سياسة هز الشوال في مصر
...............................................................
| |
مصطفي والي | |
بقلم : مصطفي والي
.......................
لست بصدد توجيه لوماً لفرد أو جهة بقدر حرصي علي التوضيح للسيد رئيس الجمهورية ولكل مثقفي مصر والنخبة . ولكل الشرفاء في القوات المسلحة بكافة أفرعها . كي نتعرف علي سياسة هز ألشوال التي يتبعها ذوي المصالح الخاصة الذين يعتقدون أن إبعاد رئيس الجمهورية عن الواقع الذي يعيشه الشعب المصري هو فى صالح مصر . ولمعرفة ما المقصود بهذه السياسة . فسوف نضرب مثال علي ذلك . نفترض أن لديك شوال به عشرة فيران وداخل هذا الشوال قطعة من الجبنه, ونحتاج الى شخص يمسك هذا الشوال وان يسير به من ميدان العتبة إلي ميدان التحرير , بشرط عدم أعطاء فرصة للفئران بان يأكلوا قطعة ألجبنه.. فما هو العمل ...؟؟؟
طبعاً سوف أفسر لكم حل هذه الفزوره.
عندما تسير وتجد أن الفئران في حالة هدوء فهذا يعني أنهم يلتهمون الجبنه . ولكن أن قمت بهز الشوال من فترة إلي أخري فسوف يتخبطون في بعض وتدخل رجل هذا الفأر في عين الأخر وتحدث مشكل بينهم ويتدخل البعض لفك النزاع وآخرين يسمعون المشكلة و..؟ الخ . وبذلك يتلهون في خلافاتهم ويتركون الجبنه . وكلما كررت الأمر في هز الشوال تتزايد الخلافات . ويظل حامل لشوال محافظاً علي الجبنه كي ينفرد صاحب المصلحة بها وحدة.
فى الحقيقة السفارة المصرية في دولة أوروبية كشفت هذا اللغز من خلال أسلوبها في تكوين الاتحاد العام للمصرين بها و كنت متفرج , ولقد لمحت العديد من الأمور منها انتقائهم للعديد من الشخصيات المثيرة للجدل - من البلطجي إلي ضعفاء النفوس - وضربهم بشرفاء الجالية المصرية فى هذا البلد , وكلما تجمع عدد من الشرفاء يتم اختراقتهم بهذه الشخصيات لضرب تجمعهم . وكنت أعتقد في بدء الأمر أن هذا لصالح مصر طالما أن السفارة ترغب أنشاء اتحاد عام للمصرين , ولكن من متابعتي للشخصيات المختارة وطريقة منحها الصفة القانونية عبر وضع مصري يتقلد رئاسة الاتحاد في البداية ( مسيحي ) . ثم يتم تغيره حتى يأخذ الأمر علي أنة نوع من عدم التفرقة بين مسلم ومسيحي وحيث يتم تحريك بعض ذوي المصالح من المسلمون كي يرددون تعبير كيف يتولى مسيحي رئاسة الاتحاد وكانت هذه البداية التي كشفت سياسة هز الشوال . وبالمقابل تجد نفس الشيء في مصر التحضير للانتخابات الرئاسة في مصر تمر بنفس المراحل خطة يعدها جهاز أمني , تبدءا بالتصنت علي الجميع , ثم فرزهم ثم اعداد كشف بتصفيات طبقاً للأهمية كل منهم فإذا كانت أحزاب مثلاً يتم ضرب الحزب في أعضاؤه عبر اصطياد الضعفاء نفسياً من داخل الحزب . ليقوموا هم بدور الانقلاب في الحزب كما حدث في حزب الغد والوفد والتجمع ثم تبدءا حملة اعتقالات الأخوان المسلمون . ثم شن حملة أمنية علي البلطجية وتجار المخدرات ضبط أكبر كمية مخدرات في تاريخ مصر و45 ألف تاجر عام 2009 الغير متعاونين . يليها استدعاء الاحتياطي للقوات المسلحة .
