الإخوان مابين المقدسات والمحرمات
| |
البنا | |
بقلم : محمد حسن
......................
هناك امة عربية إسلامية لها مقومات وخصائص ضربت في جذورها أعماق الحياة وحافظت على القيم الحضارية بمفهومها الإنساني والسياسي ووعت مالها وما عليها وأعلت من قيمة الإنسان
لكن حينما يختلط بقصد مابين هذه القيمة والتاريخ والمرتكزات التي قامت عليها حضارات دينية أو غير دينية وبين مفهوم الحكم وشئونه من منطلق ضيق وأفكار تتسم بتصنيف مابين الأمة والإنسان واخية الأخر فهذا يدل على تخبط سواء في الأشخاص الحاملين لها أو على صيرورة هذه الأفكار في مجتمع له حضارة عريقة
لقد كان الخوف على مسيرة أي امة إن يأتي هلاكها من داخلها ومن قلب وصلب بوتقتها المعنوية التي هي المعبر عن حياة وتضحيات مسيرة طويلة من التاريخ
ومن هنا فان محور حديثا عن المقدسات والمحرمات في طريقة حكم الإخوان الذين هم جزء من الحركة السياسية العربية وأحد الذين رفعوا شعارات معبرة عن قوة وتاريخ ومستقبل الأمة بأكملها
فهل رفعت هذه الشعارات إيمان بها
أم هي شعارات دعائية للوصول لكرسي الحكم
لقد نظر الإخوان المسلمين إلى زاوية الدولة والسياسة والحكم من عيون أخرى غير واقعية تبصر على تخيلات فجاء تفسيرهم للحكم بثقافة تختلف كليا عن الثقافة السياسية المترسخة في النفس العربية
وهنا تداخلات أفكار وروئ كان من شانها انتهاك المقدسات وإباحة المحرمات التي أودت بهم إلى عزلة في غزة وسجن في مصر واحتجاج قوي في تونس وعلى المستوى الشعبي فقدوا كل متعاطف معهم بل حولوه إلى عدوا لهم
لم يعي الإخوان المسلمين طبيعة الحكم والسياسة وإدارة الدولة وإنما كان جل تفكيرهم الوصول للجائزة الكبرى وهي الحكم
ومن هنا اختلطت المفاهيم والسلوك في إدارة الدولة مابين جماعة الإخوان وتمكينهم ومابين الشعب وتطلعاته ونتج عن هذا إن مقدساتهم ومحرماتهم هي التي شملت الحكم دون تعميم هذه المقدسات والمحرمات بمفهومها العام الشامل ودخلوا وأدخلونا في متيفزيقيا فلسفية في إدارة الحكم حيث أصبحت قراراتهم وتصرفاتهم لا يشوبها أي خلط ولغط والسبب أنها ربانية والهام ألاهي فلا مجال للخطأ أو المراجعة
ومن هذا المفهوم الذي استطاعوا أقناعة وترسيخه للمنتمين لهم ( العامة) عزلوهم عن الواقع وأصبح يوما بعد يوم في عزلة مع ذاتهم وأفكارهم
وبسبب عبثية هذه الأفكار وضيق افقها أصبحت تترجم إلى إرهاب من شان هذا الإرهاب إن يسقط امة وشعوب عريقة
لقد حاز الأخوان بعد تاريخ طويل لهم على حكم مصر الدولة العريقة لها جذور وبصمات قوية في كل مراحل وحقب التاريخ الفرعوني والإسلامي والوطني القومي لقد كانت بصمات مصر تغير مجرى الإحداث على مستوى التاريخ
لكن مدركات عقول الإخوان وما أشربت بة أفكارهم جعل الأشياء تختلط عليهم مابين ارث كبير وقيادة حاضرة ومستقبل مبهم
مارسوا ما تربوا علية وتوقف الزمان بهم وبنا جميعا إلى حين إن يقرر هذا الشعب الذي يفاجئ العالم اجمع بتصرفاته ويبهرهم بتطلعاتها التي هي بقدر جذوره على هذه الدنيا
إما سنة الأخوان في الحكم فهي خير دليل على انتهاك المقدسات مابين الإنسان والوطن
