الجاسوس المصرى
...............................................................
ابراهيم الجندى
--------------
اعلنت اجهزة الامن المصرية عن ضبط طالب سابق بجامعة الازهر يدعى محمد العطار يحمل الجنسيتين المصرية والكندية ، وجهت له نيابة امن الدولة تهمة التخابر والجاسوسية بالاشتراك مع ثلاث ضباط اسرائيليين ضد مصر ، وتجنيده " عشرات " المصريين والعرب للعمل لحساب الدولة العبرية !!
واكدت اجهزة الامن أن العطار تحت المراقبة منذ خمس سنوات فى تركيا وكندا !!
واضاف عميد كلية العلوم بجامعة الازهر والتى تخرج منها العطار ان الطالب كان فاشلا وتم فصله نهائيا !!
الاسئلة المطروحة فى هذه الحالة ... على فرض ان الطالب جاسوس فعلا ...ما هى الظروف التى خلقت منه جاسوسا ضد بلده وكيف يمكن تلافيها مع غيره مستقبلا ؟
من المسئول عن فشله وفصله من جامعة الازهر وهجرته الى الخارج وتقديم نفسه طواعية للاسرائيليين للعمل معهم ؟
ما هى المعلومات التى يمكن ان يقدمها طالب فى كلية العلوم ضد مصر للاسرائيليين ... خصوصا انه لم يعد الى مصر منذ تركها ولم يدخل الجيش ولم يعمل فى اماكن حسّاسة ؟
ثم كيف استجاب " عشرات " المصريين للتجنيد والعمل مع الاسرائيليين ضد بلدهم واهلهم ؟ وما هى المعلومات التى يمكنهم تقديمها الى الاسرائيليين خصوصا انهم بالخارج منذ فترات طويلة ؟
واذا كانت اسرائيل ما زالت تتجسس على مصر ...فمتى يعتبرها نظام الرئيس مبارك بمثابة عدو لم يحترم اتفاقيات السلام بين البلدين؟
الاحظ ان النظام يطلق بالونات دخانية فى الهواء منذ اعلان الرئيس مبارك عن التعديلات الدستورية !!
فقضية التوربينى شغلت الرأى العام ثم اختفت تماما من الساحة ، لدرجة ان المتابعات الخبرية للتحقيقات لم تعد متاحة فى صفحات الحوادث الان !!
وقضايا التعذيب التى انتشرت على الانترنت بالصوت والصورة اختفت اخبارها ايضا لأسباب غير معروفة ؟
كما ان تصريحات وزير العدل ضد القضاة بأن من يصلح منهم للعمل فى القضاء لا يزيد عن عشرين بالمائة والباقى لا يصلح ...اثارت زوبعة !!
اخشى ما اخشاه ان تكون قضية العطار ضمن محاولات شغل الرأى العام حتى تمر التعديلات الدستورية المطلوب تمريرها !!
فلا يمكن ان ننسى أن محكمة امن الدولة العليا طوارىء ( التى يمثل أمامها العطار ) قضت بسجن رئيس مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين ابراهيم بعد ان اتهمته بالعمل ضد مصر لحساب الخارج ، ثم برأته محكمة النقض وانشدت فى وطنيته شعرا !!
كل المعلومات التى توفرت حتى الان هى "اعتراف" الشاب بالتجسس لصالح اسرائيل ضد مصر وتجنيده عشرات الشباب للقيام بذات المهمة !!
ثم ان الضباط الاسرائيليين المعلن عنهم ساعدوا الطالب فى تركيا بالحاقه للعمل فى " مطعم " للوجبات السريعة !!
وفى كندا ساعدوه للعمل " كاشير " فى بنك والوظيفتين عاديتين ولا تحتاجان الى مخابرات اسرائيل لتوفيرهما !!
ثم ان المبلغ الذى اعلنت السلطات عن تلقى الشاب له ( 65 ) الف دولار خلال ( خمس ) سنوات لا يتناسب ابدا مع مهنة جاسوس ، وانما يمكن توفيره من عمله فى البنك بمعدل الف دولار كل شهر بعد مصروفاته !!
مسألة الاعترافات لا يمكن التسليم بها ومشكوك فى امرها الى ان يمثل الشاب امام قاضيه الطبيعى وتتوفر له محكمة علنية عادلة ، حينها فقط يمكن ادانته والحكم عليه .
ielgendy@gmail.com