مطبوعة الكترونية عربية مهتمة بموضوع المواطنة وتداول السلطة القانونى وحرية التعبير  فى العالم العربى  .. تصدر من الولايات المتحدة الأمريكية عن المركز الأمريكى للنشر الالكترونى .. والأراء الواردة تعبر عن وجهة نظر أصحابها.
............................................................................................................................................................

 
 

 التعليم فى مصر..مشكلات وحلول : 4- التعليم والتربية الاسلامية
...............................................................

بقلم : سعد رجب صادق
..........................

من الحكمة ، والفائدة للناس والمجتمع ، أن يتطور تدريس التربية الاسلامية فى المدارس

لا يخفى على أحد أن التعليم هو أهم عناصر نهضة المجتمعات ، وأن العملية التعليمية الجيدة هى المصدر الذى يمد الأمة بالكوادر والخبراء ، والباحثين والعلماء ، الذين يقع عليهم عبء دراسة المشكلات ، ووضع الخطط والبرامج والحلول ، واستشفاف التغيرات المستقبلية ، والاعداد لها ، كما أنه أيضا المعين الذى يزود حركة الحياة بالعمالة التى تعرف الاجادة والاتقان ، وتعى أهمية التقنيات الحديثة وضرورتها ، ولا يخفى على أحد أيضا ما وصل اليه التعليم فى مصر من تدهور وانحدار ، حتى أنه أصبح عاجزا عن مسايرة التغيرات الهائلة التى طرأت على العالم خلال العقود القليلة الماضية ، وغير قادر على اعداد الأجيال التى تستطيع اخراجنا من غفوتنا الطويلة ، وامدادنا بالأفكار والآليات والأدوات اللازمة لاحداث التغيير والاصلاح ، ومواجهة التحديات والأخطار الاقليمية والعالمية ، ومما يزيد الصورة قتامة وضبابية أن كل المتحدثين والكاتبين عن التعليم فى مصر لا يعدو حديثهم أو كتاباتهم مجرد الخطرات والأمنيات ، والكلمات العامة التى لا تضع اليد على مشكلة ، أو تقدم لها حلا، بما يتوافق مع ظروفنا وثقافتنا ، وطاقاتنا وامكانياتنا ، ومما يزيد الأمر سوءا أن المسئولين أنفسهم ومنذ عقود لا يقدمون لاصلاح التعليم غير الكلمات التى تبعث الأمل الكاذب ، وتفتقر الى استراتيجية ذات مدى زمنى محدد ، وآليات معينة ، وطرائق للمراجعة والتقييم الدورى ، وأهداف واضحة يلزم الوصول اليها ، والنتيجة معروفة لنا جميعا : خريجون يفتقرون الى العلم الحديث ، والتدريب والمران والاعداد ، والفهم وسعة الأفق ، والمقدرة على تناول ما يموج به المجتمع من مشكلات مستعصية فى كل المجالات ومناحى الحياة ، وهو ما أدى الى تدهور عام ، وبطالة متفشية ، انعكست جميعها على ثقافة المجتمع وقيمه ، وتماسك نسيجه ، مفرزة أجيالا لا تعرف الا الاستسهال والفهلوة ، وتفتقر الى الجدية والالتزام ، والغريب فى وسط تلك المعمعة أن يخرج علينا الكثيرون من العلمانيين والأقباط ، وأدعياء الاصلاح والتنوير ، ومدعى الدفاع عن حقوق الانسان ، يخرجون جميعا وكأنهم فى معركة فاصلة ، أو موقعة فارقة ، يطالبون بالغاء مادة التربية الاسلامية من التعليم ، رغم ما طرأ عليها على يد الحكومات المتعاقبة من اختصار واختزال ، وحذف وتغيير وتبديل ، حتى أصبحت مقررا هزيلا ، لا يلقى اليه الطالب بالا ، ولا يؤثر فى النهاية على أخلاقياته وسلوكياته .

