| | | | سوق المنيب
نرمين حسن وياسمين القاضى | الباعة فى سوق المنيب كل ثلاثاء |
لم تعد الـ 250 قرش هى التسعيرة الرسمية للفقراء ولاحتياجاتهم التى يشترونها من أسواق المستعمل، إذ تجاوزتها تسعيرة جديدة فى أسواق أكثر فقرا، تبدأ هذه التسعيرة من 25 قرشاً وتنتهى عند 50 قرشاً.. التسعيرة الجديدة التى رفعها تجار وباعة وزبائن سوق المنيب، الذى يقام كل ثلاثاء لا تتوقف على سلع بعينها، ففستان الزفاف مثل البدلة مثل المفروشات أو أى قطعة أخرى، الكل يطرح سعراً موحداً 150 قرش يصل بفعل الفصال إلى 50 قرشاً للقطع الكبيرة و 25 قرش للأصغر.
ليس سعرها فقط هو ما يميزها، لكن أيضاً مستواها، فهى ليست قطع ملابس بالمعنى المعروف، وتعد أقرب لبواقى الملابس منها إلى قطع كاملة، فأغلبها ممزق ومتسخ ولا يظهر من معالمه شىء، لكن إقبال الزبائن على شرائها يزيد من دهشة المتابع لها، ويحتار فى الإجابة عن السؤال: بيعملوا إيه بالهدوم المقطعة دى؟
بعد ساعة من الفصال وتنقية كوم الملابس أمامها استقرت أم مؤمن على 3 قطع فقط، لم يكن ثمنها معها، فاقترضته من زوجة ابنها التى صحبتها فى جولة الشوبينج..
أم مؤمن أجابت دون أن تدرى على السؤال المحير: باجى من آخر الدنيا عشان أشترى شوية هدوم تنفع «أأيفها» على ماكينة الخياطة بتاعتى لجوزى، أصله شيف فى مطبخ وبيهلك هدوم كتير..
أما منال فلها منطق وحاجة مختلفة تدفعها إلى الشراء من هذه السوق: باستلقط الحتت السليمة وأعملها فوط للمطبخ وشيالات.. فى حين وجدت زبونة أخرى ضالتها فى هذه السوق: عندى عيال كتير باشترى عشانهم الهدوم المقطعة وأيفها على مقاسهم، واهم عيال ومش هيقولوا لأ، ومش هيعرفوا القديم من الجديد.
من يملك 50 جنيهاً ( حوالى 10 دولار أمريكى ) يصبح فى عرف زبائن السوق تاجراً كبيراً.. هذا هو منطقهم، وهكذا يبدو تجارهم، فأكبر تاجر فى السوق رأسماله لا يزيد على 50 جنيهاً، وربما يقل.. من هؤلاء الحاج عطية صاحب أكبر فرشة فى السوق، أكد أن رأسماله 30 جنيهاً وأن سعر الحتة لديه لا يزيد على جنيه، إلا إذا كانت حتة كويسة فيبدأ سعرها من جنيهين.
أم عبده ليست تاجرة بالمعنى المعروف، حيث حولت مسار حياتها من خادمة تمسح سلالم العمارات مقابل جنيهات إلى تاجرة فى السوق، تجمع بضاعتها بهذه الطريقة: واحدة بنت حلال تعطف عليا وتدينى بواقى وهدوم قديمة عندها، أجمعها وأشوف اللى ينفعنى وبعدين أبيع الباقى فى السوق، عشان أقدر أصرف على عيالى الستة وابنى الكبير اللى مغضب مراته وقاعد عندى 6 سنوات كاملة، وأم عبده فى المكان نفسه، لا يزيد رأسمالها على 20 جنيهاً، تضعها على معاشها الـ 20 جنيهاً من مؤسسة أبوالعينين وأهى ماشية حسب تعبيرها.
أم محمد لها دافع آخر للتجارة فى السوق، فهى لا تشترى بضاعتها من أحد، بل تبيع ما يزيد على حاجة أبنائها، ومبررها: بابيع هدوم عيالى اللى مش عايزينها، أصلى لقيت هدوم كتيرة عندى وعيالى خلاص اتجوزوا قلت أستفيد بهدومهم بدل ما أرميها وأهو قرش يساعد على المعيشة.
أم أحمد هى الأخرى تبيع وتشترى، تشترى بضاعتها بالطن من أسواق بورسعيد وحدائق القبة مقابل 15 جنيهاً، وتبيع القطعة بجنيهين تصل إلى نصف جنيه بعد الفصال، ومنطقها: كسبنا خير وبركة.. ماكسبناش يبقى مخسرناش حاجة.
06/11/2014
مصرنا ©
| | | |
| | | | |
|
|