تهيأ أيها اللاجئ للعودة لفلسطين!!!.
سماك العبوشي
....................
أقسم بالله أن الدمع قد ترقرق من مقلتيّ فيما كنت متسمراً أمام شاشة التلفاز أرقب بشغف مجريات حفل إلقاء الكلمات بعد التوقيع على اتفاقية المصالحة التي جرت في قاهرة المعز والثورة والمباركة، كيف لا ولقد رأيت قادة فتح وحماس وباقي فصائلنا الوطنية وقد علت وجوههم البشر والرضا في قاعة إلقاء الكلمات التاريخية التي جمعتهم، فيما انتقلت المشاهد لتنقل لنا أعلام حركاتنا وفصائلنا الوطنية وهي ترفرف مع راية فلسطين في كل من رام الله وغزة.
وفي ظل أجواء البشرى والانفراج بالمصالحة الفلسطينية التي تمت هذا اليوم، وبتوقيع هذه الاتفاقية المباركة التي أنهت أربعة أعوام من الانقسام السياسي والقطيعة القسرية بين حركتي فتح وحماس، فإنه ليسعدني ويشرفني بأن أتقدم لجميع أبناء فلسطين، في الأرض المحتلة السليبة أو الشتات، بأزكى آيات التهاني والتبريكات، راجياً من الله العزيز القدير أن يعبر بسفينة المصالحة والوفاق والتفاهم إلى بر الأمان، وأن تتحقق أحلامنا في حياة حرة كريمة، في ظل دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس.
لاشك من أن النظرة حيال ما جرى اليوم تختلف من مكان إلى مكان، فالنظرة في عموم بلداننا العربية ومدننا الفلسطينية تختلف عن نظرة تل أبيب ومن يساندهم من دول غربية، فما جرى اليوم إنما يعد يوماً تاريخياً مشرقاً لنا جميعاً، على امتداد الرقعة الجغرافية لأمتنا العربية المجيدة، وأن توقيع الاتفاق يعد انتصاراً كبيراً للشعب الفلسطيني، وللقيادة الفلسطينية، وللفصائل الوطنية الفلسطينية، كما وتعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهي لعمري لحظة تاريخية تسجل انتصارا حقيقيا لإرادة الشعب الفلسطيني المرابط الذي رفض الانقسام وأبى أن يركع للطاغوت الأكبر المتمثل بالحلف الصهيوأمريكي، وهي خطوة راسخة باتجاه تحقيق حلم العودة وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة وعاصمتها القدس، فيما كان ما جرى اليوم يعد لدى الكيان الصهيوني – حكومة وساسة أحزاب وقطعان مستوطنين - يوم بؤس وشقاء ونكبة كبرى، وإنني تالله لأتحسس عن بعد آثار تلك النكبة في أنفاسهم الكريهة والحاقدة وخيبة أملهم!!.
ختاماً نقول ...
· للعدو الصهيوني ومن يقف وراءه مؤازراً مسانداً، لا والله لن ترهبنا تهديداتكم وتصريحاتكم أبداً، فموتوا بغيظكم، فلقد توحد الشعب الفلسطيني بكل فصائله وحركاته الجهادية، وأن عقارب الساعة لن تعود أبداً، فلقد خطونا الخطوة الأولى لإنهاء هيمنتكم وكسر شوكتكم وجبروتكم وعودة الحق إلى نصابه.
· ولمصر العروبة، لقيادتها الجديدة، ولشعبها العربي الأبي الذي ثار شبابه ضد طغيان نظام بائد مستبد، بوركت جهودكم التي أثمرت عن تحقيق حلم فلسطيني عربي امتد لأربع سنوات عجاف سود، قاسى خلالها شعب فلسطين ويلات الانقسام والاحتراب والممارسات الخاطئة، هنا أو هناك.
· ولقادة فصائلنا وحركاتنا دونما استثناء، توكلوا على الله العزيز القدير وتمسكوا بعروة الوفاق، وخذوا حذركم مما يبيت لكم في مطابخ العداء وخلف الأكمات الشيطانية، فالعدو لن يرضخ أبداً، فالقضية بالنسبة له هي قضية موت أو حياة، فموته كامن باتفاقكم ووحدتكم ورص صفكم، وحياته تعني موت أحلامنا المشروعة التي ناضلنا ونناضل من أجلها، ورحلة الألف ميل بتحقيق أحلامنا قد ابتدأت بخطوة المصالحة اليوم!!.
والله أكبر وهو المستعان.
سماك العبوشي
simakali@yahoo.com