- بنسبة للإنسان فهو من أهم المقدسات التي خلقها الله والتي نزلت جميع الرسالات السماوية التي ترفع من شان قدسيه الإنسان وبذلك فان الإنسان في المفهوم الإسلامي يختلف كثيرا عن مفهوم الإخوان لقدسية الإنسان فعند الإخوان الإنسان هو مجرد وسيلة لوصول غاية وهذه الغاية هي الحكم ولنا في أسلوب الإخوان نحو الإنسان وانتهاك قدسيته شواهد كثير لا حصر لها ولكن الشئ الشاهد على امتهان الإنسان ما يحصل في غزة وما كان يحصل في مصر وما يحصل في تونس وما يحصل في سوريا على أيادي الجماعات المتأسلمة
- إما بنسبة للوطن وقدسيته فكثير هي تضحيات الشعوب من اجل العيش في وطن معلوم ومحدد الجغرافيا ؛ لكن في معتقد الإخوان يختلف الأمر كثير فليس هناك وطن معلوم ولا توجد جغرافيا محددة وإنما حسب مصالحهم الضيقة يكون الوطن فلنا أن نرى شواهد على انتهاكهم قدسية الأوطان مثل السودان من اجل البقاء في الحكم وفي غزة من اجل أيضا البقاء في بالحكم وكيف كشفت الإحداث في مصر عن صفقات للإخوان تنال بعض المناطق المصرية للأنظمة الاخوانية المجاورة أليس تلك الشواهد دليل على عدم ارتباطهم بلارض وإنما بمصالحهم والحكم
- تلك الثنائية المقدسة مابين الإنسان والوطن انتهكت واستنزفت في عهد الإخوان بسبب ما يحملوه من أفكار وخاصة في فقه الضرورة الذي ابتدعوه من اجل تمرير ما ينتهكوه للمقدسات مقابل الجلوس على كرسي الحكم
- إما بنسبة للمحرمات وهي الكذب والتدليس ، والاستعانة بالخارج فماذا بعد تحليل هذه المحرمات سواء على المستوى الديني أو الوطني
- يعتبر الكذب من الآفات الخطيرة التي تواجه الإنسان في حياته العامة والخاصة واقصد الخاصة هنا حياته الدينية ، ومن المعروف الكذب أداة ونجاة للفارغين سياسيا وفكريا ولا يوجد عندهم ما يقدمونه للناس وشعوبهم
وربما يكون هناك حكام كاذبون وأشخاص في التيارات السياسية أيضا ، لكن عند الإخوان فان الكذب والتدليس منهج يتبع ويطبقه من الإمام إلى المأموم من اجل الحفاظ على الجماعة وصيرورتها وبهذه الطريقة يحافظوا أيضا على وحدة الجماعة فان هناك قاعدة تقول " إذا صدق الإخوان انتهوا عن الوجود " تلك هي الحقيقة فماذا بعد الكذب يا أولي الألباب هل هؤلاء أهل دعوة وثقة وأمانة للحكم وللأوطان
أما بنسبة لإجازتهم للمحرم الثاني الاستعانة والأستقواء بالخرج ،فكم عانى الوطن العربي من سطوه الخارج وجئت الثورات العربية ومن ضمن أهدافها الاستقلال في القرار فما وجدنا بعد الثورات العكس حيث ازداد الوطن العربي تبعية وخاصة بعد حكم الإخوان وكانت إما تبعية إقليمية أو دولية للولايات المتحدة الأمريكية ،وحينما قرر شعب قلب الأمة العربية الاستقلال من تلك التبعية ، هنا كشف اللثام عن اللئام باستنجاد الإخوان المسلمين بالخارج ضد إلارادة الوطنية الشعبية الحرة من اجل البقاء في الحكم
لقد تحدثوا بكل اللغات للاستنجاد بالخارج وكتبوا شعارات بكل اللغات للاستعانة بالخارج ورفضوا سماع لغة العقل والوطن وما نص علية الإسلام في هذا الأمر فأنني أتساءل ماهية محرمات ومقدسات هؤلاء الناس؟
هي فكرة مابين مقدسات ومحرمات تم انتهاكها وإباحتها بشكل صارخ من قبل الإخوان وهي زاوية واحدة من عدة زوايا توضح لنا مدى تماسك المبادئ والحكم والخلفيات الفكرية للإخوان المسلمين
وتقبلوا مني فائق التقدير ولاحترام
الباحث : محمد حسن رقم الموبيل :01141576670