خطايا الإخوان المسلمين .. بين تديين السياسة وتسيس الدين !!
| |
سرحان | |
بقلم : حسين سرحان
........................
مما لا شك فيه إن الرئيس محمد مرسي إنسان طيب ويريد الخير لمصر ولكنه في الواقع الفعلي لم يجمع المصريين على محبته بل لعله لم يحاول ذلك أصلا ، وهذا هو الخطر الكبير الذي كنا لا نريده ولكننا تنبأنا به وتكلمنا عنه مرارا وتكرارا ، فالأمر ببساطه أن المصريين يسعون دائماً لإقامة الدوله الوطنيه بمعني أنها الدوله التي يتمتع فيها المواطنون بكافه الحقوق بصرف النظر عن محل الإقامه أو الأصل الأسم أو النوع أو الدين ، بل ويجاهدون لتحمل كافة الألتزامات والأعباء في سبيل ذلك ، أما الأخوان المسلمون فإنهم يريدون إقامة الدوله الدينيه ، بينما لا يقر المصري الأصيل كريم العنصرين سوى بالدوله التي لها وصف واحد وحيد هو " الدوله الوطنيه " .
لذا فإذا أرادت جماعة الإخوان المسلمين أن يكون الإسلام دين وسياسه فلابد أولا من تديين السياسه بحيث تتفق مع الضوابط الدينيه بمعني ألا ينفرد بتدبير أمور الدوله فرد أو جماعه من الناس دوناً عن باقي المسلمين المصريين وأن يعبرهذا الحكم عن العدل والإحسان ولا يحل محرماً أو يحرم ما أحله الله عز وجل لعباده والا يكون مال الدوله في يد قله قليله بينما يعاني الكثره من الحرمان وكلها ضوابط ورد ذكرها في كتاب الله تعالي لا تسيس الدين - للأسف - كما يفعلون ، نحن نريد خلق ولاء وطني عريض يؤدي الي حاله من التماسك الوطني فمصر لا تريد الدوله الدينيه او المدنيه او العسكريه فالحضاره المصريه هي حضاره مؤمنه للواحد الأحد والأدله من الحضاره ذاتها ومن القرأن الكريم فالحضارة
المصريه القديمه كانت حضاره اخره وليست حضارة دنيا ، فلا يوجد فيها الا القبور والمعابد فالله عز وجل حمى الشعب المصري وأبقي عليه لإنه شعب مؤمن لإنه لو كان الشعب ظالما كان أباده مثل غيره من الأمم ... والاسلام نفسه أستقبل في مصر لأن قيمته العليا هي العدل ولهذه الأسباب نريد الدوله الوطنيه وليست الدينيه لإن مصر متدينه بالفطره .
فعلي الدكتور مرسي أن يكون شغله الشاغل هو توحيد المصريين كافه وتحقيق مطالب الشعب وخصوصاً المطالب البيولوجيه وهي المأكل والمشرب والعمل والمسكن المناسب وأخيراً الزواج فيجب علي الرئيس أن يضع هذه المطالب نصب عينيه لا أن يقابلها بالتجاهل لإن التجاهل سيؤدي الي نتائج كارثيه لا قدر الله فهناك مع الأسف يوجد في مصر أكثر من 25000 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر فهم بدون عمل مثل أطفال الشوارع والمعاقين والبلطجيه فلابد من توفير وظائف لهم حتي يصبحوا بني أدمين وتوفير حياه كريمه لهم ولابد من تحقيق الأمن والتنميه في المحروسه
ولعلها لفته طيبه من الرئيس مرسي أن تقدم بخالص العزاء إلى كل الشهداء ولكنها لا تكفي فلو تحقق الأمن والتنميه الي جانب توحيد الشعب لما كان هناك شهداء او مصابين !!
فيجب علي الرئيس مرسي أن يتحرك الآن ويدعو إلى اجتماع أزمة يضم كل أطياف المعارضة السياسية في البلاد من أجل الوصول إلى حل لهذا المشهد الذي يزداد تعقيدا كل يوم !! فنصيحتي للرئيس الغاء الرحله المقررة غداً إلى أثيوبيا لحضور القمة الأفريقية لإن الوضع الحالي يفرض عليه البقاء في مصر ومحاولة الوصول إلى حل بدلا من السفر لأديس أبابا من أجل تحسين علاقات مصر مع الدول الأفريقية وهو الأمر الذي يمكن أن يتم في مرحلة لاحقة
ولابد من تشكيل لجنة قانونية محايدة وملزمة في نتائجها لكافة القوى السياسية لتعديل المواد المعيبة في الدستور أو الغائه كلية ، أن دوله مثل جنوب أفريقيا استغرق إنجاز الدستور النهائي فيها سبع سنوات من 1989 الى 1996 وذلك لوضع أُسس لدولة حديثة تحمي الحريات وترسخ لمبدأ المساواة والمواطنة ومما يميزه أيضا عن غيره من الدساتير تأكيده الشديد على قيم حقوق الإنسان واحتلالها حيزا كبيرا منه ، مصر يا دكتور مرسي ويا جماعة الإخوان المسلمين ليست أقل شأنا من جنوب افريقيا ، لذا فلتفتحوا الباب على مصراعيه ليكتب المصريون دستورهم بإيديهم طالما إن هذا الحل سيهدأ الثوار ويحقن الدماء المصرية الغالية التي تعكر صفاء مياه النيل .