مصر أثيوبيا نهر النيل ..
...............................................................
| |
النيل | |
بقلم : مجدي المصري
..........................
المنعطف الذي تمر به الأحداث اليوم بين مصر وأثيوبيا "التي تتزعم دول المنبع" في مشكله مياه نهر النيل هو منعطف خطير يمكن أن يؤدي الي مالا تحمد عقباه في القريب العاجل والموقف المصري الرسمي الذي لا أعرف له توصيفا سوي أن أشبهه بكلمات "النوم في العسل أو ما بيعرفشي" المتداوله والداله علي العجز ..
فالأمور واضحه وضوح الشمس بل والإتفاقات الإسرائيليه الأثيوبيه والخاصه بمشروعات التنميه الزراعيه والتي تتضمن السدود علي النهر والمسماه "الشراكه الاسرائيليه الأثيوبيه" وهي الأشياء التي لم تتوقف عند حد وإنما تتزايد بإضطراد مستمر لتنتهي يوما بتوقف الزراعه في عموم أرض مصر لعدم ورود مياه في النهر وهو الموت .. وماذا بعد الموت ..؟؟؟؟
أين التحرك المصري ؟؟
أين العمل المصري ؟؟
فقط بضع تصريحات يصرح بها وزير الخارجيه محاولا تلطيف الأجواء التي تعمل قوي خفيه علي أن تتوتر بسرعه ..
يا ساده ..
العلاقات الأثيوبيه المصريه كانت في أزهي صورها في عصر الرئيس جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلا سلاسي لان مصر كانت لديها ورقه عظيمه تلعب بها بل كانت تحسن اللعب بها آنذاك وهي الورقه الدينيه ..
فأثيوبيا في ذاك الوقت كانت تابعه للكنيسه الأرثذوكسيه المصريه بل وكانت الكنيسه الأم في مصر ترسل القساوسه من مصر للعمل في الكنائس الأثيوبيه وكان للبابا السابق البابا كيرلس علاقات شخصيه بالإمبراطور هيلاسلاسي كثيرا ما كان الرئيس جمال عبد الناصر يوظفها في خدمه المصالح المشتركه وكانت تتم دعوه الامبراطور هيلاسلاسي في إفتتاح الكنائس في مصر وكان البابا أيضا يفتتح الكنائس في أثيوبيا .. وبالتالي كانت العلاقات أكثر من ممتازه خاصه وأنها كانت بروابط دينيه ..
ولكن ما الذي طرأ علي تلك العلاقات ..؟
عقب الإنقلاب الذي أطاح بالإمبراطور بدأت تتقطع السبل بالروابط بين الدولتين رويدا رويدا حتي وصلت الي مرحله العلاقات الهيكليه الشكليه في غياب متغابي لمصر وحضور إسرائيلي زكي إستغل هذا الغياب المصري في تثبيت جذور قويه له هناك كما وضح من تهجير اليهود الفلاشا الي اسرائيل مقابل تلميع وتبني وضمان إسرائيل لأثيوبيا أمام المحافل الدوليه ..
وكان من نتيجه ذلك أيضا أن إستقلت الكنيسه الأثيوبيه عن الكنيسه الأم في مصر والتي ظلت منذ دخول المسيحيه الي أثيوبيا تابعه للكنيسه المصريه حتي عده سنوات مضت وأصبح لها بابا أثيوبي خاص بها وخرج قيادها عن مصر لتتقطع باقي السبل تماما وتصبح أثيوبيا رهينه تماما لإسرائيل الراعي الرسمي لها الآن في كافه المحافل الدوليه ..
وهنا وأكرر هنا الورقه الوحيده والأخيره التي في يد مصر هي الورقه الدينيه لما يكنه الشعب الأثيوبي وقياداته الطبيعيه من عظيم الإحترام للكنيسه المصريه ..
هو دفع رأس الكنيسه الارثذوكسيه المصريه للعب دور في هذا الأمر والتحرك والقيام بزياره أثيوبيا في إحدي المناسبات الدينيه المسيحيه زياره تعد لها الحكومه المصريه بذكاء وحكمه شديده وجعلها بما يشبه المهرجان والتحرك بعد ذلك من تحت عباءه البابا في كل الإتجاهات وخاصه الساده مليارديرات مصر والذي آن الأوان ليقوموا بدور وطني والا فليرحلوا عنا وكفي ..
فهؤلاء الساده المليارديرات ومنذ سنوات وهم يقومون بإستثمار ملياراتهم التي كونوها في مصر في العديد من دول العالم .. واليوم هم مطالبون بالقيام بدور وطني وإستثمار بعض من تلك المليارات في مشاريع في أثيوبيا والا فالكثير منهم يحمل جنسيات أخري غير المصريه هي أولي بهم وهم أولي بها بعد أن يتبين للجميع عدم إنتمائهم لمصر ..
المحرر..
وقعت اربع من دول حوض النيل هي اثيوبيا واوغندا ورواندا وتنزانيا اليوم الجمعة 5-14-2010 اتفاقا جديدا حول تقاسم مياه النهر رغم غياب بوروندي وجمهورية الكونغو الديموقراطية، وهما ايضا من دول حوض النيل ومقاطعة مصر والسودان المعارضتين بشدة لهذا الاتفاق. ووقع ممثلو هذه الدول الاربع الواقعة شرق افريقيا اليوم في عنتيبي هذا الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه منذ نحو عشر سنوات بين الدول التسع المشاطئة للنهر من اجل تقاسم اكثر عدالة لمياهه.