سقوط الأهرام في فضيحة مدح الموساد
...............................................................
| |
سقوط الأهرام بتولى عبد المنعم سعيد | |
بقلم : محمود طرشوبى
...........................
اختارت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، رئيس الموساد مئير داجان، رجل العام 2009 في دولة الاحتلال الصهيوني، واللافت أن مقدم البرنامج قال قبل الإعلان عن اسمه أنه “الرجل الذي لم يقدم في حياته إلا الأمور الطيبة، إنه الشخص الذي اشتهر بقطع رؤوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم باستخدام سكين ياباني، إنه الرجل الذي ولد وسكين بين أسنانه، انه رئيس جهاز الموساد مئير داغان”، وما أن أنهى المقدم إعلانه عن اسم رجل العام حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحاد. كما قال الصحفي الإسرائيلي ألوف بن احد كبار المعلقين في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، آرائيل شارون، أصر في حينه على تعيين داجان كرئيس لجهاز الموساد “بفضل خبرته الفائقة وهوايته المتمثلة في فصل رأس العربي عن جسده”، على حد تعبيره ,.
هذه قناة تتبع الدولة العبرية أما أن يصدر قريب من هذا الكلام عن صحيفة عربية فهذا لا نعرف له سبب غير إن بني صهيون أصبح لهم اليد الطولي في المنطقة العربية , وعندما يصدر عن صحيفة مصرية بل أكبر الصحف المصرية و هي بالطبع الأهرام فلا نملك إلا نقول إن الأهرام رفعت شعارها المعروف و بجانبه نجمة سداسية , إن الملف المغلق الذي فتحته الدكتورة هالة مصطفي رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" عند بدء التحقيقات معها بشان مقابلة السفير الإسرائيلي داخل جريدة الأهرام , من أن هذا الأمر سبق تكراره كثيرا من مسئولين بالأهرام على جميع المستويات، دون أن تثار مشاكل أو اعتراضات من داخل أو خارج المؤسسة. , و هذه اللقاءات كانت تتم داخل مؤسسة الأهرام , وإن الدكتور عبد المنعم سعيد منذ أن كان رئيساً لمركز الدراسات بالأهرام و هو يتقابل مع وفود يهودية و داخل مكتبه بالأهرام , و سبق له استقبال السفيرين الحالي والسابق لدولة إسرائيل، عدة مرات، و حتى بعد أن كان رئيساً لمجلس الإدارة , و اللقاءات مازالت مستمرة و كشفت عن مشاركة أكاديميين وباحثين إسرائيليين في ندوات ومؤتمرات عقدت فى الأهرام، إلى جانب مشاركة باحثين فى المركز فى اجتماع دوري فى أثينا مع نظرائهم الإسرائيليين، وأضافت أنها رفضت عرضاً من السفير الإسرائيلي بنشر قائمة بأسماء القيادات والمسئولين في الأهرام ممن سبق لهم استقباله فى مكاتبهم، أو التقاؤهم بإسرائيليين فى مناسبات عامة وخاصة.
و رغم كل هذه اللقاءات و المودة بين المؤسسة و اليهود , فمن المؤسف أن تصل إلي درجة مدح أفعالهم و نشرها في الجريدة التي يقرأها العالم كله , و التي تصب في إهانة كاملة للشعب المصري من أنه يستحسن كلام الجريدة ,في مدح رئيس الموساد و لكن العكس هو الصحيح .
