القدس لنـــا لا لليهود الظلمة
...............................................................
محمد أسعد التميمي
......................
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)}الاسراء:1{
إن(القدس)هي بؤرة الصراع بين الحضارات المتعاقبة على منطقتنا منذ قبل التاريخ,فعندما جاء التاريخ نزل في(القدس)فوجد الحضارات تتصارع عليها,كل حضارة تريد أن تستخلصها لنفسها,ثم جاء الإسلام وحررها من الروم فهدأ الصراع عليهاإلى حين,ولكن بعد ستة قرون من الزمن تقريبا إشتعل الصراع من جديد,حيث عاد الروم الصليبيون الغربيون بخيلهم ورجلهم ليستخلصوها من المسلمين,وكانت عودتهم على شكل حملات عسكرية متتابعة بلغت حوالي خمس حملات على مدى مئتي عام,وكان شعارهذه الحملات الصليبية هوتحرير(القبر المقدس)في(القدس) من أيدي الوثنيين المسلمين حسب زعمهم,فكانت القدس هي محورالصراع وبؤرته في الحروب الصليبية الأولى قبل ثمانمائةعام,حيث إحتلها الصليبيون ما يقارب تسعين عاما إلى أن بعث الله البطل(صلاح الدين الأيوبي الكردي)فإستعادها منهم بعد أن هزمهم في(معركة حطين الخالدة)في عام 1187,ومن ثم جاء من بعده بمئة عام المملوكي(الخليل بن قلاوون)فقضى على الحملات الصليبية نهائيا في(معركةعكاالخالدة)والتي حصلت في عام 1291م الموافق 690هجري,وكان قدرالله بأن يستعيد المسلمون(عكا)من الصليبين في اليوم نفسه بالضبط والساعة نفسهامن عام587 هجري التي إحتلت به,وقبل مئة عام تقريبا وفي مطلع القرن العشرين عاد الصليبيون من جديد وكانت(القدس) هدفهم,ومنذ ذلك الحين و(القدس) في عين الإعصاروعنوان الصراع المحتدم بيننا وبين الغرب الصليبي الذي يشن علينا حرب صليبية جديدة قائمة منذ الحرب العالمية الأولى والتي يُشكل اليهود رأس الحربة فيها,حيث أول مرة في التاريخ يحدث(تحالف بين اليهود والنصارى,فمن المعروف أن جميع دول أوروبا النصرانية إضهدت اليهود,وهذا التحالف ليس له غاية وهدف إلامُحاربة المسلمين)فالكيان اليهودي في(فلسطين)ماهوإلا مشروع صليبي غربي ورأس حربة في مُحاربة المسلمين وأكبردليل على ذلك تصريح الجنرال البريطاني(اللنبي)قائد قوات الحُلفاءالصليبية في الحرب العالمية الأولى التي إحتلت(القدس)وهو يدخل(القدس)من(باب الخليل)وهوأحد(أبواب القدس)حيث صرح وهو على صهوة جواده((الأن إنتهت الحروب الصليبية))فهذا التصريح الذي لا زال يُدّوي في التاريخ ويستفز مشاعرالمسلمين يُوضح حقيقة المعركة,حيث قصد بتصريحه بأن المعركة الصليبية كانت مستمرة منذ أن حرر(صلاح الدين الأيوبي)القدس منهم بعد(معركةحطين)وهزيمته ل(ريتشارد قلب الأسد)إلى أن عادوا إلى إحتلالها مرة أخرى,وعندمادخل الفرنسيون دمشق بقيادة(الجنرال غورو)فأول عمل قام به(غورو)ذهابه الى قبر(صلاح الدين الأيوبي) في المسجد الأموي ووكزه بسيفة وبمنتهى الحقد قائلاً له(قم يا صلاح الدين فقد عدنا أخيراً).
