تهنئة"مصرنا" للدكتور أنور عبد الملك في عيد ميلاده الخامس والثمانين
...............................................................
| |
الدكتور أنور عبد الملك | |
بقلم : مسعد غنيم - مدير التحرير
......................
كتب الدكتور أنور عبد الملك مقالا بأهرام 20 أكتوبر 2009، يتأمل فيه مسيرة حياته عند الخامسة والثمانين التي يبلغها في 23 أكتوبر هذا العام. وأقل ما يجب علينا تجاه واحد من أهرام مصر الفكرية أن نتقدم له بخالص التهنئة وبصادق التمنيات بالصحة والعافية. يمثل الدكتور أنور عبد الملك، لي شخصيا، الأستاذ الذي لم تهتز رؤيته لمستقبل مصر من خلال تفاعل الجيوسياسة مع الحضارات، بحسب تعبيره هو، حتى في أكثر لحظات التاريخ المعاصر اندفاعا نحو "نهاية التاريخ" غربا، كما صورها الفكر الغربي في انتهازية تاريخية ما لبثت أن انقشعت بتأثير حقائق الجيوسياسة، لتؤكد رؤية مفكرنا الكبير في أهمية النظر شرقا.
يكاد يمثل الدكتور أنور عبد الملك مع كل من الدكتور جمال حمدان وأستاذنا الجليل محمد حسنين هيكل، بالنسبة لي، المراجع المصرية الوحيدة في المفكرين المصريين، التي نقلتني إلى واقعية التطبيق العملي لما درسته أكاديميا من علم الجغرافيا السياسية. مدرسة فكرية همها الأول والأخير هو مصر، وديدنها إخلاص وطني مستنير بالعلم مسلح بالمعرفة، بعيدا عن الراقصين بالتنورة في موالد السلطة والثروة.
بدأ الدكتور عبد الملك مقاله المذكور بتأكيد أنه "منذ الطفولة ثم مطلع الشباب شعرت ثم أدركت أن مصر جزء من عالم فسيح متموج, وأن تحرير مصر لن يتم إلا في علاقة عضوية بتغيير العالم, وكذا أن نهضة مصر جزء من صياغة عالم جديد يضع حدا للهيمنة ويفتح المجال أمام نهضة الشعوب المضطهدة وفي قلبها شعوب أمم الشرق." وهي مقولة مرجعية تطمئننا في "مصرنا" على صحة توجهنا في محاولة فهم عالمنا المعاصر من خلال المعرفة بعلم الجغرافيا السياسية، وتؤكد سلامة ماتم تقديمه على صفحات مصرنا من نظرية عالم الاجتماع الأمريكي إيمانويل ولارشتين عن "المنظومة العالمية" و "المنظومة التاريخية"، حيث لايمكن فهم أوتقييم دور ومصير دولة ما بمعزل عن فهم نمط تفاعل القوى الإقليمية والعالمية في منظومة واحدة ذات خصائص محددة.
دكتور أنور عبد الملك، كاتبنا الكبير، ومفكرنا الرائد، كل سنة وأنت طيب، وأطال الله في عمرك بالصحة والعافية لتنفعنا بعلمك وحكمتك كا فعلت دائما. فمثلك من نرجو له ذلك، فها أنت قد أورثتنا بالفعل "علما" دائما يغنيك ويغنينا عن أي مخطط لتوريث سلطة أو ثروة زائلة.
21 أكتوبر 2009
......
أنور عبد الملك مواليد 1924 وحصل على ليسانس الفلسفة جامعة عين شمس عام 1954، والدكتوراة من باريس عام 1964 فى علم الاجتماع، وعمل بالمركز القومى للبحوث فى الفترة من 1960 حتى عام 1990، ومن مؤلفاته "نهضة مصر" ، "ريح الشرق" ، " الشارع المصرى والفكر" و"تغيير العالم" و " الوطنية هى الحل " .
..............
تابع رسالة الى معلم
06/11/2014