لانك عراقي !!!
...............................................................
بقلم د. محسن الصفار
..........................
سناء استاذة جامعية عراقية اضطرتها الظروف ان تعيش وتعمل برفقة زوجها في احدى الجامعات الخاصة في بلد عربي, وحال وصولها للعمل هناك اكتشفت أنها حامل وبعد عدة أشهر وضعت حملها وأنجبت صبياً كان فرحة لها ولزوجها في غربتهما عن الوطن, وبعد إنتهاء إجازة الوضع رجعت سناء إلى عملها في الجامعة حيث فوجئت برسالة من العميد يطلب فيها مراجعته فوراً، لم تقلق سناء إذ أنها كانت متأكدة أن العميد يريد تهنئتها بالمولود الجديد، لا بل وربما يريد زيادة راتبها، دخلت إلى مكتبه وسلّمت عليه فردّ عليها باقتضاب:
- أهلاً أهلاً مبروك.
- شكراً يا سيادة العميد.
- هذه ورقة نريدك أن توقعيها.
- ما هي؟
- لا شيء مهم، تعهد بعدم الحمل أو الانجاب حتى نهاية العقد.
ذهلت سناء لهذا الطلب الغريب وقالت:
- ولماذا هذا التعهد؟ وما دخل الجامعة بحملي وإنجابي؟.
- والله لقد خدعنا بك أول مرة وجئت إلينا وأنت حامل وأخذت إجازة أمومة 45 يوماً وهذا كله ضرر بالنسبة لنا.
- ولكن لم أخدعكم أنا لم أكن أعلم أني حامل وثم انني اعمل ضعف الساعات التي ينص عليها قانون العمل دون اي اجر اضافي .
- تعلمين لا تعلمين هذا لا يهم، المهم هو عدم تكرار هذا الأمر مرة ثانية.
- ولكن زميلتي هناء أنجبت هذا العام طفلها الثالث على التوالي خلال 4 سنوات فقط.
- نعم ولكن هناء مواطنة وأنت أستاذة متعاقدة.
- سبحان الله، وماذا عن فرنسين فقد وضعت مولوداً وهي حامل مجدداً.
- نعم ولكن فرانسين مواطنة أمريكية ولا نستطيع منعها من الانجاب وإلا رفعت دعوى علينا وخربت بيوتنا.
- وماذا عن سلوى ؟ فهي عراقية ايضا وعندها طفل وحامل بالثاني
- ما لاتعلمينه ان سلوى جوازها بريطاني وبالتالي بالنسبة لنا فهي ليست عراقية !!
- إذاً أنا لمجرد كوني عراقية يجب أن أحمل وأنجب بأمر منكم ويكون راتبي ثلث رواتب الاساتذة الآخرين وأعمل ضعف ما يعملون؟
- نعم ويجب أن تكوني سعيدة لأنك حصلت على فرصة عمل وأن رئيس الجامعة عندنا قلبه طيب ويرضى بتعيين العراقيين.
نظرت إليه سناء نظرة اشمئزاز ورمت الورقة بوجهه وقالت:
- اذهب إلى الجحيم أنت وجامعتك فالعراقي لم يذله التتار ولا الصفويين ولا العثمانيين ولا الانجليز ولا الامريكان ولن تذلني اليوم بوظيفتك التافهة أنا مستقيلة.
06/11/2014