ومنذ أن إستولت بريطانيا العظمى على فلسطين بدأت فوراً وضع(وعد بلفور)موضع التنفيذ والصادرعنهابتاريخ(2 /تشرين الثاني/ 1917)فإتخذت جميع الإجراءات التي تستهدف تنفيذ المشروع اليهودي في فلسطين فقامت بجلب اليهود الى فلسطين بأعداد كبيرة من شتى بقاع الأرض وأنشأت لهم الخلايا السرطانية (المغتصبات – الكيبوتسات: القرى الزراعية) ودربتهم وسلحتهم,ومن أجل توفير المناخ السياسي والجغرافي لنمو هذا المشروع وإستمراره قامت بترتيب المنطقة جغرافياوسياسيا،فجزئتها وشرذمتهاوحولتها إلى وحدات جغرافية بالمسطرة والفرجاربموجب ماعُرف ب(إتفاقية سايكس وبيكو)وجعلت من الأمة الواحدة شعوباً وقبائل متناحرة ومتلاعنة ومتباغضة حتى لا تقوم لها قائمة،ثم أنشأت جامعة الدول العربية لتحافظ على هذه الترتيبة الإستعمارية الخبيثة .
وهكذا تم غرس الشجرة الملعونة في(فلسطين)بأيدي صليبية غربية(دعاة الحرية وحقوق الإنسان)لتثمردماً وقيحاًوعذاباً وألاماً وثكالى وأرامل وضحايا وقهراً وظلمـاً وتشرداً وإضطهـاداً ومأساة بشرية لم يعرف التاريخ لها مثيـلاً,وهكذا كان(وعد بلفور)إعطاء من الذي لا يملك(الأنجليز)إلى من لايستحق(اليهود)ولقد حدث كل هذا في ظل فقدان أمتنا لإرادتها مماجعل عدوها يفرض عليها ما يريد ويدعي إدعاءات زائفة وباطلة ويطالب بما ليس له فيه أي حق تاريخي أوشرعي،فاليهود يدّعون بأن (فلسطين)هي(أرض الميعاد)حيث إنهم أقاموا في بعض أجزائها لمدة سبعين عاما قبل ثـلاثة ألاف عام,وأن(المسجد الأقصى)بُني مكان(هيكلهم المزعوم)وأن(القدس)هي عاصمتهم الأبديـة،وأن لامعنى لكيـانهم بدون(القدس)ولامعنى(للقدس)بدون الهيكل كما قال يوما(بن غوريون اول رئيس وزراء للكيان اليهودي)فهم يدّعون بأن(فلسطين هي مركز الكون,والقدس مركزفلسطين,والهيكل مركزالقدس,وقدس الأقداس هومركزالهيكل,وقدس الأقداس هوالتابوت الذي فيه الألواح التي نزلت على موسى عليه السلام).
ومقابل ذلك نجد وللأسف الشديد أن معظم من يفاوضون اليهود على(القدس)لم يركعوا لله ركعة ويعتبرون(المسجد الأقصى)بناء أثري تاريخي يجب وضعه تحت وصاية(اليونسكو)إحدى هيئات الأمم المتحدة المسؤولة عن الأثار,وهُم يعملون على مُحاربة البُعد الإسلامي(للقدس)لمصلحة البُعد الديني اليهودي المُزورويُبشرون بالهزيمة النهائية لأمتنا أمام المشروع اليهودي,وبأنه ليس أمامناإلا أن نقبل بالأمرالواقع كحقيقة غيرقابلة للتغيير،ويقولون بأن من الحكمة التسليم لليهود بحق شرعي وتاريخي في(القدس وفلسطين),فقسموا(فلسطين) الى قسمين,قسم أطلقوا عليه( فلسطين عام 1948)وتنازلوا به الى اليهود وهوثلثي مساحة(فلسطين) وقسم اطلقوا عليه( فلسطين 1967 وهو ما سُمي بالضفة الغربية وقطاع غزة)وقسموا (القدس)الى قدسين (قدس غربية)يعتبرونها من حق اليهود وهي تشكل( 80%)من مساحة(القدس)و(قدس شرقية)وهي من حقنا فهم يعتقدون إن تحرير كامل(فلسطين والقدس)وإعادتها للسيادة العربية الإسلامية مستحيل وليس من الموضوعية ولاالعقلانية ولايخدم السلام,فأين سيذهب خمسة ملايين يهودي؟؟ فالسلام من وجهة نظرهؤلاء هوما يحُقق إدعاءات اليهود الزائفة في (القدس وفلسطين).
