لو كنت مسلما مصريا شريفا ...............................................................  بقلم : جورج المصري ......................... نحن الأقباط نفكر ونعمل و سكين الاضطهاد مسلط علي رقابنا في آن واحد وكأننا مقاتلين في العالم بسلاح غير مادي سلاح قوي ولكنه خفي هذا هو الفرق بين من يتمني أن يكون قبطيا او يفكر عن ماذا يفعل لو كان قبطيا. كتبت من كل أعماقك لو كنت قبطيا... وحقا كم تمنيت من كل قلبي أن تكون قبطيا لكي تقف معي في خندق اضطهاد واحدا وحولنا ديدان الذل و الفقر و المهانة و الحسرة نتصدى لظلم الحاكم و فساده الديني الذي تفشي في وطن الأقباط . عظيم الكلام ممتلئ بفلسفة التمني جميل وكأنك تسبح في مسبحك الخاص و وتتمني أن تكون مثلي أعوم في بركة أوحال عمقها 1400 عام من الطين. أنا القبطي كمن يصارع أمواج اليم وهو مقيد اليدين و الرجلين لا يملك حتى التمني مثلك. لوكنت أنت قبطيا ماكان حال الاقباط مثل حالنا، ليس لأنك صنديد مدافع عن الحق ونحن نعاج . لا يا سيدي روحك لن تطيق الاضطهاد ساعة ولن تطيق أن تري مدي الذل و الهوان الذي يعاني منه أولادك وإخوتك وبناتك وهم مضطهدون من أجل عقيدتهم. ويشرفنا ويؤلمني أنك عددت مصائبنا ومصادرها و أثبت أنك عالم خبير بما يئن منه القبطي ويجز نواجذه محتملا بكل صبر ما ألم به من مصائب في وطنه. أنما أردت أن أسألك سؤال حيرتني الأيام لكي أجد أجابه علية. ماذا لو كنت أنت مصريا مسلما شريفا. لو كنت مسلما مصريا لأعلنت للعالم أن حكومة مصر الإسلامية حكومة مستبدة ديكتاتورية تعامل الشعب القبطي معاملة دون مستوي البشر و أبعد ما يكون عن المعاملة الواجبة من حكومة تجاه شعبها. لو كنت مسلما مصريا شريفا قبل أن تثور من أجل أقباط مصر لأنهم لا يحتلون مكانتهم الطبيعية في الوظائف الحكومية أو المجالس النيابية لما قبلت أن يحكم مصر حكومة عفنة منذ عام 1952. فالقبطي يبتعد في عمل فيه مناخ عفن. القبطي لا يعمل في الظلام مع قوات الظلام. لأنه أبن النور ويعمل في النور. لو كنت مسلما مصريا شريفا لما قبلت أموال المسيحيين الأقباط من ألاساس أن تنفق علي جامعة بنيت علي العنصرية الدينية .يتخرج منها جهلاء مرخصين و لو كنت مسلما مصريا شريفا ما قبلت بجامعه عنصرية لا تسمح لأبناء الوطن الواحد من الالتحاق بها من الأساس. لو كنت مسلما مصريا شريفا لما قبلت أن تبني الجوامع لمجرد أنه قيل أن من بني جامع غفرت له ذنوبه. لو كان بناء الجوامع يغفر الذنوب حقا لما وجدت بقعة علي وجه الأرض من غير جامع وهذا لن يكفي لغفران ذنب مسلم واحد يسكت عن الحق. لو كنت مسلما مصريا شريفا لسعيت لأعاده بناء الشعب المصري أولا بعد تخريب 50 عام من الفساد و الطغيان وتخريب الذمم. لو كنت مسلما مصريا شريفا لوقفت أمام كل هذه الملايين التي تصرف علي بناء الجوامع وأبناء مصر يموتوا من كافة الإمراض و علي رأسها مرض السرطان اللعين الذي أصبح يصيب أطفال مصر بمعدل فاق معدلات العالم بأكمله. لو كنت مسلما شريفا لساعدت علي تنظيف وسائل الأعلام التي تتحكم فيها عصابة يوليو حتى يستطيع الكتاب الوطنيين الغيورين أن ينشروا أفكارهم ويشمل هذا الكاتب القبطي. لو كنت مسلما مصريا شريفا لطالبت بتنقية مناهج التعليم من سيطرة الفكر الوهابي المتطرف علي عقول أبناء مصر. للمحافظة علي هوية مصر النقية الحضارية التي أخفتها الوهابية المقيتة المتخلفة. لو كنت مسلما مصريا شريفا وأدعي أن هناك مثلي كثيرين لما تعذب المسيحيين في مصر من أجل استصدار ترخيص بناء كنيسة و ماتوا من أجل بنائها بعد أخذ الترخيص. لو كنت مسلما مصريا شريفا لما أستطاع محمد عمارة وأمثاله من جرذان الوهابية الأزهرية بكتابة ما كتبة و لو كنت مسلما مصريا شريفا لقاضيت وزارة الأوقاف لنشرها مثل هذا الكتاب لأنه يهدد مستقبل الوطن الذي يضم المسلمين و المسيحيين و الذي أن اندلعت فيه نيران الحرب الأهلية سيكون سببا مباشر لغباء من تطلقون عليهم تسمية علماء ولجين العقلاء. الحرب الأهلية التي ستأكل من المسلمين أكثر من المسيحيين ( نسبة وتناسب ) . لو كنت مسلما مصريا شريفا لما انتظرت من الدولة أن تحمي عقيدتي بكتابة العقيدة في بطاقة تحقيق الشخصية. قبل أن تكون خانة الديانة سبب لاضطهاد الأقباط في وطنهم وجودها دليل علي ضعف ثقة الدولة في العقيدة الإسلامية والخوف عليها من الزوال في ظل المنافسة الحرة الشريفة. لو كنت مسلما مصريا شريفا لما قيدت حريات الآخرين في أن يطبقوا قوانينهم التي تنظم أحوالهم الشخصية ولم أكن أتدخل في شؤون لا تخصني من الأساس. لو كنت مسلما مصريا شريفا تخاف علي عقيدتك وسمعتها ما تركت أمثال محمد عمارة وزغلول النجار وغيرهم من الأفاقين أن يكونوا في صدارة من يمثل العقيدة. ولكن أن كان هناك مسلم مصري واحد شريف ما كنت تمنيت أن تكون قبطيا لكي تحل مشاكل الأقباط. لأنه لو وجد ذلك المسلم المصري الشريف لما كان للأقباط مشاكل يتمنون حلها اليوم. George_elmasri@yahoo.com
	.....................................................................................