ويتذرع هؤلاء بعلل ضعيفة ، وحجج واهية ، منها على سبيل المثال أن الدين والعلم متعارضان ، وأن الدين ضد المواطنة ، وأن تدريس التربية الاسلامية اساءة لغير المسلمين من الأقليات التى تعيش بيننا ، ودعوة الى العنف ، وأنه لا سبيل لتعليم يحاكى ما فى البلاد المتقدمة الا بعلمانية تفصل الدين عن كل شئ فى الحياة ، ولو تأمل هؤلاء قليلا لوجدوا أن النظام التعليمى فى أى مجتمع من المجتمعات يخضع لفلسفة المجتمع وقيمه ، وهو ما يحدد الوسائل والغايات للعملية التعليمية ، ونحن مجتمع مسلم ، رغم المسخ والتشوهات التى طرأت على حياتنا ، ومن العبث الظن أن الايمان الراسخ فى فطرة الانسان المصرى والعربى عموما ، رغم ما انتابه من تغيرات ، وما وقع عليه من ضغوط ، يمكن محوه أو ازالته ، وقد جربت الأنظمة الاشتراكية فى بلادنا ذلك ولم تنجح ، بل ان النظام الشيوعى نفسه ، عندما أغفل الفطرة البشرية ، وحب الانسان للدين والحرية والتملك ، وفرض بالقهر والتضليل ، وأحلام العدالة والمساواة الوهمية ، نهجه على الناس فحولهم الى حيوانات لا يلزمها الا المطعم والمشرب والمسكن ، لم يستطع أن يصمد قرنا من الزمان ، وتفككت الكتلة الشرقية برمتها ، رغم امتلاكها الأرض الشاسعة ، والثروات الطائلة ، والخلطة العرقية بثرائها وثقافاتها وتبايناتها ، وامكانياتها البشرية الهائلة.

ان تحميل الدين مسئولية الضعف والتخلف الذى نعانى منه ، أمر يفتقر الى البرهان والدليل ، ويجافى الدقة والأمانة العلمية فى اطلاق الأحكام ، كما أنه أيضا يتنافى مع أحداث التاريخ التى تشهد بعلو شأن المسلمين ، وتحضرهم وغلبتهم وتمكنهم فى كل الفترات التى كانوا فيها أقرب الى الفهم الصحيح للاسلام ، وأحرص على تطبيقه ، وأن فترات الضعف والهوان دائما اقترنت بسوء الفهم والتطبيق ، ولا يخفى على كل باحث أمين ، ودارس فاهم ، ما يزخر به القرآن الكريم ، والسنة المطهرة من حض على العلم ، حتى أن كلمة علم بتصريفاتها المختلفة وردت ثمانمائة مرة فى القرآن الكريم ، ورفع الله جل وعلا شأن العلماء ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) المجادلة 11 ، وفى شرحها يقول ابن عباس : ( يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا درجات ) الدرامى 1/112 ، والحاكم 2/482 ، كما رغب فى الاستزادة من العلم ، ( وقل ربى زدنى علما ) طه 114 ، وكان من دعاء رسول الله (ص) : ( اللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما ) ، رواه الترمذى 3599 من حديث أبى هريرة (رض) ، وابن ماجه 251 ، وفى حديث آخر ، يقول (ص) : ( من سلك طريقا يبتغى فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة ، وان الملائكة لتضع أجنحتها رضى لطالب العلم ، وان العالم ليستغفر له من فى السموات والأرض حتى الحيتان فى الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، ان العلماء ورثة الأنبياء وان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) ، رواه أحمد 21763 ، وأبو داود 3641 ، والترمذى 2682 ، وقد يظن البعض أن ذلك حجر على علوم الدين فقط ، والحقيقة أنه لكل العلوم التى تنفع الناس ، وتسهم فى عمارة الأرض على منهج الله ، بل ان الشئ الذى يغفله هؤلاء أن الاسلام جعل العلم فرض كفاية فى كل مجالاته ، أى أنه يجب أن يكون عندنا من العلماء والخبراء والمتخصصين فى كل مجالات المعرفة ما تتحقق به كفاية الأمة ، ويقيها العوز والحاجة الى الغير ، والا أثم القادرون على ذلك ولم يفعلوا ، وهو نظام فريد لم تعرفه البشرية قبل الاسلام ، بل أنها حتى الآن تحاول تطبيقه ، وتستهوى الدول الغربية العلماء من كافة أقطار الأرض ، وتقدم لهم من الامتيازات والحوافز ما يشجعهم على البحث والابتكار.