وأغرب ما قرأت في هذا المجال في كتاب يتحدث عن إشكاليات السلام وكيف يجب حلهامن تأليف أحد الشخصيات السياسية الأردنية(عدنان ابوعودة)ومن هذه الإشكاليات الصراع على(القدس) بين اليهود والمسلمـين،حيث يقترح المؤلف في كتابه بأن(القدس القديمة المُسورة والتي تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون رمزاً للسلام،وذلك من خلال تنازل المسلمين عن المطالبة بإستعادة السيـادة عليها،وأن يتم توزيع هذه السيادة بين الأديان الثلاث،لأنها تضم أقدس الأماكن عند الديانات الثلاث كما يزعم),فلا ندري من أين جاء بأقدس الأماكن بالنسبة لليهود مع أنهم منذ عام 1967حاولوا المستحيل من أجل إيجاد أثر تاريخي واحد ليُدللوا على وجود حق لهم في (القدس) ومع ذلك عجزوا وفشلوا حتى إن ما يُسمى ب(حائط المبكى) وهو(حائط البراق) عندنا نحن المسلمين أقرت إحدى المحاكم في زمن الاحتلال البريطاني بمُلكيته للمسلمين،وذلك بعد(أحداث البراق المشهورة في عام 1929),وقبل عدة أيام قام اليهود بسرقة حجر من أحد القصور الأموية المُلاصقة لحائط (المسجد الأقصى) والمُطل على حي سلوان لتزييفه ووضعه على مدخل مبنى مقر الشيطان ما يُسمى عندهم (الكنيست) أي مجلس البرلمان.
لذلك إن اقتراح توزيع السيادة في(القدس) على الأديان الثلاثةماهوإلا نقض(للعُهدة العمرية)التي لايملك أحد من المُسلمين نقضها،وهوإعتداءعلى عقيدة المسلمين واستفزازلمشاعرهم،وهو تطاول على الإسلام والمسلمين ومصادرة لحقهم ب(القدس) كاملة غيرمنقوصة،وهوإستسلام لإرادة اليهود وليس سلاماً,وهو تثبيت لما عجزاليهود بكل ما أوتوا من قدرة على الكذب والخداع والتزوير والتزييف عن إثباته.
وبماأن الله علام الغيوب يعلم بأن الصراع على(القدس)سيستمرالى يوم الدين,وأن أمتناسيُصيبها الضعف والهوان في بعض المراحل التاريخية تضيع فيها(القدس)كما حصل في الحروب الصليبية الأولى وإستيلاء اليهود عليها الأن,وبأنه سيظهرفي أمتنا في هذه المراحل أمثال هؤلاء من الذين يدعون الى التفريط ب(القدس) ويتبنون البعد العقائدي اليهودي المزور والمفبرك,من أجل ذلك لم يكن عبثا أن سجل الله سبحانه وتعالى(القدس ومسجدها الأقصى)في كتابه عندماأسرى بعبده محمدا صلى الله عليه وسلم إليه,فكل من يطعن في هذا التسجيل فهوخائن وعدو لله ورسوله وللمؤمنين ومنحازلليهود الظالمين الغاصبين،ولم يكن بغيرحكمة من الله سبحانه وتعالى أن جعل الله(بيت المقدس)القبلة الأولى للمسلمين ولمدة ستة عشرة شهراً،ولم يكن بغيرقصد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهولاينطق عن الهوى عندما ربط(المسجد الأقصى بمكة والمدينة) عندما جعل من(المسجد الأقصى ثالث مسجد يشد المسلمون له الرحال بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة)،ولم يكن عفواً مجيء(الفاروق عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وأرضاه إلى( القدس) لإستلام مفاتيحهامن راهبها(صفرونيوس)ولم يذهب لإستلام(المدائن عاصمة كسرى ودمشق عاصمة قيصر),فهويعرف منزلتهاعند الله ورسوله والمؤمنين ولعلمه عن رسول الله صلى الله عليـه وسلم بأن (القدس)ستكون محـل صراع دائم بين المسلمين وأعدائهم من أهل الكتاب وخصوصا أشد الناس عداوة للذين أمنوا اليهود الذين ينكرون نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولايعترفون بالإسلام خاتم الديانات،فكانت(العهدةالعمرية)وثيقة تاريخية إعترف بموجبها سكان(القدس) من أهل الكتاب من النصارى بالسيادة الإسلامية عليها،واشترط أهل(القدس)من النصارى في هذه الوثيقة بأن لا يسكنهاأحد من اللصوص واليهود.
