الحرباء   سعيد   بقلم: سعيد رمضان محمد ........................... الحرباء حيوان مفترس يستطيع أن يلتهم أي شىء يدخل فمه عن طريق لسانها الذي تخرجه بسرعة وقت اللزوم باتجاه الفريسة التي تريد اصطيادها و قدرتها على التنكر و تغيير اللون تساعدها على الهجوم على فريستها بصورة فجائية و من البشر من يملك القدرة على لعب دور الحرباء في الحياة و لقد تذكرت الحرباء و ما تفعله في الطبيعة بصورة غريزية فطرية عندما شاهدت إحدى البرامج في قناة مصر 25 منذ عدة أيام حيث ألقى هذا البرنامج الرائع الضوء على عدد كبير من مقدمي البرامج المشهورين الذين يفعلون كما تفعل الحرباء تماما فيغيرون جلدهم و يستخدمون ألسنتهم ليقلبوا أقوالهم فيناقضون أنفسهم من وقت إلى أخر و من موقف إلى موقف كما تراهم أيضا يتلاعبون بالألفاظ و يسمون الأشياء بغير أسماءها على حسب الموقف و الشخص الذي يتحدثون عنه فكلمة إرهاب على سبيل المثال كلمة يرددها الكثيرون منهم غالبا كما تستخدمها الصحافة الصفراء أيضا لوصف الجماعات الإسلامية فيستخدمونها في غير موضعها كما فعلوا على سبيل المثال لا الحصر مع مليونية نبذ العنف في يوم الجمعة الماضي فيما يخص تعليقاتهم غير الموضوعية عن تصريحات الشيخ صفوت حجازي و غيره ممن دفعهم بطش و حماقة الفريق الأخر أن يكونوا في موقف دفاع خطير عن أنفسهم و عن دينهم و ليس موقف هجوم على الإطلاق فالدفاع عن النفس و العرض و الممتلكات و الشرعية أيضا لا يمكن وصفه مطلقا بأنّه إرهاب أو عنف أو عمل إجرامي بل العكس هو الصحيح حيث أنّ محاربة الفساد و مقاومة الظلم و الجريمة و المجرمين هو نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله و الجهاد في سبيل الله عبادة فيها بذل و تضحية نبيلة و إنكار للذات و طاعة لله و لولا مقاومة الشر لانتشر الفساد في الأرض و الله لا يحب الفساد و الفاسدين الذين يهلكون الحرث و النسل و يهدمون المجتمع و يسعون في الأرض فسادا فهل مقاومة البلطجي المعتدي الذي يحمل الأسلحة لترويع الأمنين و التصدي له يسمى إرهاب؟ !!!!!!!!!!! فالإعلام المصري اليوم يقلب موازين الكون و على الجانب الأخر حين يتحدث عن الجماعات الملثمة كالبلاك بلوك مثلا يصفهم بكونهم ثوار ويصف العملاء الخونة أصحاب الأجندات بأنّهم نشطاء سياسيين و التمرد و العصيان و البجاحة و التطاول على أولى الأمر ما هو إلا ديمقراطية و حرية رأي و الخلاعة و الابتذال و الدعارة و الدياثة تعتبر من وجهة نظرهم فن راقي فهم يقلبون الأوراق و يزيفون الحقيقة بتجميل القبح و تشويه ما هو جميل لأنّه إعلام غير موضوعي عاري تماما من الشفافية و الصدق و الأمانة و كل هذا من أجل ترضية ممول القناة و مغازلة فصيل سياسي معين على حساب فريق أخر و لقد أثبت معد برنامج قناة مصر 25 صحة ادعائاته عن طريق أدلة موثقة و سلطت حلقة الأمس الضوء على مقدم برامج ذاع صيته في الأونّة الأخيرة و على تعليقاته و كلماته التي يناقض بعضها البعض قبل و أثناء عمله في قناة شهيرة مناهضة لحكم الدكتور مرسي من خلال تسجيلات فيديو له يتحدث فيها عن الديمقرطية و الإخوان و مشكلة الاقتصاد المصري و سبب هذا التناقض في الأقوال معروف طبعا و هو أنّه هو و أمثاله مجرد أدوات لا أكثر و لا أقل يستخدمها أولياء نعمتهم أصحاب القنوات ليصدروا أفكارهم و معتقداتهم هم إلى الشارع المصري و ليس معتقدات مقدمي البرامج بالطبع و هذه النوعية من مقدمي البرامج مهما ذاع صيتها و سطع نجمها سوف تصبح حتما مع مرور الوقت كروت محروقة لأنّها سوف تفقد مصداقيتها عند الجماهير و سوف يدرك المشاهد عاجلا أم أجلا عدم شفافيتهم و عدم أمانتهم في تصوير الواقع فمن الأكرم لهم البحث عن مهنة أخرى أو أي عمل شريف أخر بدلا من الكذب و النفاق و تضليل الرأي العام مما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل في الشارع المصري نتيجة لحجب حقيقة الأمور و حصائد ألسنة الإعلاميين و أقلام الصحفيين غير الشرفاء فهل يكب الناس على وجوهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم و هم يفعلون ذلك ليصنعوا من أنفسهم مجرد سلعة رخيصة للمزايدة في سوق القنوات الفضائية أو الصحافة الصفراء فيبيعون أنفسهم و أقلامهم من أجل الشهرة و المكسب المادي السريع ضاربين عرض الحائط بأمانة الكلمة و واجبات مهنتهم الخطيرة.   06/11/2014 مصرنا ©