| | | | كم كنت وقحة
| مصر للطيران |
مريم حسنين ..............
في إحدى الليالي جلست في المطار لعدة ساعات في انتظار رحلة ما ، وأثناء فترة الانتظار ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها. فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك شابة صغيرة قد جلست بجانبها ، واختطفت قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما
قررت أن تتجاهلها في بداية الأمر، ولكنها شعرت بالانزعاج عندما كانت تأكل الحلوى وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة تشاركها في الأكل من الكيس إيضا.
حينها بدأت بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة: "لو لم أكن امرأة متعلمة وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينا سوداء في الحال".
وهكذا في كل مرة كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضا ، واستمرت المحادثة المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعله وبهدوء وبابتسامة خفيفة قامت الفتاة باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتها إلى نصفين فأعطت السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف الآخر. أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت قائلة . " يالها من وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني"
بعد ذلك بلحظات سمعت الإعلان عن حلول موعد الرحلة، فجمعت أمتعتها وذهبت إلى بوابة صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها إلى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة الوقحة. وبعدما صعدت إلى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة، وهنا صعقت بالكامل ... وجدت كيس الحلوى الذي اشترته موجودا في تلك الحقيبة.
بدأت تفكر " ياالهي لقد كان كيس الحلوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلتني أشاركها به". حينها أدركت وهي متألمة بأنها هي التي كانت وقحة، غير مؤدبة، وسارقة إيضا.
كم مرة في حياتنا كنا نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئا ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها، ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحا؟
وكم مرة جعلنا فقد الثقة بالآخرين والتمسك بآرائنا نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة بعيدا عن الحق والصواب؟
هذا هو السبب الذي يجعلنا نفكر مرتين قبل أن نحكم على الأخرين ... دعونا دوما نعطي الأخرين ألاف الفرص قبل أن نحكم عليهم بطريقة سيئة.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|