دعاة التقدم....في أي اتجاه؟
...............................................................
بقلم : مسعد غنيم
.........................
بداية أقدر مسئولية كتابة مقالي هذا في "مصرنا" وسط مقالات لنخبة من المثففين والمفكرين، ولا أعرف كيف سيستقبله القراء الدائمين أو العابرين ممن يثقوا في رصانتها.إن التقدم في المفهوم المجرد لامعنى له بغير تحديد اتجاهه وسرعته، وينطبق ذلك على التقدم الحضاري مثلما ينطبق على أي مجال آخر، وفي الواقع يمكن أن يكون اتجاه التقدم للخلف أو لأسفل عكس ما نتصوره للأمام. إن هموم مصرنا هي مايجمعنا في هذه الصفحات، وحيث أن من المتفق عليه أن د. جمال حمدان هو أفضل من كتب عن مصر، فلنر ماتنبأ به منذ أكثر من ربع قرن في رائعته "شخصية مصر": "إن مصر تجتاز اليوم أخطر عنق زجاجة وتدلف أو تساق إلى أحرج اختناقه في تاريخها الحديث وربما القديم كله. إن هناك انقلابا تاريخيا في مكان مصر ومكانتها، ولكن من أسف إلى أسفل وإلى وراء" (شخصية مصر، ج 1، ص 20). أليس هذا هو حال مصر اليوم؟ بلا مكان أو مكانه؟
أشار حمدان هنا إلى اتجاه الانقلاب بأنه إلى أسفل، وفي موضع آخر أشار إلى أن اتجاه تقدم مصر في مطلع الثمانينات ليس إلى الخلف بل هو إلى أسفل، فهل تغير اتجاه تقدم مصر منذ ذلك الحين؟ وما هي مؤشرات أو دلائل تغيير الاتجاه أو ثباته على أثر أهم حدثين عالميين، سقوط الاتحاد السوفييتي بأواخر الثمانينات وأحداث 11 سبتمبر في مطلع الألفية وتوابعهما من تسارع حاد في الصراع الجيوبولوتيكي في أوراسيا مرورا بالعالم العربي وفي القلب منه مصر بالطبع؟
وفي سياق موضوع تقدم مصر، همنا الأكبر، قرأت مقال تم نشره في "مصرنا" بعنوان يشتمل على تعبير "دعاة التقدم". وبالقراءة التحليلية التركيبية للمقال نجد أن كاتب المقال قد حدد موقفه بوضوح مع من سماهم "دعاة التقدم" ضد من سماهم "حراس التخلف"، وهو موقف شخصي واضح في حد ذاته ولا يحتاج لتبرير ولا يستدعي نقد من حيث مبدأ حرية الفكر والتعبير، خاصة في غياب تعريف الكاتب للمقصود بالتقدم وبالتخلف، فمن غير المنطقي أن يختار أناس لأنفسهم التخلف وهم يعرفون أنه تخلف بالمعنى السلبي المباشر.
قام الكاتب بتعريف دعاة التقدم بتفصيل يكاد يستجدي التبرير في عشر نقاط كاملة، شرح فيها منطلقاتهم ومميزاتهم و "كفائتهم المهنية العالية" وانفتاحهم على العالم، ولم يقم بتعريف حراس التخلف بنفس القدر، وإنما وصفهم في جملة واحدة طويلة فيما يشبه الحكم النهائي عليهم بأنهم منغلقون على أنفسهم وايدلوجيون متعصبون لا يعرفون ثقافة الاختلاف. وبهذا يكون الكاتب قد خرج عن موضوعية الكتابة حيث يكيل بمكيالين ليؤثر على رأي القارئ بما يعتقده هو فقط، ويكون قد وضع نفسه من حيث لا يدري في فريق حراس التخلف الذي يدينه، حيث أنه بهذا التحيز ولا أقول التعصب قد حكم على نفسه بأنه لايعرف ثقافة الاختلاف وإنما يعرف ثقافة الإدانة والحكم الأيديولوجي المسبق!
