ما أعمقك عمقك وطني مريم التايدي صغيرات يعبرن الفيافي يمتطين الجبال... بأقدام متشققة حافية ولباسهن أسمال عيونهن جافة ..شاخصة ..بعيدة الرؤى كليلة وعباراتهن خافتة .. صامتة.. دليلة بشعيرات متمردات متسللة ...وابتسامة خجولة غائرة لسن شقراوات ولا سمراوات لونهن شاحب شحوب المكان وخدودهن شقائق نعمان يبحثن عما تجود به الطبيعة زعتر و أزير وريحان بأياد صغيرة بريئة، ما لاعبت دمى ولا لامست ضفيرة عبث بها الحطب والوحل والحصير وتنظيف الزريبة يبعن محصول اليوم على الطرقات عساهن يعدن ببعض الدريهمات يعبرن أطول المسافات ، عائدات إلى أماكن نائيات ± ± ± ± ± ± قديما لجأ إليها السكان هروبا من النوازل والعاديات استوطنوا كهوفا ومغارات ، وتجمعوا حول الوديان والواحات ، اختبؤوا من الحروب والغارات واحتموا بالصخور والجبال والمرتفعات تغير الزمن ، وتسللت الأعوام والسنوات تغيرت معالم المدن وفوق السحاب استوطنت الأبراج والعمارات تطورت العلوم والتكنولوجيات وبأحدث الوسائل تواصل الناس عبر القارات تغيرت الأفكار والعقليات وتتابعت السياسات والتشريعات وتعولمت حتى الثقافات طالب الناس بالحقوق وبالعدل ...والحريات مرورا بالكرامة والإنصاف وحتى المساواة ± ± ± ± ± ± لكنهم ..هناك ..شاخصون صامدون في وجه الزمن والمعاناة يمر عليهم الدهر في نكران ولامبالاة تصلبت ملامحهم ، شخصت أبصارهم ، جفت دموعهم ، تجعدت أسارير وجوههم ..احترقت أفئدتهم تلونت بشرتهم ، تلونت أطعمتهم تلونت منازلهم بلون التراب لا تكاد تظهر للعيان تعتقدها متأملا لوحات فنان لا تستطيع أن تصدق إن بها يستوطن إنسان ± ± ± ± ± ± أي نعم إنسان ابن هذا الوطن ....الذي نشترك في استنشاق هواءه ابن هذا الوطن الذي نشترك في شرب ماءه ابن هذا الوطن الذي نلتحف جميعا بسماءه ابن رقصوا بالتوالي على جراحه تجمعوا مرارا في لجن يناقشون معاناته كتبوا ونضروا ودمدموا كثيرا وما قرروا يوما ..وما نفذوا يوما عمقوا عبر الزمن عزلته وبمنطق النصيب كرسوا قسمته بأعماق الوطن ابن استرخص انتماءه ابن استرخصت حياته ودماءه ± ± ± ± ± ± فما أعمق عمقك يا وطن....ييييييييي وما أحر النطق بياءك فكم تحتاج من العمق يا وطن كي تضم أبناءك وكم نحتاج عمقا يا وطن كي نصل عمق خيراتك وكم تحتاج من دمائنا يا وطن كي تحس بانتمائنا لك ما أعمق عمقك وطنيييييي بقلم ابنة المغرب العميق مريم التايدي   06/11/2014 مصرنا ©