البلوار ... "موجّهة ضدّ خِرزة خُنصر الوزير الأوّل"
...............................................................
| |
حسين الحسيني | |
* شِعر: حسين الحسيني
قَطيعٌ من المَكائدِ المَفتونةِ بِلَحمِ الغُربة النَيئ..
تَنهشُ ما تَبقّى مِن الأمسياتِ المُعتَّقة !
الليلُ المُتَوحِّشُ يُرَكِّزُ مِن سُعارهِ ضِدّ أُلْفةِ النجوم..
.. بِقَصْدِيَّةٍ ..
يَنسخُ مُريِديه على شاكِلةِ الضياعِ الجاحِظِ مِن فَرطِ التأنيب،
مُرتَدياً حدبته، لِيَجِدَّ في عَزْقِ ألْسِنَةِ العَودةِ من خِلاف !
يَنفضُ عن ياقتِه المُنتشيةِ آثارَ العَرَق المُنبعِثِ من الرَّقيمِ المُسَجّى
و يَخرِزُ ضِدّي فُصوصاً من العُتمة..
العَقيقُ الساديُّ يَتدروشُ فوق ظَهرِ الألمِ المُخَنَّث،
يُدَجِّجُ نَواصيه بِذَبذباتٍ مِن ألقِ السكاكين،
مِن نَصْلهِ يَقطُرُ الجُوريّ...
على دَكَّةٍ عاريةٍ من الشُرفات...
لم يزلْ يَنحرُ الحُلمَ بصَمتٍ باردٍ ..
كَمِشْرَطِ انتزاع الروح..
يَفتُقُ لساني،
لِينكشِفَ الجرحُ عن سوءتِه،
و يَندلِق كما الغبش فوق علبِ الإنتظار،
فأقُضُّ هُلام بَصيصِهم الأصفر..
لحدِّ آخرِ قَطرةٍ مِن مَصْل الصّباح.
كما الذئب يَبركُ الحذرُ مُموَّهاً..
يَرقبُ طلقةً كطريدةٍ تفتح شَهيّة القَصف...
و تَمنح الإنتقامَ وجبتهُ المُقدَّسة !
لن أُزوِّج الوَجْنةَ دَبابيس لِحيتهِ.
... في ليلةِ الصِفر...
سأنتُفُ ذلك الوَخْز بِخيطِ جَوربِها المَسْلوت ذُروةً..
و رَفساتٍ غائيّة...
ِلرَبطِ قَدمي إلى سَريرٍ عَجوزٍ يَلفظُ صَريرَهُ الأخير !
أيتُها الرَّغوة، المُنتشية كَسحابةٍ بيضاء..
إليكِ سِرباً من زغاريد الرحيل..
قَبْلَ أنْ يَهلِسَ آخِر باسقاتِ غُرَّتـي "المُفنتَزة" كِـبْراً..
و يأمُر جُندَهُ ذَوي اللِّحى المَشروطةِ بِمواسمِ القَبْض،
بِالقَبْضِ على شَواربي..
و فَقْعِ بيوضِ أمْسِنا الدِّيكيّ ..
بِكفٍّ سَتمتدُّ لعَضِّ لوزتَيَّ، فأموتُ بالسكتةِ القلبية !
الأزرقُ المُتخَثِّرُ في الخاتَمِ الفَيروزيِّ يَتنَطّطُ كَحارِسِ مَرمى..
ضِدَّ العيونِ الحائمةِ بين طَرْفِها و الحَوَر،
يَفقأُ خطوَتي،
فَتتَمدّدُ ساحاتُ الحَرامِ بِعَدَساتٍ مُقَعَّرة !
و بِنَوباتٍ لولَبيّةٍ من الصَلفِ المُدبّب يَثقبُ بُؤبؤَ السماء،
لتَبقى الرَحمةُ عَوراء..
مُقَرفِصةً أمامَ بَوّاباتِ الهُطولِ العالية !
فيَعتكِف الصّدْغُ مُسَبِّحاً بإسمِ رُبوبيّةِ الكالسيوم،
يُبَروِزُ مِحْجَريَّ بالذُّهول...
فأهديهما للترابِ المُزْبِدِ أكواماً من سَبَخِ الأغنيات!
الجِنِّي ذو القرنينِ المُمَغنَطينِ بالسالِبِ كَما الفقراء.
اليَماني الولادة..
المُتَرعرِع تَحت قُبـّّةٍ من الذهبِ المُحَنّى بالنّذورِ السّـُندسيّة،
.. كَعادةِ حِيتان الصحارى..
يُطعِمُ سِدرةَ الرِّزقِ قَرابينَ من الجياعِ..
و يَرُشّها بِهالاتِ التَسوّلِ الأنيق،
مُوسِّعاً مَدافِنَ الجُيوبِ لِمَوتى يُبَقشِشونَ الغَمام..
فَوق سُطوحِ المراثي المُمَسْرحةِ بالدمع،
لِتَنكحَ الزَّخّاتُ بَعضها بِشيوعيَّةٍ..
مُسْتجيرةً بِزُّمُرّداتٍ عارياتٍ كَمصائِرنا !
بِلا فِكرةٍ تُعاودُ المُخيَّلاتُ انبطاحَها،
..فوق سَريره فَحَسبْ..
يَرى النخيلَ مُمدَّداً على بَطنهِ !
في باحةِ التَنبّؤِ المُسَقّفَةِ بِحُمَّى الحُروف..
أُهديه غُرابين ..
و آخَرَين إلى صَديقِه الأميرِ السابقِ للحَج..
ذلكَ الحجّ المُستثنى بـ (أُمّي) !
حِينَ ضَلّتِ الطقوسُ طريقَها إلى السماءِ و ظَلّوا....
أُمّي: في بيتِها تُسبِّحُ بأسماءِ الفائزين بالقُرعةِ المُنتَقاةِ تَقـيّةً
هو: يَطوف حَول ذاتِه بِعينين من نور.
الشيخ الجَدْي: يُوزِّعُ الحَجيجَ بِالبَرْمَجة..
و يَسْتَغفِرُ للجيوبِ المُثَقّبة بالفَقر !
أُمّي سَتُوشوِش الحَجرَ الأسود عَن الخِرزة،
و تَتَدرّبُ على الدعاءِ،
لِيُصبحَ بِكْرُها وزيراً أوّل !
أنا: أُجَهِّز للحرب..
أربطُ على زندي عَظْمَةَ هُدهدٍ جَو جَو..
و (عِرج السّواحِل)* مِن النوعِ البرمائي،
مُلمِّعاً مِنصّات البلوار..
بَعدَ مُعجِزَتين..
و حَفْنَةِ وَهْمٍ..
و نَفْخَةٍ ماورائيةٍ،
تُسَخَّمُ خِرزةُ خُنصرِه،
فيَنتصِر اللؤلؤُ في قاعِ القَلب!!
********
* البلوار: نوع من الأحجار الكريمة، يُستحب التختّم به، وفقاً للروايات.
*عِرق السواحل أو(عِرج السواحل) كما يسمّى باللغة العراقية الدارجة: هو عَظم يؤخذ من القنفذ أو من حيوان شبيه به لاستخدامه في السحر.
********
* رئيس تحرير "اتجاهات حرة"
Hussein Al Husseini
itjahathurra@yahoo.com
www.itjahathurra.com
06/11/2014