إن النقاط العشر في وصف دعاة التقدم ليست بجديدة وهي متداولة في أدبيات الليبراليين الجدد بالتفصيل، ولاغبار على التوجه والاعتقاد في حد ذاته ولا نحكم لهم أوعليهم دون دليل، ولكن يمكن تفنيد النقاط التي نختلف أو نتفق فيها معهم كالتالي:
• إن القول بضرورة السلام والديموقراطية والتنمية للازدهار، فالديموقراطية والتنمية لاخلاف عليهما، ولكن يحتاج الأمر إلى توضيح فيما يخص مفهوم الكاتب أو دعاة التقدم لمضومن السلام، فإن المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل قد أقفلت ملف الحرب ولو إلى حين، فإلى من هذا الخطاب السلامي؟. إن دعاة التقدم هنا وكأنهم يصورون الحرب على أنها خطيئة كبرى في حد ذاتها، وكأنها ليست ضرورة إنسانية متفق عليها في العلوم الإنسانية! بل إن الحرب هي من محفزات التقدم والازدهار وخاصة التقدم التكنولوجي "الحرب قاطرة التكنولوجيا". وكأنهم أيضا لايعلمون أن الشعوب الناضجة عندما لاتجد لها عدو فإنها تخترعه حتى تضمن التماسك الداخلي، وكأنهم لايعلمون أن أمريكا وأوروبا اخترعتا "الإرهاب" عدوا جديدا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لأنهما ببساطة لايستطيعان الاستمرار في صراعهم الجيوستراتيجي بدون عدو، بل أعلنتا بوضوح تام وبدون مواربة أن "العدو" هو " الإسلام" على لسان قادة الاتحاد الأوروبي قبل أحداث سبتمبر بعشر سنوات!! والمعنى هنا الإسلام السياسي كما يقولون. فهل يريد دعاة التقدم سلاما أم استسلاما أم يريدون إلغاء العدو من قاموسنا الصراعي ونفقد أهم محفزات القوة ومحركات إرادة النصر؟ إن الكيان الصهيوني قائم على استراتيجية هجومية من أول يوم، ولم يكن له أن يستولي على أرض فلسطين إلا بالحرب المستمرة بدءا بتفجير فندق الملك داود بالقدس ومرورا بمؤامرة السويس وانتهاء بحرب لبنان 2007، وفي حدود علمي فإن مؤشرات الأداء الاقتصادي والاجتماعي للعدو الصهيوني – المحارب دائما- بغض النظر عن حجم المساعدات، لا تقارن بها المؤشرات المخزية في الجانب المصري "صاحب مبادرة السلام" لما يقارب الثلاثين عاما. من المسلم به أن الصراع هو طبيعة البشرية وأن الحرب هي أعنف صور هذا الصراع وأن فترات هدوء الصراع هي مايسمى بالسلام أو السلم، وإن كان دعاة التقدم يقصدون بالسلام إنتهاء الصراع مع العدو الصهيوني فهم إما سذج استراتيجيا أو متواطئون.
• إن وقوف دعاة التقدم ضد الاستبداد والطغيان أمر مفهوم. ولكن غير المفهوم هو موقفهم مرحبين بما دعاه الكاتب بـ"التدخل" الأمريكي لـ"تحرير" العراق من طاغية العصر صدام حسين بدعوى أنه لم يكن هناك حل أخر بديل لتخليص الشعب العراقي من براثن هذا الطاغية. أولا ليس هناك أساس سياسي أوشرعية قانوني دولي يمكن لدولة ما أن تحكم على حاكم دولة أخرى بالطغيان، ولم توافق الأمم المتحدة على "العدوان" الأمريكي على العراق، وثانيا فإنه من المسلمات الاستراتيجية المعروفة أن العامل الجيواستراتيجي والصراع على الطاقة هما المحرك الأساسي لاستعمار أمريكا للعراق، والقول بغير ذلك يضع صاحبه مرة أخرى إما في مربع السذاجة الاستراتيجية أو التواطؤ.
