| | | | سيدي الرئيس دام عزك ...............................................................
بقلم / محمد وجدي دره ...........................
سيدي الرئيس
تحية طيبة ملؤها دم مهدر ومستقبل ضائع وأنين مكتوم من أحبائك وأتباعك والمهللين باسمك ليل نهار والداعين لك بدوام السداد والتوفيق والمكوث في سدة العرش وحولك السدنة والكهنة رافعين مباخرهم ذابحين ذبائحهم منادين في كل وقت وحين : ليتبارك اسمك وليدم ملكك .
أمـــــــــــــا بعد
نفتقدك يا ريس . لقد شعرنا - والله - بالوحشة بدونك . فنحن لا نشعر بك أبدا ، وكأنك نسيم الليل العليل الذي لا تخشى بوائقه ، ولا يحس به إلا بين الفينةو الأخرى .
نفتقدك - لأننا فقدنا تأثيرك - فأكثر من تسعين في المئة من شعبك يعانون من شظف العيش الذي وصل إلى حد الهلاك . سل أطفال " الكُلة " ينبئونك عن حبهم لك ؛ لأنك وفرت لكل واحد منهم رصيفا ، وجهزت لكل ضائع منهم علبة خاصة به يشم منها كيفما يشاء ويرضى .. سل باب الحديد ورصيف نمرة 5 ، والوايلي ، وباب الوزير ، والباطنية ، والسيدة ، ودير الملاك ..... سل باب الفتوح ، وباب الشعرية ، وكل أنحاء قاهرة المعز - الذي بقدرتك جعلته أذل العرب وأرذلهم .... سل سيدي ردهات طنطا ، وفتش في شوارع سعد الدين وطه الحكيم وميدان الساعة .... سل مدينة أحمد البدوي كيف صارت -عامرة بأطفال الكلة ... سل ضواحي الإسكندرية وستجد أن شبابها غير عاطل عن العمل ، فأغلبهم - بحمد الله - قد صار تاجرا مهيبا للبانجو " يشار له بالبنان في كل أقسام الشرطة وأفنية السجون .
الكل يدعو لك ، ولجمال: كل الإسكندارنية في محرم بك ، ومحطة الرمل ، وسيدي بشر ، وميامي ، وشارع خالد بن الوليد يفرح ويبتهج بك ويدعون لكما بطول البقاء ، فالمجد لك ، والحكم لك . لا شريك لك في عرش مصر ، لا شريك لك .... سل الأم الثكلى التي تيتم أطفالها بعد ضياع أبيهم في إحدى حوادث قطاراتك السعيدة ، وقد كان عائدا فرحا بقروشه البسيطة لعلها تسد قدرا صغيرا من إعوازهم .
سل شباب مصر ، وستجدهم حاملين صورك في القلوب ، هاتفين لك داعين آناء الليل وأطراف النهار ، وهم راكعون أمام " لفة بانجو " أو زجاجة منقوع . يا زعيم الكل ، يا سيد مصر الأمين ... يا جامع الكل في واحد ، فالكل يشهد أنه لم تتحقق وحدة تلك الأمة إلا على يدك ، فالمسيحي والمسلم .الشيعي والإخواني . القرآني والشيوعي ... كلهم أمة واحدة لا يقدر أحد أن يفرقهم في زي سجنك الكبير العظيم .
هم يهللون لتلك الحرية ، فخرجوا في " شارع عدلي " وميدان التحرير فرحين بما وفرته لهم من رفه العيش وسهولة الحياة ، وحرية الاختلاط ، فركضوا نحو الجنس الآخر معلنين أنه وقت المساواة بين الجنسين واندماج وانصهار الأمة كلها ..... حتى أن كل وكالات الأنباء رصدت تلك الظاهرة المشرفة ، ولكن الحاقدين على إنجازاتك سموها " تحرشا جماعيا " .
أدعوك سيدي لتتنزل من عليائك ، وتطل من سمائك ، وتخرج من غيبتك الكبرى ؛ لتفرح بإنجازاتك ، وتشدو بجميل ما صنعت .. فلتهنا سيدي بما صنعت يداك .
ولا أملك إلا أن أّكرر ما قاله " أمل دنقل " رحمه الله :
آه ..
من يوقف في رأسي الطواحين
من ينزع من قلبي السكاكين
من يقتل أطفالي
هؤلاء المساكين
لكي لا يصيروا
مأبونين
قوادين
شحاذين
إمضاء
أكثر من سبعين مليون مصري
" ما عدا الحيتان والقطط السمان "
عنهم
محمد وجدي
| | ..................................................................................... | |
| | | | |
|
|