رسالة الى الرئيس السويسرى السويسري
...............................................................
| |
هانز رودلف ميرتس | |
بقلم : ابراهيم صلاح
........................
يا صاحب الفخامة .. لقد صدمت النتائج الغير متوقعة لاستفتاء حظر الماذن كلا من الحكومة الفيدرالية وكذلك الاقلية المسلمة، كما ارسلت هذه النتيجة موجات من الغضب والاسف والخوف خلال الدول الاوروبية ، وكذلك طبعا العالمين العربي والاسلامي.
كما تعرفون فان المسلمين في هذه البلاد مخلصون لها ولدستورها وكانت هذه الاقلية الوحيدة من بين الاقليات الاجنبية التي احتفلت بعيد الدستور السويسري يوم 4 اوت 2000 في فندق بلفي برن، والذي حضره نائب لرئيس الجمهورية انذاك ادولف اوجي مع كثير من سفراء الدول الاجنبية وكذلك قادة الاقلية المسلمة في البلاد، وقد قدمنا بهذه المناسبة سيفا قيما للرئيس اوجي كهدية رمزية ليدافع به عن الدستور .
لقد دعيت في 25/1/2004 للتحدث امام لجنة الامن القومي عن المسلمين في سويسرا، وبهذه المناسبة حذرت من هؤلاء الذين يريدون شيطنة وتجريم والتمييز ضد المسلمين والذين يريدون إبعادهم واقصائهم ، ولقد اكدت للحضور اننا نحب هذه الدولة ومخلصون لنظامها الديموقراطين واننا لن ننخرط بحال في أي نشاط اربهابي ضد الدولة، كما زدت تاكيدا ان احسن ضمان لامن سويسرا هو احترام المسلمين ودينهمن ان هذا الامر ليس واجبا قوميا فقط، بل امر ديني الهي واجب التنفيذ، ويؤكد البوليس الفيدرالي انه لم يحكم عى مسلم واحد في أي قضية ارهابية في سويسرا.
ولكن كما تعرفون فلقد كانت هناك دائما اقليه في سويسرا تظن وتعتقد ولا زالت تفعل ، انها تحرص على مصالح سويسرا ونظامها اكثر من الجميع، هؤلاء ينظرون بشك الى الاجانب لأنهم ببساطة لا يقبلون الاخر، قديما كان هدفهم اليهود، وفي اوائل السبعينات من القرن الماضي كنت مبادرة شفارتسنباخ تهدف إلي طرد الأجانب وكان اكثرهم من الايطاليين والاسبان واليوغسلاف، والان هدفهم الجديد هو الاسلام والمسلمين.
لقد مثل الاستفتاء الاخير تحد واضح للنظام الديموقراطي الذي يحتاج الى حماية من هؤلاء الذين ينشرون الخوف والكراهية ضد الاقليات ليحصلوا على اصوات الناخبين، ونحن نعتقد بشدة انه كان من الحكمة البالغة ان ترفض الحكومة الفدرالية هذه المبادرة اساسا لانها غير قانونية وغير دستورية، والنتيجة كما يرى الجميع ضربة قاضية لاسم سويسرا الجيد وسمعتها العالمية، كما أنها تعرض المصالح السويسرية مع كثير من دول العالم للخطر.
ان الخطر اليوم حول هذه البلاد ليس بسبب الاسلام والمسلمين، فهؤلاء لم يقوموا باي عمل يستفز الاخرين وانما بسبب هؤلاء الذين يرفضون اعطاء المسلمين حقوقهم الدستورية، والان وبعد هذا النجاح الكبير فان من المتوقع ان يتقدموا بمبادرات جديدة من هذا النوع مثل حظر الحجاب، واستخدام الأسماء الإسلامية، تدريس الدين، أو إغلاق المساجد وإذا تركوا دون ضوابط فان مبادرتهم القادمة قد تكون طرد المسلمين كلية من البلاد.
لقد سببت هذه المبادرة انتشار الاسلام فوبيا في العديد من الدول الاوروبية، مثل الدانمارك، النمسا، هولندا، ايطاليا، وكذلم المانيا حيث يطالب القوميون هناك بتنظيم مثل هذه المبادرات، الامر الذي قد يشعل ويؤجج حملة هيستيرية ضد الاسلام والمسلمين في كل اوروبا، والان كثيرا من منظمات حقوق الانسان وكذلك من السياسيين البارزين اصبحوا يتساءلون عن حكمة هذه المبادرة حيث انتهكت هذه الديموقراطية واساءت استخدامها.
حسب الوثائق التي افرجت عنه المخابرات السويسرية امام الباحث السويسري والكاتب المعروف ألفرد جاسنر بنشر كتابه جلاديو والجيوش السرية للناتو في لندن، وفي هذا الكتاب يتحدث عن جلاديو وهي منظمة سرية انشاها الناتو في كثير من البلاد، لتقوم بعمليات ارهابية يتم نسبتها للمعارضين لسياسات الحلف، من هذه الحوادث المشهورة خطف وقتل الدو مورو رئيس وزراء ايطاليا السابق وتم اتهام الالوية الحمراء بذلك، قتل محافظ البنك المركزي الألماني ألفرد هرهاوسن.
ونسبة ذلك الى مجموعة بادر ماين هوف، ثم قتل انريكو ماتي رئيس شركة بترول ايطالية لأنه حاول شراء البترول رأسا من ليبيا والعراق.
ولقد تم التعليق على هذا الكتاب في جريدة نوي زيوريخ المشهورة بتاريخ 15/12/ 2004 حيث تمت المطالبة باعادة التحقيق في كثير من الحوادث الارهابية في اوروبا والتي تمت نسبتها للمسلمين والتي قد تكون منظمة جلاديو قد قامت بها، ولا تزال هذه المنظمة التي تاسست في سبعينيات القرن الماضي تعمل في تركيا حيث يحاكم أعضائها بتهمة محاولة الاطاحة بالحكومة القائمة فيها.
وعليه فإننا قلقون للغاية وخائفون من أن تقوم إحدى منظمات الكراهية الأجانب بعملية إرهابية في سويسرا ينتج عنها قتلى ودمار ثم يتم نسبة ذلك إلى المسلمين، هذا الخطر قائم بقوة ، حيث تم تصعيد النفوذ اليميني الأوروبي المتطرف، وكذلك شحن الأجواء ضد الإسلام والمسلمين، والاحتمال كبير بان بعض الدوائر تخطط لليلة الكريستال للمسلمين(*).
يا صاحب الفخامة، اننا نعتقد بنفس الرب، في قيمه الالهية التي اوحى بها الى انبيائه ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، ونـحن نحترم الدستور ونطيع القانون كما نؤمن بالتعايش السلمي والحوار بين مختلف الاديان والحضارت، نـحن مواطنون ومقيمون مخلصون لهذه البلاد ثلاثة من اولادي يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش السويسري والرابع يتبعهم، كل ما نريده هي حقوقنا القانونية التي كفلها الدستور ونؤكد لكم اننا للحصول على اهدافنا سوف نستخدم الوسائل السلمية وحدها فقط.
وختاما يا صاحب الفخامة فان أيدينا لازالت ممدودة بالسلام والمحبة لكل الإطراف في سويسرا حتى لهؤلاء الذين هاجمونا وقاموا بالتشهير بنا، نحن مستعدون لحوار جاد عاقل مع الجميع لضمان الامن والسلام في هذه البلاد.
.............................
رئيس اتحاد المنظمات الاسلامية سابقا
والمتحدث باسم الاقلية الاسلامية
06/11/2014