| | | | مأذون الحى
| مأذون الحى |
بقلم : غريب المنسى ........................
الشيخ عبد العاطى مأذون الحى رجل وقور ومحترم عمره ثمانون عاما قضى ستون منهم فى عقد قران معظم أهل الحى الأموات منهم والأحياء , يعرفه الناس عن ظهر قلب أبا عن جدا ويتشرفون به ويتباركون به ,ولكبر سنه لم يعد الرجل قادراعلى الذهاب لكل دعوات عقد القران الذى يدعى اليها ولكنه نذر خدمته فقط للفقراء من أبناء الحى , فقط الفقراء ومحدودى الدخل.
ذهب الشيخ عبد العاطى لعقد قران جميلة على عوكل فى يوم زمهريرى من أيام يناير , ودخل الشيخ الوقور الى منزل العروس واستقبله أهل العريس والعروس بالزغاريد والورود والشربات وببعض من قطع الحلوى وآيات من الذكر الحكيم , وبدأت مراسم عقد القران بجلوس وكيل العروس والعريس .. أحدهم عن يمينه والآخر عن يساره , وفتح الشيخ عبد العاطى الدفتر الذى وضعه امامه مساعده الاستاذ متولى , وطبقا للقانون طلب الشيخ عبد العاطى من وكيل العروس أن يراها, فالعروس يتيمة ووكيلها هو زوج خالتها الريس حنفى.
اخذه الريس حنفى الى الغرفة الملاصقة لغرفة الضيوف حتى يرى جميلة بعد أن اختفت معظم نساء العائلة وتسربل منهم من تسربل حتى لايظهرون على رجل غريب فى عمر جدهم , وجد الشيخ عبد العاطى جميلة مختمرة , فسألها الشيخ هل أنتى جميلة حسن؟ قالت نعم وسألها هل معكى مايثبت شخصيتك ؟ قالت نعم , وأين هى؟ أعطتها له جميلة وبدت جميلة فى الصورة مختلفة تماما عن صورتها فى الخمار , فالصورة لاتنطبق على الواقع .. وسألها الشيخ الوقور ياأبنتى لابد أن أرى وجهك حتى أستطيع ان أعقد قرانك , وبخجل شديد رفعت الخمار ورأى الشيخ عبد العاطى وجهها وتأكد من انها العروس .
اطمئن الشيخ عبد العاطى الى وجود جميلة , وعاد الى العريس ووكيل العروس وبدأ فى مراسم عقد القران, ولكن صورة جميلة لم تبارح خياله ابدا فعيناها سبحانَ المعبود وفمُها مرسومٌ كالعنقود وصوتها موسيقى و ورود .. وبدا للشيخ المدرب صاحب الخبرة أن عوكل وقع على كنز ربما لم يعرف قيمته بعد .. وبدا الشيخ يردد بينه وبين نفسه : الهى يالهى أنت الذى تخلق كل ذى وجه جميل.. وتأمرنا ياالهى .. تأمرنا بغض الطرف عنهم كأنك ماخلقت لنا عيونا!! .
سأل الشيخ الوقور عوكل ماهى وظيفتك ؟ فكانت اجابة عوكل بدون عمل .. ومن أين لك أن تدبر لها معيشة ؟ فقال عوكل سأذهب الى الخليج وسأعود بكنز قطرى يدعمنى فى رفع مستوى معيشتى. وسأله الشيخ يابنى هل لك خطة مستقبلية منظورة؟ فقال له عوكل سأذهب الى الخليج ولى رب يرزقنى فنحن جميعا يامولانا على باب الله.
على باب الله؟!! يابن الجنية وعاوز تاخد جميلة .. آه , انه يقول سأذهب وسأعود وكلها أفعال غيبية تعتمد على الغيب, وبدا الشيخ فى حالة سرحان .. كيف لهذا الصعلوك من الفوز بجميلة بعيونها الساحرة وفمها السندسى وصوتها الملائكى .. لو أنا أبوها لما وافقت على هذا العريس , ولكن لانها يتيمة فلقد وافق زوج خالتها على عوكل , فالاثنين معا من تنابلة الله الصالحين ولايفوتهم فرض من الفروض, وعلى جبين كل منهم زبيبه تعتبر من أكبر الزبيب الذى رأه الشيخ عبد العاطى فى عمره المديد.
اسمع يابنى .. هكذا قال الشيخ الوقور عبد العاطى لعوكل بحزم, الاسبوع الماضى هناك اكثر من مأذون فقد رخصته بسبب عدم التأكد من الأدلة الكافية التى تثبت أن العريس قادرا على الباءة وأن العروس غير قاصر, واليوم لن استطيع أن أعقد قرانك , وحتى أعقد القران لابد ان تكون لك وظيفة محددة فى بطاقتك الشخصية ولابد أن يكون لك مصدر دخل ليس خليجيا ولا أمريكيا ولن اقبل بالدخل الأوربى أيضا .. لابد أن يكون دخل محلى وبالعملة المحلية وهذا متفق علية من جميع الخبراء. ونهض الشيخ من على أريكته يتبعه متولى تاركا حنفى وعوكل فى حالة عكننة , وقد فتح عليهم بابا من المشاكل القانونية والدستورية .
بعد أن ذهب الشيخ الوقور عبد العاطى جلس حنفى وعوكل يتدبران الأمر .. وبعد صلاة العشاء قررا أن يشيطنا الشيخ الوقور عبد العاطى ويطلقا عليه اشاعة ابليسية , فلقد قررا أن الشيخ وقع فى حب جميلة ويرديها لنفسه , ياله من شيخ ذئب نساء طمعان فى جميلة ..
وصدق العوام فى الحى الاشاعة .. وهكذا تتم عملية الشيطنة ودائما بعد صلاة العشاء.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|