والغريب فى الأمر أن الغربيين أنفسهم من العلماء والباحثين ، ينوهون الى أهمية الدين فى حث الانسان على العلم والانتاج ، يقول الألمانى ( 1846-1920 ,Max Webber )، وهو عالم فى الاجتماع والاقتصاد السياسى ، فى كتابه The Protestant Ethics and the Spirit of Capitalism ، ان المعتقدات الدينية تتناغم مع زيادة التعليم والمعرفة (religious beliefs are compatible with increased education and knowledg ...tend to increase economic growth ) ، ويرجع سبب ذلك الى أنها ترعى وتشجع الصفات الفردية مثل الأمانة ، وأخلاقيات العمل ، والنمو الاقتصادى ( religious beliefs raise productivity by fostering individual traits such as honesty, work ethics and thrift ) ، وقد توصل العالم الأمريكى Michael McCullough ، أستاذ علم النفس بجامعة Miami فى دراسة نشرها بالمجلة العلمية Psychological Bulletin فى عام 2009 ، بعد تقييم ثمانية عقود من الأبحاث ، على عينات مختلفة من الناس ، فى بلدان العالم المختلفة ، استخدمت فيها علوم الاجتماع والنفس والاقتصاد والأعصاب ، الى أن المتدينين أكثر تحكما فى النفس لمراقبتهم لتصرفاتهم ، واحساسهم أن الله يراقبهم ، كما أن العبادات مثل الصلاة تؤثر على أجزاء المخ البشرى المرتبطة بتحكم وسيطرة الفرد على تصرفاته ، ولذا فانهم أقل عرضة للانحرافات ، والوقوع فى المشاكل ، وأنهم عندما ينظرون لأهدافهم فى الحياة على أنها ذات قداسة ، فانهم يبذلون فى سبيل تحقيقها جهدا أكبر ، وبالنظر الى الدين كمصدر قوة اجتماعية ، يمكن للمتدين تحقيق أى أهداف يصبو اليها ، ( Religious lifestyles may contribute to self-control by providing people with clear standards for their behaviour , by causing people to monitor their own behaviour more closely , and by giving people the sense that God is watching their behaviour ...religious people are less likely to misuse drugs and alcohol and experience problems with crimes and delinquency ...by thinking of religion as a social force ...religion can motivate people to do just anything ) ، اذا كانت تلك الحقائق وغيرها مما هو معلوم بالبديهة والأبحاث العلمية ، فكيف لأحد أن يدعى أن الدين والعلم متعارضان ، وأنه لا نهضة للنظام التعليمى الا بفصله عن الدين ؟!

أما الذين يدعون أن تدريس الدين دعوة الى العنف ، والتقليل من شأن الآخر من الأقليات والأجانب ، وغير ذلك من الترهات ، فانهم يتناسون أن العنف الذى يموج به العالم سببه الأساسى ظلم الأنظمة الحاكمة ، والبغى والعدوان الذى تمارسه القوى الكبرى احتلالا وتدخلا وفرضا لارادتها على الآخرين ، وكلها عوامل أدت الى حرمان الفقراء والمستضعفين من الحياة الكريمة ، ومن حقوقهم السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، وتحويلهم الى طبقات مهمشة ، تعانى الذل والهوان ، وكأنهم أقل انسانية أو آدمية ، كما أن الناظر الى البلاد التى يعصف بها العنف ، يجدها جميعا بلادا تحكمها أنظمة علمانية مستبدة ، أو يعبث بأرضها ومقدراتها مستعمر غاصب ، وقد كرمت الأديان الناس جميعا ( ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) الاسراء 70 ، وجعل الله سبحانه التقوى والعمل الصالح مقياس المفاضلة بين الناس ( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات 13 ، وفى خطبة الوداع ، وضع الرسول (ص) مبادئ العدل وحقوق الانسان ( أيها الناس ان ربكم واحد وان أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب ، أكرمكم عند الله أتقاكم ، وليس لعربى على عجمى فضل الا بالتقوى ) .

ما هو الحل؟
اذا كانت الدعوة الى الغاء التربية الاسلامية لا تستند فى الحقيقة الى أسباب منطقية أو علمية ، فما هو الواجب لوضع التربية الاسلامية فى موضعها الصحيح من العملية التعليمية ، بما يحقق الأهداف المرجوة منها ؟

1- انه من البديهيات أن الأمة التى تفقد هويتها تفقد أسباب عزتها ومنعتها ، وتتحول الى تابع طيع لغيرها ، ويفقد فيها الناس الولاء والانتماء ، وهو ما ينطبق علينا الآن ، وليس لنا من سبيل الا التأكيد على تلك الهوية ، والتى هى الاسلام ، المغروس فى نفوس الناس بالفطرة ، وبما يحملونه له من عاطفة جياشة ، وتوظيف ذلك لاعطائهم الدافع والمحرك للتخلص من عاداتهم السيئة ، وتبنى آداب الجدية والأمانة والاخلاص ، وغيرها مما يقوم السلوك ، ويمنع الفساد ، ويملأ القلوب والعقول أملا ، ورغبة فى حياة أكرم ، ومستقبل أفضل ، وعندما نفعل ذلك فاننا نفعل ما يتلاءم مع ثقافتنا وظروفنا ، وليس علينا أن نقلد الغير ، وما حدث فى أوربا من فصل الدين عن الدولة أمر خاص بهم ، وله ظروفه وملابساته التى لا تنطبق علينا ، والعجيب أن الجدل يثور الآن فى بلاد الغرب حول الدين وأهميته فى الحياة ، بل ان فرنسا رائدة العلمانية الغربية ترتفع فيها الأصوات بضرورة مراجعة العلاقة بين الدين والدولة ، وفى المجتمع الأمريكى نفسه لا ينقطع الجدل حول هذه العلاقة ، وفى مقال نشر بصحيفة USA Today ، وهى صحيفة واسعة الانتشار ، كتب William R. Mattax ، بتاريخ 17 أغسطس 2009 ، بعنوان Teach the Bible ? of Course ، وفيه ذكر أن Robert Kiely ، وهو أستاذ بجامعة Harvard ، أجرى استطلاعا أكاديميا بين أساتذة الجامعات الأمريكية الشهيرة حول تدريس الكتاب المقدس فى المدارس والجامعات العامة ، فوجد اجماعا كبيرا حول الفكرة ، وأنها ضرورية لفهم الطلاب لكثير من الأمور الضرورية ثقافيا وحياتيا ، وذكر أيضا أن بعض الولايات قد مررت تشريعات لتقديم مقررات دراسية فى هذا الموضوع ، أى أن العالم العلمانى يراجع نفسه ، ونحن المسلمين نجرى فى الاتجاه المعاكس ، ولا ننسى أن ايطاليا ورغم أنها احدى البلاد الأوربية الا أنها تحافظ على هويتها الكاثوليكية ، وتدرسها فى المدارس ، مع اعطاء الحرية للأسر التى لا ترغب فى ذلك لأبنائها ، ومن الجدير بالذكر أن ايطاليا والفاتيكان وقعتا عام 1884 اتفاقا ، عدل فى 1929 ، وأصبح قانونا فى 1985 ، وينص على ( The Italian Republic , recognizing the value of religious culture , and keeping in mind the principles of Catholicism and part of the historic patrimony of the Italian people , will continue to assure , among the broader goals of education , the teaching of the Catholic religion in public schools below university level...)

2- لذا فانه من الحكمة ، والفائدة للناس والمجتمع ، أن يتطور تدريس التربية الاسلامية فى المدارس ، وأن يحتوى المقرر على الجرعة المناسبة لسن الطالب ، بحيث مع نهاية المرحلة الثانوية يكون كل طالب قد ألم بالقدر الوافى الذى يضمن له صحة العبادات ، والتشرب بالسلوكيات والفضائل الاسلامية ، وابراز الاسلام فى تصرفاته ومعاملاته ، وكلها أمور لازمة لطاعة الله تعالى ، والتأكيد على هوية الأمة ، ودفع الأفراد الى مزيد من العمل والاجادة فى حياتهم ، كما ينبغى ألا نغفل التاريخ الاسلامى كمصدر من مصادر الهوية ، والفخر والاعتزاز بحضارتنا ، وانجازات علماء المسلمين فى كافة فروع المعرفة ، وكدافع ومصدر الهام لبناء نهضة وحضارة حديثة ، واذا أراد النصارى فى مصر تدريس النصرانية ، فلهم ذلك ، ولن نعدم الوسيلة والتنظيم لتقديم مقررات فى هذا الخصوص.