, و هكذا جاء التقرير الذي نشرته الأهرام في عددها الصادر يوم السبت 16/1/2010 و الذي قام بكتابته الأستاذ/ أشرف ابوالهول ( أحفظ الاسم ) - فسوف نجده في خلال سنوات في مركز كبير- تحت عنوان " داجان.. سوبرمان الموساد الإسرائيلي " صدمة للقارئ العربي أن يتحدث صحفي بلسان عربي عن واحد من سفاك الدماء بهذا الشكل المثير و الذي يشيد فيها بالبطولة و العبقرية لهذا الشخصية التي جعلت كل همها القضاء علي العرب و الفلسطينيين ، إنه لعار علينا نحن أبناء الإسلام و العروبة أن نمتدح يهودي يداه ملطخة بدماء المسلمين من الأطفال و النساء و الشيوخ , و الخزي الأكبر أن يصدر هذا الكلام عن مؤسسة مصرية , و يصرف عليها من أموال دافعي الضرائب المصريين و الذي لا يحملون في قلوبهم غير العداء و الكراهية لكل اليهود و من والهم و لو شاذ عن ذلك فريق فهم من المنتفعين فهم لا يمثلوا مصر و أهلها و شعبها , ,
و إذا استعرضنا بعض ما جاء في المقال سنري إلي أي مدي تتمتع مؤسسة الأهرام و رئيسها و بعضاً من محرريها بالولاء الكامل لبني صهيون , و إن كلمة التطبيع , لم تعد مناسبة لمثل هذه المواقف المخزية , فهو يقول
" فلولا هذا الرجل( مائير داجان) لكان البرنامج النووي الإيراني قد خرج للنور منذ سنوات ؛ وجه علي مدي السنوات السبع الماضية ضربات موجعة للبرنامج النووي الإيراني جعلته يراوح مكانه تقريبا ؛ فالمتتبع لما يحدث داخل إسرائيل يعرف تماما أن المدير الحالي لجهاز الموساد والذي تولي منصبه في العاشر من سبتمبر عام2002 حقق انجازات لم يكن يتخيلها أحد سواء فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني أو علي مستوي تحجيم القدرات العسكرية لسوريا أو حتى علي مستوي مواجهة حزب الله اللبناني وحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين ومع ذلك فلم يبادر أبدا للإعلان عن عملياته بل كان الإعلان يأتي دائما من الجانب الآخر؛ و وفقا للمصادر الأجنبية فان الموساد الإسرائيلي في عهد داجان كان مسئولا عن عدد من العمليات الجريئة جدا التي تم تنفيذها في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة ووفق المصادر الأجنبية كما قالت صحيفة' معاريف' فان الموساد هو الذي نفذ عملية اغتيال القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية( الحاج رضوان) في العاصمة السورية دمشق في فبراير2008 وتدمير المفاعل النووي السري السوري في دير الزور في سبتمبر2007 وقصف قافلة الشاحنات السودانية التي كانت محملة بالأسلحة الإيرانية وفي طريقها إلي قطاع غزة لتسليمها لحركة حماس في يناير2001 , وفي السبعينيات من القرن الماضي أمره شارون بتشكيل وحدة( ريمون) المسئولة عن أعمال تصفية للعديد من رموز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحصل داجان علي وسام الشرف من الجيش الإسرائيلي وهو اعلي وسام يمنحه الجيش الإسرائيلي لأحد من أفراده , وداجان ليس غريبا عن نتنياهو أيضا حيث كان مستشارا لمكافحة الإرهاب خلال رئاسته الحكومة الإسرائيلية للمرة الأولي بين عامي1996 و1999.
لن أتناول التقرير بالشرح و التحليل فهو لا يحتاج أكثر من يلقي به في وجه صاحبه , فهو صحفي باع قلمه و ضميره لرؤسائه الذين قبلوا بوجود الكيان الصهيوني علي أراضى المسلمين و العرب , و لكن ليعلم هو و من وراءه إن أموالكم حرام عليكم , فالأموال الذي تصرف لكم هي أموالنا و نحن لن نسامحكم فيه و انتم تستخدموها في مدح اليهود و رئيس مخابراتهم , و أن فتاوي علماء الأمة قاطبة إن كل ما من شأنه أن يساعد أعداء الأمة بالفعل أو القول فهو خائن لأمته , و الخائن عليه لعنه الله و الملائكة و الناس أجمعين , و لن أتوقف في المقال ألا عند كلمة وصفه أفعال رئيس الموساد "الانجازات " أي انجازات يا آبا الهول , هل قتل الفلسطينيين إنجاز , هل تدمير المفاعل النووي السوري انجاز , هل قتل عماد مغنية انجاز , هل الوقوف إمام إيران في مشروعها النووي انجاز , هل حرب غزة تعتبر انجاز , هل هدم البيوت و قتل الأطفال و النساء , و تدمير البيوت في غزة انجاز , هل إصابة أكثر من ألف فلسطيني بعاهات منها من وصل إلي حد الشلل انجاز , يا مؤسسة الأهرام , هل هذا انجاز يا دكتور عبد المنعم , هل أعماك صداقتك لليهود عن مآسي اليهود في بلاد المسلمين , عن القتل و المجازر في بلاد العرب , في مصر في فلسطين في لبنان في سوريا , في العراق ,لن أستطيع أن أقول إلا حسبي الله و نعم الوكيل