"عَاشِقْ اللـِّيلْ"
...............................................................
 |
"عَاشِقْ اللـِّيلْ" |
د. توفيق ماضى
*****
مِــنْ صُــغْرْ سِنِّى وِ "سِمِّى" إنِّى أنـَــامْ بـَــــــدْرِى
عَشَـانْ كِــدِهْ بِالطَّبـِيعَـه، مَا أعْـرَفـْشِى أقـُومْ بَـدْرى
فِى اللـّيلْ أشـُوفْ الجَمَالْ وِالرّيحَــه وِ الفـَسَاتِـينْ
وَ اعْرَفْ أعِيشْ فِى الخـَيَالْ، وَ اكـْتـِبْ كـَلامْ عَاشـْقِـينْ
وَ اضْحَكْ عَلَى كـُلْ حَاجـِهْ فِى وِسْط نـَاسْ رَايـْقِينْ
يا خَلْق يا هُوهْ، شُوفُولِى شُغْلِه ماتصَحِّنِيشْ بَـدْرى
*****
مِنْ كُتــْرْ شُـغْـلِى يُومـَاتِى، يِــظْهَرْ نِسِيـتْ نَـفْسِى
بـَاحْـلـَمْ بــِقــَعـَدِه جَمَيـلِهْ، تــِرْتــَاحْ بـِهـَا نـَفْسِى
أحِبْ أسْمَعْ لِ "سُـومِهْ" وَ اعْـزِفْ عَلىَ الأوتـَـــار
وَ اكْـتِبْ كـَلامْ كُـلُّهْ قِـيمِـهْ وَ ابْحَثْ كـَـمَا الحَفَّـــارْ
وَ ادْخـُلْ أشـُوفْ أىّ "سِيمِه" وَ اسْمَعْ صُوتْ المُزمَارْ
سِيبُونِى أسْـــهَرْ يُومَــاتى، عَشَـان أشُـــوف نَـفْسِى
*****
فِى اللـِّيلْ بـِتِصْفَى القُلوبْ، وِ الجَمِيعْ يِـــتْـــلـَمْ
وِ الضِّحْكِهْ طـَالـْعَهْ تِلـَعْلـَعْ، وِ الكـُلْ نَاسِى الهَمْ
الـْكـُــــلْ عَــنـْـدُهْ حِكـَايـِه تِفـْـرِحْ الحَاضـْرِينْ
وَادِحْنَا قـَاعْدِينْ نِدَرْدِشْ فِى الحَيَاه وِ الدِّينْ
وِ نـُكـْتِه سُخـْـنـَه قـَبِـيحَهْ تِسَخـْسَخْ السَّامْعِينْ
وِ الكـُلْ قـَاعِــدْ بـِيْدِعِى، يِكـْفِينَا شَرْ الـــــغَمْ
*****
أصْلاً جَمَالْ القَـمَرْ مَيْـبَـانْـشِى غير بِاللـِّيلْ
وِ الخَلـْقْ لَمّا تِصَهْـلِـلْ، دَايْمًا تِـقُولْ يَاليلْ
دَا الكـُلْ يـِنـْسَى هِمُومُهْ مَعَ قـَاعْدِةْ المَغـْنَى
وِ كـُلْ كـِلـْمِةْ طـَرَبْ يـِبـْـقَى لِهَا مَعـْـنـَى
وِ نـِـدْعِى آخـِـرْ السَّـهَرْ رِبـِّى يـِجـَمـَّـعْـنـَا
عَشَانْ نِفَضْفَضْ سَوِهْ، وَ أهُوا شَاهِدْ عَلينَا اللـِّيلْ
*****
فِى لِيلـَهْ مِنْ غيرْ قـَمَرْ، تِلـْقَى النِّجُومْ بَايْنِينْ
نِـقـْعِدْ وِ نِعْمِلْ سَمَرْ، رَاكـْيِه وِ نـَارْ قـَـايـْدِينْ
إللِّى بـِيـِشْوِى فْ دُرَهْ وِاللـِّى بـِيـِعْـمِلْ شَاىْ
وِاللـِّى يـِمُصْ فْ قـَصَبْ وِاللّى بِيـِعْـزِفْ نَاىْ
وِ كـُلْ صُوتـْـنَا مَيـِعْـلـِهْ بـِنـَلاقِى وَاحِدْ جَاىْ
سَاعِتْهَا يـِحْلاَ السّهَرْ، وِ تـْلاَقِى نَاسْ زَايْطِينْ
*****
فِى اللِّيلْ أطِيرْ لـِلـْحَبِـيبْ، وَ ارْكـَبْ بُحُـورْ وِ وَابـُورْ
وِ اخَطـِّى سَبْعِينْ قـَنـَايِهْ، فِى أرْضْ هِـيشْ أوْ بُورْ
بَاحْـلـَمْ بـِإِنـّى أقـَابـْلـُهْ، وِ نِجـِيبْ سِبَـرْتـَــايِهْ
وِالبُـنْ طـَازَهْ مِحَـوِّجْ، وِ الكـَـنـَـكـَه وَيـّايـِـــه
نِحـْـكِى وِ نِشـْرَبْ سَوِهْ، وِاللـِّيلـِهْ يَا هَـنـَـايِهْ
وَ انسَى بــِـإِنّى فِى لـِيلْ، وِ الـدِّنْيَا تــِبْقـَى نـُور
*****
فِى اللـِّيل نِعَــلّقْ كَهَـارِبْ، وِ النـِّيـُـــونْ بـِنـْقـِــيد
وَ عَرِيسْ يـِجَـــاوِرْ عَرُوسْتُه، وَيـّا إيـدْ فِى الإِيـدْ
مَعْ قـِرْفـَهْ مَغـْـلِيِّه طـَازَهْ وِ المِلـَبـِّـسْ لـَــفْ
وِ فـَرْحَهْ مَالِـيَهْ القـُـلـُوبْ وِ العـَلِيلْ أهُهْ خـَفْ
دَا اللـَّمِّه تِبـْهِـجْ وِ تِفـْرِحْ وِ العـَرِيسْ انـْـزَفْ
طـَبْعـًا دِى لِيــلـْة الفـَرَحْ، رَبَّــكْ يـِعـِيدْ وِ يْزِيــدْ
*****
حَتّى العِبَادَهْ الجَمِيلَهْ تِبقَى فِى آخِرْ اللـِّيلْ
إلنَّـاسْ تِنَـامْ وِ انْتَ تِبْقَى وَيَّا حَفِيـظْ اللـِّيل
الكـُلْ "شَخَّرْ" وَ انَا بَاسْهَرْ أقـُولْ يَارَبْ
قـَاعِدْ أفـَـكـَّرْ وِ أسْتـَغـْـفـَرْ وِ أقـُولْ يَارَبْ
تِـرْحَمْ أبـُويَا وِ أُمِّى وِ المُسْلِمِينْ يَارَبْ
وِ قـَبْـلْ مَدْخـُلْ أنـَـامْ أقـْرَى "الضُّحَى وِ اللـِّيلْ"
*****
