قد يكون هشام برىء
...............................................................
بقلم : غريب المنسى
................................
رواية Exile للكاتب الأمريكى Richard North Patterson مشابهة تماما لقصة هشام طلعت مصطفى . فعلى الرغم من أن كل الدلائل تشيرالى أن هشام قد تآمرعلى قتل سوزان تميم الا أنه ربما تكون هناك أصابع شيطانية خلف هذه الجريمة . ففى الرواية الأمريكية والتى هى عن شاب عربى وشابة عربية درسا القانون فى الولايات المتحدة بمنحة من الحكومة الأمريكية للطلبة العرب الفقراء المتفوقين علميا . فقد ذهبوا للولايات المتحدة وعاشوا فى المدينة الجامعية لجامعة هارفارد وانتهت فترة الدراسة وتخرجا بتفوق وعادوا االى بلدهم وتزوجوا وانجبوا وشغلوا مناصب كبيرة فى بلدهم .وتمرالسنين ويكتشف الزوج الذى أصبح شخصية قوية فى بلده أن زوجته كانت على علاقة غير شرعية مع صديق لهم يدرس فى نفس الجامعة . فقررالزوج أن ينتقم من زوجته بطريقة ليس فيها أمل فى الدفاع . وكانت خطة الزوج محكمة للغاية فقد دعى زوجته للقيام برحلة صيفية لزيارة دولة أوربية ليسترجعا أيام الشباب الخوالى وفى خلال هذه الرحلة استخدم تليفون زوجته المحمول والكمبيوترالنقال الخاص بها ليدبر جريمة تفجيرارهابية فى هذه الدولة لتجد الزوجة نفسها مقبوض عليها بتهمة ارهابية وكل الدلائل ضدها . وفى ظل حمى الارهاب فى الغرب لاتجد الزوجة محامى يقبل بالدفاع عنها. وحتى قوانين الارهاب ساعدت زوجها فى طمس معالم الجريمة لأنه من حق الحكومات الغربية وبالذات فى قضايا الارهاب الا تعطى للمحامى آية معلومات تساعده فى الدفاع عن المتهم وأصبحت الزوجة وجها لوجه مع عقوبة الاعدام .ولم يساعد الزوجة الا صديقها المحامى .
نفس الشىء تقريبا حدث فى قضية هشام طلعت مصطفى .. فلربما كانت هناك جهة معينة لها مصلحة فى اختفاء هشام من ساحة المقاولات فى مصرعلمت بنية هشام فى الانتقام من سوزان تميم فقامت بعملية القتل نيابة عنه ليتهم فيها هشام مستندين على معلومات مسبقة فعلا بنيته. وكما تعلمون هناك فرق كبير بين النية فى القتل والقتل الفعلى !! وكان من ضمن الاشياء المدروسة فى هذه العملية هو نقمة الرأى العام فى مصرعلى الأغنياء من فئة هشام الذين حصلوا على أراضى من الدولة بملاليم ليبيعوها بمليارات. فالشعب المصرى ونظرا لسوء الأحوال الاقتصادية والغاضب أساسا على نظامه السياسى والاقتصادى حول القضية الى قضية سياسية ووافق على ماهو ظاهرله على السطح من أدلة وتلهى عن الفاعل الاصلى الذى هو فى الواقع شيطان على درجة عالية من المهارة مسنود بقوة دولة.
وهنا يبرز السؤال : من له مصلحة فى تدمير هشام ؟
الاجابة بكل بساطة قد يكون – وأكرر – قد يكون محمد العبار رئيس إمبراطورية "إعمار العقارية" الإماراتية التي تقدر أصولها وقيمة مشاريعها بمئات المليارات من الدولارات وحتى ينفتح أمامه السوق المصرى .
ومحمد العبار شخصية لايستهان بها فقد ولد فقيرا ووصل الى مرتبة ثراء فاحش عن طريق تقديم خدمات شريفة وغيرشريفة للعائلة الحاكمة فى الامارات . فهو وان كان يصف نفسه بالعصامى الا أن زمن المثالية قد ولى فليس هناك شخصا واحدا فى نفس ظروف العبار وصل للقمة بدون سلوك طريق غير سليم والأمثلة كثيرة جدا. ولاداعى للخوض فيها حتى لانخرج عن سياق الموضوع .
ووصول محمد العبار الى هذه المرحلة من ثقة الحكومة الاماراتية فى امكانياته الخطيرة تم عن طريق الضرربالمصريين والعرب الوافدين للعمل فى دبى والوقوف على جثثهم للأسف الشديد. وكان أول المتضررين منه هو رجل الاعمال المصرى محمد الفايد الذى خسر على يد العبار 45 مليون دولارهى حجم استثماراته فى مركز دبى العالمى للتجارة والذى كانت له صلاحية الادارة بتوكيل خاص من الشيخ راشد قبل أن يتوفاه الله . والذى دبر له العبار مكيدة مرسومة لطرده من دبى والتربع هو على مركز التجارة . وهذا حقه لأنه ابن البلد ولكن نحن نتكلم هنا عن الوسيلة التى يتبعها فى تنفيذ اهدافه وهى دائما وسيلة شيطانية ومجرمة. ولوكان محمد الفايد شخصية بسيطة لكان ربما وحتى الأن نزيل أحد السجون لأن التدبير ضده كان قاتلا جدا ولكن لأنه رجل أعمال متمرس على الاجرام فقد خسرماديا وليس جسمانيا . والفايد بكل تجرد هو بانى دبى الحديثة والسبب فى كل نهضة هذه الدولة التى كانت عبارة عن مجرد واحة جرداء فى بداية ستينيات القرن الماضى.
وحكاية محمد الفايد ومهدى التاجر مسجلة فى كتب التاريخ الانجليزى لمن يريد أن يعرف حقائق الأمورعن هذه الدولة – دبى - عندما كان محمد العبار مازال طفلا صغيرا يلعب حافى القدمين فى حوارى الراشيدية. فالفايد التقى بالشيخ راشد فى لندن فى منتصف الستينيات عن طريق رجل أعمال عراقى وكان الشيخ راشد يبحث عن قرض من الحكومة الانجليزية ولكن لم يكن هناك بنك فى المملكة المتحدة يعرف من هو الشيخ راشد وماهى دولته وأين تقع على الخريطة ؟ وعن طريق ضمان الفايد حصلت دبى على أول قرض انجليزى لتبدأ رحلة التعمير وكان رد الجميل طرد الفايد شر طرده من دبى على يد أولاد الشيخ راشد وبتدبير من محمد العبار.
نعود لموضوع هشام مصطفى فطريقة ذبح سوزان تميم تشير بما لايدع مجالا للشك أن هذا الذبح ليس مصريا فهذه طريقة خليجية فى الذبح ولو أن محسن السكري هو القاتل فهو كرجل أمن مدرب على أعلى مستوى فى الولايات المتحدة يعرف تماما كيف يستخدم السكين بأقل قدر من البشاعة . لو وجد هشام مدانا فى هذه القضية سأكون أول من يطالب بأعدامه ولكن لابد من التأكد قبل الحكم ولذلك نرجوا من المسؤلين فى مصر دراسة ملف محمد العبار دراسة متأنية فلربما كان هشام برىء.
-----
يرجى قراءة كتاب توم باورعن الفايد لمعرفة من هو محمد العبار .
مصرنا ©