قضية التوريث , هي الملف الرئيس فى زيارة مبارك لواشنطن
...............................................................
محمود طرشوبي
..................
| |
الرئيس مبارك | |
قضية التوريث فى مصر واحدة من اهم قضايا المنطقة نظرا للدور الذى تلعبه مصر فى المنطقة العربية و اهميتة للسياسية الامريكية فى العالم العربي مازلت اذكر حسين الشافعى احد الضباط الاحرارفى لقاءاته مع قناة الجزيرة منذ عدة سنوات عندما تحدث عن الطريقة التى تم بها اختيارالرئيس الراحل انور السادات، اما بعد اغتيال السادات، فيذكر السفير حسين شريف فى كتابه عن المفهوم السياسي والاجتماعي لليهود عبر التاريخ ( ان حسنى مبارك كان اختيار السادات ) و فى الجزء الرابع من كتابه - الشرق الاوسط فى ظل النظام الدولى الجديد 1981- 1995 ينقل عن بوب وورد من كتابه النقاب ( ان الرئيس ريجان لم يكن يحب القراءة و كان يحب الافلام وكان من الافلام التى عرضت له فيلم عن الرئيس الجديد لمصر مبارك و ظهر فيه مسقط راس الرئيس كفر مصيلحة ) اما بالنسبة للو ضع الحالى فى اختيار من يحكم مصر لم يكن فى الحسبان ان يكون جمال مبارك هو الرئيس المنتظر لحكم مصر الا بعد ان ظهرت الموضة الجديدة فى الدول العربية و الذي بدأت مع اعداد حافظ الاسد لابنه باسل لحكم سوريا من بعده و تشاء الاقدار ان يموت باسل فى حياة ابيه و ينتقل الارث الى طبيب العيون بشار الاسد ليدخل الى الحكم من بوابة حكم العسكر وبعد موت الاسد يتغير الدستور لكى يتوافق مع عمر الابن، وتنجح اللعبة و يصبح بشار رئيساً لسوريا مما اسال لعاب الاخريين و تاكدوا ان اللعبة قابلة للنجاح و بدانا نسمع عن توريث للحكم فى مصر و اليمن و لييبا.
و اتذكر الان احدى الحوارات التى دارت داخل سجن الاستقبال بطره فى 2002 بينى و بين مجموعة من المهتمين بالسياسية عن موضوع التوريث و كان هناك اختلاف هل التوريث حقيقى و لا مجرد وهم. وكان راي ان مبارك هو الذي طرح اسم جمال على الادارة الامريكية و لم يكن فى حسبان امريكا هذ الامر تماماً هذا اولاً الثانى هو كيفية دخول جمال الى معترك الحياة السياسية المصرية و لم يوجد غير طريق الحزب الوطنى و لجنة السياسات و ذلك لاختلاف وضع مصر عن و ضع سوريا فى امكانية دخوله عبر الجيش. اما الخلاف دار حول هل توافق امريكا على ان يحكم مصر مدنى و ليس عسكرى كما هو المعتاد. ظل هذا هو السؤال المطروح عند كل السياسين المدركين لحقيقة الوضع المصري و اهميته بالنسبة للامريكان. و كما يقول بول كيندى فى كتابه (الدول المحورية )- ان مصر موضوعة ضمن اهم تسع دول محورية بالنسبة لامريكا على مستوى العالم -
و ظللنا داخل السجون نتابع موافقة الامريكان على تولى جمال مبارك الحكم فى مصر ؟ و خرجنا من السجون و مازال السؤال مطروح. و لكن الايام الاخيرة بدأت تأتى بالاجابه و لكن على استحياء. ورغم ما جاء فى الجارديان البريطانية عن ان عمرسليمان هو الرئيس القادم لمصر و ذلك لانه اكبر شخصيه عسكرية موجودة داخل النظام فى مصر و إن جمال مبارك غير مؤهل لحكم مصرلأنه ليس عسكريا و هذا مارجحه ايضاً الدكتور ضياء راشون من احتمال ان هناك شخصية عسكرية تصنعها امريكا فى الكواليس لحكم مصر فى حالة خلوالمنصب فجاءة. هذا الكلام و ان كان اقرب للصحة من الناحية التاريخية و العملية مع امريكا الان هذا الأمر يقف له مبارك بالمرصاد، و لولا أهمية عمر سليمان للنظام فى مصرو للامريكان من حيث مسئولئيته عن الملف الفلسطينى لكان قرار المعاش قد صدر منذ فترة و انى اري ان مبارك ينتظر من عمر سليمان دعم موقف جمال عندما يتولي الحكم سواء داخل مصر او خارجها.