ف(القدس)لنا لا لليهود الظلمة اللصوص شُذاذ الأفاق الذين إستجلبهم الغرب الصليبي من جميع أصقاع الأرض ليغرسهم كالنبت الشيطاني في فلسطيننا الحبيبة المُباركة ويُسكنهم في تجمعات سرطانية شوهت وجه فلسطيننا الوادعة الجميلة الأرض المباركة
فالمسلمون هُم أصحاب(فلسطين)دينياًوتاريخياً,فهم سكانها الأصليون منذعهد (الكنعانيين)فعندما جاء الدين اليهودي صاروا يهوداً,وعندماجاءت المسيحية صاروا نصارى ولم يبقى فيها يهود ا,وعندماجاء الإسلام خاتم الديانات وجد النصارى بأن المسلمين الفاتحين يتعاملون معهم بمنتهى الرحمة والرأفة والإنسانية ولم يُكرهوهم على تغييردينهم أوإجبارهم على دخول الإسلام,ولم يرتكبوا بحقهم المذابح,فهذه رحمة الإسلام وتسامحه بعكس جميع الغزاة في التاريخ،فدخلوا في دين الله أفواجـاً،فمعظم أهل(فلسطين)الذين كانوا يسكنونها قبل مجيء الإسلام أصبحوا من المسلمين وبقي قلة منهم على نصرانيته دون أن يتعرض إلى إيذاء من المسلمين،بل عاشوا جنباً إلى جنب تحت راية الإسلام بأمن وسلام ووئام كأهل ذمة,وكما يفرض علينا الإسلام أن نعامل أهل الكتاب من الذين لم ينقضوا العهد والميثاق مع المسلمين ولم يقاتلوهم في الدين ويظاهرواعليهم أعدائهم كمافعل اليهود الغادرون من نقضهم للعهد والميثاق,وبقيت(فلسطين)خالية من اليهود إلى ما قبل قرنين من الزمن،حيث بدأت المؤامرات الدولية والأطماع الصليبية تستهدف(فلسطين وجوهرتهاالقدس)فبدأ اليهود يتسللون لها خلسة وبالتحايل على المسلمين ومستغلين إحسان(الدولة العثمانية)لهم بصفتهم أهل ذمة الى أن تنبه لهم السلطان عبد الحميد رحمه الله ففرض إجراءات مشددة زيارتهم الى فلسطين وربط إدارة القدس به مباشرة إلى أن جاءت الحرب العالمية الأولى،والتي كان من نتيجتها انهيار(الدولة العثمانية) التي حمت(القدس)أكثر من خمسمائة عام.
ف(فلسطين وقلبها(القدس)ليست ملكاً لمفكرأوسياسي أوزعيم أوقائد أوجماعة أومنظمة أوشعب أومفاوض سكيرعربيد يستهزء بعقيدة الأمة،فالمسلمون في فلسطين هم طليعة أمة تمتد من المحيط الى المحيط,وهم الطائفة التي تمثل رأس الحربة في مواجهة التحالف اليهودي الصليبي الذي يستهدف الإسلام والمسلمين و(القدس وفلسطين)وجميع ديار المسلمين وهذه الطائفة هي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
((لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ، قالوا : أين هم يا رسول الله ، قال : في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس))
لذلك إن(القدس) ستعود يوما إلى حياض الإسلام،لتوحد ربها تحت راية التوحيد مهماطال الصراع ومهما طال الزمن كما عادت في الحروب الصليبية,وذلك بعد أن رفض المسلمون أن يُسلموا بالأمر الواقع.
