أهالي رفح يمنعون الشرطة من مصادرة بضائع "الأنفاق"
...............................................................
| |
مصر تشدد التواجد الأمني على الحدود مع غزة | |
بقلم محمد أبو عيطة
........................
رفح (مصر)- حاصر العشرات من أبناء مدينة رفح المصرية، المحاذية للشريط الحدودي مع قطاع غزة، قوة شرطية مصرية وألزموها بالتوقف أثناء مداهمتها لأحد مخازن البضائع المعدة للتهريب إلى غزة عبر الأنفاق الحدودية.
وقال شهود عيان إن حصار قوات الشرطة المصرية تم عصر الثلاثاء 10-11-2009 وما زال قائما في شارع فرعى بمنطقة تدعى "رفيعة" بالقرب من ميدان الماسورة المحاذي للحدود المصرية مع قطاع غزة.
وأفاد الشهود بأن حصار الشرطة جاء إثر انتقال قوة من الأمن المركزي (مكافحة الشغب) مصحوبة بثلاث سيارة نصف نقل محملة بالجنود وثلاث مدرعات إلى أحد المخازن الكبرى التي تحتوي على بضائع وأسمنت وداهمته وحاولت نقل محتوياته إلا أن عددًا من الملثمين قاموا بقطع الطريق على القوة، وأشعلوا الإطارات أمام مسارها وتعطيل حركة السيارات لمنعها من المغادرة.
وأضافوا أنه "مع قدوم ساعات الليل تجمعت أعداد إضافية من الأهالي بعضهم مترجلون وآخرون في سيارة دفع رباعي وبعض من الشباب الصغار يقودون درجات نارية وهم ملثمون وقاموا بإحضار كميات من الإطارات واستمروا في إشعالها، كما سمع من على بعد أصوات أعيرة نارية تطلق في الهواء".
خسائر فادحة
وقال أحد شهود العيان اكتفى بالإشارة إلى اسمه "أبو محمد": إن حالة من الغضب انتابت الأهالي بعد أن داهمت الشرطة أكبر المستودعات في المنطقة والذي تقدر قيمة محتوياته من البضائع بنحو مليون ونصف جنية مصري (270 ألف دولار) وقاموا بمحاولات ارتجالية هدفها منع الاقتراب من البضائع وليس الاشتباك مع الشرطة.
وأشار مواطن آخر كان يتابع عن كثب هذا الحدث إلى أن "المسئولين يعلمون مسبقا بوجود هذه المستودعات وفي حالة مصادرتها فهي ستتسبب في خسائر فادحة للقائمين عليها وفقد المئات لفرص عمل بديلة في النقل والتغليف والتجارة".
والتزمت الشرطة التوقف، وقامت بتوزيع الجنود حول السيارة والمدرعات وهم يحتمون بالدروع الواقية دون وقوع اشتباكات بين الجانبين.
وعلم أن قيادات أمنية رفيعة المستوى انتقلت في ساعة متأخرة اليوم إلى موقع الاحتجاج يرافقهم كبار ومشايخ العائلات في محاولة لإنهاء الوضع واحتواء الموقف منعا لتطوره واندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
حادث عرضي
من جانبها، رفضت مصادر أمنية مسئولة برفح التعليق على هذا الحادث، مكتفية بالقول إنه حادث عرضي وجار إنهاؤه،.
ويشار إلى أن تشديد أمنيا غير مسبوق بدأت الشرطة المصرية في إتباعه للتضييق على كل منافذ تهريب البضائع إلى قطاع غزة حيث صادرت خلال الشهر الماضي بضائع تقدر قيمتها بأكثر من 5 ملايين جنيه (900 ألف دولار) بعدد من المناطق القريبة من الحدود من غزة بمدينتي رفح والشيخ زويد إلى جانب مصادرة بضائع من محلات تجارية بالعريش بعد أن تبين أنها تعد لنقلها إلى تلك المستودعات.
والمستودعات مكان آمن لتجميع البضائع يستخدمها التجار حيث يعاد تفريغ البضائع من العبوات وإعادة تغليفها بعبوات بلاستيكية خاصة ونقلها على دفعات بطرق مختلفة إلى قطاع غزة عن طريق فتحات الأنفاق التي تنتشر على طول الحدود مع القطاع المحاصر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
06/11/2014