ان زيارة جمال مبارك السرية فى 2007و التى لم يكشف عنها الا صدفة من خلال مراسل bbc الذى شاهد جمال مبارك يدخل الى البيت الابيض و اضطر القصر الجمهوري الى الاعلان عنها و انه ذهب للقاء عدد من مسئولي الادارة الامريكية و لم يقابل بوش الامصادفة فى ممرات البيت الابيض و الوضح من خلال هذه الزيارة ان الادارة الامريكية فى عهد بوش لم تكن موافقة تماما على تولى جمال الحكم بعد ابيه و هذه كانت احد اسباب الفتور فى العلاقات بين مبارك و بوش و لذلك لم يعد يزور مبارك واشنطن كل عام كما كان يفعل سابقاُ، ثم تعددت زيارات جمال مبارك لأمريكا و اصبح المسئول الاول عن ملف العلاقات الامريكية المصرية. و كانت الزيارة الاخيرة هامة جدا نظرا انها جاءت بعد تولى اوباما الحكم و امكانية فتح ملف التوريث من جديد و التمهيد لزيارة مبارك الاب و لمحاولة ايجاد صيغة متفق عليها مع الامريكان بخصوصه، و لذلك التقى جمال مبارك بشخصيات في الخارجية ومجلسي النواب والشيوخ وغيرهم، بصفته الأمين العام المساعد لشؤون السياسات بالحزب الحاكم، بغرض "التواصل المستمر للحزب الوطني مع الأحزاب ودوائر الفكر والرأي في الخارج" وأضافت مصادر الحزب الحاكم فى وقتها إن السيد جمال مبارك عرض خلال جولته الأميركية ، رؤية الحزب وسياساته تجاه قضايا المنطقة وتحديات الأزمة الاقتصادية العالمية، و"استشراف مستقبل العلاقة المصرية - الأميركية في ظل إدارة أميركية جديدة".و استمع جمال مبارك إلى رؤية الدوائر الأميركية المختلفة لهذه القضايا، وتصورها للتطورات في السياسة الأميركية، خاصةً في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. هذه كانت الحملة الاعلامية للسيد جمال مبارك لتعريف المجتمع الامريكى بنفسه و لذلك بدأ الاعلام الامريكى فى تسليط الضوء على شخصية جمال مبارك و ظهرت عشرات المقالات والتحقيقات الصحفية في أمريكا عن جمال مبارك وصعوده المتزايد والمتوالي في المشهد السياسي المصري و انه من المنتظران يتولى الحكم بعد ابيه، و شخصيته و فكره و اهتماماته و كان من الواضح ان جمال مبارك لم يتكلم الا عن الشان الداخلى والمطالبه بدور ايجابى من الادارة الامريكية تجاه قضايا المنطقة و ذلك حتى لايدخل فى متاهات القضيه الفلسطنية و تحدث له مشكلات مع اللوبي اليهودي داخل امريكا ثم ظهرت دارسة "بيسون براونلي"، الأستاذ المساعد في العلوم السياسية في جامعة تكساس الأمريكية،عن التوريث ، و تؤكد دراسة "براونلي" أن سيناريو توريث السلطة في مصر لجمال مبارك قادم قادم ولو لم يكن هذا هو المؤكد لكان مبارك قد فكر منذ فترة طويلة في تأهيل أي من القيادات حوله لنقل السلطة إليه.
اما لماذا ملف التوريث و استبعاد غيره ؟ لو تأملنا جميع الملفات الاخري لوجدنا الملف الفلسطينى : يقوم السيد عمر سليمان تقريباً فى فترات متقاربة بالسفر الى و اشنطن لاطلاع الادارة الامريكية على كل جديد داخل هذا الملف و يكاد لايكون هناك تصرف يحدث الإ و يعقبه زيارة مباشرة للولايات المتحدة و ذلك لشرح التفاصيل باعتبارها الدولة الرعايه للسلام ! فلا يوجد داعى لكى يكون هذا هو الملف الرئيس على قائمة الزيارة الا ان يكون مايدور داخل الكواليس الآن على ان هناك خطة جديدة للقضية الفلسطنية ستكون بديلا ًعن كل الخطط و المبادرات السابقة، وهذا يحتاج الى مقال اخر ان شاء.
اما الملف اللبنانى فقد خرج من محور الاهتمام المشترك بين مصر و امريكا بعد فشل مصر فى معالجة الازمة اللبنانية بخصوص الاستحقاق الرئاسي، و نجحت الدوحة فيه فلم يعد هناك داعى للكلام فيه، و ينطبق هذا الكلام على الملف السوري و ذلك بعد دخول تركيا على خط المفاوضات بين سوريا و اسرائيل، و لم يعد هناك وجود لدور مصري، و الملف السوادنى لايختلف كثيرا فلم يستطيع مبارك ان يفعل فيه شيئاً الا موافقته على زيارة البشير للقاهرة بعد قرار اعتقاله ليظهر للعرب و كانه رافض لقرار الاعتقال. و لم يبقى الا الملف الايرانى المقلق بالنسبة لمصر و الدور الكبير الذى تمارسه ايران داخل العالم العربي و هو غير مقلق بالنسبة لأمريكا لانه يدور داخل السياسية الامريكية للمنطقة، و ذلك من خلال ابراز ايران كعدو للعرب بعد زوال صدام حسين. اما مستقبل العلاقات الامريكية المصرية و الوضع فى الشرق الاوسط و ماشابه ذلك من العناوين السخيفة التى تستخدمها الصحف القومية المصرية للتعليق على الزيارة، فهو من قبيل خداع الشعب المصري على ان هناك علاقة ندية بين مصر و امريكا.
( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)
06/11/2014