وهنا يحضرني تصريح لأول رئيس وزراء للكيان اليهوي بن غوريون حيث صرح يوما(لوكنت مكان العرب لا يمكن أن أقبل الإعتراف بهم أوالتفاوض معهم أو مهادنتهم أوالتنازل عن شبرواحد من فلسطين فنحن سرقنا وطنهم فكيف أعترف لمن سرق وطني بسرقته وبحقه فيه) فما بال البعض يريد أن يدخل التاريخ وهو معترف بحق اليهود في(القدس وفلسطين الأرض المباركة).
فالحق يتنازل عنه المستسلمون العاجزون والمرجفون الخائنون ولا يستعيده إلا المخلصون الأبطال صناع التاريخ والمجد والمجاهدون والمستشهدون,فأي صيغة سياسية تتعلق ( بفلسطين وقلبها القدس )ومن اية جهة سواء كانت(إسلامية أووطنية منظمة أوفرد) تعترف لليهود بأي حق فيهاوتتناقض مع حقنا الديني ومنزلتها في القرآن والسنة وحقنا التاريخي ولا تستهدف إستعادتها الى السيادة الإسلامية كاملة غير منقوصة شبرا فهي صيغة مرفوضة رفضا مطلقا,بل هي خيانة لله ورسوله وللمؤمنين لأن ذلك يعتبر تفريط بما وثقه الله لنا في كتابه المجيد ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته,فمن ذا الذي يقدر على فك وثاق عقده الله رب العالمين،ف(القدس) لنا كماهي (مكة المكرمة والمدينة المنورة)فهل هناك من المسلمين من يستطيع أو يملك الحق بالتنازل عن شبرمن(مكة أوالمدينة)فماينطبق على(مكة والمدينة) ينطبق على (القدس) وكامل(فلسطين التاريخية المباركة)فكل قرية ومدينة في(فلسطين)عندنا ك(القدس)ولوأننا سُنتهم بإننا نجدف خارج الزمن وعلى الرمال ونشطح بالخيال من قبل من يُسمون أنفسهم ب(الواقعين البراجماتين وقيادات وزعماء أخر زمن المشبوهين)والذين لايحملون عقيدة الأمة بل ويستهزؤن بها والله يستهزء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون,فإننا نقول لهؤلاء
((نعم نحن خارج هذا الزمن المكسورالرديء المفعم بالذل والخزي والعار ونرفض أن نسير ورائكم وننقاد خلفكم ونتبنى طروحاتكم التي تعبرعن الإستسلام أمام العدو والتنازل عن الحق ,وإننا نقول لمن يحكمون الأمة ويغتصبون إرادتها بالحديد والنار هاهي(القدس)تستغيث وتستصرخ حيث يعبث اليهود في وجهها الوادع الجميل فيعملون على تشويهه وتغيير معالمه وقتل روحها بزرع الخلايةالسرطانية المُسمى بالمستعمرات في جسدها وتطويقها بسور بشع كأنه أفعى تسعى,فهو رمز للإفعى اليهودية السامة,وهاهم يعملون على تهجيرأهلها وتفريغها من المسلمين وتطفيشهم بشتى الوسائل وبسد كل سبل الحياة أمامهم وبإرهاقهم بالضرائب وهدم بيوتهم وعدم السماح لهم ببناء بيوت جديدة وسحب هوياتهم,فهاهم يريدون أن يُزيلوا أحياءاً تاريخية بكاملها من الوجود حتى أنهم يخططون لإزالة المدينة القديمة التي تقع داخل السور ومع ذلك فإن أهل(القدس) يتشبثون في أرضهم ومنزرعين فيها ويقبضون على الجمر ومستميتين في الدفاع عن(المسجد الأقصى)وهُم غيرمُبالين بتخلي أمتهم عنهم,فهاهو(المسجدالأقصى)مستهدف بقوة من قبل حاخامات اليهود فهم يعملون على الإحاطة به ببناء أربعين كنيس يهودي من حوله ومن فوقه ومن تحته تمهيدا لهدمه,ف(الأقصى)على وشك أن يُصبح هدمه خبرعاجل ,فلن يهدأ لهم بال إلا بتحقيق ذلك ومع كل ذلك فلاحياة لمن تنادي))
