته 'معركة الجمل' وعلى مايبدو أن الكاتبة متجهة نحو خلق صراع بين المسلمين وغيرهم في كتابها الأول وبين المسلمين أنفسهم في كتابها الثاني وأرجو أن نتعض والكتاب يقرأ من عنوانه.
 

المزيد

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية