المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة حسين راشد
...............................................................
| |
الأنظمة العربية تعودت و نشأت على أنها خالدة في الحكم ! | |
المرشح لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة حسين راشد
حاوره : عادل محمود "العرب اليوم" الأردنية
1 - لماذا قدمت نفسك مرشحاً للرئاسة المصرية ؟؟
أولاً دعني أشكرك على هذه البادرة الطيبة و التي تعطي الأمل في صحافة حرة و أصيلة عوضاً عن تلك التي تسري خلف فوضويات الخبر و غرائب الأحداث دون العمل على إظهار الفكر الهادف أو حتى إفادة المتلقي للخبر بما لا يعلمه ,, بل سارت معظم الصحف و القنوات الإعلامية خلف غوغائيات عقيمة تؤثر سلباً على المشهد السياسي العربي و تفقد الشارع الأمل الحقيقي في تغير الحال و الأحوال و ترسخ قاعدة "ليس بالإمكان أبدع مما كان " , أما عن إجابة سؤالكم فقد قدمت نفسي مرشحاً للرئاسة لأن لي أجندة فكرية مستقلة أؤمن بها و أهدافاً وطنية و قومية وبرنامجاً يحمل أمال الشارع المصري و طموحات غابت عن الحياة السياسية الحالية والماضية , و عودة لتأصيل مشروعية الفكر البناء المسنود على برنامج حقيقي لا برامج افتراضية مطاطة .. و صياغة لمشروع وطني قومي حقيقي يعيد لمصر دورها المحوري و إرساءً لدور الشعب الحقيقي في بناء و إعادة ترميم الهيكل السياسي و الاجتماعي و التاريخي, و لا أرى أن هناك من هو قادر على إعلان مثلها خوفاً من القوى الدولية أو من الشارع المصري , و خاصة الذين يحاولون إيهام الشعب المصري بأنهم هم المنقذون ولكنهم في حقيقة الأمر وجه آخر من نفس الذي يحاربونه. بل و على الجانب الآخر فهم يقدمون مشروعاً للفوضى و الغوغائية ..بينما قدمت برنامجي الانتخابي فيما هم يقتاتون مشاعر الفقراء و يتلاعبون بأحلام البسطاء ..و يزيدون الحقن في أوردة الوطن دون أن يلمحوا بأي موقف فعلياً أو نظرة مستقبلية أو أجندة فكرية سياسية كانت أو اجتماعية... قدمت نفسي للشعب المصري مرشحاً للرئاسة لأرسخ الوعي الثقافي و السياسي و أعيد الانتماء لهذا الشعب الذي فقد مصداقيته و هو على شفا حفرة من الجهل المتعمد .
2 - هل تتوقعون مفاجآت على صعيد نتائج الانتخابات الرئاسية ؟
لا شك أن المفاجآت واردة بكل الأحوال .. سواء كانت للتغير الحقيقي أو التغيير الشكلي , فالحراك السياسي الذي تم على الساحة المصرية ينبئ بأن هناك ثمة اختلاف .. وإن كان هذا التغيير محاطاً بالأشواك, فليس من السهل على أي نظام عربي أن يتنازل بسهولة عن صدارته و عن مكانته التي اكتسبها خاصة وأن أغلب الأنظمة العربية تعودت و نشأت على أنها خالدة في الحكم ,و إمكانية التوريث لديها مأمونة و متوفرة سياسياً لأنها احتكرت العمل القيادي , و لم ينازعها أحد في هذا . بل على العكس طوعت كل العقول التي تستطيع أن تقوم بحراك فعلي تحت أجنحتها , أما منذ احتلال بغداد و ما أدى إلى هذا الاحتلال فقد وجد على الأرض ثورة شعبية عارمة أرادت أن تحدث تغيراً حقيقياً يستطيع مواجهة هذا المارد الذي وجدوا أن حكامهم لا يستطيعون أن يقفوا أمامه .. فما كان عليهم إلا أن يوجدوا بديلاً .. وطنياً ثائراً يستطيع أن يحميهم من شر قادم .. أو أن يواجهوا هم بأنفسهم إن استحال الأمر ذلك .
3 - ما هي رسالتك الى الناخب المصري اليوم ؟
رسالتي إلى الناخب المصري أن يتريث في اختياره .. و ألا ينخدع في الشعارات التي تعلن و أن يجنب نفسه هذه الحروب الانتخابية التي تأصل العداوة بين الشعب و ذاته .. فالمسالة ليست عداوة بين شخص و شخص و لا هي مصالح وقتية تذهب مع الوقت .. فالعمل في هذه المكانة يلزمه حكمة و فكر مستقبلي يبنى على أسس و معايير القدرة للوصول إلى المراد دون أن نعرض بلادنا لأزمات من نوع مختلق, وعليهم أن يكونوا أكثر وعياً و أكثر بحثاً و تفاعلاً .. و عليهم أن يقدموا هم على مساندة مرشحهم أي كان هو.. و أن يلتزموا بوحدة الصف الداخلي حتى لا يعكر صفونا من يمكنه الاندساس بيننا و هدفه الخفي يكون التفرقة و شعاره سيكون غالباً وحدة و عدل و مساواة و ما إلى ذلك من شعارات ترفع بلا برنامج حقيقي يستطيع أن يجمع عليه السواد الأعظم من الشعب المصري . و أن يبدءوا من الآن فصاعداً البحث و التحري عن مصداقية كل مرشح و اختيار من يستطيع إفادة الوطن دون مزايدات.
4- هل برأيك الانتخابات الرئاسية العربية ديمقراطية أم ما زالت تقليدية ؟؟
حقيقة هذه النقطة غاية في الأهمية فهي كالفن السيريالي الذي لا يستطيع المشاهد العادي له أن يفهم منه شيئاً و قد لا يعرف حتى الرسامين مغزى اللوحة .
فمشكلة الديمقراطية في الوطن العربي وكي يكون القارئ على علم بمعنى كلمة ديمقراطية فهي "حكم الشعب" و هنا نستطيع أن نعرف أنه لا توجد من الأساس في المجتمع العربي ما يسمى بديمقراطية حقيقية بل هناك الديمقراطية المنقوصة و التي تعتمد على ممثلي الشعب وهم في غالب الظن لا يأتون بطريقة نزيه كي تكون هناك ديمقراطية فعلية أو بالأصح فصوت الشعب لا يحمله سوى الشعب و الشعوب لا تملك أن تقول رأيها الحقيقي لذلك فستظل الانتخابات تقليدية إلى أن يتم تغلغل الوعي في الشارع العربي , و الرهان على قدرته على فرز و إخراج من يستطيع أن يمثله حقاً لا افتراضاً كما هو حادث الآن .
5 - كيف تعامل المثقف المصري مع ترشيحك للرئاسة ؟
حقيقة هناك الكثيرون من المثقفين و خاصة ممن يعرفونني شخصياً يتعاملون مع الحدث على انه واجب . لأني واحداً منهم . بينما هناك البعض الذي يتعامل مع الموقف بجمود و يأس و يرى أنها تمثيلية كبيرة نستدرج فيها حتى يتم تمرير مخطط معد سلفاً و يؤثرون التقوقع حتى لا يمسهم ضرراً , و لا أتجنى على أحد حينما أقول أن المسئولية بأكملها يجب أن تكون على عاتق هذه الشريحة و التي تمثل الطبقة الوسطى بين الحاكم والمحكوم و هم النافذة الآمنة التي ينظر من خلالها العامة على باطن الأمور . و لأن هذه الشريحة قد تغيرت معالمها كثيراً عن السابق و بعدت عن القاعدة العريضة من الشعب و تقوقعوا و انحسر وجودهم فيما بينهم فقد عزلوا أنفسهم عن مهامهم الأساسية , و التي أرى أنهم الآن في شوق لعودتهم لدورهم الطبيعي في الحياة , بالرغم أن هناك من انجرف في تيار الغوغائية لأنه لا يؤمن حقيقة بالتغيير وليس لديه الأمل فيه , ولكنه وجدها تنفيساً عن مكبوتات زمن يريد أن يخرجها في عمل صوته عالٍ بلا انتظار لنتائج محددة , و بين هذا وذاك أحاول من خلال تفاعلاتي معهم على بث روح الأمل و حسهم على الترابط لأن المفكر و المبدع المثقف هو الرهان الحقيقي في زمن غابت فيه القدوة الحقيقية و طفت على السطح قدوة الرأسمالية المتوحشة.
وفي النهاية أتمنى بالفعل أن يكون لدينا الوعي الكافي بدور المثقف و المفكر في صنع مستقبل بعيد المدى متأصل و متجذر من عمق الماضي إلى ربوع المستقبل ,
و أشكركم حقيقة على هذه المساحة الحرة التي نتمنى مثلها كثيراً كي نستطيع نشر رسالتنا التنويرية و غاياتنا في غدٍ يحمل إشراقة و عراقة في آن واحد.
المصدر:
http://www.alarabalyawm.net/uploads/p22_2010-04
البرنامج الانتخابي لحسين راشد