فيا(صلاح الدين الأيوبي)أيها المسلم الكردي أطل من وراء القرون لترى كيف يعبث يهود في(القدس وفلسطين)و كيف ينكلون بشعبها دون أن يجدوا أحدا ينجدهم أويستجيب لإستغاثاتهم,فحكام المسلمين في غيهم يعمهون,وعلى كسب رضى اليهود والصليبين يتسابقون,وبأخبارالغانيات والعاهرات والراقصات وبإقامة المهرجانات والقنوات الفضائية لهن وتوزيع الجوائزعليهن منشغلون وفاكهون,وإذا ما تعرضت إحداهن إلى وعكة صحية أوضائقة مالية تجدهم إلى كل مساعدة ممكنة يُسارعون ويضعون كل إمكانيات دولهم تحت تصرفها,وإذا ما تعرضت إحدى حدائق الحيوانات في الغرب الى أزمة مالية فإنهم إلى تقديم الأموال بغير حساب لإنقاذها يُبادرون,أما عندما يتعلق الأمرب(المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم وبالقدس وفلسطين وشعبها وما يجري له على أيدي اليهود فإنهم صُم بُكم عُمي لا يفقهون).
وفي هذا المقام يجب أن نذكر موقف المجاهد البطل المدافع الأول عن (المسجد الأقصى والقدس)والذي يسكن(الأقصى)في خلايا جسده وعقله((الشيخ رائد صلاح))الذي يستصرخ المسلمين صباحاً ومساءاً بإن يستيقظوا من غفوتهم ويُحذرهم من الأخطار المحدقة به,فالأمر جد لا هزل فيه
فأين أنتم من هذه الصرخات والإستغاثات و الخطر اليهودي الذي يستهدف(القدس وفلسطين ومسرى محمد صلى الله عليه وسلم واولى القبلتين) يامن تدعون بأنكم((إتحاد علماء المسلمين برئاسة القرضاوي))؟؟
وأين أنتم يا((هيئة كبارعلماء السعودية))؟؟
وأين أنت يا(( شيخ الأزهر))؟؟أيها الوسواس الخناس من إستغاثة (الأقصى) وأهل(القدس) ونداءات((( الشيخ رائد صلاح)))لماذا لا تجتمعون وتصدرون فتوى تعلنون فيها بأن
((الجهاد من أجل تحريرالقدس والأقصى وكل فلسطين إستجابة لصرخات النساء الحرائر والأطفال فرض عين,وأن كل من يقف حائلا دون ذلك يعتبر مُوالي لليهود والنصارى))أم أنكُم صُم بُكم عُمي لا تفقهون,وأنكم لستم إلا تجار دين وعلماء سلاطين,وكل من يُخسركم أمرا من أمور دُنياكم ولعاعة من لعاعات الحكام التي يتقيئون بها لكم والتي تتسابقون على لحسها لا تقتربون منه ولو كان الأمر بإنكارماعُلم من الدين بالضرورة وخوفا من يمنعكم الحكام من هذه اللعاعات,ألم يفتي القرضاوي بموجب فقه اولوياته أن الجهاد بالقتال وبالسلاح وبالجيوش قد إنتهى ولا يتناسب مع لغة العصر,وأن الجهاد في هذا العصرهو بالفضائيات التي تدرعليه الملايين,فهو يريد أن يحرر(القدس وفلسطين) بالفضائيات ؟؟؟ فهل هناك فتوى ممكن أن تخدم اليهود والصليبين اكثر من هذه الفتوى!!!
