| | | | قـصيدة للقدس من ذا الذي أنَّ ورحل كريماً ؟! ...............................................................
أحمد عزت سليم ....................
أيقرأ الليل تهاوى الأنظمة المتزاحمة بلا عناء ؟ ! من ذا يا ترى يلملم الضوء ويفر من الحصون التي كانت يوماً حصوناً ترابط في الموج وتسهر على القائمين بالفرح ؟ أللقطعان التي كانت تدب في حواري القرى وتمرح على أحجار القلاع حتى تصطك بالمطر قبل نزوله ، خيام ؟ أم انشقت الأرض وبلعتها لما مات الرجال ، وتمدد الجسد في المساء كلغو فار في المذياع ثم هب على الأكتاف تارة يهتف وأخرى يبكى حين يصير الكلام سريراً يلتحف خيبتنا وفجيعتنا ! متى سالت الخيول وضاع صفنها في امتطاء الهواء ، رحلت الأرض مذبوحة مهتوكة خاويةً ، والقبة الذهبية تختنق .. تحترق لا روح تصعد ، ولا نَفس ولا صراخ يئن ، ولا قلب إلا صمت الحقول الذابلة التي يأخذها الذهول حين تشيخ من كثرة الفر من ذا الذي أنَّ ورحل كريماً ؟ من ذا الذي كنَّ وعاش ...
يا مولانا ... يا مولانا ... يا تاج الإمارة ، يا فخر الملة ، يا رأس الأمة ، يا تاج الملوك ، يا قمر الليالي ، الأوحد ، الأسعد ، الكامل ، أيها الواقف على رأسي بجنودك المخذولين ، شرف الموت فضيحة الضوء وصبيحة المغلوبين ، لهؤلاء لا تخضع ، إنا قد بايعنا الجهاد ، كي نقتل عن آخرنا ، الأرض أحلامنا والضوء والحقول وأشعة الشمس وثمار البرتقال واللوز. فمن ذا يسقط على الرمح المغروز في اللحم والعنق المعلق فى الجدران المجروحة بخيول التاريخ الساقطة في هذيان المدائن ، الموج ؟ ويلتحف بالنشاشيب في الليالي الداجية : قد علم المستأخرون في الوهل إذا السيوف عريت من الخلل أن الفرار لا يزيد من الأجل فمن ذا الذي أنَّ ورحل كريماً ومن ذا الذي كنَّ وعاش ... ؟
الظلم جاحظ غليظ العظائم بالحنظل وظلامه ظافر ، وبشر يتطاير من مقام الجراح إلى تاريخ الرحيل ، وأسلس الجسد للمساء العقيم وتمدد في أيامه الشريدة : الآن في قلبي ندهتان مثل الحجر الأصم لا يبرحان شقائي ، محبوستان بالموت الذي تراكم على صدري ولونته دمائي بقنديلها ، وخطوات الزمن الثقيل الغابر داست ضفائري ورأسي مشجوجة في عمق العفن العتيق انمحت بقاياي في صدأ القضبان الحديدية الرطبة - دعوا الدماء تخرق السموات والبشر وتهرق الأبدية . - دعوا الدموع تنز روحي على الأحجار الواهنة والعبارات . وتهرق حروف النداء التي تقاعست عن ندائي. - أبيحونى للموت فوق حد الظلام ، دمى للتراب ولا تترفقوا : قافلة من هوى النهر تخلع ثوبها البالى وتتكسر ولا تمنحها ضفاف البلاد غير آهة حبيسة لا تستطيع الانطلاق ، ودمعة يقتلها وهم التحرر يصطادها القوادون على أدراج القدس من السيوف التي تهاوت وتمددت في وجهى سديماً من هوان . أبيحونى للموت فوق حد الظلام ، دمى للتراب ولا تترفقوا : لا أستطيع ا لبكاء فمن ذا الذي أنَّ ورحل كريماً ومن ذا الذي كنَّ وعاش ...؟
هذه البلاد ، ليست لنا : " نبيها الذي كان يجرى العرق في وجهه لؤلؤاً ، طالع مثل القمر ، لا بل مثل الشمس والقمر وعيون الماء تفور بين أصابعه " . هذه البلاد ، عارية : مكسوة بكأس من نبيذ ، والعار يجيئ بهياً ، يركب الصافنات في عز النهار ، ولا شئ حوله غير الهزيمة ، يتمتم بالأغنيات ويصهل عند الشروق ، فرحاً بالصباح ، ثم ينادى بأعلى صوته عند الظهيرة والهوان قد استوى في كبد السماء خذني إليهم ... خذني إليهم .. فتضج حتى تتغلل في منتهى التلعثم ... العيون ، مرة حين لا يترقرق النسيم على أعطافنا ومرات حين تصير الحروب تدق أعظامنا . إكسر سيفك الآن واقعد في بيتك واتخذ سيفاً خشبياً فقد تسبقك أعضاؤك إلى الجنة لا ، بل إلى الحور وجواهر القصور لكنك لن ترى في السماء إلا الليل ، ولن ترى في الأرض حين تجثو على ركبتيك " غير الرؤوس التي انحنت كى تنحر " بؤ بؤ بإثمك هذه البلاد ليست لنا : نبيها الذي قال : " جعل رزقي تحت ظل رمحي " هذه البلاد عارية ، لا بل مكسوة الآن بالشاقلات فمن ذا الذي أنَّ ورحل كريماً ومن ذا الذي كنَّ وعاش ... 06/11/2014
مصرنا ©
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|