ثورة 25 يناير ..أحمد.. طبيب الميدان للمتظاهرين
 |
ثورة 25 يناير ..أحمد.. طبيب الميدان للمتظاهرين |
بقلم إيمان عبد المنعم
دائما ما كان يبحث بداخله عن هدف يعيش من أجله فلا يجد سوى الإنترنت والمواقع الاجتماعية وربما النوادي أو نواصي الطرقات كوسائل لتفريغ طاقته.. هكذا كانت نظرة النظام الحاكم والمعارضة لطاقات الشباب..
تلك النظرة التي عكست توجه النظام لإبعاد الشباب عن العمل السياسي. لكن يبدو أن النموذج التونسي دفع لخلق "ثورة اللوتس" المصرية – كما أطلق البعض عليها - التي اندلعت شرارتها يوم 25 يناير لتعم أرجاء مصر جميعا لتخرج رافعة سقف مطالبها لرحيل النظام، وهو مطلب واحد أجمع عليه الشارع المصري
"ثورة اللوتس" صنعها العشرات بل المئات من الشباب الذي خرجوا من رحم حركة 6 إبريل ومن حركة "كلنا خالد سعيد"، وهم من أصحاب الوجوه التقليدية وليسوا نجوما وربما لم يشاركوا يوما في عمل سياسي ولكن الجميع اليوم أصبح يرى أن الثورة هي أداته لتحقيق حلمه وسنرصد لكم مجموعة من الوجوه التي تخدم الثورة في كافة المجالات التنموية والطبية والاجتماعية والمعنوية بل والفنية ومنهم: وحرصا منها على تعريف الجمهور المصري والعربي بنجوم الثورة، نقدم إليكم تعريفا بهم ضمن سلسلة تقارير نوالي نشرها.
أحمد زعفان.. طبيب الميدان للمتظاهرين
أحمد أحد خريجي كلية الطب بجامعة القاهرة هكذا اكتفي بتعريف نفسه ، ينتمي لطبقة راقية كما أنه يعمل طبيبا ولم يكن بحاجة للخروج والمطالبة بالتغيير وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. لذلك بحث أحمد عن دور يلعبه للمشاركة يوم 25 يناير الماضي بدلا من النزول للشارع خشية أن يصبح له ملف في إدارة أمن الدولة فقرر أن يكون مناضلا على "الكي بورد"، حيث حصل على أجازة من عمله في هذا اليوم وقرر أن يقوم بنقل كافة الأخبار التي يبثها موقع "التويتر" وهو موقع الأخبار السريعة والقصيرة وينقلها إلى موقع الفيس بوك ذائع الصيت ليخبر جمهور الفيس بوك بفعاليات المظاهرات لحظة بلحظة وأماكن تواجدها. حتى جاءت لحظة انقطاع التويتر الساعة الخامسة من مساء 25 يناير حينما تجاوز عدد المتظاهرين في وسط القاهرة ال60 ألف متظاهر يقول أحمد "حينها فقط تحررت من خوفي ونزلت للشارع لا للمطالبة بإسقاط النظام ولكن من أجل أن أقول له "أنا أكرهك".وكانت المرة الأول التي انزل فيها مظاهرة في الشارع وخارج أسوار الجامعة.
ولكن يبدو أن القدر جعل لأحمد دور أكبر من النضال الالكتروني. ففي يوم جمعة الغضب كان له دور أكبر فوق جسر قصر النيل حينما حاصرت قوات الأمن المتظاهرون المصممين على عبور الجسر نحو ميدان التحرير، وبدأت في ضربهم بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، وجد أحمد دورا أكبر يمارسه وهو إسعاف المصابين حيث كان أول من شكل وحدة علاج ميداني فوق الكوبري رغم حالة الهياج والعنف التي استخدمها الأمن ضد المتظاهرين لإسعاف الجرحى والتي ترواحت بين تكسير في العظام وإصابات اختناق بخلاف الإصابات المباشرة من الرصاص الحي. يقول أحمد: "ظللت أحاول إنقاذ المصابين وهنا دور كبير أقوم به وفي اليوم التالي جاء من يصرخ في الميدان هناك قناصة يقتلون المتظاهرين عند وزارة الداخلية عايزين دكاترة، وبالفعل ذهبت ووجدت مجموعة من الأطباء قد حولوا المسجد المجاور للجامعة الأمريكية لمركز طبي ميداني وكانت الحالات صعبة للغاية وتؤكد أن هناك قناصة محترفة تصيب المتظاهرين في مقتل حيث تتمركز الرصاصات في الرأس والصدر مما أدى لسقوط 14 شهيد لم نتمكن من تقديم الإسعافات لهم نظرا لإصابات القاتلة".
ومضى يقول " بينما تمكنا في هذا اليوم رغم الإمكانيات البسيطة من إسعاف أكثر من 85 حالة بعدما قسمنا أدوارنا بين من يقوم بتقسيم المكان لاستقبال المصابين وآخرون يقيمون بإسعافهم ومجموعة ثالثهم تشكل صيدلية". ورغم استقباله عشرات الحالات سواء خلال عمله الاعتيادي أو في المركز الميداني إلا أن حالة شاب أثرت فيه كثيرا حيث أصيب هذا الشاب في صدره إصابة مباشرة من قناصة وزارة الداخلية وكانت ملابسه رثه للغاية تؤكد على أنه حالته المادية متدنية للغاية إلا أنه قرر الخروج والمشاركة في المظاهرات وجعل من علم مصر ستره لجسده وكأنه كان يريد كفنه مبكرا.