فكثير من الأحداث الجسام التي تعرض لها المسلمون في العقدين الأخيرين عرتكم وكشفت حقيقيتكم يا(علماء السوء)وبأنكم لستم إلا محرفون لكتاب الله من بعد ما عقلتموه وأنتم تعلمون لتشتروا به ثمنا قليلا,فويلُ لكم مما كتبت أيديكم وويلُ لكم مما تكسبون,فأقصى ما تقومون به هو التعبيرعن مشاعركم وعواطفكم الجياشة تجاه الشعب الفلسطيني والدعوة الى التضامن معه وتحية صموده لتذروا الرماد في عيون المسلمين,فالدنيا أكبرهمكم ومبلغ علمكم,حتى أنكم أصبحتم مضرب المثل في الذل والهوان والنفاق والخسة والوضاعة,وكل من يعمل على كشف حقيقتكم تتهمونه بالجهل والتطاول على العلم والعلماء والإساءة لذواتكم المقدسة,فوالله إن التصدي لكم واجب شرعي,وأنتم أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى متى ستبقون كأهل الكهف تغطون في سباتكم العميق وغثاء كغثاء السيل لاوزن لكم ولاقيمة ولا إعتبار يتطاول عليكم أذل خلق الله ويستخفون بكم,أما أنتم يا يهود وأعوان يهود ولكل من يريد أن يتنازل عن(القدس وفلسطين) نقول لكم((بأن القدس لنا لا لليهود الظلمة,وإننا نقول لكم بأن كيانكم الغاصب المجرم ما هوإلا شجرة خبيثة ما لها من قرار في أرض الإسلام وسنجتثها في يوم من الأيام مهما طال الزمن وما دام فينا طفل يقول لا إله إلا الله, شاء من شاء وأبى من أبى ونحن مؤمنون إيمانا قاطعاً بمانقول فهذا وعد الله لنا,وهذا مرهون بنهوض أمتنا من كبوتها))
(وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) [الإسراء :81] ..
فلا يغرنكم يا يهود حال المسلمين اليوم,فهم على وشك الإنعتاق منه والإنبعاث من جديد,فأمتنا دائما تنهض من كبواتها التاريخية على شكل إنبعاث وفجأة وبدون مقدمات,فنحن لا ننتصر بكثرة عدد ولاعُدة وإنما بالقلة المؤمنة التي تعد ما تستطيع من قوة ثم تطلب النصر من الله
((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولاً ) } الاسراء:5 {
فهاهي هذه الفئة المؤمنة المجاهدة التي وعد الله بأن يكون إزالة هذا الكيان على أيديهاقد بعثهاالله في العراق وأفغانستان والصومال(حركة الشباب المجاهد)وفي كثيرمن بلاد المسلمين وإني أكاد أن أراها تنسل من كل حدب وصوب وتطبق على كيانكم من الجهات الأربعة لتطهر الأرض المباركة وجوهرتها المكنونة(القدس)من رجسكم كما طهرها(صلاح الدين الأيوبي الكردي)و(الخليل بن قلاوون المملوكي)من رجس الصليبين في الحروب الصليبية الأولى
(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الأخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَادَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا) [ الإسراء : 7]
فهاهي(امريكا)رأس الكفروالشر في الأرض حاضنة كيانكم تترنح على أيدي هذه الفئة في(العراق وأفغانستان) وبسبب أزمتها المالية الساحقة الماحقة التي ضربها الله بها,فهي قد أصبحت أيلة للسقوط,فنحن لا نشك مثقال ذرة بأن أمريكا والكيان اليهودي الى زوال حتمي بأمر الله على أيدي هذه الفئة المؤمنةالتي تقاتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى
(قل للذين كفروا ستُغلبون وتُحشرون إلى جهنم وبئس المهاد)}أل عمران:12{
........................
مدير مركز دراسات وأبحاث الحقيقة الإسلامية
مصرنا ©