هدية للجائع المسكين
...............................................................
حين قرأ الصديق الأديب شحادة سويدان قصيدتي " بانت سعاد "
حمل إليّ صينية كفتة ، صناعة بيتية بحتة فكانت هذه القصيدة
|
كفتة شحادة سويدان شعر : زياد السلوادى |
يا مرسلاً كفتة ً والبطنُ جوعانُ
قد لفها ورقٌ عذبٌ سُلـَيْفــــــــانُ
رُصَّتْ بصينية كالبدر لامعـــــةٍ
في مطبخ شأنهُ حِذقٌ وإتقــــــانُ
يأتي أبو عَمْرةٍ(1) من طِيبِ ريحتِها
سيان ِ في عشقها طاو ٍ وشبعانُ
قد غطيتْ ببطاطا خِلتُ وَجْنتهـا
خدَّ الحبيب يناجيهِ البذنجــــــــانُ
مليحة ذاب فيها الملح من ولـَــهٍ
والشهد بايَعَها والنحلُ خزيــــانُ
والعطر في بصل كالمسك منتشرٌ
كأنه لاشتداد الجوع ِ (برفــــانُ )
والفجلُ في صحنه الياقوتُ محتضناً
طرشي الخيار كأن الجمـعَ إخوانُ
والخبز في كل كيس ٍ خمسة ٌ جُمعتْ
حرزاً إذا صابنا بالعين إنســـــــانُ
فرحتُ أنزعُ أوراقاً مفضضـــــــة ً
فخشخشتْ ليَ موسيقى وألحـــانُ
أحسستُ من جَرْسِها في معدتي طرباً
والريقُ سال اشتياقاً وهْو نشـــوانُ
قمنا ثلاثتنا والجوعُ رابعنـــــــــــا
حمدي ومحسوبكم والضيفُ أقرانُ
مشمرينَ لغزو ٍ عن سواعدنـــــــا
سلاحنا فيهِ أنيابٌ وأسنـــــــــــانُ
وانقض كلٌّ لتغميس ٍ ولـَفـْلـَفـــــة ٍ
إن الطعامَ لدى التغميــس يزدانُ
لم تبق شــــــــــاردة ٌ منه وواردةٌ
لم تلتقفـْها لنا أيدٍ ورغفــــــــــــانُ
يا مَنْ جلبتَ لنا صينيــة ً عجبــاً
هل يجلبُ الأكلَ زوّارٌ وضيفانُ؟
ضيفٌ أتى وقِراهُ محضرٌ معـــهُ
يا ليت دوماً وفاضَ الضيفِ ملآنُ
نِعمَ الضيوفُ أتوْنا والقِرى معهـمْ
مرحى شِحادةُ مرحى يا سُوَيْـدانُ
***
(1) أبو عمرة : كنية الجوع .
06/11/2014