مرسي الذي يحمل السلم بالعرض !!
| |
سرحان | |
بقلم : حسين سرحان
.......................
" حامل السلم بالعرض " مثل يتندر به إخوتنا الشوام على من يركب رأسه فيخطأ ويدرك أنه أخطأ ولكنه للأسف الشديد يعاند ويكابر ويصر على المضي في الخطأ ، وعندما يحمل الإنسان السلم بالعرض ويريد الدخول من باب الغرفة فإنه بكل بساطة لن يستطيع وذلك لإنه يتصرف عكس طبيعة الإشياء وضد قوانين الفيزياء فالسلم المحمول بالعرض لن يدخل من الباب طولي الشكل ولو امتلك الانسان قوة شمشون الجبار وتربسة عقل هريدي أبو الروس ، لن يدخل السلم المحمول بالعرض من الباب المبني على شكل مستطيل واقف إلا بتكسير السلم نصفين أو هدم حلق الباب أو بهما معا ، وفي كلتا الحالتين ستكون الخسائر عظيمة لا ترقى إلى الفوائد المستهدفة ، للأسف هذا ما يشهده المصريون يوميا بل ينامون ويستيقظون عليه منذ تولي الرئيس الجديد زمام الأمور ، لقد وعدنا الرئيس بمائة يوم انقضى جزء كبير منها ولم يحقق أيا من وعوده التي قال عنها وقتها أنها بسيطة لا تحتاج إلى عنترة ابن شداد كي يقوم بها لقد وعد بوطن نظيف وأمن ملموس ورغيف آدمي ومرور منساب وكهرباء ...الخ ، ولكن ما الذي حدث ؟ ، لقد زادت الأمور تعقيدا وتفاقمت الأحوال سوءا ، لقد ملك الرئيس شغاف القلوب في ميدان التحرير يوم أن أقسم يمينه الأولى وكان يتوجب عليه وقتها أن يمد يده في جيبه كي يخرج تشكيلة حكومته الجديدة ، حكومة الثورة التي تستصلح حال البلاد والعباد ، والتي تحمل المصريون لأجلها الضرب بالزناد ، وخرط القتاد ، ولكنه عوضا عن ذلك ترك حكومة الجنزوري ودولتها العميقة لتجهز على آخر رمق تبقى للشعب المصري المسكين ، ثم اتبع طريقة قارئة الفنجان في أغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة " بصرت ونجمت كثيرا ، لكني لم أشهد أبدا فنجانا يشبه فنجانك " بل أحزانا تشبه أحزانك ، وهكذا أتحفنا بلحية هندسية أخرى ، فالمهندسون يختارون المهندسين ونسمع جعجعة كثيرة ولا نرى طحنا ، ولا يتبقى لنا إلا أن نتندر ساخرين بالمطلع الغنائي القديم " يا صحرا لمهندس جي ، يا صحرا لمهندس قال ، ها يخلي ترابك أموال ، يا صحرا لمهندس جي " ، ولم يأت مهندس واحد بل مهندسون كثيرون استوزرتهم الحكومة " القنديلية " الجديدة ، ولكني على يقين أن صحراء الوطن ستزداد تصحرا طالما ظل مرسي ورئيس وزرائه وحكومته الجديدة مصرين على حمل السلم بالعرض ، ولك الله يا مصر .