ويتضمن ذلك كافة المعارضين . منهم من تلفق لهم التهم أو الإشاعات ,كما يتم تصفية من في مجلس الشعب تحت مسميات عدة , ثم تأتي لعبة الأخوان للضغط علي الولايات المتحدة ,وهذه لعبة أصبحت مكشوفة مثل تصعيدهم في الانتخابات كي تشعر الولايات المتحدة وإسرائيل بان الإسلاميون سوف يصلون للسلطة ولكي تتغاضي المنظمات الأمريكية عن أسلوب الانتخابات في مصر . أما اشغال القاعدة العامة من الشعب عبر سياسة هز الشوال فتكون باافتعال الأزمات مثل أزمة الخبز التي تشغل المواطن وتنهكه عبر الطوابير , وكذلك أزمة البوتاجاز !! كما يتم إغراق الغالبية العظمة في الكره حيث تعتبر مصر الدولة الوحيدة في العالم التي بها دورات كروية لا توجد في دولة أخري !! أما ربات البيوت فتجد الأفلام والمسلسلات من الصبح إلي اليوم التالي . ثم يأتى الدين الذى يستحوذ علي أكبر مساحة في عقول الناس 99% من الشعب المصري يتحدث في الدين وهو لا يعمل به . والقدوة الدينية لهم هي اللحية والجلابية والذقن و هي عدة النصب وهذا مثال يوسف ألبدري وتوجد أمثلة أخرى أخجل من عرضها .
وعندما ظهر بريق أمل للشعب المصري . وهو الدكتور البرادعي وبمجرد أنة أعرب عن ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية أوالمساهمة في أحداث تغير لصالح الشعب , لوحظ إن نفس الصحفيين ونفس الجرائد القومية التي كانت تقوم بتلميعه هي نفسها التي تشوه صورته الآن .. حيث نجد وجهة نظر كل كتاب ومثقفي مصر حتى فنانين مصر عبر أفلامهم ومنها أمثلة : أن الرئيس مبارك أفسد مصر خلال سنوات حكمه التي تجاوزت 30 عاماً إذا ما أضيفت فترة تولية نائب للرئيس السادات وذلك بسبب ما يقوم به من شراء للذمم والولاءات، وما يمارسه من إقصاء وتهمش للخصوم والمعارضين.
أما النوعية الثانية من المصرين فرغم اعترافها بأن الرئيس مبارك فعل ويفعل كل ما بوسعه للبقاء في السلطة دون أدني اعتبارات لمصلحة مصر العليا فقد كانت وجهة نظر العديد من المصرين في الخارج هي محاسبة كل القوي السياسية والاجتماعية , فهم من يستحقون اللوم والمساءلة، وذلك حين قبل الكثيرون منهم بأن يبيعوا ذممهم وولاءهم مقابل منفعة مادية أو منصب أو نصيب معين من السلطة، وحين تصرف بعضهم بطريقة تعطي للرئيس الذريعة لإقصائه وتهمشيه، أو قبل أن يفعل الرئيس مبارك ذلك بحق غيره وبقي هو متفرجا! حيث نجد ان مرشد الأخوان السابق ظهر معارضا لترشيح جمال مبارك . . فكان تصرف النظام هو أنشاء الوقيعة بين الأخوان عبر دفع بعضهم علي تغير مرشد الأخوان . وطبعاً كما حدث في فيينا أسلوب ضربهم في بعض هو نفس الأسلوب . ووضعوا رجلهم كمرشد للأخوان وهو شخصية يعلمونها ودرسوها جيداً , والجزء الباقي من الأخوان يتم تأديبه عبر عملية الاعتقال الأخيرة ,والمشابهة تماما لما يحدث في فيينا وهي تهديد للسيد/ إبراهيم روما, علماً إن السيد إبراهيم روما هو مواطن نمساوي من أصل مصري . وكان يمكنه تقديم بلاغ ضد من هددوه لضابط اتصال الخارجية النمساوية ولكنة فضل الذهاب لمصر لتبليغ جهات أمن الدولة عن التهديد.
وفي مصر تجد أصحاب المصالح يهزون الشوال كلما علت أصوات مطالبة بالتغيير . ويتمحور هز الشوال إما في افتعال أزمة رغيف العيش أو أزمة البوتاجاز أوأزمة الكره بين مصر والجزائر. هل سمعنا عن أزمة عيش في بنجلاديش مثلا ؟؟ أم نطبق ما حدث في سوريا كي يرث جمال مبارك . والمشكلة ليس في جمال أو غيرة المشكلة المجموعة التي تحافظ علي مصالحها وهي التي تدير مصر لصالحها . ولذلك رغب الدكتور البرادعي المشاركة بحكم رجل قانون يمكن من خلال خبرته سد ثغرات المنتفعين الي الأبد . فهل سيتم تصفية هذا الرجل..؟؟؟؟
رئيس تحرير جريدة المهاجر
yusef_wally@yahoo.com