توريث المرأة 'عار' في الصعيد المصري
...............................................................
|
العادات والتقاليد المتوارثة وجهل المرأة وخوفها من بطش أخوتها الذكور يحرمها من حقها في الميراث علما بانهن قادرات على حمل السلاح. |
ميدل ايست اونلاين
القاهرة – من نصر القوصي
على العكس ما ينادى به المجلس القومى للمرأة وهي المساواة بين الرجل والمرأة تشهد محافظات صعيد مصر وقائع غريبة تعيد الى الأذهان عصور الجاهلية, فمن خلال فحص العديد من القضايا الموجودة داخل ساحات المحاكم المصرية والصعيدية على وجه الخصوص, تأكدنا أن هناك نبرة جديدة خرجت على السطح وهي أن توريث المرأة عار على رجال الصعيد, فلا بد من عدم توريثهم.
وقمنا بأجراء حصر لبعض القضايا الموجوده داخل ساحة المحاكم, ولقاء مع بعض السيدات اللاتي حرمن من التوريث بسبب اقاربهم أو أخواتهم.
فقالت لنا سمية "أنا شقيقة لأخ يكبرني في السن توفي والدي منذ عشر سنوات, تاركا وراءه ثروة هائلة من أراض زراعية وعقارات, لم يكتب بها وصية ولم يقم بتقسيمها علينا, لثقته في شقيقي الذي أصبح المتصرف الوحيد فيها, وعندما كبر أولادي وأكملوا تعليمهم, وأصبحوا بلا عمل طلبت من أخي أن يعطيني نصيبي من الأرض ليزرعوها, ولكني فوجئت به يرفض بل وطردني من البيت, وأسرعت إلى كبار رجال العائلة لأشكو لهم ظلم أخي لكن الصدمة انهم ساندوه, وقالوا لي بالنص
'معندناش حريم تطالب بحقوقها في الميراث.'
وتقول سمية إنها اضطررت إلى إقامة دعوى قضائية ضد أخيها "مع علمي أن المحاكم حبالها طويلة, وحتى الآن وبعد مرور ثلاث سنوات استنزفت خلالها أموالا كثيرة لم يصدر حكم لصالحي, وكأن القانون يقف بجواره أيضا".
ولا تختلف سحر كثيرا عن سمية حيث حرمها أشقاؤها من الميراث بعد تضليلها, وإقناعها بأن والدها مات مديونا ولا يملك سوى بعض العقارات, وبعد سنوات عثرت على خطاب من البنك يؤكد أن رصيد والدها 130 الف جنيه, وعندما أخبرت أشقاءها بذلك رفضوا الكلام معها, ولم تجد سوى المحاكم التى تتردد عليها منذ 5 سنوات دون فائدة.
أما فاتن فتقول "استخرج شقيقي الأكبر شهادة وفاة لوالدي بتاريخ 11 نوفمبر على الرغم من أن وفاته كانت فى 3 سبتمبر أى أنه استخرجها بعد شهرين حتى يتمكن من خلال هذه الفترة من سحب مبلغ 73 ألف جنيه من حساب والدي في أحد بنوك القرية بموجب التوكيل الذي ينتهي سريان مفعوله بوفاة الموكل عنه وبذلك حرمني من كل هذه الأموال, ولم يترك لي سوى الفتات وعندما طالبته بحقوقى قال لى
'معندناش بنات ترفع عينيها فى وش أخوها'، ولم أجد مفرا إلا اللجوء الى المحاكم".
ويقول بعض الباحثين إن السبب يرجع الى العادات والتقاليد المتوارثة ولقناعة الآباء بأن الأرض ملك لرجال العائلة ولا يحق توريثها للابنة خوفا من طمع زوجها، مشيرين إلى أن جهل المرأة وخوفها من الأخ ساعد فى انتشار هذا السلوك الذي يتعارض مع شرع الله.
وتقول منيرة (52 عاما) "توفي والدي, وأنا مازلت فى مراحل تعليمي الأولى وتولى شقيقي الإنفاق علي إلى أن أكملت تعليمى الجامعي, وبعد أن تزوجت طالبته بنصيبي فى الميراث ولكنه رفض بدعوى أنه أنفق نصيبي في تعليمي وزواجي وعندما علم زوجى بذلك دبت المشاكل بيننا وطلقني بسبب الميراث الملعون وخسرت صلة رحمي بأفراد عائلتي, وأنا الآن فى انتظار العدالة الإلهية".