3- طورت ادارة جامعة كاليفورنيا The Regents of the University of California ثلاثة مقررات دراسية فى علم الأخلاق ، أحدها عام ، والآخر خاص بالباحثين ، والثالث للمسئولين الذين يواجهون عادة تضاربا فى المصالح conflict of interest ، ولدهشة الجامعة عندما بدأ التسجيل لتلك المقررات فى مايو ويونيو 2007 ، فان أكثر من 15,000 سجلوا لدراسة تلك المقررات ، والأخلاق جمع خلق ، والخلق اسم لسجية الانسان وطبيعته التى خلق عليها ، وعلم الأخلاق يتناول القواعد والأسس التى يعرف بها الانسان معيار الخير والشر فى سلوكه ، وكذلك حقوقه وواجباته ، ولذلك قال (ص) : ( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، البخارى 273 عن أبى هريرة (رض) ، وبما أن الأخلاق فى التصور الاسلامى مصدرها الدين ، الذى هو وحى من الله سبحانه ، فان تدريس الأخلاق فى جامعاتنا أمر شديد الأهمية ، لأن الطالب الذى يعد لتولى أمور المجتمع ، والتفاعل محليا وعالميا لا بد له من فهم للقواعد والمعايير التى تحدد الحقوق والواجبات ، ومن عجب أن الجامعات الأجنبية تدرس تلك المقررات فى جميع نواحى الحياة المختلفة ، فهناك أخلاقيات الصحافة ، والبحث العلمى ، والحرب ، والكمبيوتر ، والرعاية الصحية ، والأعمال Business Ethics ، والبيئة ، والطب Medical Ethics ، والهندسة Engineering Ethics ، وغيرها ، وأعتقد أنه من المجدى لطلابنا فى مجالات الدراسة المختلفة أن يدرسوا تلك العلوم من منظور اسلامى ، وشريعتنا ، واجتهادات فقهاء الاسلام على مر العصور ، أنتجت تراثا هائلا من المعرفة فى هذا المجال ، ولا أتخيل مثلا صحافيا درس أخلاق الصحافة ، سيقوم بما يقوم به كثير من صحافيينا اليوم من تصرفات لا تليق ، أو طبيبا درس أخلاقيات الطب ، سيقوم بسرقة أعضاء المرضى ، أو بعمليات اجهاض وغيرها مما لا ينبغى له ، ويقاس على ذلك كل المجالات الأخرى .

ان تدريس التربية الاسلامية لطلابنا حتى نهاية المرحلة الثانوية كمقرر دراسى رئيسى يلزم النجاح فيه ، واعداد المدرسين القائمين على ذلك بالخلفية المعرفية اللازمة ، مع ضرورة أن يكونوا قدوة فى سلوكهم وتصرفاتهم داخل المدرسة وخارجها ، ثم تدريس أخلاقيات العلوم المختلفة فى الجامعات من منظور اسلامى ، سيخرج لنا أجيالا على فهم بأمور دينها ، وسلوكياته القويمة ، وضوابطه ومعاييره فى مجالات الحياة ، وسيضمن لنا الاعتزاز بهويتنا ، وسينعكس كل ذلك على المجتمع صلاحا ونظافة وأمانة ودقة واخلاصا فى العمل ، وحرصا على الخير والحق والعدل ، وبعدا عن الفساد والظلم ، وكل ما يشين الفرد أو الأمة.

سعد رجب صادق
saad1953@msn.com

06/11/2014

مصرنا ©

 

.....................................................................................

 


 

 
 



مطبوعة تصدر
 عن المركز الأمريكى
 للنشر الالكترونى

 رئيس التحرير : غريب المنسى

مدير التحرير : مسعد غنيم

 

الأعمدة الثابته

 

 
      صفحة الحوادث    
  من الشرق والغرب 
مختارات المراقب العام

 

موضوعات مهمة  جدا


اعرف بلدك
الصراع الطائفى فى مصر
  نصوص معاهدة السلام  

 

منوعات


رؤساء مصر
من نحن
حقوق النشر
 هيئة التحرير
خريطة الموقع


الصفحة الرئيسية