أخطاء متكررة
...............................................................
| |
باراك | |
بقلم : محمد أحمد عزوز
............................
إن ما قام به الكيان الصهيوني الغاصب من تعدٍ صارخ على أعضاء «قافلة الحرية لغزة»، في عرض المياه الدولية، جريمة كشفت قبح إسرائيل، ومجزرة يندى لها جبين كل حر، وعملية قرصنة صريحة ضد أناس جاءوا من أصقاع الأرض للتضامن مع إخوانهم في قطاع غزة المحاصر ظلماً وعدواناً تحت صمت عربي وعالمي متواطئ.
وهذه الجريمة النكراء، التي ارتكبها الكيان الصهيوني لم تكن مفاجئة لأحد وليست بجديدة عليه، فقد سبق وأن تم التحذير من العواقب الوخيمة، التي ستترتب على أعمال القرصنة الإسرائيلية ضد القوافل المتجهة إلى غزة لإمدادها بالمواد اللازمة للحياة وكسر الحصار الظالم عليه، إلا أن إسرائيل لم تأبه ولم تلتزم بالقوانين الدولية كعادتها.
ونحن نعلم يقيناً أن وراء هذا القرار الخاطئ سياسيين إسرائيليين، يجب على شرفاء العالم أن يرفعوا قضية ضدهم في محكمة العدل الدولية، لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب في حق نشطاء عزل، جاءوا لنصرة إخوانهم المحاصرين في قطاع غزة والشد من أزرهم.
ولأن أخطاء إسرائيل متكررة، وغير مدروسة، فقد انقلب السحر على الساحر، وتغير موقف الرأي العام العالمي، بعدما سقط القناع عن الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، بعد تراكم جرائمه المتوالية، بدءاً بجريمة احتلال فلسطين ١٩٤٨، ومروراً بجرائم الإرهاب التي ترتكب بشكل يومي ومنظم ضد المواطنين الأبرياء، وانتهاءً بجرائم الاستيطان وطرد أصحاب الأرض منها، وكذا الإبادة الجماعية والموت البطيء بالحصار اللا إنساني المفروض على سكان قطاع غزة المحاصر جواً وبراً وبحراً، والذي حوله الكيان الغاصب إلى سجن كبير، إلى أن وصلت الأوضاع إلى حد الكارثة الإنسانية، في اعتداء صريح على مبادئ الشرائع السماوية والقوانين الدولية.
رأينا عبر أجهزة الإعلام بشقيها المرأي والمسموع حجم الاستجابات الشعبية للتعبير عن غضب الشارع من أفعال الكيان الصهيوني في شكل مظاهرات عارمة عمت عواصم ومدن العالم، وحاصرت السفارات الإسرائيلية، وكانت ردة الفعل الرسمية أكبر بكثير من سابق عهدها، فقد كان موقف نيكاراجوا الحاسم بقطع كافة العلاقات مع الكيان المحتل هو أبلغ دعوة لاتينية لطرد السفراء الصهاينة من العواصم العربية، إلا أن أميركا، راعية السلام المزعوم، الفاقدة للعدالة والمصداقية في مجلس الأمن، ظلت على موقفها الداعم للكيان الإسرائيلي، أما تركيا فموقفها معروف لدى الجميع، ويستحق قادتها منا التحية والإجلال.
لقد وصلت رسالة إخواننا الأعزاء «أعضاء أسطول الحرية» إلى العالم أجمع، بأن الكيان الصهيوني هو كيان إرهابي غاصب، وكل أفعاله خارجة عن القوانين والأعراف الدولية، وتم لهم بالفعل ما أرادوا، بأن أيقظوا الضمير الإنساني، وتم بالفعل كسر الحصار الظالم عن إخواننا البواسل في غزة الجريحة.
وقد أثلج صدورنا القرار الرشيد للسيد الرئيس محمد حسني مبارك، حفظه الله ورعاه، بفتح معبر رفح إلى أجل غير مسمى، وهذه هي الشجاعة العربية، وسيُكتب له هذا الموقف الشجاع بحروف من نور على صفحات التاريخ.
وأنا بدوري أحمل أميركا مسؤولية ما حدث لأعضاء «قافلة الحرية»، لأنه حدث تحت غطاء أميركي. وأتوجه بالشكر الجزيل إلى حكومة نيكاراجوا الشجاعة، ولتركيا قادة وشعباً لجهودها الإنسانية الملموسة لإغاثة إخواننا المحاصرين في فلسطين الأبية فهي بحق دولة الخلافة الإسلامية.
مصري مقيم بدبي