• إن الإيمان بحل الصراع العربي الإسرائيلي سلميا وعبر التفاوض لإقامة دولة فلسطينية صالحة للبقاء وذات سيادة تحفظ حقوق الفلسطينيين أمر متفق عليه أو مرغم عليه، ولكن مقولة " بدلا من ضياعها عبر التكريس الزمني للاحتلال" فهي مقولة تكريس لثقافة الهزيمة وتهديد بغرض فرض الأمر الواقع مهما كان منتقصا ومخزيا. فالذي يحفظ حقوق الشعوب هو التمسك بها مهما طال الزمن، فالصليبيون احتلوا القدس لمئات السنين وخرجوا لأن العرب لم يقبلوا بالتطبيع وتمسكوا بحقوقهم. ثم إن القول بالاعتراف بإسرائيل كعضو "غير معزول" في منطقة الشرق الأوسط هو، بعد انتزاع الاعتراف الدبلوماسي من واقع الهزيمة، تسول للتطبيع، ولا أعتقد أن أي اعتراف دبلوماسي سيجبر الشعب العربي على التطبيع مع من يحتلون فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ويقيمون جدارا عنصريا فاضحا لزيف دعاوى "التعايش السلمي".
• لا اختلاف على الوقوف ضد ما أطلق عليه "صراع الحضارات" وأنهم يدعون إلى الحوار الحضاري والتفاهم الإنساني بعيدا عن الحروب والصراعات، أما مقولة " والتى سيتحول العرب خلالها الى وقود لمعارك غير متكافئة" فهو تهديد واضح وتكريس مرة أخرى لثقافة الاستسلام والهزيمة وكأن الضعف العربي الحالي سيدوم للأبد، وكأنما صعود وسقوط الحضارات والأمم أمر خيالي.
• إن سعي دعاة التقدم للتعاون الاستراتيجي مع الغرب أمر مفهوم، أما القول بأن ذلك بديلا للخصومات المفتعلة أو البحث عن ندية وهمية أبعد ما تكون عن الواقع الفعلي فهو قول يحتاج لتفسير. إن عوامل الصراع الجيوستراتيجي العالمي دفعت الغرب الحديث للهجوم المباشر على العالم العربي، بدءا من حملة نابليون مرورا بعصر الاستعمار الأوروبي المباشر وانتهاء باحتلال فلسطين والعراق، وبالاستعمار غير المباشر لغيرهما، ومن ثم فإن القول بـأن "الخصومات مفتعله" يعد قولا مضحكا.
• من المفهوم القول بأن نهضة مصر يلزمها تغييرا شاملا في المنظومتين الإعلامية والتعليمية والبناء الثقافي المتخلف عن العصر وإطلاق الحريات مع بناء مؤسسات ديموقراطية تتمتع بالشفافية والكفاءة، أما القول بالفصل التام بين الدين والدولة فيحتاج لتفسير، فإن التجربة الغربية مع فظائع محاكم التفتيش الكاثولوكية أمر له خصوصية أوروبا والغرب، ولا ينطبق ذلك بالضرورة وبنفس الدرجة على الحضارة الإسلامية خصوصا قبل سقوط الأندلس وبداية عصور التراجع. هذا مع التسليم بأن كل من الكنيسة الكاثولوكية وفقهاء المسلمين قد أدانوا وكفروا القاضي الفيلسوف ابن رشد ناقل وشارح فلسفة اليونان لأوروبا.
• لا خلاف على الإيمان بالوحدة الوطنية على أرضية المواطنة والحقوق المتساوية وتكافؤ الفرص للجميع كإطار للدولة المدنية وهذا يستوجب تعديل الدستور والكثير من القوانين، أما القول بأن الدستور يكرس الدولة الدينية و.... فيحتاج لتوضيح المقصود بالدولة الدينية، فمصر ليست دولة دينية بنص الدستور مثل إيران وإسرائيل، تماما كما أن حكم الحزب المسيحي لألمانيا لايعني أنها دولة دينية يجب فيها فصل الدين عن الدولة تماما.
• يقول دعاة التقدم بأن " مصر للمصريين" ،و" مصر أولا" مع مد جسور تعاون مصلحي حقيقي مع الأخوة العرب بعيدا عن الإيدلوجيات والشعارات. وهذا قول قديم حديث وإشكالية تبدو أزلية من كثرة ماكتب فيها، أما اللمز بالقول بـ "الإخوة العرب" فيعني انسلاخ مصر من عروبتها والتخلي طواعية عن محيطها الحيوي الاستراتيجي لصالح الكيان الصهيوني مباشرة. إن حقائق الجغرافيا والتاريخ تكذب ذلك التوجه الذي قال فيه جمال حمدان: " لقد اثبتت لنا التجربة بالفعل أن أكثر ما يهدد دراسة جغرافية الوطن إنما هي الشوفينية (أي النعرة الوطنية) والشوفينيون، سواء منهم الدعاة وأنصاف الكتاب المحترفين الذين يتعاملون في الحماسة ويبيعون المبالغات والإثارة أو طبقة الحكام.....هم يريدون أن يحيلوا جغرافية الوطن إلى نوع جديد من الوثنية الجغرافية التي تتمثل رقعة أرضه وترابه صنما جبارا يعبد ويؤله باسم الوطنية" (شخصية مصر، ج 1، ص 30). ويقول في موضع آخر عن العزلة السياسية بين المغالاة والمغالطة الجغرافية: " ..فقوى الاستعمار والرجعية الحاكمة صاحبة "مصر قطعة من أوروبا" وطفيلياتهم من بورجوازية المثقفين النامية وبعض الأقليات نادت بالوطنية المصرية فرفعت الفرعونية رأسها لتكون الإطار الفكري. وإذا كانت مصر للمصريين تبدو شعارا تحرريا ضد – استعماري، فقد كانت أيضا شعار تلك الانفصالية الخبيثة " (شخصية مصر، ج 4، ص 655) وما أشبه اللية بالبارحة! مع الفارق في أن الشعار تحول فأصبح انفصاليا ضد – عربي ومرّحبا بالاستعماري. وفي موضع آخر يقرر عن الدور القيادي لمصر في العالم العربي: " ولهذا فإن دور الزعامة الجغرافية ادعاء فظا غليظا، وإنما ممارسة متواضعة صامتة. وهو بهذا لايكون تشريفا أو تخليدا، بل هو تكليف وتقليد": تكليف من الجغرافيا وتقليد من التاريخ. إنها ليست أبهة أو نعرة سياسية، بل مسئولية فادحة تفرضها الطبيعة" (شخصية مصر، ج 4، ص 663)
• يؤمن دعاة التقدم أن طريق النهضة يكمن في الاستمرار على نهج روادها فى النصف الأول من القرن العشرين والذي أجهضه انقلاب يوليو عام 52. وهذا قول أحيل فيه القارئ العزيز إلى مقال حقيقة الازدهار الديمقراطي السابق واللاحق في مصر بقلم محمد عبد الحكم دياب، فهو قد فصل فيه بما لا أستطيع أن أجاريه تحليلا ونقدا، ويتلخص في قوله: " مثل هذا الحكم يأتي ضمن مخطط إلغاء الذاكرة الوطنية والايحاء بإمكانية استنساخ ذلك الوضع 'المزدهر' وإعادة انتاجه من جديد؟ وإذا كان الأمر كذلك فإن الكلام يفقد براءته، أما إذا كان لعدم معرفة فإن الضرورة تقتضي إعادة كشف ما خفي وتوضيحه، مع افتراض حسن النية فيما كتب ونشر، ووضع هذه القضية على بساط البحث يستلزم الخروج من الدوائر الضيقة إلى دوائر أرحب تكون وقائع التاريخ ودروسه أساس الدراسة والبحث،.... واعتمد طمس الذاكرة الوطنية في العقود الأخيرة على الادعاء على التاريخ بما ليس فيه، وتروج مثل هذه البضاعة في حقب التردي وعصور الضعف. تنشط فيها شخوص الزيف وتطل فيها الفتن، مع أن المفروض أن الأحكام لا تصدر بلا حيثيات، وما هي الحيثيات إذن؟ إذا ارتبط الازدهار بتعدد الأحزاب. في مصر أحزاب أكثر من أن تحصى. تجاوزت العشرين، وتقترب الأحزاب المحظورة والمرفوضة والمجمدة من نفس العدد، إلا أن الحقيقة تقول بأن الحراك السياسي والاجتماعي المتنامي في مصر هيأت ودفعت به جماعات سياسية ونقابية ومهنية وعمالية وفلاحية.. ناشئة أو محظورة ومجمدة. أي من خارج السياق التقليدي للموالاة والمعارضة. وإذا كان المعيار هو التعدد الحزبي فمعنى هذا أن الازدهار ممتد إلى العصر الحالي، وإذا اقترن بوجود احتلال مباشر يسلب البلاد إرادتها فإن مصر مسلوبة الإرادة منذ أن تنازل السادات عن 99' من الأوراق ومنحها للإدارة الأمريكية، وهي تمثل احتلالا جديدا حل محل ذاك الاحتلال السابق، ومعنى هذا أن الازدهار ممتد إلى اللحظة الراهنة كذلك"
• لا تعليق لنا على الحكم أو الظن بان أفراد هذه المجموعة يتميزون بالكفاءة المهنية العالية ، والانفتاح على العالم مع إدراك واع لاتجاه حركة التاريخ وبوصلة التقدم ودراسة مقارنة لتجارب الشعوب التي سلكت طريق الازدهار والدعوة لاقتفاء أثر التجارب الناجحة والبعد عن التمسك بالثوابت الجامدة والشعارات المعوقة، فهذا رأي الكاتب.
كان هذا تعليقا وتفنيدا للنقاط العشر في توصيف دعاة التقدم ، أما توصيف الكاتب أو حكمه على حراس التخلف بأنها أغلبية كاسحة تستميت في الدفاع عن أجندة التخلف، حيث تمثل أحلام دعاة التقدم كابوسا مزعجا بالنسبة لهم، فهم (أي حراس التخلف) أدمنوا التجارة بالدين والقومية والأوطان والقضايا، وهم مغرقون في المحلية منغلقون على أنفسهم يرون العالم من خلال نظارة سوداء، يواصلون نهارا وليلا البكائيات ولطم الخدود وشق الجيوب، مدمنون للكذب المرهق لذهن المتلقي، وخداع الذات الدائم، يملكون نفوسا مشبعة بالحقد على الناجحين والمتميزين والمستنيرين، ايدلوجيون متعصبون لا يعرفون ثقافة الاختلاف. وهذا الحكم النهائي لايبدو فيه مجال للاستئناف وبالتالي، وكما بينا سابقا، فقد وضع الكاتب نفسه في نفس خندق حراس التخلف من حيث أنه يحكم بدون دليل و"لايعرف ثقافة الاختلاف" حيث يصادر على حق القارئ في المعرفة المتوازنة والعادلة بين طرفي الاختلاف ليفرض رأيه بالتحايل لصالح طرف دون آخر بدون مبرر أو دليل سوى إصدار الاحكام النهائية.
وفي المقابل فإني لا أنصب نفسي حكما على كاتب المقال أو من سماهم بدعاة التقدم، فقط أكتفي بالتحليل النقدي لما كتبه ولما يقال عنهم، ونتيجة هذا التحليل تقول كما بينا أن منطق المقال متهافت وغير منصف، وأن ثوب من يدعون للتقدم به ثفوب أكثر مما به من قماش.
وهنا نعود للتساؤل المطروح في عنوان المقال: دعاة للتقدم نعم، ولكن في أي اتجاه ياترى؟ نرجو ألا يكون تقدما لأسفل كما تنبأ به جمال حمدان قبل ربع قرن، ونسأل الله السلامة.
mosaadg@hotmail.com